الزهور... حليفتك في جميع الفصول
الزغدة (زهرة الربيع)، البنفسج وزهرة الثالوث، ثلاثي يشفي الأوجاع بطريقة مثيرة للاهتمام.
يرى الباحثون في مجال علم النباتات أن كل نبتة تكشف من خلال مظهرها عن نوع الأوجاع التي تعالجها. وقد لاحظ هؤلاء أن شقائق النعمان تُستعمل لعلاج الكبد لأن أوراقها من لون وشكل هذا العضو نفسيهما. وكانوا يظنون أيضاً أن نبتة إكليل الجبل فاعلة جداً في ما يتعلق بعلاج الأمراض الناجمة عن الرطوبة (الحمى، التهاب المفاصل وغيرهما) لأنها تنبت بالقرب من أمكنة تواجد المياه. يُذكر أيضاً أن بعض أنواع النباتات التي تنمو خصوصاً في الربيع، يساعد في علاج الأوجاع التي يسببها تبدّل الفصول ومنها نزلات البرد وبرد الأصابع.
لعلاج الالتهاب التنفّسي
يُعرف عن كل من الزغدة، البنفسج وزهرة الثالوث أنها تتمتع بتأثير منفّث أو مقشع. من هنا تجعل هذه النباتات الإفرازات القصبية سائلة، وتسهل عملية التخلص منها وتهدّئ العطاس. ويُشار إلى أنه غالباً ما تستعمل هذه الأزهار الثلاث في آن على شكل خليط وبذلك يكون لها، على حدّ قول الخبراء، الفاعلية القصوى. انقعي يومياً ملعقة إلى ملعقتين كبيرتين من خليط الأزهار هذا في نصف ليتر من المياه.
لتهدئة الأمعاء الحسّاسة
يرى خبراء العلاج بالنباتات أن هذه الأزهار الثلاث تستطيع تطرية الأنسجة وحمايتها بفضل المخاط الموجود فيها. ويتعلق الأمر في هذه الحال بسائل مخاطي يفرزه عدد معين من النباتات التي تتميز بانتفاخها عند ملامسة المياه. من خلال التموضع على غشاء الأمعاء المخاطي، تهدئ هذه النباتات التهيّج. كذلك، للمخاط تأثير إيجابي على عملية مرور الطعام عبر الأمعاء وخروجه من الجسم لأنه يؤدي دوراً مطرياً ومسهّلاً للمعدة.
لتهدئة البشرة من التهيّج
يمكن معالجة كل من اللسعات واللدغات والدوايات من خلال هذه النباتات ذي الفوائد المهدّئة والملطّفة. وينطبق ذلك أيضاً على برد الأصابع والتشقق والتفسّخ وغيرها. يُذكر في هذا السياق أن زهرة الثالوث البرية تتميز عن أنواع الزهور الأخرى المذكورة بوجود مركبات مشتقة من الأسبيرين في أوراقها، وهذا ما يعطيها في الواقع خصائص مضادة للالتهاب. وتتميز هذه الزهرة أيضاً بقدرتها على علاج حب الشباب والأكزيما والحصف (مرض جلدي معدٍ). يمكن تناول هذه الزهرة على شكل نقوع على مدى ثلاثة أسابيع بمعدل كوب واحد يومياً.
للأمراض الفطريّة اللثّويّة
تتمتع كل من الزغدة وزهرة الثالوث البرية بخصائص مقاومة للفطريات، ومن هنا ينصح الاختصاصيون بتناولهما في حال المعاناة من داء القلاع (مرض معدٍ يعرف بالتهاب غشاء الفم ووجود بقع بيضاء على اللسان واللثة وداخل الخد). قد يُعزى هذا النوع من الالتهاب الناجم عن التعرّض لنوع معين من الفطريات إلى التهاب في اللثة. لمعالجة هذا النوع من الالتهابات تُنقع الزهور ثم يُستعمل السائل المنقوع لغسل الفم.
الزغدة مفيدة للاكتئاب
هذه إحدى خصائص نبتة الزغدة. ويُشار أيضاً إلى أن هذه النبتة غنية بمركبات الكومارين التي تتمتع بخصائص مسكّنة فضلاً عن أنها تسيّل الدم. إذا استعملت موضعياً، بشكل مركز، تساعد هذه الزهرة في محو أو التخفيف من آثار الكدمات.
فوائد علاجية
وحدها الأجناس البرية تتمتع بفوائد عديدة:
رأي الخبراء
- على من يحظَّر تناول نوع معين من هذه الزهور؟
يحظر تناول زهرة الزغدة على الأشخاص الذين يتناولون أدوية أو مركبات مضادة للتخثّر.
- ما تأثيرات هذه الزهور الجانبية السيئة؟
في حال تناول المرء جرعة كبيرة (وهذا نادراً ما يحصل)، قد يعاني من الغثيان والقيء.
هل تعرف...
أن هذه الأزهار لذيذة إذا وضعتها في السلطة؟
ما إن تُغسل هذه الأزهار يمكن استعمالها طازجة ضمن سلطة الكينوا مثلاً أو أنواع السلطة التي يتألف قوامها من الخضار الغضّة. ومن شأن ذلك التخفيف من حالات التهيّج الهضمي بفضل تأثير هذه الأزهار على غشاء الأمعاء المخاطي.
كيف يمكن التعرّف إليها؟
- زهرة الزغدة البرية: عبارة عن زهرة صفراء اللون، وهي موجودة ضمن ثلاثة أجناس ذي فوائد طبية Primula Veris، وPrimula elatior، وPrimula vulgaris.
- زهرة البنفسج العطرة viola odorata: يمكن التعرف إليها من خلال شذاها القوي.
- زهرة الثالوث البرية Viola tricolor: تمزج بين الألوان: الأصفر والبنفسجي والأبيض، لكن قلبها يكون دائماً ذا لون أصفر مائل إلى البرتقالي.
أين يمكن إيجادها؟
إذا كنت تقطف هذه الأزهار بنفسك يفضّل أن تفعل ذلك في مكان بعيد عن الطريق أي في الحقول بغية الحد من مخاطر التلوث. ويفضل الاختصاصيون في مجال النباتات والأزهار الحصول على هذه الأزهار من حقول في الجبل.
ماذا عن الزهور المجفّفة؟
هذا النوع من الزهور متوافر في الصيدليات أو في الأماكن المخصصة لبيع الأعشاب. ويشير الاختصاصيون إلى ضرورة الابتعاد عن الأجناس المزروعة لأنها لا تتمتع بالخصائص نفسها كالأجناس البرية.
كيف يمكن استعمالها؟
وصفة لإعداد خليط مميز من الزهور:
لكل ليتر من نقوع زهرة الزغدة المنقى، أضيفي كيلو ونصف الكيلو من السكر. ثم اتركي الخليط يطهى على نار هادئة لمدة 10 إلى 20 دقيقة مع تحريكه حتى الحصول على نوع من العصير. يمكنك معرفة أنك حصلت على الكثافة المطلوبة إذا تمكنت بعد وضع الشوكة في الخليط من ملاحظة أن القطرات تنساب بسهولة وببطء من على أسنان الشوكة. ما إن تتمكني من ملاحظة ذلك، أضيفي 5 إلى 6 ملاعق كبيرة من زهور البنفسج الطازجة (بعد التخلص من الجزء الأخضر منها) أو زهرتين إلى ثلاث أزهار يابسة. أتركي الخليط على نار هادئة لـ10 دقائق، ثم دعيه منقوعاً لساعة مع وضع غطاء عليه. صفّيه وانقليه إلى قنينة (يحفظ لمدة 3 أشهر).