مستشفى الأطفال في البصرة هل هو نحس ملازم أم إرادات معرقلة.؟
سبع سنوات ولم يزل النحس يرافق مستشفى الأطفال التخصيصي في البصرة،
فبعد أن أعلن عن انجازه قبل نحو شهر ، إذ قال منصور أمين رئيس لجنة الصحة في مجلس محافظة البصرة انه تم انجاز العمل في مشروع مستشفى الطفل التخصصي بالمحافظة بكلفة بلغت 173 مليون دولار، تكرر تأجيل افتتاحه عدة مرات، وهذه المرة أعلنت القوات الأمريكية لا غيرها عن سبب غريب لتأجيل الافتتاح ، وهو عدم ربط المستشفى بشبكة الكهرباء الوطنية، وهذا ما أثار حيرة الكثير من المراقبين، إذ ليس من المعقول أن ربط مستشفى مع الشبكة الوطنية يستغرق وقتا حسب ما قال الكثير منهم،
وعلى الرغم من التلكؤ الذي استغرق هذه السنوات مرافقا لتنفيذ المشروع من قبل الشركة المنفذة والذي أدى الى إحالة تنفيذه إلى شركات أخرى ولعدة مرات، وعلى الرغم من ان النيويورك تايمز، قالت في وقت سابق أن مشروع مستشفى الأمراض السرطانية في البصرة بأنه ربما يكون أكثر مشاريع إعادة الأعمار العراقية، سوءاً في سمعته، والذي كلف 173 مليون دولار، ياتي تبرير القوات الأمريكية لسبب تأجيل الافتتاح غريبا بعض الشيء ويعزز فكرة النحس التي رافقت كل مراحل بناء هذا المستشفى، فقد ذكر بيان صحفي من مكتب الشؤون العامة والعلاقات الإعلامية في فرقة الولايات المتحدة الأمريكية جنوب العراق، الجمعة، يستمر تأجيل افتتاح مستشفى الأطفال في البصرة بسبب عدم ربط شبكة كهرباء المستشفى بشبكة الكهرباء العراقية الوطنية.
وأوضح البيان الذي تلقت (الجيران) نسخة منه "يستمر تأجيل افتتاح مستشفى الأطفال في البصرة بسبب عدم ربط شبكة كهرباء المستشفى بشبكة الكهرباء العراقية الوطنية على أن يتم افتتاح المستشفى في أقرب وقت ممكن".
وأضاف " وسيكون المستشفى ـ الذي يحتوي على 94 سريرا ، والمؤلف من مبنى بطابقين مرفقا طبيا متطورا لمعالجة الأطفال في محافظة البصرة. حيث اكتمل العمل في بناء المستشفى في آب الماضي بعد ست سنوات من العمل".
وأشار البيان إلى أن "مسألة الكهرباء آخر الصعوبات التي واجهت عمل المستشفى منذ بدء العمل به عام 2004. حيث كانت مسألة الأمن ، وظروف التربة غير المستقرة، والنزاعات التي طال أمدها بين المتعاقدين، والجدول الزمني الطموح، بالإضافة إلى مسألة اليد العاملة والمواد الأولية ما ساهم في تأخر الانتهاء من البناء". لافتا إلى أن "المدة الزمنية المحددة لوضع المستشفى على شبكة الكهرباء الوطنية، و استدعاء الممرضين ونظم إنذار الحريق، تحتاج مدة لم يتم تحديدها بعد".
وتابع البيان إلى أن قائد قوات الولايات المتحدة في جنوب العراق، اللواء فنسنت بروكس: قال أن "مستشفى الأطفال في البصرة يعد رمزا لما يمكن تحقيقه من خلال المثابرة، وقد واجهت هذا المشروع الكثير من العقبات التي تم تجاوزها بهمة المخلصين من العراقيين الذين يرغبون في صنع مستقبل أفضل لأطفالهم، وأنا واثق من أنهم سوف يتغلبون على هذه العقبات، أيضا."
وكانت السفارة الأميركية في بغداد قد قامت بنقل ملف مستشفى الأطفال بالبصرة إلى وزارة الصحة في شباط الماضي، بعد أن تعهد الجانب الأميركي بإكمال المستلزمات الطبية من أجهزة ومعدات.
وقالت السفارة أن فيلق المهندسين الأميركي سيكمل عملية توفير المستلزمات الطبية والأجهزة خلال الفترة المقبلة ليكون جاهزاً أمام المرضى الأطفال المصابين بالأمراض السرطانية، منوهة إلى أن العديد من المنظمات الصحية العالمية المتخصصة دعمت مشروع بناء المستشفى من بينها منظمة الصحة العالمية.
وكانت لورا بوش زوجة الرئيس الأمريكي السابق تطوعت لمساعدة أطفال العراق عبر مشروع أطلقت عليه (مشروع الأمل) في الحين الذي أصرت وزارة الصحة على إطلاق اسم الصدر عليه ، واستطاعت لورا أن تجمع نحو 30 مليون دولار من رجال أعمال ومنظمات دولية تعنى بالأطفال، إذ أن المشروع كان في البداية لرعاية أطفال العراق، ثم تحول الى رعاية الأطفال المصابين بمرض السرطان.
وفازت حينها شركة بكتل المقربة من ديك تشيني بعقد تنفيذ المشروع كشركة ضامنة أساسية، لكنها قامت ببيعه سرا أو (من الباطن) إلى شركة كويتية وهذه بدورها منحته بذات الطريقة إلى شركة عراقية تولت أعمال التنفيذ. وبعدها إلى شركة اسبانية ثم الى شركة عراقية
وواجهت الكثير من المشاكل مشروع المستشفى من تغير المتعاقدين وعدم صلاحية الأرض التي يقام عليها المشروع وغيرها مما قلص المستشفى من ستة طوابق إلى طابقين ومن 240 سريرا إلى 94 سريرا حسب القوات الأمريكية.
وأشار عضو في مجلس المحافظة السابق طلب عدم ذكر اسمه أن "تدخلات بعض الجهات المسلحة وبعض الجهات السياسية بعد استلام شركة كويتية مهمة التنفيذ فضلا على النزاع على تسميته، ساهم في عرقلة انجاز المستشفى".
وأضاف "لولا هذه التدخلات والريبة التي جوبهت بها نوايا لورا بوش ، لأنجز المستشفى منذ زمن بعيد".
فيما عبر الكثير من المواطنين عن امتعاضهم من التأخر الشديد في بناء المستشفى، إذ قال سعد نافع موظف " ليس من الطبيعي أن يستمر العمل في هذا المشروع الحيوي والمهم لصحة الأطفال كل هذه المدة، أكيد ان هناك جهات ذات مصلحة في عرقلة بناء هذا الصرح المهم".
وأوضح "هناك الكثير من المشاريع الأقل أهمية والأكبر حجما وكلفة قد أنجزت مع العلم انها انطلقت بعد بداية العمل في المستشفى". مبينا "نحن نلمح إلا أن هناك نحس رافق عمل المستشفى، ولكن الحقيقة هناك إرادات مضادة وجهود معرقلة".
وبحسب مصادر صحية أن اليابان تكفلت بتجهيز وصيانة المستشفى لمدة أربع سنوات، فيما تتولى الأمارات العربية المتحدة توفير الأدوية والعلاجات، كجزء من مشروع مستشفيات الشيخ زايد في العراق، بينما يقوم الاتحاد الأوربي بتدريب الطواقم الطبية والصحية ولفترات تتراوح بين ستة أشهر وسنتين على احدث تقنيات العلاج في كلا من البحرين وعٌمان ومصر، مشيرة إلى أن أهم أجهزة العلاج قد وصلت إلى البصرة، قبل بضعة أشهر.
ويرى المختصون بالأمراض السرطانية أن مشروع المستشفى يشكل أهمية كبرى للبصرة خاصة وللجنوب العراقي عامة، خصوصا بعد تنامي حالات الإصابة بالسرطان وارتفاع نسبة التلوث الإشعاعي.
سبع سنوات ولم يزل النحس يرافق مستشفى الأطفال التخصيصي في البصرة،
فبعد أن أعلن عن انجازه قبل نحو شهر ، إذ قال منصور أمين رئيس لجنة الصحة في مجلس محافظة البصرة انه تم انجاز العمل في مشروع مستشفى الطفل التخصصي بالمحافظة بكلفة بلغت 173 مليون دولار، تكرر تأجيل افتتاحه عدة مرات، وهذه المرة أعلنت القوات الأمريكية لا غيرها عن سبب غريب لتأجيل الافتتاح ، وهو عدم ربط المستشفى بشبكة الكهرباء الوطنية، وهذا ما أثار حيرة الكثير من المراقبين، إذ ليس من المعقول أن ربط مستشفى مع الشبكة الوطنية يستغرق وقتا حسب ما قال الكثير منهم،
وعلى الرغم من التلكؤ الذي استغرق هذه السنوات مرافقا لتنفيذ المشروع من قبل الشركة المنفذة والذي أدى الى إحالة تنفيذه إلى شركات أخرى ولعدة مرات، وعلى الرغم من ان النيويورك تايمز، قالت في وقت سابق أن مشروع مستشفى الأمراض السرطانية في البصرة بأنه ربما يكون أكثر مشاريع إعادة الأعمار العراقية، سوءاً في سمعته، والذي كلف 173 مليون دولار، ياتي تبرير القوات الأمريكية لسبب تأجيل الافتتاح غريبا بعض الشيء ويعزز فكرة النحس التي رافقت كل مراحل بناء هذا المستشفى، فقد ذكر بيان صحفي من مكتب الشؤون العامة والعلاقات الإعلامية في فرقة الولايات المتحدة الأمريكية جنوب العراق، الجمعة، يستمر تأجيل افتتاح مستشفى الأطفال في البصرة بسبب عدم ربط شبكة كهرباء المستشفى بشبكة الكهرباء العراقية الوطنية.
وأوضح البيان الذي تلقت (الجيران) نسخة منه "يستمر تأجيل افتتاح مستشفى الأطفال في البصرة بسبب عدم ربط شبكة كهرباء المستشفى بشبكة الكهرباء العراقية الوطنية على أن يتم افتتاح المستشفى في أقرب وقت ممكن".
وأضاف " وسيكون المستشفى ـ الذي يحتوي على 94 سريرا ، والمؤلف من مبنى بطابقين مرفقا طبيا متطورا لمعالجة الأطفال في محافظة البصرة. حيث اكتمل العمل في بناء المستشفى في آب الماضي بعد ست سنوات من العمل".
وأشار البيان إلى أن "مسألة الكهرباء آخر الصعوبات التي واجهت عمل المستشفى منذ بدء العمل به عام 2004. حيث كانت مسألة الأمن ، وظروف التربة غير المستقرة، والنزاعات التي طال أمدها بين المتعاقدين، والجدول الزمني الطموح، بالإضافة إلى مسألة اليد العاملة والمواد الأولية ما ساهم في تأخر الانتهاء من البناء". لافتا إلى أن "المدة الزمنية المحددة لوضع المستشفى على شبكة الكهرباء الوطنية، و استدعاء الممرضين ونظم إنذار الحريق، تحتاج مدة لم يتم تحديدها بعد".
وتابع البيان إلى أن قائد قوات الولايات المتحدة في جنوب العراق، اللواء فنسنت بروكس: قال أن "مستشفى الأطفال في البصرة يعد رمزا لما يمكن تحقيقه من خلال المثابرة، وقد واجهت هذا المشروع الكثير من العقبات التي تم تجاوزها بهمة المخلصين من العراقيين الذين يرغبون في صنع مستقبل أفضل لأطفالهم، وأنا واثق من أنهم سوف يتغلبون على هذه العقبات، أيضا."
وكانت السفارة الأميركية في بغداد قد قامت بنقل ملف مستشفى الأطفال بالبصرة إلى وزارة الصحة في شباط الماضي، بعد أن تعهد الجانب الأميركي بإكمال المستلزمات الطبية من أجهزة ومعدات.
وقالت السفارة أن فيلق المهندسين الأميركي سيكمل عملية توفير المستلزمات الطبية والأجهزة خلال الفترة المقبلة ليكون جاهزاً أمام المرضى الأطفال المصابين بالأمراض السرطانية، منوهة إلى أن العديد من المنظمات الصحية العالمية المتخصصة دعمت مشروع بناء المستشفى من بينها منظمة الصحة العالمية.
وكانت لورا بوش زوجة الرئيس الأمريكي السابق تطوعت لمساعدة أطفال العراق عبر مشروع أطلقت عليه (مشروع الأمل) في الحين الذي أصرت وزارة الصحة على إطلاق اسم الصدر عليه ، واستطاعت لورا أن تجمع نحو 30 مليون دولار من رجال أعمال ومنظمات دولية تعنى بالأطفال، إذ أن المشروع كان في البداية لرعاية أطفال العراق، ثم تحول الى رعاية الأطفال المصابين بمرض السرطان.
وفازت حينها شركة بكتل المقربة من ديك تشيني بعقد تنفيذ المشروع كشركة ضامنة أساسية، لكنها قامت ببيعه سرا أو (من الباطن) إلى شركة كويتية وهذه بدورها منحته بذات الطريقة إلى شركة عراقية تولت أعمال التنفيذ. وبعدها إلى شركة اسبانية ثم الى شركة عراقية
وواجهت الكثير من المشاكل مشروع المستشفى من تغير المتعاقدين وعدم صلاحية الأرض التي يقام عليها المشروع وغيرها مما قلص المستشفى من ستة طوابق إلى طابقين ومن 240 سريرا إلى 94 سريرا حسب القوات الأمريكية.
وأشار عضو في مجلس المحافظة السابق طلب عدم ذكر اسمه أن "تدخلات بعض الجهات المسلحة وبعض الجهات السياسية بعد استلام شركة كويتية مهمة التنفيذ فضلا على النزاع على تسميته، ساهم في عرقلة انجاز المستشفى".
وأضاف "لولا هذه التدخلات والريبة التي جوبهت بها نوايا لورا بوش ، لأنجز المستشفى منذ زمن بعيد".
فيما عبر الكثير من المواطنين عن امتعاضهم من التأخر الشديد في بناء المستشفى، إذ قال سعد نافع موظف " ليس من الطبيعي أن يستمر العمل في هذا المشروع الحيوي والمهم لصحة الأطفال كل هذه المدة، أكيد ان هناك جهات ذات مصلحة في عرقلة بناء هذا الصرح المهم".
وأوضح "هناك الكثير من المشاريع الأقل أهمية والأكبر حجما وكلفة قد أنجزت مع العلم انها انطلقت بعد بداية العمل في المستشفى". مبينا "نحن نلمح إلا أن هناك نحس رافق عمل المستشفى، ولكن الحقيقة هناك إرادات مضادة وجهود معرقلة".
وبحسب مصادر صحية أن اليابان تكفلت بتجهيز وصيانة المستشفى لمدة أربع سنوات، فيما تتولى الأمارات العربية المتحدة توفير الأدوية والعلاجات، كجزء من مشروع مستشفيات الشيخ زايد في العراق، بينما يقوم الاتحاد الأوربي بتدريب الطواقم الطبية والصحية ولفترات تتراوح بين ستة أشهر وسنتين على احدث تقنيات العلاج في كلا من البحرين وعٌمان ومصر، مشيرة إلى أن أهم أجهزة العلاج قد وصلت إلى البصرة، قبل بضعة أشهر.
ويرى المختصون بالأمراض السرطانية أن مشروع المستشفى يشكل أهمية كبرى للبصرة خاصة وللجنوب العراقي عامة، خصوصا بعد تنامي حالات الإصابة بالسرطان وارتفاع نسبة التلوث الإشعاعي.