عبد الكريم قاسم ...العراقي البسيط و المتواضع
الزعيم عبد الكريم قاسم و خلفة اللواء الركن احمد صالح العبدي و الرئيس الاول عبد الستار الجنابي و العقيد وصفي طاهر
الحدث : تخريج اول فوج مظلي في تاريخ الجيش العراقي - و الزعيم يستعرض الخريجين
التاريخ - تموز 1961
عندما نقص على اولادنا ماثر الزعيم عبد الكريم قاسم و الطريقة التي كان يعيش فيها و كيف كان يتعامل مع ابناء شعبة فقيرهم و غنيهم , مسؤل في الدول و مواطن عادي بسيط ، نراهم يتأملون بما نقول و الحيرة ظاهرة على و جوههم . هل ما يقص عيهم حقيقة؟؟ او ان هذا القائد كان يعيش في كوكب اخر او في جمهورية افلاطون الفاضلة حيث...
لقد اعتاد اولادنا ان يروا على شاشات التلفزيون اباطرة يتراْسون جمهوريات اشتراكية وعلى سبيل المثال فجمهورية كوريا الشمالية الدولة الشيوعية المتزمتة نري ان قيادة الدولة قد انتقلت من الاب القائد للابن ثم للحفيد ابن العشرينات . وفي العراق ذو النظام الاشتراكي فكان الرئيس القائد لا يلبس القاط مرتين و سيارات و قصور ابنائة تفوق الخيال و بعد الحرب الاخيرة ظهرت مداعباتهم للاسود و النمور التي يلقى لها بكيلوات اللحم التي لا يراها المواطن العراقي الى في الاحلام .
و كلما يتذكرون الصمون الذي يصنع من طحين الحصة و الذي لم يكن يتجاوز حجم الصمونة حجم الفار و لونها مائل للسواد ، كانوا يغمضون عندما يأكلونها. و تزداد الحيرة عند مناسبات اعياد ميلاد القائد و ما يصرف على هذة المناسبات من ملايين.
عندما القي القبض على صدام حسين في ذلك الجحر هو بتلك الحالة المزرية , كان معة صندوق من الكارتون يحتوي على 750000 دولار, و قبل 9/4 / 2003 سحب قصي صدام حسين ملياري دولار من البنك المركزي العراقي خارج اي نوع الظوابط المعمول بها. و بعد الاحتلال بايام عثر في قطعة ارض خربة بالمنصور على صندوق يحتوي على 800 مليون دولار امريكي.
تلك نماذج من احدث الامس القريب اما امبراطوريات ( مافيات ) اليوم في العراق فقد اصبحت ملايين الدولارات شىء لا يساوى الاهتمام به فقد و صل الفساد المالي لميارات الدولارات
ان مع الجيل الجديد الحق في عدم تصديق ما يقص عليهم من هذة القصص العالية التناقض ، فهذا ما شاهدوة باعينهم و ذاك ما يسمعوة بأذانهم.
الزعيم عبد الكريم قاسم و معة الرئيس الاول عبد الستار الجنابي يستعرض
القطعات العسكرية في ساحة التحرير بمناسبة الذكرى الاولى لثورة 14 تموز
الحدث : العرض العسكري يوم 14 تموز 1959
المكان : ساحة التحرير بغداد
اثناء احتفالنا بذكرى ثورة 14 تموز 1958 شاهدت في قاعة الاحتفال صبي بعمر العشرين يرقص و يهزج فرحا و هو حامل لصورة الزعيم عبد الكريم قاسم , سألتة لماذا هو مبتهج بهذة الطريقة و هو لم يرى الزعيم او يعيش ايامة فالزعيم استشهد قبل ولادتة بما لايقل عن عشرين سنة ، اجاب و بكل ثقة ان ما سمعه من والدة العامل البسيط جعل قلبة البريء يمتلى حبا لة و قد قص على هذة القصة .
في احدى الليالي و الزعيم يقوم بجولتة اليومية بمدينة الثورة لتفقد ابنائها الاخيار الذين بنت لهم الثورة بيوت محترمة و وزعتها عليهم مجانا بدل الصراف المزرية الحال التي كانوا يعيشون بها خلف السدة الشرقية و الحق انني كثيرا ما شاهدت تك الصرائف بنفسي و اشبهها بفنيسيا ( ايطاليا ) مع الفرق ان الصرائف كانت قد بنيت على جزر تحيط بها مياه شطيط من كل جانب ( و الشطيط هو مجمع لمياة الصرف الصحي لبغداد ) و طبعا لا توجد انابيب مياه للشرب و لا كهرباء و كانت هذه الصرائف بدون ابواب. عندما علم ابناء مدينة الثورة بوصول الزعيم التفوا حولة بالمئات و طبعا كان الزعيم ياتي بدون اي حماية و كانت سيارتة بمفردها و معه السائق و احد المرافقين. و كان والد هذا الشاب في ذالك الوقت شابا ايضا , بادرة الزعيم بالسوال " شلونك ابني هسة ؟. اجابه و بكل عفوية:
شلوني سيادة الزعيم بعد گمت اگول منو؟؟ "
اي انة و لاول مرة في حياته بداء يسكن دارا و هذا الدار ليس كالصريفة التي كان يعيش بها سابقا بل هي دار حديثة و لهذا الدار باب و عندما يأتي احد الزيارتة و يطرق باب البيت يقول و باعلى صوتة " منو؟؟؟ " .
تصورا لهذة المفرادات الحياتية اليومية كان الزعيم يشارك العراقيين همومهم. في احدى الليالي و بعد جولة الزعيم اليومية في تالي الليل و عند انتهاء الجولة زارنا في البيت و قد اسقبلناه بفرحة الابناء عند روية والدهم . كانت بيوتنا من البساطة لا يقبل المستوى تحت المتوسط من الناس الان القبول بها او باثاثها.
جلس رحمة الله و بكل فرح قال " اني اليوم جدا فرحان "
سألة والدي عن سبب فرحة و قد كان معه في هذة الجولة
قال الزعيم " اليوم بدائت اشاهد على أسطح بيوت اهل الثورة اريلات التلفزيون , و هذا معناة ان هولاء الناس بدئوا يشترون الثلاجة و و المبردة و الطباخ و الان التلفزيون" .
صورة يظهر فيها الرئيس الاول عبد الستار الجنابي و الزعيم عبد الكريم قاسم
وخلفهما العقيد فاضل عباس المهداوي
المكان : النادي العسكري في بغداد
عاش الزعيم عبد الكريم قاسم انسانا بسيطا يفرح لفرح ابنائة الفقراء و يبذل الغالي و الثمين لاسعادهم و تعويض ما فات من حياتهم من سنوات الحرمان.
لقد كا المفهوم الاشتراكي بنظر الزعيم عبد الكريم قاسم و كما حددها في احدى خطبة هي :
" رفع مستوى الفقراء الى مستوى الاغنياء العادل و المحافظة علد مستوى الاغناء" .. اي لم تكن اشتراكيتة توزيع الفقر و الحرمان على ابناء الشعب . ولم تكن عقيدة الزعيم عبد الكريم قاسم كما كانت عقائد من سبقوة و من جائوا من بعده ( جوع الشعب يتبعك للموت) و مع كل الاسف طبق هذا المبداء و ما زال يطبق. فمثلما كانت امنيتة ان يعيش السواد الاعظم من ابناء العراق برفاهية و كرامة فلم تكن لدية اي رغبة او نية للانتقام من الاغنياء على الاطلاق , لقد كان يتصرف على اساس ان الفقير العراقي و الغني العراقي هم ابناء بررة لهذا الشعب و ان خسارة اي من افرادة خسارة كبرى للعراق.
لنتسائل الان كيف كان الزعيم يعيش و باي مستوى وهل اثر قيادتة للسلطة على مجمل شخصيتة ؟
الزعيم عبد الكريم قاسم و احدا من اكثر ضباط الجيش العراقي شجاعة و احترافية و تشهد له مواقفة الشجاعة و الباسلة في معارك جنين في حرب فلسطين 1948, كما كان عالى في انضباطه العسكري في الوقت الذي كان هندامه و قيافته العسكرية محط اعجاب الجميع و قد جائت متناسقة من رشاقة جسمة الطويل الممتلي حيوية .
و بهذة المناسبة اورد لك ايها القاري العزيز هذة القصة التي وردت في كتاب " اسرار مقتل العائلة المالكة في العراق – 14 تموز 1958 للملازم فالح حنظل – الضابط بالحرس الملكي العراقي عند قيام الثورة :
كان الزعيم عبد الكريم قاسم امر اللواء 19 التابع للفرقة الثالثة و قد اختير الزعيم امرا للاستعراض العسكري الذي يجري بمناسبة عيد تاسيس الجيش العراقي 6 كانون ثاني 1958 و هذا بحد ذاتة اعترافا بقدراتة و مزاياه العسكرية العالية . في الصفحة 74 من الكتاب يصف المؤلف الزعيم عبد الكريم بطل ثورة 14 تموز ( والذي يفترض ان يكون المؤلف من الناوئين للثورة و قائدها ") وكان فوج الحرس الملكي يقف مجاورا لواء المشاه 19 حيث و قف في مقدمتة امره الزعيم الركن عبد الكريم قاسم , و كانت تلك المرة الاولى التي ارى فيها هذا الضابط . و قد بدا أمامي و هو يصول و يجول امام افواجة بقامتة العسكرية المشدودة شدا , كأنة سيف غرز في الصخر , و بدا كل ما فية و كانة خلق للجيش و القيادة .
بهذة الكلمات و صف الزعيم عبد الكريم قاسم من قبل مناوئية فكيف باحبائة؟؟ .
و هنا ازيد من دهشتكم من المقطع التالي الوارد في الصفحة 75 من نفس الكتاب و تاملوا كيف تصرف الملك فيصل الثاني عندما راى ضابط بالجيش العراقي و هو بهذة الهيئة المشرفة ؟؟".
كان صوت عبد الكريم قاسم يشق السكون .. رفيعا .. ثاقبا .. صارما بالايعاز الى و حداتة بالاستعداد قبل بقية الوحدات, و كأنة بهذا اراد ان يثبت امام الملك و صحبة و عيون استخبارات الجيش و فوج الحرس الملكي المجاور له ..... بأنة موال للملك اكثر منهم . و عندما و صلت العربة الملكية امام عبد الكريم قاسم , تمهلت بالسير و ترجل منها الملك و التقط فلما سينمائيا لعبد الكريم قاسم ركز علية مدة دقيقتين او ثلاثة دقائق ."
قبل قيام ثورة 14 تموز 1958 الخالدة , يعتبر الزعيم عبد الكريم قاسم من اعلى ضباط الجيش العراقي رتبة عسكرية , و علية فانة من اكثر منتسبي الدولة دخلا كما انة على مستوى عالي من الثقافة و يتكلم الانكليزية بطلاقة . لقد شارك الزعيم عبد الكريم قاسم بالكثير من الدورات العسكرية خارج العراق و كان ترتيبة الاول بين اقرانة دائما . هنا اريد اقول شي و كما نقولة بالعامية العراقية ( هو رجل شايف و عينة مليانة ) و يحدث تقلدة للسلطة بعد الثورة بمثابة نقلة كبيرة في حياتة لذا نراة قد حافظ على توازن سلوكياتة و عفتة .
لنعد الى طريقة حياةالزعيم عبد الكريم قاسم . عندما اشرقت الثورة كانت رتبته العسكرية هي زعيم ركن مؤهل لرتبة لواء ركن في 6 كانون الثاني 1959 . ترقى لرتبة لواء ركن ثم الى رتبة فريق ركن في 6 كانون ثاني 1963 . لنتسائل كم ضابط في الجيش العراقي كان يحمل هذة الرتب؟ انهم قلة قليلة و كانت رواتبهم من اعلى الرواتب في ذلك الوقت و كانت فائضة عن حاجة الزعيم حيث انة اعزب و لا يتناول المسكرات و لا يدخن و يسكن في بيت مؤجر من الدولة تابع لدائرة الاموال المجمدة لليهود , ومن روائع الصدف ان بيتنا في البتاوين و الذي كان تابع ايضا لدائرة الاموال المجمدة لليهود في الجهة المواجهة لداره و على بعد حوالي 40 متراعن يسارة ( قبل الثورة ) . فكيف كان يتصرف هذا الرجل الاسطورة براتبة ؟؟.
أثناء فترة الغداء.. أدوات بسيطة حاله حال أي ضابط عراقي!!
كان مقدار راتبة 440 دينارا . وكان لا يقبل باي مخصصات اضافية على راتبة ( مثل مخصصات المناصب التي كان يشغلها, مخصصات الانذار , مخصصات الطعام و غيرها ) و بالمناسبة كان جميع الضباط الذين بمعيتة لا يستلمون اي مخصاصات اضافية على رواتبهم رغم انهم يكانوا بحالة انذار متواصل و يداومون في الدفاع ما لا يقل عن 8 1ساعة يوميا , ولكن ادبا و اقتداءا بالزعيم القدوة لا يقبلون استلام اي مبالغ اضافية على رواتبهم علما ان الجميع يستحقها قانونا و رسميا .
غداء السادة مسئولي هالأيام.. تواضع !!!
و كان رحمة الله لا يستلم بيدة الراتب وكان يوقع الاستلام فقط ويبقى الراتب مع احد مرافقية. فقد كان يقسمة كما يلي :
100 دينار من الراتب يرسلها الى بيت اخية حامد قاسم مقابل ان يرسلوا لة الغذاء و العشاء يوما بالسفرطاس - و الفرطاس عبارة عن ثلاثة او اربعة حاويان من مادة الصفيح الحديدي الصغيرة الحجم تركب فوق بعضها و تربط جميعها بجامعة من جانبين. وغالبا ما يرسلون لة قليل من الرز و نصف دجاجة مسلوقة و زغيف خبز و بعض السلاطات. و كثيرا ما كان رحمه الله يطلب ممن كانوا بزيارتة مشاركتة هذة الوليمة البسيط جدا.
هنا كان يسكن رئيس وزراء العراق والقائد العام للقوات
المسلحة ووزير الدفاع !!
100 اخرى ترسل الى بيت اختة المرحومة ام طارق .
ايجار الدار التي كان يسكن بها و العائدة لدائرة للاموال المجمدة لليهود والدار التي استاجرت بجانب هذا الدار لاقامة افراد الحماية و المرافقين , وكذلك قوائم هاتفة الخاص في البيت .
40 دينار الى مطعم وزارة الدفاع ( و هذا تقليد موجود في جميع القطعات العسكرية في الجيش ) . لماذا يدفع هذة الاربعين دينار و هو ياكل من الاكل الذي يصلة من بيت اخية ؟ كان مقر القائد العام للقوات المسلحة يشتمل على عدد من الضباط الذين يرتبط عملهم بالزعيم و اكثرهم الضباط ذوي الرتب المتوسطة و منهم المرحوم والدي الرئيس الاول عبد الستار الجنابي. و كما اوردنا كانوا يقضون في العمل ما لا يقل عن 18 ساعة يوميا . وعلية فهم يتناولون على الاقل و جبتين بسيطتين في اليوم في المقر . فكان يدفع عنهم ما يتوجب دفعه الى مطعم المقر العام و قال لي والدي ان الزعيم يقول لنا " انتوا عندكم عوائل و هذه المبالغ تفيد عوائلكم " .اي المبالغ المترتبة عن الاكل في وزارة الدفاع و التي لا تتجاوز دينارين و نصف للضابط الواحد .
ما يتبقى من مبلغ من الراتب يكون مع المرافق الذي يصاحبه في جولاتة , حيث يوزعها على من يراة محتاجا اثناء جولاتة التفقدية اليومية.
في احدى جولاتة و جد رجل فقير يتسول , فقال لة الزعيم لماذا تتسول؟؟
اجابه الفقير انة لا يمتلك اي مصدر للمال .
قال لة الزعيم اذا انطيك فلوس و تسوي كشك و تبع شاي و تترك التسول تقبل , اجاب الرجل بالايجاب , هنا امر الزعيم مرافقة ان يعطية 50 دينارا ثم قال لة زين الاسبوع القادم اجي اشرب الشاي عندك , و كان هذا المبلغ في تلك الايام كبيرا جدا. امتعض المرافق و قال للزعيم " سيدي اشدعوة تنطي 50 دينارا مرة و حدة؟؟ , غضب الزعيم و قال لمرافقة :
انتوا ليش كل ما سوي شي تحاولون تخطئؤني دون ما تعرفون سبب تصرفي هذا؟؟ , اني لو انطيتة خمسة دنانير هذا هسة يروح يصرفها و في اليوم الثاني يرجع للتسول , لكن من انطي 50 دينار راح يكون هذا عندة راس مال يشتري ادوات الشاي و الكشك و يفتح لة مصلحة تبعدة عن التسول.
و فعلا بعد اسبوع ذهب الزعيم لنفس المكان ووجد الرجل قد فتح كشك للشاي و قد تبدلت احوالة و نزل و شرب الشاي عنده ثم
ودعه و الرجل يلهث بالدعاء للزعيم.
المخصصات السرية للزعيم كانت تبلغ 6000 دينار سنويا لا يصرف منها سوي عيديات لافراد الموسيقى العسكرية في عيدي الاضحى والفطر و توثق بوصولات علما ان المخصصات السرية لا يلتزم المسموح لة بصرفها تقديم الوصولات .
لم يستلم الزعيم طيلة فترة حكمة اي مخصصات منصب ( هو و الذين معه) .
و قد و جدت قوائمها باسمة غير مصروفة في الحسابات العسكرية بعد انقلاب 8 شباط المشؤوم.
لم يستلم الزعيم او يسكن الدار التي حصل عليها بالقرعة في مدينة الضباط – بغداد و التي كانت تنظمها جمعية بناء المساكن التعاونية للضباط بل تبرع بها لاحد الضباط الصغار.
ومن الحقائق الاخرى التي كنت اسمعها من المرحوم والدي ان الزعيم عندما حان موعد ترقيتة الى رتبة لواء ركن في 6 كانون ثاني 1959 . رفض هذة الترقية و اصر على استمرار حملة رتبتة زعيم ركن تباركا بالرتبة التي كان يحملها عند قيام الثورة . ولكن الحاح الضباط المحيطين بة واقناعة بان عملة هذا غير قانوني بالمرة استجاب لالحاحهم و قبل الترقية التي يستحقها قانونيا.
في الجيش العراقي كانت هنالك اعلام تركب على مقدمة سيارات اصحاب المناصب العليا في الجيش و الدولة . فمثلا علم رئيس اركان الجيش عبارة عن مستطيل من القماش الاخضر مرصع بنجمتين ذات السبعة رؤوس و بمجموع رؤوسهما الاربعة عشر في ترمز لعدد الالوية ( المحافظات ) في العراق انذاك . و علم قائد الفرقة علبارة عن مستطيل من القماش الاخضر. اما علم امر اللواء فهو عبارة عن مثلث من القماش الاخضر , و هذا العلم كانت تحملة سيارة الزعيم عبد الكريم قاسم قبل الثورة . اما بعد الثورة فلم يرضى برفع علم القائد العام للقوات المسلحة على سيارتة و امكتفى باضافة عبارة " 14 تموز " لعلمة القديم اي علم امر اللواء . فاي خلق و بساطة هذة.
قي احدى الاحتفالات الرياضية للجيش العراقي في ساحة الكشافة و التي كانت برعاية الزعيم , حيث كان الزعيم يجلس في مقصورتة و كنت انا حاضر في هذة المناسبة . طفر احد الصبية الصغار من السياج الذي قرب المقصورة , وكان فقيرا رث الثياب . فما كان من افراد الانضباط العسكري الموجودين الى هموا بالقبض عليه و حاولوا ضربة بالعصي . انتبة الزعيم عليهم فورا و صاح عليهم و امرهم باحضار الصبي للمقصورة حيث اجلسة بجانبة ثم اعطى احد المرافقين مبلغ من المال من جيبه الخاص لشراء ملابس كاملة له.
مرافقي الزعيم ومدير مكتبه
كل هذة المشاهد العفيفة و الانسانية ماهي الى غيث من فيض من حياة هذا الرجل الذي تتعدى انسانيتة كل حدود زمانة الذي عاش فية . لقد سرد الله تعالى في قرانة المجيد قصص لعديد من الحالات اراد منها تعالى ان تكون عبرة للاولى الالباب . توقف الوحي و اكتمل القران الذي لا تبديل لكلماتة و العبر في الحياة التي يسيقها الخالق لنا لم تتوقف فهذا الزعيم الطاهر رحل و لم يمتلك من حطام الدنيا شي , ضل ابناء شعبة تذكرة رغم كل الوان الظلم و الجور و بدل ان تراة الناس في الصور الممنوعة راة العراقيون على و جة القمر المنير و هذا مثل اخر هو صدام حسين الذي امتلك المليارات من الدولارات هو و اتباعة و عائلتة الصغري و الكبرى و ترك شعبة يتلضى باقسى انواع الجوع و الفاقة ز فميزانية العراق في كل سني عهدة توجد فيها المصروفا فقط الما الواردات فتأتي بيدة و لا احد يعلم كم هي _ ثم ارانا الله كيف ارتضى لنفسة و هانت علية نفسة ليعيش بجفرة بمثل هذة الوضاعة و هو بهذة الحال المزرية واليست هذة دروس و عبر اراد الله لنا ان نتذكرها و ان لا نطغى و لا نستبد.
رحم الله زعيمنا و مثلنا الاعلى الزعيم عبد الكريم قاسة الذي ابت شجاعتة ان تعصب عينية و جسدة الشريف يتلقى و ابل الرصاص الذي اشتراة لمحاربة اعداء بلدة و امتة.
الف رحمة على روحك يا الزعيم.. تعال وشوف مليارات الدولارات من خزينة الدولة تختفي بوضح النهار.. النه الله يا الشهيد..
الزعيم عبد الكريم قاسم و خلفة اللواء الركن احمد صالح العبدي و الرئيس الاول عبد الستار الجنابي و العقيد وصفي طاهر
الحدث : تخريج اول فوج مظلي في تاريخ الجيش العراقي - و الزعيم يستعرض الخريجين
التاريخ - تموز 1961
عندما نقص على اولادنا ماثر الزعيم عبد الكريم قاسم و الطريقة التي كان يعيش فيها و كيف كان يتعامل مع ابناء شعبة فقيرهم و غنيهم , مسؤل في الدول و مواطن عادي بسيط ، نراهم يتأملون بما نقول و الحيرة ظاهرة على و جوههم . هل ما يقص عيهم حقيقة؟؟ او ان هذا القائد كان يعيش في كوكب اخر او في جمهورية افلاطون الفاضلة حيث...
لقد اعتاد اولادنا ان يروا على شاشات التلفزيون اباطرة يتراْسون جمهوريات اشتراكية وعلى سبيل المثال فجمهورية كوريا الشمالية الدولة الشيوعية المتزمتة نري ان قيادة الدولة قد انتقلت من الاب القائد للابن ثم للحفيد ابن العشرينات . وفي العراق ذو النظام الاشتراكي فكان الرئيس القائد لا يلبس القاط مرتين و سيارات و قصور ابنائة تفوق الخيال و بعد الحرب الاخيرة ظهرت مداعباتهم للاسود و النمور التي يلقى لها بكيلوات اللحم التي لا يراها المواطن العراقي الى في الاحلام .
و كلما يتذكرون الصمون الذي يصنع من طحين الحصة و الذي لم يكن يتجاوز حجم الصمونة حجم الفار و لونها مائل للسواد ، كانوا يغمضون عندما يأكلونها. و تزداد الحيرة عند مناسبات اعياد ميلاد القائد و ما يصرف على هذة المناسبات من ملايين.
عندما القي القبض على صدام حسين في ذلك الجحر هو بتلك الحالة المزرية , كان معة صندوق من الكارتون يحتوي على 750000 دولار, و قبل 9/4 / 2003 سحب قصي صدام حسين ملياري دولار من البنك المركزي العراقي خارج اي نوع الظوابط المعمول بها. و بعد الاحتلال بايام عثر في قطعة ارض خربة بالمنصور على صندوق يحتوي على 800 مليون دولار امريكي.
تلك نماذج من احدث الامس القريب اما امبراطوريات ( مافيات ) اليوم في العراق فقد اصبحت ملايين الدولارات شىء لا يساوى الاهتمام به فقد و صل الفساد المالي لميارات الدولارات
ان مع الجيل الجديد الحق في عدم تصديق ما يقص عليهم من هذة القصص العالية التناقض ، فهذا ما شاهدوة باعينهم و ذاك ما يسمعوة بأذانهم.
الزعيم عبد الكريم قاسم و معة الرئيس الاول عبد الستار الجنابي يستعرض
القطعات العسكرية في ساحة التحرير بمناسبة الذكرى الاولى لثورة 14 تموز
الحدث : العرض العسكري يوم 14 تموز 1959
المكان : ساحة التحرير بغداد
اثناء احتفالنا بذكرى ثورة 14 تموز 1958 شاهدت في قاعة الاحتفال صبي بعمر العشرين يرقص و يهزج فرحا و هو حامل لصورة الزعيم عبد الكريم قاسم , سألتة لماذا هو مبتهج بهذة الطريقة و هو لم يرى الزعيم او يعيش ايامة فالزعيم استشهد قبل ولادتة بما لايقل عن عشرين سنة ، اجاب و بكل ثقة ان ما سمعه من والدة العامل البسيط جعل قلبة البريء يمتلى حبا لة و قد قص على هذة القصة .
في احدى الليالي و الزعيم يقوم بجولتة اليومية بمدينة الثورة لتفقد ابنائها الاخيار الذين بنت لهم الثورة بيوت محترمة و وزعتها عليهم مجانا بدل الصراف المزرية الحال التي كانوا يعيشون بها خلف السدة الشرقية و الحق انني كثيرا ما شاهدت تك الصرائف بنفسي و اشبهها بفنيسيا ( ايطاليا ) مع الفرق ان الصرائف كانت قد بنيت على جزر تحيط بها مياه شطيط من كل جانب ( و الشطيط هو مجمع لمياة الصرف الصحي لبغداد ) و طبعا لا توجد انابيب مياه للشرب و لا كهرباء و كانت هذه الصرائف بدون ابواب. عندما علم ابناء مدينة الثورة بوصول الزعيم التفوا حولة بالمئات و طبعا كان الزعيم ياتي بدون اي حماية و كانت سيارتة بمفردها و معه السائق و احد المرافقين. و كان والد هذا الشاب في ذالك الوقت شابا ايضا , بادرة الزعيم بالسوال " شلونك ابني هسة ؟. اجابه و بكل عفوية:
شلوني سيادة الزعيم بعد گمت اگول منو؟؟ "
اي انة و لاول مرة في حياته بداء يسكن دارا و هذا الدار ليس كالصريفة التي كان يعيش بها سابقا بل هي دار حديثة و لهذا الدار باب و عندما يأتي احد الزيارتة و يطرق باب البيت يقول و باعلى صوتة " منو؟؟؟ " .
تصورا لهذة المفرادات الحياتية اليومية كان الزعيم يشارك العراقيين همومهم. في احدى الليالي و بعد جولة الزعيم اليومية في تالي الليل و عند انتهاء الجولة زارنا في البيت و قد اسقبلناه بفرحة الابناء عند روية والدهم . كانت بيوتنا من البساطة لا يقبل المستوى تحت المتوسط من الناس الان القبول بها او باثاثها.
جلس رحمة الله و بكل فرح قال " اني اليوم جدا فرحان "
سألة والدي عن سبب فرحة و قد كان معه في هذة الجولة
قال الزعيم " اليوم بدائت اشاهد على أسطح بيوت اهل الثورة اريلات التلفزيون , و هذا معناة ان هولاء الناس بدئوا يشترون الثلاجة و و المبردة و الطباخ و الان التلفزيون" .
صورة يظهر فيها الرئيس الاول عبد الستار الجنابي و الزعيم عبد الكريم قاسم
وخلفهما العقيد فاضل عباس المهداوي
المكان : النادي العسكري في بغداد
عاش الزعيم عبد الكريم قاسم انسانا بسيطا يفرح لفرح ابنائة الفقراء و يبذل الغالي و الثمين لاسعادهم و تعويض ما فات من حياتهم من سنوات الحرمان.
لقد كا المفهوم الاشتراكي بنظر الزعيم عبد الكريم قاسم و كما حددها في احدى خطبة هي :
" رفع مستوى الفقراء الى مستوى الاغنياء العادل و المحافظة علد مستوى الاغناء" .. اي لم تكن اشتراكيتة توزيع الفقر و الحرمان على ابناء الشعب . ولم تكن عقيدة الزعيم عبد الكريم قاسم كما كانت عقائد من سبقوة و من جائوا من بعده ( جوع الشعب يتبعك للموت) و مع كل الاسف طبق هذا المبداء و ما زال يطبق. فمثلما كانت امنيتة ان يعيش السواد الاعظم من ابناء العراق برفاهية و كرامة فلم تكن لدية اي رغبة او نية للانتقام من الاغنياء على الاطلاق , لقد كان يتصرف على اساس ان الفقير العراقي و الغني العراقي هم ابناء بررة لهذا الشعب و ان خسارة اي من افرادة خسارة كبرى للعراق.
لنتسائل الان كيف كان الزعيم يعيش و باي مستوى وهل اثر قيادتة للسلطة على مجمل شخصيتة ؟
الزعيم عبد الكريم قاسم و احدا من اكثر ضباط الجيش العراقي شجاعة و احترافية و تشهد له مواقفة الشجاعة و الباسلة في معارك جنين في حرب فلسطين 1948, كما كان عالى في انضباطه العسكري في الوقت الذي كان هندامه و قيافته العسكرية محط اعجاب الجميع و قد جائت متناسقة من رشاقة جسمة الطويل الممتلي حيوية .
و بهذة المناسبة اورد لك ايها القاري العزيز هذة القصة التي وردت في كتاب " اسرار مقتل العائلة المالكة في العراق – 14 تموز 1958 للملازم فالح حنظل – الضابط بالحرس الملكي العراقي عند قيام الثورة :
كان الزعيم عبد الكريم قاسم امر اللواء 19 التابع للفرقة الثالثة و قد اختير الزعيم امرا للاستعراض العسكري الذي يجري بمناسبة عيد تاسيس الجيش العراقي 6 كانون ثاني 1958 و هذا بحد ذاتة اعترافا بقدراتة و مزاياه العسكرية العالية . في الصفحة 74 من الكتاب يصف المؤلف الزعيم عبد الكريم بطل ثورة 14 تموز ( والذي يفترض ان يكون المؤلف من الناوئين للثورة و قائدها ") وكان فوج الحرس الملكي يقف مجاورا لواء المشاه 19 حيث و قف في مقدمتة امره الزعيم الركن عبد الكريم قاسم , و كانت تلك المرة الاولى التي ارى فيها هذا الضابط . و قد بدا أمامي و هو يصول و يجول امام افواجة بقامتة العسكرية المشدودة شدا , كأنة سيف غرز في الصخر , و بدا كل ما فية و كانة خلق للجيش و القيادة .
بهذة الكلمات و صف الزعيم عبد الكريم قاسم من قبل مناوئية فكيف باحبائة؟؟ .
و هنا ازيد من دهشتكم من المقطع التالي الوارد في الصفحة 75 من نفس الكتاب و تاملوا كيف تصرف الملك فيصل الثاني عندما راى ضابط بالجيش العراقي و هو بهذة الهيئة المشرفة ؟؟".
كان صوت عبد الكريم قاسم يشق السكون .. رفيعا .. ثاقبا .. صارما بالايعاز الى و حداتة بالاستعداد قبل بقية الوحدات, و كأنة بهذا اراد ان يثبت امام الملك و صحبة و عيون استخبارات الجيش و فوج الحرس الملكي المجاور له ..... بأنة موال للملك اكثر منهم . و عندما و صلت العربة الملكية امام عبد الكريم قاسم , تمهلت بالسير و ترجل منها الملك و التقط فلما سينمائيا لعبد الكريم قاسم ركز علية مدة دقيقتين او ثلاثة دقائق ."
قبل قيام ثورة 14 تموز 1958 الخالدة , يعتبر الزعيم عبد الكريم قاسم من اعلى ضباط الجيش العراقي رتبة عسكرية , و علية فانة من اكثر منتسبي الدولة دخلا كما انة على مستوى عالي من الثقافة و يتكلم الانكليزية بطلاقة . لقد شارك الزعيم عبد الكريم قاسم بالكثير من الدورات العسكرية خارج العراق و كان ترتيبة الاول بين اقرانة دائما . هنا اريد اقول شي و كما نقولة بالعامية العراقية ( هو رجل شايف و عينة مليانة ) و يحدث تقلدة للسلطة بعد الثورة بمثابة نقلة كبيرة في حياتة لذا نراة قد حافظ على توازن سلوكياتة و عفتة .
لنعد الى طريقة حياةالزعيم عبد الكريم قاسم . عندما اشرقت الثورة كانت رتبته العسكرية هي زعيم ركن مؤهل لرتبة لواء ركن في 6 كانون الثاني 1959 . ترقى لرتبة لواء ركن ثم الى رتبة فريق ركن في 6 كانون ثاني 1963 . لنتسائل كم ضابط في الجيش العراقي كان يحمل هذة الرتب؟ انهم قلة قليلة و كانت رواتبهم من اعلى الرواتب في ذلك الوقت و كانت فائضة عن حاجة الزعيم حيث انة اعزب و لا يتناول المسكرات و لا يدخن و يسكن في بيت مؤجر من الدولة تابع لدائرة الاموال المجمدة لليهود , ومن روائع الصدف ان بيتنا في البتاوين و الذي كان تابع ايضا لدائرة الاموال المجمدة لليهود في الجهة المواجهة لداره و على بعد حوالي 40 متراعن يسارة ( قبل الثورة ) . فكيف كان يتصرف هذا الرجل الاسطورة براتبة ؟؟.
أثناء فترة الغداء.. أدوات بسيطة حاله حال أي ضابط عراقي!!
كان مقدار راتبة 440 دينارا . وكان لا يقبل باي مخصصات اضافية على راتبة ( مثل مخصصات المناصب التي كان يشغلها, مخصصات الانذار , مخصصات الطعام و غيرها ) و بالمناسبة كان جميع الضباط الذين بمعيتة لا يستلمون اي مخصاصات اضافية على رواتبهم رغم انهم يكانوا بحالة انذار متواصل و يداومون في الدفاع ما لا يقل عن 8 1ساعة يوميا , ولكن ادبا و اقتداءا بالزعيم القدوة لا يقبلون استلام اي مبالغ اضافية على رواتبهم علما ان الجميع يستحقها قانونا و رسميا .
غداء السادة مسئولي هالأيام.. تواضع !!!
و كان رحمة الله لا يستلم بيدة الراتب وكان يوقع الاستلام فقط ويبقى الراتب مع احد مرافقية. فقد كان يقسمة كما يلي :
100 دينار من الراتب يرسلها الى بيت اخية حامد قاسم مقابل ان يرسلوا لة الغذاء و العشاء يوما بالسفرطاس - و الفرطاس عبارة عن ثلاثة او اربعة حاويان من مادة الصفيح الحديدي الصغيرة الحجم تركب فوق بعضها و تربط جميعها بجامعة من جانبين. وغالبا ما يرسلون لة قليل من الرز و نصف دجاجة مسلوقة و زغيف خبز و بعض السلاطات. و كثيرا ما كان رحمه الله يطلب ممن كانوا بزيارتة مشاركتة هذة الوليمة البسيط جدا.
هنا كان يسكن رئيس وزراء العراق والقائد العام للقوات
المسلحة ووزير الدفاع !!
100 اخرى ترسل الى بيت اختة المرحومة ام طارق .
ايجار الدار التي كان يسكن بها و العائدة لدائرة للاموال المجمدة لليهود والدار التي استاجرت بجانب هذا الدار لاقامة افراد الحماية و المرافقين , وكذلك قوائم هاتفة الخاص في البيت .
40 دينار الى مطعم وزارة الدفاع ( و هذا تقليد موجود في جميع القطعات العسكرية في الجيش ) . لماذا يدفع هذة الاربعين دينار و هو ياكل من الاكل الذي يصلة من بيت اخية ؟ كان مقر القائد العام للقوات المسلحة يشتمل على عدد من الضباط الذين يرتبط عملهم بالزعيم و اكثرهم الضباط ذوي الرتب المتوسطة و منهم المرحوم والدي الرئيس الاول عبد الستار الجنابي. و كما اوردنا كانوا يقضون في العمل ما لا يقل عن 18 ساعة يوميا . وعلية فهم يتناولون على الاقل و جبتين بسيطتين في اليوم في المقر . فكان يدفع عنهم ما يتوجب دفعه الى مطعم المقر العام و قال لي والدي ان الزعيم يقول لنا " انتوا عندكم عوائل و هذه المبالغ تفيد عوائلكم " .اي المبالغ المترتبة عن الاكل في وزارة الدفاع و التي لا تتجاوز دينارين و نصف للضابط الواحد .
ما يتبقى من مبلغ من الراتب يكون مع المرافق الذي يصاحبه في جولاتة , حيث يوزعها على من يراة محتاجا اثناء جولاتة التفقدية اليومية.
في احدى جولاتة و جد رجل فقير يتسول , فقال لة الزعيم لماذا تتسول؟؟
اجابه الفقير انة لا يمتلك اي مصدر للمال .
قال لة الزعيم اذا انطيك فلوس و تسوي كشك و تبع شاي و تترك التسول تقبل , اجاب الرجل بالايجاب , هنا امر الزعيم مرافقة ان يعطية 50 دينارا ثم قال لة زين الاسبوع القادم اجي اشرب الشاي عندك , و كان هذا المبلغ في تلك الايام كبيرا جدا. امتعض المرافق و قال للزعيم " سيدي اشدعوة تنطي 50 دينارا مرة و حدة؟؟ , غضب الزعيم و قال لمرافقة :
انتوا ليش كل ما سوي شي تحاولون تخطئؤني دون ما تعرفون سبب تصرفي هذا؟؟ , اني لو انطيتة خمسة دنانير هذا هسة يروح يصرفها و في اليوم الثاني يرجع للتسول , لكن من انطي 50 دينار راح يكون هذا عندة راس مال يشتري ادوات الشاي و الكشك و يفتح لة مصلحة تبعدة عن التسول.
و فعلا بعد اسبوع ذهب الزعيم لنفس المكان ووجد الرجل قد فتح كشك للشاي و قد تبدلت احوالة و نزل و شرب الشاي عنده ثم
ودعه و الرجل يلهث بالدعاء للزعيم.
المخصصات السرية للزعيم كانت تبلغ 6000 دينار سنويا لا يصرف منها سوي عيديات لافراد الموسيقى العسكرية في عيدي الاضحى والفطر و توثق بوصولات علما ان المخصصات السرية لا يلتزم المسموح لة بصرفها تقديم الوصولات .
لم يستلم الزعيم طيلة فترة حكمة اي مخصصات منصب ( هو و الذين معه) .
و قد و جدت قوائمها باسمة غير مصروفة في الحسابات العسكرية بعد انقلاب 8 شباط المشؤوم.
لم يستلم الزعيم او يسكن الدار التي حصل عليها بالقرعة في مدينة الضباط – بغداد و التي كانت تنظمها جمعية بناء المساكن التعاونية للضباط بل تبرع بها لاحد الضباط الصغار.
ومن الحقائق الاخرى التي كنت اسمعها من المرحوم والدي ان الزعيم عندما حان موعد ترقيتة الى رتبة لواء ركن في 6 كانون ثاني 1959 . رفض هذة الترقية و اصر على استمرار حملة رتبتة زعيم ركن تباركا بالرتبة التي كان يحملها عند قيام الثورة . ولكن الحاح الضباط المحيطين بة واقناعة بان عملة هذا غير قانوني بالمرة استجاب لالحاحهم و قبل الترقية التي يستحقها قانونيا.
في الجيش العراقي كانت هنالك اعلام تركب على مقدمة سيارات اصحاب المناصب العليا في الجيش و الدولة . فمثلا علم رئيس اركان الجيش عبارة عن مستطيل من القماش الاخضر مرصع بنجمتين ذات السبعة رؤوس و بمجموع رؤوسهما الاربعة عشر في ترمز لعدد الالوية ( المحافظات ) في العراق انذاك . و علم قائد الفرقة علبارة عن مستطيل من القماش الاخضر. اما علم امر اللواء فهو عبارة عن مثلث من القماش الاخضر , و هذا العلم كانت تحملة سيارة الزعيم عبد الكريم قاسم قبل الثورة . اما بعد الثورة فلم يرضى برفع علم القائد العام للقوات المسلحة على سيارتة و امكتفى باضافة عبارة " 14 تموز " لعلمة القديم اي علم امر اللواء . فاي خلق و بساطة هذة.
قي احدى الاحتفالات الرياضية للجيش العراقي في ساحة الكشافة و التي كانت برعاية الزعيم , حيث كان الزعيم يجلس في مقصورتة و كنت انا حاضر في هذة المناسبة . طفر احد الصبية الصغار من السياج الذي قرب المقصورة , وكان فقيرا رث الثياب . فما كان من افراد الانضباط العسكري الموجودين الى هموا بالقبض عليه و حاولوا ضربة بالعصي . انتبة الزعيم عليهم فورا و صاح عليهم و امرهم باحضار الصبي للمقصورة حيث اجلسة بجانبة ثم اعطى احد المرافقين مبلغ من المال من جيبه الخاص لشراء ملابس كاملة له.
مرافقي الزعيم ومدير مكتبه
كل هذة المشاهد العفيفة و الانسانية ماهي الى غيث من فيض من حياة هذا الرجل الذي تتعدى انسانيتة كل حدود زمانة الذي عاش فية . لقد سرد الله تعالى في قرانة المجيد قصص لعديد من الحالات اراد منها تعالى ان تكون عبرة للاولى الالباب . توقف الوحي و اكتمل القران الذي لا تبديل لكلماتة و العبر في الحياة التي يسيقها الخالق لنا لم تتوقف فهذا الزعيم الطاهر رحل و لم يمتلك من حطام الدنيا شي , ضل ابناء شعبة تذكرة رغم كل الوان الظلم و الجور و بدل ان تراة الناس في الصور الممنوعة راة العراقيون على و جة القمر المنير و هذا مثل اخر هو صدام حسين الذي امتلك المليارات من الدولارات هو و اتباعة و عائلتة الصغري و الكبرى و ترك شعبة يتلضى باقسى انواع الجوع و الفاقة ز فميزانية العراق في كل سني عهدة توجد فيها المصروفا فقط الما الواردات فتأتي بيدة و لا احد يعلم كم هي _ ثم ارانا الله كيف ارتضى لنفسة و هانت علية نفسة ليعيش بجفرة بمثل هذة الوضاعة و هو بهذة الحال المزرية واليست هذة دروس و عبر اراد الله لنا ان نتذكرها و ان لا نطغى و لا نستبد.
رحم الله زعيمنا و مثلنا الاعلى الزعيم عبد الكريم قاسة الذي ابت شجاعتة ان تعصب عينية و جسدة الشريف يتلقى و ابل الرصاص الذي اشتراة لمحاربة اعداء بلدة و امتة.
الف رحمة على روحك يا الزعيم.. تعال وشوف مليارات الدولارات من خزينة الدولة تختفي بوضح النهار.. النه الله يا الشهيد..