آخر تحديث: الثلاثاء, 26 أكتوبر/ تشرين الأول, 2010, 15:20 GMT
نبذة عن حياة طارق عزيز
كان الشخصية الاشهر دوليا في النظام السابق
يعتبر طارق عزيز، نائب رئيس الوزراء العراقي السابق، ووزير الخارجية الأسبق واحدا من اشهر مسؤولي حكومة الرئيس العراقي الاسبق صدام حسين على الصعيد الخارجي.
فقد برز عزيز على الساحة الدولية بعد توليه وزارة الخارجية إبان حرب الخليج الثانية عام 1991، وكان المتحدث باسم الحكومة، الأمر الذي جعله دائم الظهور في وسائل الإعلام الغربية.
ويبدو أنه اختير للعب هذا الدور بسبب إتقانه اللغة الإنجليزية، ولقدرته على الظهور كصوت معتدل للنظام العراقي.
وكان طارق عزيز المسيحي الوحيد في صفوف القيادة العراقية، التي كانت غالبيتها العظمى من العرب السنة، وخاصة أبناء مدينة تكريت والمناطق المحيطة بها، وهي مسقط رأس صدام حسين.
بدأت علاقة طارق عزيز بصدام حسين في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي من خلال عضويتهما بحزب البعث الذي كان محظورا في ذلك الوقت، وكان يمارس العمل السياسي السري بهدف الإطاحة بالنظام الملكي المدعوم من قبل بريطانيا.
العمل الصحفي
ولد طارق عزيز، واسمه الحقيقي ميخائيل يوحنا، عام 1936 قرب مدينة الموصل في شمال العراق لاسرة متواضعة كلدانية كاثوليكية، إذ عمل والده نادلا في مطعم.
ودرس الأدب الإنجليزي في جامعة بغداد وتولى مهام اعلامية في الانقلاب الاول لحزب البعث عام 1963 والذي دام عشرة اشهر فقط، حيث عمل في الجهاز الاعلامي التابع للحزب وخلال هذه الفترة غير اسمه الى طارق عزيز.
وبعد عودة البعث الى الحكم عام 1968 تولى رئاسة تحرير صحيفة الثورة الناطقة باسم حزب البعث.
وأهله العمل في مجال الصحافة لتولي أول منصب وزاري في حياته السياسية، إذ عين عام 1970 وزيرا للإعلام.
عرف عنه دماثة الخلق والحنكة السياسية
وفي عام 1977 انضم لمجلس قيادة الثورة، وهو اعلى هيئة قيادية في البلاد، ويضم ابرز مسؤولي حزب البعث الذين كانوا يحكمون العراق فعليا.
وفي عام 1983 عينه صدام حسين، الذي لم يكن يميل الى السفر الى خارج العراق، وزيرا للخارجية.
ونجح عزيز خلال فترة قصيرة في اعادة العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة بعد اجتماعه مع الرئيس الامريكي حينذاك رونالد ريغان في البيت الابيض عام 1984 بعد قطيعة دامت اكثر من 17 عاما.
كما تمكن من تأمين دعم الولايات المتحدة لبغداد أثناء حرب الخليج الأولى ضد إيران في الثمانينيات بعد اقناع الرئيس ريغان وموفده الخاص دونالد رامسفلد بأن العراق يمثل حاجزا اساسيا في وجه المد الايراني.
واستطاع بحنكته الدبلوماسية إقامة علاقات اقتصادية قوية مع الاتحاد السوفيتي السابق.
وبرز اسم طارق عزيز في وسائل الإعلام العالمية بعد الغزو العراقي للكويت في أغسطس/ آب من عام 1990، والحرب التي أعقبته، حيث كان يقود المفاوضات مع الامم المتحدة والولايات المتحدة قبيل بد حرب الخليج الثانية واخراج القوات العراقية من الكويت.
وعشية حرب الخليج الثانية، اتخذ طارق عزيز موقفاً كان له أصداء واسعة برفضه قبول رسالة تحذر من حتمية الحرب وجهها الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب لصدام حسين، خلال اجتماعه في جنيف مع وزير الخارجية الامريكي الاسبق جيمس بيكر.
كما عاد عزيز الى واجهة الاحداث عام 2003 قبل غزو العراق من قبل الولايات المتحدة وحلفائها معلنا ان العراق لا يمثل مصدر تهديد عسكري، لكنه كان متأكدا من حتمية وقوع الحرب التي كانت حسب رأيه بسبب النفط والعامل الاسرائيلي.
"دماثة خلق"
بعد الغزو الامريكي للعراق اصدرت القوات الامريكية قائمة باسماء 55 شخصية مطلوبة من مسؤولي نظام صدام حسين وكان ترتيب عزيز الثالث والاربعين. وسلم عزيز نفسه للقوات الامريكية بعد شهر من احتلال العراق.
وقد نشرت صحيفة الاوبزرفر البريطانية عام 2005 رسالة لعزيز شرح فيها ظروف اعتقاله قائلا "نحن منقطعون عن العالم الخارجي ولا يمكننا الاتصال بأسرنا ونرغب بالحصول على محاكمة عادلة ومعاملة حسنة".
ورغم ما قيل ان صدام حسين كانت يستمع الى ما كان يقوله له عزيز الا ان الاخير لم يكن يتمتع بنفوذ قوي في حكم العراق وربما كانت ميزته الاهم الولاء لرئيسه، صدام حسين، وثقة الاخير فيه بلعب دور الناطق باسمه.
ونجح طارق عزيز في الحفاظ على رضا الرئيس العراقي عنه، كما نجا من محاولة اغتيال عام 1980.
ويقول المقربون من طارق عزيز عنه إنه إنسان هادئ ودمث الخلق، ويتمتع بالقدرة على الحديث بطلاقة.
لكن هذه الصورة الوديعة تخفي وراءها سياسيا محنكا بشخصية صلبة، تمكن من البروز وتقلد أعلى المناصب في عهد صدام حسين.
http://www.bbc.co.uk/arabic/middleeast/2010/10/101026_tarikaziz.shtml