الشيخ الدكتور أحمد الكبيسي
بالنسبة للإسلام وما يقوله عن العراق فأقول: والشيء بالشيء يناطح ،أنا أثق بكل نص سأقرأه عليكم ، لأنني أثق بالله ورسوله..
العراق بلد الله المختار ، وليس اليهود ،لماذا؟
أولاً هل من باب الصدفة أن الله عندما خلق الكرة الأرضية
وأنزل آدم ، وهو أبو البشر ،أنزله في المثلث من نينوى وهي الموصل ، وأربيل والكوفة ،هذا هو المثلث الوحيد الذي كان عامراً في الكرة الأرضية كلها ،فيه نزل آدم وحواء وشيت ويونس وما تزال قبورهم هناك ،وطوفان نوح وإبراهيم وإسماعيل واسحق ويعقوب والأبناءوجميع النبوات وجميع الشرائعوجميع القوانين نبتت من هذا المثلث ،فهل كان هذا اعتباطا ، ام كان صدفة؟
ثانياً ، كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يطوففي الكعبة ،والكعبة كما تعلمون بها الركن اليماني والركن الحجازي
والركن الشامي والركن العراقي.. ولكل ركن كان هناك دعاء ،فالنبي صلى الله عليه وسلم عندما مر بالشامي
قال: اللهم آتنا في شامنا.. وكان حينها رجل قصير خلفه فقال للرسول: يا رسول الله وعراقنا؟فلم يرد عليه..
وأكمل الرسول: وفي حجازنا وفي يمننا وهذا الرجل خلف الرسول يقول له وعراقنا ،لكن الرسول لم يرد عليه..
وعندما انتهى الرسول - صلى الله عليه وسلم من الطوافنادى على هذا الرجل وقال له: أعراقي أنت؟
قال له: نعم أنا عراقي..
فقال له: عندما أراد العراقيون أن يحرقوا إبراهيم أراد أن يدعو الله عليهم ،ولو دعا الله عليهم لاستجاب..
فبعث الله له جبريل وقال له ،قل له: يا إبراهيم ربك يقول لا تدع على أهل العراق ،وقد جعلت فيهم خزائن علمي وخزائن رحمتي....
أي كل علوم الأرض في هذه البقعة ،وكل خيرات الأرض في هذه البقعة ،وأنتم تعلمون الآن أن العراق أغنى بقعة في العالم ،ما عرف منها وما لم يعرف في القديم والحديث: صناعة ، وزراعة ومياه ، وذرة ، ويورانيوم ،وكبريت ، ونفط ، وغاز ، وذهب..
فالذي يخبر به النبي صلى الله عليه وسلم وجده الأميركان الآن(لا تقوم الساعة حتى ينحسر الفرات عن جبل من ذهب)
في الأنبار ،وتبين أن الأنبار أغنى بقعة في العالم بالنفط لكنه غير مكتشف ومؤجل..
وآخر شيء ظهر في العراق هو الزئبق الأحمر وهو أغنى سلعة في الكون ، فباخرة واحدة من الزئبق الأحمر تساوي مليون باخرة بترول..
خزائن علمي وخزائن رحمتي أي النعم.. هذا هو العراق ،من أجل ذلك كل حضارات الأرض نبتت من هناك ثم بعدها نبتت من وادي النيل..
من أجل ذلك رب العالمين سبحانه وتعالىعندما أراد أن يهلك العالم أهلكهم من العراق ،وعندما أراد أن يعمر العالم عمرهم من العراق ،فرب العالمين سبحانه وتعالى لم يجعل ذلك صدفة ،إذن فالعراق لله فيه شأن.. وفي التاريخ كله ،
كلما أراد الله أن يوظف هذا البلد بشيء قادم ابتلاه بمثل هذا البلاء ،ومن عمق العراق لم يمر به احتلال إلا واستوعبه وامتصه وابتلعه وأعاد صياغته.
الاحتلال الحالي أقسى من احتلال المغول بألف مرة ،فلو أذيعت وثائقه لعجبتم ،ولهذا طبق هذا النص التلمودي ( اتركوها خراباً يا بابل مأوى للغربان والفئران حتى لا يجد بدوي مكانا يربط فيه ناقته)،وحينئذ هذا الذي جرى في المغول أعاده قوياً ،وهذا الذي جرى في العراق منذ شهرين أو ثلاثة أو سنة ومن الآن فصاعداً ، راقبوا جيداً عاد العراقيون وسقط التيار الديني سقوطاً لا يحسد عليه ،وهذه خسارة عظيمة ،وكنا نتمنى أن لا يسقط ،ولكن هذا الذي جرى لأنهم لم يكونوا بمستوى الأحداث التي جرت في العراق ،وسيبقى العراق عراقياً فقط ، فأنا عراقي ،أما شيعي وسني وكردي عربي فهذا لا يعنيني كما كنا سابقاً في عهد الملوك ،وانا عاشرت عهد الملوك وكنت أستاذاً ،وكنت أقول: هل في هذا العهد خلاف واختلاف على عهد الخلفاء الراشدين من حيث خيره وبره ووحدته..
حصل في يوم من الأيام أن جميع المحافظين أكراد ولم ينتبه أحد ،وجميع رؤساء الوزراء شيعة ولم ينتبه أحد ،وعندما صار العراق شيعيا صار بالصدفة ،وعندما صار العراق سنيا صار بالصدفة ،والآن صار بالصدفة.
عندما قامت ثورة العشرين وجاء الإنجليز ونودي بالعراق دولة أفتى مفتٍ شيعي بأنه يحرم على كل شيعي أن يشترك في الأجهزة الحكومية والعمل السياسي وهذا لا يجوز وهذا كفر.
فانحسر الشيعة ولم يشتركوا في الحكم فصار العراق سنيا ،والآن إن شاء الله نفس الفتوى تصدر عند السنة ،لا يجوز للسنة أن يشتركوا في الجيش ..الخ ،لأن هذا شرك فصار العراق شيعياً وأعتقد أن هذا عدل ، واحدة بواحدة ،ولهذا سيعود الشيعة والسنة قريباً ، بل هم عادوا فعلاً ،وأنا هنا لا أقولها أملاً ،فأنا أهاتف يومياً وأكلم يومياً من مجمل الشخصيات وشيوخ العشائر ونساء ،فعلاً أصدق أن العراقيين بهذه السرعة عادوا إلى هذا الوعي الذي هو منطقي منهم
وجدير بهم لعمقهم في التاريخ والمعرفة والحضارة ،إذن العراق قادم قريباً.
سنتان أو ثلاث ،سيلتئم ويُبنى وكل الذين هاجروا ، وهم بالملايين ،سيعودون وقد اكتسبوا خبرة لبناء بلد موحد عظيم
سيتمنى أن يعيش فيه كل عربي ،وهذا ليس باليوم البعيد.. هكذا هو الموضوع ،العراق هو بلد الله كما قلت ، فهذا جزء من الأحاديث ،وهناك أحاديث كثيرة تصب في هذا الباب.
شعب لا يوالي أحدا
الشعب العراقي له طبيعة خاصة ،
من طبائع الشعب العراقي أنه شعب لا يوالي أحدا ،فدائماً أقول: أسعد الملوك من يحكم مصر..
المصريون يموتون غراماً بحاكمهم حتى لو كان كيليوبترا ،والعراقيون يموتون من حاكمهم حتى لو كان علي بن أبي طالب..
ولهذا تعجب إلى أن كل من يحكمه يخويه ،لأن هذا الشعب مستحيل أن يوالي لأحد ،فسينقلب ،فهم كنهرهم بالثانية ينقلب ،فهل هناك أكثر من مقتل سيدنا الحسين ،فعندما قتل سيدنا الحسين ، وتعلمون القصة ،كان سيدنا الحسين وعبدالله بن عمر ،فكان عبدالله بن عمر يعشق سيدنا الحسين ،ففي اليوم الثالث من العيد قال: أين أبو عبدالله.
فقالوا بأنه ذهب إلى العراق حيث أرسل إليه أهل العراق..
فلحق به ودعاه بأن يعود لكنه أصر على السير إلى العراق.. فقتل هناك..
وبعد ستة أشهر جاء أهل الكوفة لكي يحجوا ،وكان عبدالله بن عمر جالسا في ظل الكعبة ،فجاء أهل الكوفة ليسلموا عليه..
فقال لهم: بالله عليكم لم قتلتم الرجل وأنتم الذين أرسلتم إليه؟
قالوا:ماذا نفعل يا ابن عمر ،لقد ملأ ابن أمية جيوبنا بالمال..
اليوم تعرفون في العراق أن الفساد في سرقة الأموال بلغ حداً لم يعد يذكر أحد أنه مصيبة ،ولهذا رب العالمين جعل أغنى بلد في العالم العراق حتى يرضيهملأنهم فعلاً هم أصحاب عقول وعبقريات فأعطاهم هذه الثروة وإن لم ينالوا منها شيئاً..
هذا الذي يجري في العراق من فساد أجدادهم فعلوه ،حيث قالوا: قتلناه لأن بني أمية ملؤوا جيوبنا بالمال..
أنا دائماً أقول: العقل الجوال ،العقل العبقري ليس طبيعياً ،ويسمونه جنون العباقرة ،فبالنسبة لي رأيت عباقرة لكنهم مخابيل..
لكن هذا الشعب فيه من الكفاءاتما يجعله محطاً لعدو يخنقه ولصديق لا يستطيع أن ينصره ،إذن هذا الاعوجاج السلوكي السياسي والتقلب السريع من لوازم العقل الوثاب ،ولذلك العراقيون مقاتلون بطبعهم ، بالفطرة ،ويعشقون إطلاق النار في كل مناسباتهم وبشكل خيالي ،ولذلك هذا الشيء غير الطبيعي لا بد أن يكون بهذا السلوك الذي يبدو في نظرنا من جنون العباقرة ولكن هذا من لوازم العقول الجوالة.
محنة العراق عظيمة ،وما كان بوسع أي قوة على وجه الأرض في العراق أن تنهض به من هذه الكبوة الرهيبة ،ولهذا كل مجموعة استلمت الحكم في العراق بعد الاحتلال قامت ولو بأنملة..
مجلس الحكم ،وهو اسمه حكومة عراقية ،والناس بدأت تطمئن بأنه صار هناك حكومة وعهد الاحتلال انتهى ،فبعدها جاءنا إياد علاوي ،إلى حد ما عمل ولو أنملة ،وجاء بعده الجعفري وعمل ولو أنملة ،والمالكي ولو أنملتين ،فالمالكي في الحقيقة أكثرهم نجاحاً ولكن لا يزال الشوط طويلا أمامه ،لكن أعتقد أن الحكومة التي ستأتي في بداية العام القادم أعتقد أنها ستتقدم شبراً وليس أنملة ،والحكومة التي بعدها باعاً ثم يأتي الخير الشديد مرة واحدة.
الشعب العراقي كله ينتظر ذلك الذي سوف يقتنع به ليسير وراءه شعباً واحداً موحداً بناءً ،وللعلم ، ليس سراً أن جميع العالم ،أوروبا كلها والشعب الأميركي معظمه وروسيا واليابان والصين والهند كلها تلوم أميركا على ما فعلت ، فقد أخبرني قس من كبار القساوسة الإنجليز حيث قال: هذه جريمة كبرى لأن العراق ليس ملك العراقيين ،العراق ملك العالم ، العالم كله له مصالح في هذا البلد،والعالم كله مدين لهذا البلد ، فلا ينبغي أن يكون بهذا الشكل ،وبالتالي قال: أميركا لن تنجو من هذا الذي فعلته إلى يوم القيامة،سيكون وصمة عار كما كان على التتار وإن أسلموا بعد ذلك..
من أجل هذا العراقيون الآن بدؤوا يعودون إلى طبيعتهم.
العراقي الشيعي هو منتظر الزيدي الذي يمثل كل الشيعة ،والعراقي السني هو عثمان الأعظمي الذي يمثل كل السنة..
منتظر الزيدي قام بمعجزة لا يقوم بها إلا عراقي ،فمنطقة محصنة تحصيناً كاملاً ،نزل فيها بوش والجيوش الأميركية تحيط بها من كل مكان ،والقاعة التي يخطب بها بوش محروسة بالالكترونيات وبكل انواع الحراسة ،هذا الرجل ، هذا الشاب نذر نفسه لله وخلع الحذاءين وقال له: يا كلب ، وضربه على وجهه والأخرى بالعلم ،فسقط الاحتلال بالكامل ،
وليفعلوا بنا بعد ذلك ما يفعلونه..
فبهذين النعلين أثبت هذا الشاب أن العراق سينجو ما دام هذا حصل في العراق.
والله إن هذا الذي فعله منتظر الزيدي ارهاصات على أن العراق سينجو مائة بالمائة ،وأن كل من كاد فيه كيداً سينقلب عليه.
كلنا نعلم قواعد الله عز وجل ،فمن قواعد الله عز وجل أن كل قوة هائلة تظلم قوة ضعيفة مسكينة فتمحقها تنقلب القوة العظمى على نفسها فتهلكها ،عاد وثمود وفرعون ،نحن صار لنا 18 سنة من سقوط الاتحاد السوفييتي ،هذا المعسكر الجبار الذي كان يملك نصف الكرة الأرضية،ولديه من القنابل ما يدمر الأرض 50 مرة ،اخبروني عن سبب واحد يدعو لسقوطه ،إلا أن هذه القوة الهائلة جاءت على شعب ،ثلاثة ملايين حفاة ، فذبحوهم ذبحاً بالقنابل ،فرب العالمين دمرهم..
بريطانيا انهزمت وضعفت في بور سعيد ،فجاءوا بأساطيل على مدينة بور سعيد وانتهت هناك..
ألمانيا العظمى انتهت في بلغراد ،أميركا بدأت في العد التنازلي من الفلوجة..
فرب العالمين يقول "انه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجنف زادوهم رهقا" ،وأنا كما قلت بعد خمس سنوات
ستغرق أميركا وننجو نحن ،وان غرق أميركا الآن يغطيه الإعلام ،وان المتبصرين لبواطن الأمور يعلمون أن أميركا الآن في طريقها إلى مشاكل كثيرة ربما تضعفها اضعافاً عظيماً..
فهذه من قوانين الله عز وجل ،ولأجل ذلك أقول بأن العراق سيعود.
المقاومة ستكسب
نأتي الآن للمشهد العراقي ، بدأ العراقيون يعودون ،وقطعاً المقاومة بعد أن توحدت إلى حد جيد نسبياً هي وريثة هذا الوضع ،وأميركا سرا تحاول أن تحاورهم أو تداور هموهم يحاورونها من منطلق القوة..
المقاومة ستكسب الحرب مائة بالمائة ،فالخوف ليس من هذا ، السؤال: ماذا بعد ذلك؟
ولكني أعتقد - والله أعلم - أن هذا البلدلا بد أن يظهر فيه رجل كالجنرال (جياب) الذي وحّد الفيتناميين ،وإن شاء الله لا صوملة ولا أفغنة في العراق ،وإنما عراق واحد موحد ، شيعي سني كردي ،والإحصاء الأميركي يقولان 94 بالمائة من الأكراد لا يريدون الانفصال ،ولا قيمة لكل الأطياف إلا بعراق واحد.
قلنا ان اللاعبين في العراق ثلاثة،أخطرهم إيران ،والأزمة التي وقع بها العراق أن إسرائيل وإيران كل منهما على خلاف أميركا ،فأميركا بلد عصري لكن الإسرائيلي والفارسي لا ،وقد ظهر قبل أيام كتاب غربي يقول: الفرق أن الشعب الإيراني موحد والشعب العراقي مفكك..
هذا بالطبع من مغالطات الغربي ،الشعب الإيراني مفكك ، فإيران منذ أن أنشئت إلى الآن لا يسمح إلا لفارسي شيعي فقط
أن يحكم إيران..
من مفخرة العراق أن كل طيف له سهمه ،فأول وزير مالية يهودي ،وأول وزير خارجية مسيحي ،وكل رؤساء الوزراء شيعة ،وهكذا ، فالعراق كل أطيافه لاعبون في الداخل ،وحصراً سيصبح بها نوع من الاختلاف وعدم التوحد ،ولكنه اختلاف شرف للعراقيين ،والعراقيون لم يستثنوا منهم ولا طيفا واحدا ،حتى اليزيدية ،
فكل عراقي على قدر من المساواة مع الآخر أياً كانت قوميته أو طائفته أو حزبه ،ولهذا.. شعب عاش بمثل هذا..
فلا يوجد عراقي إلا ويتغنى برومانسية الجنوب ،فكل قبائل العرب في التاريخ هي بجنوب العراق ،وهذه الضيافة العظيمة وهذا التعامل الناعم الجميل هذا جنوب..
السنة بهذه الصلابة وهذا الصدام الدائم وهذا الاقتحام الدائم ،الأكراد بهذا الخلق الرفيع والامانة والضيافة لمن يعيش بينهم ،فهذه أطياف العراق ،وبالتالي هذه الآصال وهذه السجايا لا بد أن تعود بهم ، وقد عادت ،وبالتالي بدأ العراق يعود إلى عراقيته التي لا تحلو إلا بهذه الأطياف مجتمعة ،ولهذا هذا السني عثمان أنقذ 9 نساء شيعيا تفي زيارتهن لسيدنا موسى الكاظم حيث سقطن من الجسر ومات في التاسعة شهيداً لانقاذهن ،وهذا الشيعي منتظر الزيدي رفع رأس العراق بعد 5 آلاف سنة.
ما هو قادم
العراق .. ما هو قادم ، كما قلت ،لدينا تفسير ان للنصوص ،تفسير حرفي كاليهود ، فاليهود حرفيون ،لكن نحن لدينا تفسير إشاري أو رمزي..
الحديث يقول: "لا تقوم الساعة حتى تشرق الشمس من مغربها".. فسرناها تفسيرا حرفيا كاليوم ،فكيف تخرج الشمس من المغرب ، لا ندري ،فهناك من قال عدة تفسيرات ،لكن نقول هذا تفسير إشاري رمزي..
حينئذ منذ أن خلق الله آدموإلى عام 1920 أي حوالي 3 آلاف قرن ،وشمس الحضارة والعلوم والمعرفة والابتكارات تخرج من الشرق ،والأنبياء والرسل ، فمن آدم إلى 1920وشمس المعارف هذه والحضارات من مشرقها ،فالشرق مصدر الالهام والفلسفات والايديولوجيات والشعر والسياسة والحكومات ..الخ ،ولأول مرة في التاريخ ،ومن تاريخ 1920 تنتقل الشمس من المشرق إلى المغرب وفعلاً عندما أشرقت الشمس من المغرب أشرقت اشراقاً هائلاً ،
فكل ما نحن فيه من خيرمن اشراقات الشمس من مغربها ،فجعلوا الدنيا جميلة ،فالذي اخترع الطائرات والسيارات
وغيرها من التكنولوجيات هل يحق لنا أن نحاربه،فيجب أن نخترع شيئاً حتى نستطيع محاربته..
فالغربي أشرقت منه شمس تعادل الشرقي بمليون قرن ،كأن الله حجب المعرفة عن البشرية من آدم إلى الآن حتى أظهرها في الغرب ،لكن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: بعد أن تطلع الشمس من مغربها تعود إلى المشرق..
فوالله إني أكاد أرى هذا الأمر يحدث الآن ،فالآن بدأت الشمس تعود إلى مشرقها ،فالقوة والسياسة تأتي الآنمن الصين وروسيا واليابان والهند ،ومصيبة العربي أنه عربي ،لأنك بينك وبين الغرب عداء صليبي ،فهم يستعملوننا .. ثم بعد ذلك يرموننا ، ولايرحمونا ،فلديهم في ديانتهم أن ينهونا ،فبيننا وبين الشرق لا يوجد أي حساسية ،فنحن مع الصيني والياباني في غاية الروعة والند للند.
المطلوب الآن أن تدخل المعسكر القادم ،وهو قادم بعد 20 - 30 سنةوالغريب أنهم يقولون هذا ونحن نسمع منهم ،
فهم يقولون أنه في عام 1920 ستكون السيطرة شرقية ،حينئذ نحن دخلنا في الغرب مستعمرين ،فاستعمرتنا بريطانيا وفرنسا وغيرها ،لكن الآن لا بد أن تدخلوا العالم الجديد ،النظام العالمي الجديد في العشرينيات من هذا القرن كتلة واحدة بأي شكل , اتحاد فدرالي..الخ ،ولذلك لا أقولها تبجحاً بل أقولها من دراسة تاريخية ،ما وقع العرب في مشكلة في التاريخ واحتاجوا إلى ضم إلا وكان العراق على رأسهم ،لا بد أن يكون العراق قوياً وهو في القلب ،في قلب الأمة من حيث موقعه وثروته وتاريخه وقدراته ،لا بد أن يكون مداراً ولا بد أن يكون محوراًوهذا الذي يجري الآن..
العراق ينظف نفسه ، ولولا وخز الابرة مااستقام الثوب..
"أحسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لايفتنون".
للأسف أقول ، ليس للأتراك دور كما لإيران ،وليس للعرب دور إلا دور دبلوماسي ودور مساعدات اقتصادية ،فلم يقصروا في ذلك ،والعراقيون لم ينسوا وقفة الشعب الأردني في الغزوة الأولى عام 1991عندما كان الطفل يتبرع بيوميته في المدرسة لكي يرسلها للعراق ،ولا ننسى الشباب السوري والأردني الذي جاء في البداية وقاتل مع العراقيين،وهذه البوابة المفتوحة تحملت العراقيين على شدة مشاكستهم ومناكفتهم ،ومع ذلك بصبر وكرم وجود لن ننساه أبداً ،كما لن ننسى موقف سورية ولا الامارات ولا بقية العرب..
لكن على الساحة الدولية لا يوجد ،حيث ان الظرف الدولي لا يسمح بذلك ،لكن من الآن فصاعداً بعد ارتخاء القبضة السياسية الحديدية للغرب ،وبدأ الغرب يغازل بعض العرب بالند للند حساباً للقادم بشكل أخف من السابق أعتقد أننا مطالبون بأن نكون أمة موحدة أو متحدة بأي شكل من الأشكال ،وهذا سيكون بإذن الله ،وسيكون الأردن لبنة عظيمة في هذا