السبت، 23 تشرين الأول/أكتوبر 2010، آخر تحديث 19:50 (GMT+0400)
المالكي: اتهامات وثائق ويكي ليكس ألاعيب وفقاعات
الوثائق المنشورة تحوي معلومات لم يكشف عنها من قبل
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- رد مكتب رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، على الانتقادات التي طالته بسبب المعلومات المنشورة عبر الوثائق المسربة بموقع "ويكي ليكس،" واصفاً ما قيل حول دور الأجهزة الأمنية العراقية بعمليات قتل لمدنيين بأنها "ألاعيب وفقاعات إعلامية،" واتهم الموقع بالتنسيق مع وسائل إعلام تستغل المعلومات لشن حملة عليه.
واعتبر المالكي أن وسائل الإعلام قامت بنشر بعض الوثائق "بطبيعة انتقائية،" وأضاف أنها تنقسم إلى قسمين "يتحدث الأول عن تصرفات الجيش الأمريكي وشركات الحماية التابعة للجانب الأمريكي في العراق وهو القسم الذي يجب أخذه بالاعتبار نظرا لما يقدمه الجيش الأمريكي، مما يمكن وصفه باعترافات عن أعمال قام به بعض عناصره أو القطعات التابعة له أو شركات الحماية مثل بلاكووتر."
وتابع بيان مكتب المالكي أن هذه القضايا كانت السبب في انتقاد الحكومة العراقية لقواعد الاشتباك التي طبقها الجيش الأمريكي، والتي "وصلت أحيانا حد حدوث أزمة بين الجانبين."
واعتبر البيان أن القسم الثاني الذي يتناول أطرافا غير أمريكية "لا يدخل في دائرة الاعتراف بل يمكن اعتباره أحيانا اتهامات يجب النظر إليها بحذر وإحالتها إلى التحقيق،" مضيفاً أن الحكومة العراقية "ستأخذ مثل هذه الوثائق بنظر الاعتبار لترى من خلال التحقيق مدى مطابقتها للحقيقة ليتم متابعة ذلك قانونيا."
ورأى البيان أن "الضجة التي تقودها بعض الجهات الإعلامية تحت غطاء الوثائق المذكورة ضد جهات وقيادات وطنية وخصوصا دولة رئيس الوزراء تثير في أسلوبها وتوقيتها أكثر من علامة استفهام،" وعاد وشدد على "تأكيد الثقة بوعي المواطن نظرته الثاقبة لمثل هذه الألاعيب والفقاعات الإعلامية التي تقف خلفها أهداف سياسية معروفة لا تنطلي على شعبنا."
وتحدث البيان عن "تواطؤ" بين موقع ويكي ليكس" وبين جهات إعلامية تشن الحملات على الحكومة العراقية.
وأضاف: "أما الحديث عن فرق اغتيالات اعتقالات أو ضغوط أو غير ذلك فإننا نؤكد أن لدولة رئيس الوزراء باعتباره قائدا عاما للقوات المسلحة أجهزة كاملة تقوم بواجبها للاعتقال وإنزال العقوبة حينما يحكم القضاء والجهات المختصة بذلك كما أنها تعتقل من تصدر بحقه أوامر الاعتقال، لا على أساس طائفي أو حزبي.
وكان موقع "ويكي ليكس قد بدأ الجمعة ما وصف بأنه أكبر تسريب لمعلومات عسكرية في التاريخ، عبر نشر نحو 400 ألف وثيقة سرية عن حرب العراق، فيما قال القائمون على الموقع الإلكتروني أن الملفات تكشف عن "أدلة دامغة لجرائم حرب."
وتلقي الوثائق، التي نشرها الموقع الإلكتروني المثير للجدل، الضوء عن عدد العراقيين الذي قتلوا في الحرب، والدور الذي لعبته إيران في دعم المليشيات العراقية بالإضافة إلى العديد من التقارير عن تجاوزات لقوات الأمن العراقي، وفق ما أوردت صحيفة "نيويورك تايمز."
ويشار إلى أن الصحيفة واحدة من قلة من المؤسسات الصحفية سمح لها مبكراً معاينة الملفات السرية، علماً بأن CNN اعتذرت عن ذلك نظراً للشروط المترتبة عن قبوله.
وتكشف المستندات الجديدة عن أن الغالبية العظمى من القتلى المدنيين قتلوا بأيدي عراقيين آخرين.
وقال السكرتير الصحفي لوزارة الدفاع الأمريكية، جيوف موريل، لـCNN، إنه تم إبلاغ عراقيين كشفت هوياتهم بنشر الوثائق السرية، مضيفاً: "هناك أسماء 300 عراقي، نعتقد أنهم معرضون للخطر بهذا الكشف."
وأضاف: أبلغنا القوات الأمريكية في العراق، وهم يجرون الآن اتصالات مع أولئك العراقيين للحفاظ على سلامتهم."
ويشار إلى أن البنتاغون لم يبادر، وكإجراء تحوطي، بتحذير مدنيين عراقيين تعاونوا مع الجيش الأمريكي، من احتمالات نشر أسمائهم على الإنترنت.
وبرر العقيد ديفيد لابان، كبير المتحدثين باسم وزارة الدفاع: "لم نرد إخطار الناس مسبقاً ومن ثم لا تظهر أسمائهم في المستندات المنشورة.. رأينا بأنه ما من داع لإزعاجهم دون سبب."
وأدان البنتاغون نشر ملفات العراق السرية، التي قال الموقع الإلكتروني، الذي سبق وأن نشر ملفات الحرب الأفغانية، إنها بلغت 391،832 تقريراً
وقال موريل: "هذه معلومات مصنفة كسرية وليس للعرض على الجمهور.. أبرز مخاوفنا أنها قد تعرض قواتنا لخطر أكبر مما هي عليه في الأصل بأرض المعارك لأنها تكشف التكتيكات والتقنيات والإجراءات، وكيفية عملهم بساحة القتال وكيفية ردهم على هجمات، وقدرات أجهزتنا.. كيف ننمي المصادر (و) وكيف نعمل مع العراقيين."
وبحسب محللي صحيفة "الغارديان" البريطانية، فأن المستندات تكشف تفاصيل تعذيب وإعدامات وجرائم حرب، حيث فشلت السلطات الأمريكية في التحقيق في مئات التقارير عن انتهاكات وتعذيب واغتصاب وجرائم قتل ارتكبتها قوات الأمن العراق، من جيش وشرطة، كما أظهرت المستندات، على ما أوردت الصحيفة.
وتقول منظمة "إحصاء قتلى العراق" إن الوثائق الجديدة تكشف عن مقتل 15 ألف مدني، وهي إحصائية لم تكن معروفة من قبل، مما يرفع إجمالي القتلى المدنيين إلى 122 ألف قتيل.
وقال جون سلوبودا، مؤسس المنظمة المناهض لحرب العراق: "هذه أضخم إضافة مفردة لبياناتنا منذ بدايتنا."
وكشفت الملفات السرية عن 109 وفاة في العراق، منها 66،081 مدنياً، و23،984 من المسلحين، و15196 من قوات الأمن العراق بجانب 3،771 من قوات التحالف.
ومن جانبه قال مؤسس الموقع الإلكتروني المثير للجدل، جوليان آسانغ في مقابلة مع الشبكة، الجمعة، إن حزمة التقارير الميدانية الجديدة تكشف عن "أدل دامعة لجرائم حرب" ارتكبتها قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة والحكومة العراقية.
وفند موريل تلك المزاعم قائلاً: "دققنا في الوثائق وثيقة بوثيقة، وكلمة بكلمة وصفحة بصفحة.. ليس هناك ما يشير لجرائم حرب، وإذا كان هناك بالفعل لقمنا بالتحقيق في ذلك من زمن طويل."
ويذكر أن البنتاغون عين فريق عمل من الخبراء للتدقيق في الآلاف من المستندات التي توقع أن ينشرها "ويكي ليكس."
http://arabic.cnn.com/2010/middle_east/10/23/wikileaks.iraq/index.html