استياء لفشل مهرجان بابل الثقافي
علاء يوسف-بغداد
اتهم مسؤول في اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين السلطات المحلية في محافظة بابل بوقوفها وراء فشل مهرجان بابل بعد إصدارها قرارا يمنع إقامة العروض الغنائية والموسيقية التي هي من أساسيات المهرجان.
ووصف مسؤول لجنة الثقافة في البرلمان تصرف الإدارة المحلية في بابل بأنه "خرق للدستور".
كما عبر عدد من الأدباء والفنانين والمثقفين العراقيين عن استيائهم الشديد من فرض إرادة الأحزاب الدينية الماسكة بإدارة سلطة محافظة بابل على إدارة المهرجان.
وكان من المقرر أن يبدأ المهرجان في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الحالي بمدينة بابل جنوب بغداد بمشاركة عشرات الفرق العراقية والعربية والدولية، وفق ما أعلنته وزارة الثقافة سابقا.
نهاية مفاجئة
إلا أن الأوساط الأدبية والفنية فوجئت بإصدار السلطة المحلية في بابل قراراً منعت بموجبه الحفلات الغنائية والموسيقية، وقرر اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين فرع بابل عدم المشاركة في المهرجان.
وأعلن رسميا عن انتهاء فعاليات المهرجان في 4 أكتوبر/تشرين الأول أي قبل يوم من الموعد المحدد لإنتهاء فعالياته، ولم يحضر المسؤولون في الإدارة المحلية حفل الافتتاح والفعاليات، كما قاطعه الأدباء والمثقفون واقتصر الحضور على عدد قليل من الجمهور بجانب منظمي الحفل.
وكان مقرراً أن يبدأ المهرجان بمشاركة فرقة دانماركية إلا أنها منعت من تقديم عروضها، ولم تقدم فرق أخرى من أذربيجان والأردن ومصر والنرويج والسويد وألمانيا والنمسا وفرقة الخشابة البصرية وفرق أخرى عروضها، بعد رفع لافتات في مدينة بابل وأمام مكان إقامة المهرجان، وصفت القائمين عليه بـ"الزنادقة".
وتضمن افتتاح المهرجان معارض فنية وفوتوغرافية ومعرضا للكتاب وللحرف والصناعات اليدوية، إلا أن الحضور كان ضئيلاً جداً، وقاطعه أبناء المحافظة.
ويقول عضو اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين جبار سهم السوداني للجزيرة نت إن مهرجان بابل هو محاولة لتقديم ثقافة البابليين من فنون وآداب وفولكلور، وارتأت وزارة الثقافة أن يعاد إحياء هذا المهرجان هذا العام 2010 ، لكن مجلس محافظة بابل الذي تسيطر عليه "الأحزاب الدينية" أصدر قراراً بمنع الحفلات الغنائية والموسيقية التي هي من أساسيات المهرجان، مما يفقد المهرجان ألقه وجانبا مهما من فعالياته.
انسحاب
وأكد السوداني أن أول المنسحبين من المهرجان كان وفد إقليم كردستان تلاه بقية الوفود المشاركة احتجاجاً على منع جانب مهم من جوانب المهرجان.
من جهته عبر وزير الثقافة السابق ومسؤول لجنة الثقافة في البرلمان مفيد الجزائري عن أسفه لفشل المهرجان ووصف قرار محافظة بابل بأنه خرق للدستور وغير حكيم.
ويتهم الفنان والمخرج العراقي حسين الأسدي في حديثه للجزيرة نت وزارة الثقافة بالضعف ويستغرب تدخل الأحزاب الدينية في النشاطات الثقافية والإبداعية لهذا المهرجان الذي يمتد تاريخه إلى ثمانينيات القرن الماضي وأسس لعلاقات تفاعلية قوية بين الإبداع العراقي والعربي والعالمي.
ومن وجهة نظر الفنان والمصمم الصحفي ضياء الراوي فإن فشل مهرجان بابل تأكيد لفشل المنظومة الإدارية والسياسية الحالية في العراق وتأكيد على عدم قدرة الأحزاب الدينية على الانسجام والواقع العراقي الذي يزخر بالإبداع الأدبي والفني.
ويخشى محمد علي الخفاجي من ترسيخ قناعة لدى الأوساط الفنية العربية بأن الشعب العراقي قد انفصل عن جوهر الإبداع ويسير في طريق آخر، وحذر في حديث للجزيرة نت من خطورة هذا الانطباع في ضوء فشل مهرجان بابل.
أما الأكاديمي والأديب العراقي حيدر سعيد فقال للجزيرة نت إن المثقفين العراقيين قد أحسوا في الآونة الأخيرة بشيء من التنفس بعد النكبة التي أصابت الحركة الثقافية في العراق بعد الغزو الأميركي عام 2003، وبدؤوا يقدمون أعمالا ومهرجانات، لكن قرار إدارة سلطة بابل "أشر لصعود صوت أيديولوجي متطرف يحاول أن يفرض قيمه ومعتقداته على كل الناس".
بدوره وصف مسؤول الثقافة والإعلام في محافظة بابل منصور المانع نهاية مهرجان بابل بالمؤلمة، وعبر عن أسفه لإلغاء الفقرات الرئيسية للمهرجان ومقاطعة الأدباء والفنانين للمهرجان وانسحاب العديد من الجهات المشاركة.
يذكر أن المهرجان أقيم لأول مرة عام 1987 وتوقف عامي 1990 و1991 وآخر مهرجان أقيم عام 2002 قبل الغزو الأميركي للعراق.
علاء يوسف-بغداد
اتهم مسؤول في اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين السلطات المحلية في محافظة بابل بوقوفها وراء فشل مهرجان بابل بعد إصدارها قرارا يمنع إقامة العروض الغنائية والموسيقية التي هي من أساسيات المهرجان.
ووصف مسؤول لجنة الثقافة في البرلمان تصرف الإدارة المحلية في بابل بأنه "خرق للدستور".
كما عبر عدد من الأدباء والفنانين والمثقفين العراقيين عن استيائهم الشديد من فرض إرادة الأحزاب الدينية الماسكة بإدارة سلطة محافظة بابل على إدارة المهرجان.
وكان من المقرر أن يبدأ المهرجان في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الحالي بمدينة بابل جنوب بغداد بمشاركة عشرات الفرق العراقية والعربية والدولية، وفق ما أعلنته وزارة الثقافة سابقا.
نهاية مفاجئة
إلا أن الأوساط الأدبية والفنية فوجئت بإصدار السلطة المحلية في بابل قراراً منعت بموجبه الحفلات الغنائية والموسيقية، وقرر اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين فرع بابل عدم المشاركة في المهرجان.
وأعلن رسميا عن انتهاء فعاليات المهرجان في 4 أكتوبر/تشرين الأول أي قبل يوم من الموعد المحدد لإنتهاء فعالياته، ولم يحضر المسؤولون في الإدارة المحلية حفل الافتتاح والفعاليات، كما قاطعه الأدباء والمثقفون واقتصر الحضور على عدد قليل من الجمهور بجانب منظمي الحفل.
وكان مقرراً أن يبدأ المهرجان بمشاركة فرقة دانماركية إلا أنها منعت من تقديم عروضها، ولم تقدم فرق أخرى من أذربيجان والأردن ومصر والنرويج والسويد وألمانيا والنمسا وفرقة الخشابة البصرية وفرق أخرى عروضها، بعد رفع لافتات في مدينة بابل وأمام مكان إقامة المهرجان، وصفت القائمين عليه بـ"الزنادقة".
وتضمن افتتاح المهرجان معارض فنية وفوتوغرافية ومعرضا للكتاب وللحرف والصناعات اليدوية، إلا أن الحضور كان ضئيلاً جداً، وقاطعه أبناء المحافظة.
ويقول عضو اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين جبار سهم السوداني للجزيرة نت إن مهرجان بابل هو محاولة لتقديم ثقافة البابليين من فنون وآداب وفولكلور، وارتأت وزارة الثقافة أن يعاد إحياء هذا المهرجان هذا العام 2010 ، لكن مجلس محافظة بابل الذي تسيطر عليه "الأحزاب الدينية" أصدر قراراً بمنع الحفلات الغنائية والموسيقية التي هي من أساسيات المهرجان، مما يفقد المهرجان ألقه وجانبا مهما من فعالياته.
انسحاب
وأكد السوداني أن أول المنسحبين من المهرجان كان وفد إقليم كردستان تلاه بقية الوفود المشاركة احتجاجاً على منع جانب مهم من جوانب المهرجان.
من جهته عبر وزير الثقافة السابق ومسؤول لجنة الثقافة في البرلمان مفيد الجزائري عن أسفه لفشل المهرجان ووصف قرار محافظة بابل بأنه خرق للدستور وغير حكيم.
ويتهم الفنان والمخرج العراقي حسين الأسدي في حديثه للجزيرة نت وزارة الثقافة بالضعف ويستغرب تدخل الأحزاب الدينية في النشاطات الثقافية والإبداعية لهذا المهرجان الذي يمتد تاريخه إلى ثمانينيات القرن الماضي وأسس لعلاقات تفاعلية قوية بين الإبداع العراقي والعربي والعالمي.
ومن وجهة نظر الفنان والمصمم الصحفي ضياء الراوي فإن فشل مهرجان بابل تأكيد لفشل المنظومة الإدارية والسياسية الحالية في العراق وتأكيد على عدم قدرة الأحزاب الدينية على الانسجام والواقع العراقي الذي يزخر بالإبداع الأدبي والفني.
ويخشى محمد علي الخفاجي من ترسيخ قناعة لدى الأوساط الفنية العربية بأن الشعب العراقي قد انفصل عن جوهر الإبداع ويسير في طريق آخر، وحذر في حديث للجزيرة نت من خطورة هذا الانطباع في ضوء فشل مهرجان بابل.
أما الأكاديمي والأديب العراقي حيدر سعيد فقال للجزيرة نت إن المثقفين العراقيين قد أحسوا في الآونة الأخيرة بشيء من التنفس بعد النكبة التي أصابت الحركة الثقافية في العراق بعد الغزو الأميركي عام 2003، وبدؤوا يقدمون أعمالا ومهرجانات، لكن قرار إدارة سلطة بابل "أشر لصعود صوت أيديولوجي متطرف يحاول أن يفرض قيمه ومعتقداته على كل الناس".
بدوره وصف مسؤول الثقافة والإعلام في محافظة بابل منصور المانع نهاية مهرجان بابل بالمؤلمة، وعبر عن أسفه لإلغاء الفقرات الرئيسية للمهرجان ومقاطعة الأدباء والفنانين للمهرجان وانسحاب العديد من الجهات المشاركة.
يذكر أن المهرجان أقيم لأول مرة عام 1987 وتوقف عامي 1990 و1991 وآخر مهرجان أقيم عام 2002 قبل الغزو الأميركي للعراق.