عارف" غير عارف ... ولأنه لايعرف ،فقد قام بإلحاح غريب بإحراق الرواية العراقية الجديدة بقضها وقضيضها في حلقة من حلقات برنامج (بالعراقي) ، شارك فيها الزميلان العزيزان القاص عبد الستار البيضاني والناقد باسم عبد الحميد حمودي وعرضتها قناة الحرة الفضائية في العاشر من أيلول الحالي.
وبطريقة الأحكام المسبقة ، أرادت تلك الحلقة أن تقول أنه لايوجد كاتب عراقي واحد بعد العام 2003 قد استطاع اللحاق بالأحداث الجسام التي أحاطت بالحرب أو سبقتها أو جاءت في عقابيلها محاولة ،أي تلك الحلقة ،جعل العربة أمام الحصان على درب ذلك (السر) في تخلف الأدب العراقي عن استيعاب هذه المحنة العظيمة ،واضعة أمام المشاهد العادي معلومة زائفة هي هذا الإفتراض الخاطئ ،وأمام المشاهد المثقف سؤالاً تراجيدياً يقول: ألم يعد يوجد في العراق قراء حقيقيون يمكنهم الشهادة بقول الحق ،حتى بين من يفترض فيهم الحضور لتقييم وتقديم حقبة في غاية الخطورة من حقب التاريخ الأدبي العراقي الحديث ؟؟
كان رجال الندوة ،التي تابعتها بحكم موضوعها وجاذبية الأسماء المشاركة فيها ،يتجاذبون أطراف الحديث عن أجيال القصة العراقية التي تعاقبت على المشهد العراقي ،وعن جيل الستينات تحديداً وماتلاه من أجيال لم تعد ،برأيي، تتخذ سمة الإنضواء تحت سمة الأجيال ، وإنما التواقيع ، بحكم أن الكاتب أصبح ينتمي لإسمه وتجربته الخاصة أكثر من انتمائه إلى جيل معين دليلنا إلى ذلك تجارب الروائيين العراقيين الذين كرسوا أسماءهم خارج أطر التوصيفات و(الطابو)هات النقدية وبعضهم تدرس أعمالهم الروائية والقصصية المتميزة في جامعات عربية وأجنبية ..والبعض الآخر وصل إلى العالمية بعد قيام دور نشر معروفة بترجمة أعماله إلى لغات العالم المختلفة ..وبدلاً من ان يتصدى الناقد الكبير باسم عبد الحميد حمودي للمغالطات التي طرحتها الندوة ،فقد انسجم لاشعورياً مع كل سؤال يطرحه المقدم عن سر (اختفاء) الكاتب العراقي وعدم لحاقه بالأحداث فراح يؤيد ذلك الافتراض ويجيب قائلاً: أن الموضوع يحتاج الى وقت طويل من الإنتظار ،وأن ظروف الحياة لاتسمح بالإسترخاء والكتابة ..وماإلى ذلك من أسباب لم يكتف بها مقدم البرنامج وظل متلهفاً لسماع ماهو أسوء بحق الكاتب العراقي حتى أضاف البيضاني بعفو الخاطر قائلاً ،بعد ذلك الإلحاح ، بأن الكاتب العراقي كسول!!! فكانت تلك الكلمة هي سعادة المقدم العجيبة في البرهنة على فرضيته الخاطئة ،على مابدا لنا من تربص غير طبيعي ..وأحكام مسبقة ...و(لاأحد يكتب ) ،جعلتنا نعرف في نهاية تلك الندوة (الحالمة) أنه (لاأحد يقرأ) مع الأسف ،إذ سأل البيضاني ،وحسناً فعل ، السيد عارف الساعدي :ألم تقرأ رواية عراقية هذا الشهر ؟؟فقال: لا لاهذا الشهر ولا غيره ..
وهنا أصبح التذكير بالمثل الشعبي العراقي واجباً بحق من جلس باعتدال وحكى بلا عدل في ندوة لم يجدوا من يقدمها سوى من لايعرف بمستجدات القصة والرواية العراقية ويجهل أن عشرات الروايات صدرت خلال الثماني سنوات الأخيرة كلها تناولت ،كماً ونوعاً ،الأحداث الأخيرة وأشبعتها بحثاً وقصاً وتقليباً ،وبدلاً من أن يتعب المقدم نفسه في البحث عنها بل مراجعتها أو تحليلها ،اكتفى بالتلفت بحثاً عمن يستحق الرجم لأنه لم يكتب عن أحداث العراق الجسام ، حتى جعلنا نعتقد أن زلزال صغيرةً قد ابتلعت جميع الروائيين في العراق وخارجه..
عندئذ أدركت أن الكتابة لم تعد تعني نشراً بدون مكافآت وتيجاناً لاتوضع على الرؤوس فقط ، وإنما طرب يريد أهل الحي أزالته ومحوه من الوجود ، فبعد شجاعة فائقة منقطعة النظير عرضت الكثير من الكتاب والكاتبات إلى خطر حقيقي ، وبعد تجاهل واهمال وشظف في العيش ،يأتي من يقول بأنه لايوجد كاتب عراقي داخل العراق أو خارجه قد استطاع اللحاق بتلك الأحداث ، في الوقت الذي لايوجد فيه كاتب عراقي داخل العراق او خارجه لم يكتب عن هذه الأحداث ،وبعض أولئك الكتاب صحفيون وشعراء تحولوا الى الرواية لقدرتها على استيعاب هذا النوع من الأحداث الساخنة جداً، ناهيك عن ملايين الكلمات التي حبرت بها الصحف العراقية والعربية العديدة على شكل مقالات ومذكرات وقصص قصيرة ....الخ كلها حللت وراجعت وشهدت وشتمت ومدحت وهللت وأدانت ومنحتنا مايكفي من من القهر والنكد ..... ووفق أحصائية أولية قام بها الناقد العراقي الدكتور نجم عبد الله كاظم ونشرها موقع الروائي فأن عشرات الروايات قد صدرت خلال هذه الفترة كان أغلبها عن الحرب ومارافقها وتلاها من توابع تراجيدية رصدها جميع الروائيين العراقيين تقريباً ،كان منهم على سبيل المثال لا الحصر :لطفية الدليمي وعبد الخالق الركابي وطه محمود الشبيب وعبد الستار البيضاني وحميد المختار ووارد بدر السالم وإنعام كججي وبرهان الخطيب وشاكر نوري ونجم والي وعلي بدر وبديعة أمين وفيصل عبد الحسن وسعد هادي وجمعة اللامي وشاكر الأنباري وعالية ممدوح وعالية طالب وحمزة الحسن وفاتح عبد السلام وجاسم المطير وعدنان المبارك ودنى طالب غالي ومحسن الرملي ومحمد شاكر السبع وسميرة المانع وهيفاء زنكنة وجاسم الرصيف ومحمد الحمراني وهدية حسين وعلي عبد العال وزهير الجزائري وخالد القشطيني ومحمود سعيد وعبد الإله عبد القادر وصلاح النصراوي وجنان جاسم حلاوي وعبدالستار ناصر وسلام عبود وسنان إنطوان وسلام إبراهيم وعائد خصباك وسليم مطر وأحمد سعداوي ولؤي حمزة عباس وعزيز التميمي واسعد الجبوري وفاضل العزاوي وصلاح صلاح وشوقي كريم وجمال حسين وابتسام عبد الله وعبد الله صخي وحازم كمال الدين وسعد محمد رحيم وابراهيم الغالبي وزهير الهيتي وحسين عبد الخضر وعبد الكريم العبيدي وفاروق يوسف ومرتضى كزار ونعيم عبد مهلهل وعواد علي وعبد الجبار ناصر ونزار عبد الستار وحسين سرمك حسن وحسن بلاسم وفرج ياسين وعلي عبد الامير صالح وعلي عبد الأمير عجام وعلي خيون وجاسم عاصي وحنون مجيد وأسعد اللامي ورياض الأسدي وذياب فهد الطائي وزيد الشهيد وعلي حسين عبيد وعادل كامل ومحمد الاحمد ومحمد سعدون السباهي وأحمد خلف وابراهيم احمد وصموئيل شمعون..وليست هذه الاسماء سوى غيض من فيض كتاب الأعمال الروائية التي صدر معظمها خارج العراق واطلعنا على بعضها على شكل كتب ورقية أو فصول الكترونية منشورة على المواقع العراقية أو عرفنا بوجودها كمخطوطات من الحوارات التي تجرى مع الكتاب أحياناً .....وبعد ذلك يتساءل المقدم في نهاية الحلقة :لماذا الكاتب العراقي غير معروف خارج العراق ..إذا كنت أنت لاتعرف فكيف تريد من الآخرين أن يعرفوا ...وأين وزارة الثقافة العراقية من كل هذه الأعمال الروائية ؟؟ ولماذا لاتبادر إلى شرائها من ناشريها بنسخ محدودة وتعرضها بكشك خاص في شارع المتنبي ...... لعل القارئ العراقي الذي يقصد هذا الشارع يطلع عليها فينصفها ،بعد أن ظلمها الفضائيون الجدد الذين يقصدون تقديم الندوات (الحالمة) عن الرواية العراقية .
ميسلون هادي
روائية عراقية مقيمة في عمان
منقول
وبطريقة الأحكام المسبقة ، أرادت تلك الحلقة أن تقول أنه لايوجد كاتب عراقي واحد بعد العام 2003 قد استطاع اللحاق بالأحداث الجسام التي أحاطت بالحرب أو سبقتها أو جاءت في عقابيلها محاولة ،أي تلك الحلقة ،جعل العربة أمام الحصان على درب ذلك (السر) في تخلف الأدب العراقي عن استيعاب هذه المحنة العظيمة ،واضعة أمام المشاهد العادي معلومة زائفة هي هذا الإفتراض الخاطئ ،وأمام المشاهد المثقف سؤالاً تراجيدياً يقول: ألم يعد يوجد في العراق قراء حقيقيون يمكنهم الشهادة بقول الحق ،حتى بين من يفترض فيهم الحضور لتقييم وتقديم حقبة في غاية الخطورة من حقب التاريخ الأدبي العراقي الحديث ؟؟
كان رجال الندوة ،التي تابعتها بحكم موضوعها وجاذبية الأسماء المشاركة فيها ،يتجاذبون أطراف الحديث عن أجيال القصة العراقية التي تعاقبت على المشهد العراقي ،وعن جيل الستينات تحديداً وماتلاه من أجيال لم تعد ،برأيي، تتخذ سمة الإنضواء تحت سمة الأجيال ، وإنما التواقيع ، بحكم أن الكاتب أصبح ينتمي لإسمه وتجربته الخاصة أكثر من انتمائه إلى جيل معين دليلنا إلى ذلك تجارب الروائيين العراقيين الذين كرسوا أسماءهم خارج أطر التوصيفات و(الطابو)هات النقدية وبعضهم تدرس أعمالهم الروائية والقصصية المتميزة في جامعات عربية وأجنبية ..والبعض الآخر وصل إلى العالمية بعد قيام دور نشر معروفة بترجمة أعماله إلى لغات العالم المختلفة ..وبدلاً من ان يتصدى الناقد الكبير باسم عبد الحميد حمودي للمغالطات التي طرحتها الندوة ،فقد انسجم لاشعورياً مع كل سؤال يطرحه المقدم عن سر (اختفاء) الكاتب العراقي وعدم لحاقه بالأحداث فراح يؤيد ذلك الافتراض ويجيب قائلاً: أن الموضوع يحتاج الى وقت طويل من الإنتظار ،وأن ظروف الحياة لاتسمح بالإسترخاء والكتابة ..وماإلى ذلك من أسباب لم يكتف بها مقدم البرنامج وظل متلهفاً لسماع ماهو أسوء بحق الكاتب العراقي حتى أضاف البيضاني بعفو الخاطر قائلاً ،بعد ذلك الإلحاح ، بأن الكاتب العراقي كسول!!! فكانت تلك الكلمة هي سعادة المقدم العجيبة في البرهنة على فرضيته الخاطئة ،على مابدا لنا من تربص غير طبيعي ..وأحكام مسبقة ...و(لاأحد يكتب ) ،جعلتنا نعرف في نهاية تلك الندوة (الحالمة) أنه (لاأحد يقرأ) مع الأسف ،إذ سأل البيضاني ،وحسناً فعل ، السيد عارف الساعدي :ألم تقرأ رواية عراقية هذا الشهر ؟؟فقال: لا لاهذا الشهر ولا غيره ..
وهنا أصبح التذكير بالمثل الشعبي العراقي واجباً بحق من جلس باعتدال وحكى بلا عدل في ندوة لم يجدوا من يقدمها سوى من لايعرف بمستجدات القصة والرواية العراقية ويجهل أن عشرات الروايات صدرت خلال الثماني سنوات الأخيرة كلها تناولت ،كماً ونوعاً ،الأحداث الأخيرة وأشبعتها بحثاً وقصاً وتقليباً ،وبدلاً من أن يتعب المقدم نفسه في البحث عنها بل مراجعتها أو تحليلها ،اكتفى بالتلفت بحثاً عمن يستحق الرجم لأنه لم يكتب عن أحداث العراق الجسام ، حتى جعلنا نعتقد أن زلزال صغيرةً قد ابتلعت جميع الروائيين في العراق وخارجه..
عندئذ أدركت أن الكتابة لم تعد تعني نشراً بدون مكافآت وتيجاناً لاتوضع على الرؤوس فقط ، وإنما طرب يريد أهل الحي أزالته ومحوه من الوجود ، فبعد شجاعة فائقة منقطعة النظير عرضت الكثير من الكتاب والكاتبات إلى خطر حقيقي ، وبعد تجاهل واهمال وشظف في العيش ،يأتي من يقول بأنه لايوجد كاتب عراقي داخل العراق أو خارجه قد استطاع اللحاق بتلك الأحداث ، في الوقت الذي لايوجد فيه كاتب عراقي داخل العراق او خارجه لم يكتب عن هذه الأحداث ،وبعض أولئك الكتاب صحفيون وشعراء تحولوا الى الرواية لقدرتها على استيعاب هذا النوع من الأحداث الساخنة جداً، ناهيك عن ملايين الكلمات التي حبرت بها الصحف العراقية والعربية العديدة على شكل مقالات ومذكرات وقصص قصيرة ....الخ كلها حللت وراجعت وشهدت وشتمت ومدحت وهللت وأدانت ومنحتنا مايكفي من من القهر والنكد ..... ووفق أحصائية أولية قام بها الناقد العراقي الدكتور نجم عبد الله كاظم ونشرها موقع الروائي فأن عشرات الروايات قد صدرت خلال هذه الفترة كان أغلبها عن الحرب ومارافقها وتلاها من توابع تراجيدية رصدها جميع الروائيين العراقيين تقريباً ،كان منهم على سبيل المثال لا الحصر :لطفية الدليمي وعبد الخالق الركابي وطه محمود الشبيب وعبد الستار البيضاني وحميد المختار ووارد بدر السالم وإنعام كججي وبرهان الخطيب وشاكر نوري ونجم والي وعلي بدر وبديعة أمين وفيصل عبد الحسن وسعد هادي وجمعة اللامي وشاكر الأنباري وعالية ممدوح وعالية طالب وحمزة الحسن وفاتح عبد السلام وجاسم المطير وعدنان المبارك ودنى طالب غالي ومحسن الرملي ومحمد شاكر السبع وسميرة المانع وهيفاء زنكنة وجاسم الرصيف ومحمد الحمراني وهدية حسين وعلي عبد العال وزهير الجزائري وخالد القشطيني ومحمود سعيد وعبد الإله عبد القادر وصلاح النصراوي وجنان جاسم حلاوي وعبدالستار ناصر وسلام عبود وسنان إنطوان وسلام إبراهيم وعائد خصباك وسليم مطر وأحمد سعداوي ولؤي حمزة عباس وعزيز التميمي واسعد الجبوري وفاضل العزاوي وصلاح صلاح وشوقي كريم وجمال حسين وابتسام عبد الله وعبد الله صخي وحازم كمال الدين وسعد محمد رحيم وابراهيم الغالبي وزهير الهيتي وحسين عبد الخضر وعبد الكريم العبيدي وفاروق يوسف ومرتضى كزار ونعيم عبد مهلهل وعواد علي وعبد الجبار ناصر ونزار عبد الستار وحسين سرمك حسن وحسن بلاسم وفرج ياسين وعلي عبد الامير صالح وعلي عبد الأمير عجام وعلي خيون وجاسم عاصي وحنون مجيد وأسعد اللامي ورياض الأسدي وذياب فهد الطائي وزيد الشهيد وعلي حسين عبيد وعادل كامل ومحمد الاحمد ومحمد سعدون السباهي وأحمد خلف وابراهيم احمد وصموئيل شمعون..وليست هذه الاسماء سوى غيض من فيض كتاب الأعمال الروائية التي صدر معظمها خارج العراق واطلعنا على بعضها على شكل كتب ورقية أو فصول الكترونية منشورة على المواقع العراقية أو عرفنا بوجودها كمخطوطات من الحوارات التي تجرى مع الكتاب أحياناً .....وبعد ذلك يتساءل المقدم في نهاية الحلقة :لماذا الكاتب العراقي غير معروف خارج العراق ..إذا كنت أنت لاتعرف فكيف تريد من الآخرين أن يعرفوا ...وأين وزارة الثقافة العراقية من كل هذه الأعمال الروائية ؟؟ ولماذا لاتبادر إلى شرائها من ناشريها بنسخ محدودة وتعرضها بكشك خاص في شارع المتنبي ...... لعل القارئ العراقي الذي يقصد هذا الشارع يطلع عليها فينصفها ،بعد أن ظلمها الفضائيون الجدد الذين يقصدون تقديم الندوات (الحالمة) عن الرواية العراقية .
ميسلون هادي
روائية عراقية مقيمة في عمان
منقول