آخر تحديث: السبت, 25 سبتمبر/ أيلول, 2010, 20:20 GMT
مصر: الأزهر يستنكر تصريحات القس القبطي
الأنبا بيشوي بشأن ادعائه بتحريف القرآن
الأنبا بيشوي بشأن ادعائه بتحريف القرآن
الأزهر حذر من عواقب تهديد الوحدة الوطنية
ندد شيخ الأزهر في مصر أحمد الطيب بتصريحات الأنبا بيشوي احد قساوسة الكنيسة القبطية التي أعرب فيها عن اعتقاده بأن بعض الآيات في القرآن أضيفت إليه بعد وفاة النبي محمد.
وقال احمد الطيب ان هذه التصريحات تضر بالوحدة الوطنية. جاء ذلك بعد اجتماع ترأسه رئيس جامعة الازهر لبحث تصريحات الانبا بيشوي الذي قال بعد تصريحاته انه لم يقصد التهجم على الاسلام.
وأعلن مجمع البحوث الاسلامية بالازهر في بيان أن الشيخ احمد الطيب "صدم لما نشر من تزييف للقرآن الكريم" عبر الانبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس القبطي.
وأضاف البيان أن "مثل هذه التصرفات غير المسؤولة تهدد في المقام الاول الوحدة الوطنية في وقت نحن اشد ما نكون في حاجة لصيانتها".
وحذر البيان من "اننا نرصد هذه التصرفات غير المسؤولة من واقع الحرص على أمن الوطن بمسلميه ومسيحييه ومواجهة الفتن التي يمكن ان تثيرها هذه التصرفات".
وقال موفدنا إلى القاهرة عامر سلطان إنه حتى هذه اللحظة لم يصدر بعد أي رد رسمي أو غير رسمي من الكنيسة القبطية المصرية على تصريحات الأنبا بيشوي.واوضح موفدنا أنه من المتوقع أن يدلي البابا شنودة بتصريحات إلى التلفزيون المصري حول هذا الموضوع.
وكان بيشوي قد حاول تفسير تصريحاته بشأن القرآن قائلا إنه لم يقصد الإساءة إلى الإسلام. واتهم وسائل الإعلام بتحريفه أقواله.
وأشار، في تصريحات صحفية لاحقة ، إلى إنه كان قد دار حوار بينه وبين السفير المصري في قبرص قبل سنوات حاول خلاله أن يستوضح ، كما قال، معاني بعض الآيات القرآنية المتعلقة بموقف الإسلام من المسيحيين.
وتساءل القس عما إذا كانت آيات محددة فى سورة المائدة بشأن المسيحيين قد أضيفت في وقت لاحق في عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان.
وقد وضع بيشوي فحوى الحوار في كتب وزع ونوقش خلال مؤتمر عقد بمحافظة الفيوم ، جنوب مصر منذ أيام تحت عنوان " تثبيت العقيدة". غير أنه أكد لاحقا أنه يكن الاحترام للإسلام وأن أقواله قد أسيئ فهمها.
لكن السفير محمد رفاعة الطهطاوي ، المتحدث الرسمي باسم مجمع البحوث الإسلامية قال إن هذا غير كاف.
وأضاف ، في تصريحات لبي بي سي أنه " كان على الانبا بيشوي أن يعتذر صراحة عما قال".
واستنكر الأزهر أيضا تصريحات منسوبة إلى رجل الدين المسيحي جاء فيها إن المسلمين ضيوف على مصر.
وقال طهطاوي" هذا يعني أن المسلمين يجب أن يرحلوا عن مصر لأنهم ضيوف وهذا غير مقبول لأن المسلمين مصريون".
وأكد طهطاوي أن " الملف لم يغلق بصدور بيان مجمع البحوث الإسلامية المتوازن والقوى في نفس الوقت".
أثار تصريحات بيشوي عن القرآن غضبا كبيرا
وأشار إلى أن الأزهر سيظل يتابع الموقف إلى أن يتأكد من احترام الجميع للأديان والعقائد، مضيفا أنه "ليس من مطلوبا من المسلمين أن يتنصروا أو من المسيحيين أن يسلموا ولكن علي الجميع احترام الأديان الثلاثة".
واعتبر الطهطاوي صدور بيان الأزهر ضروريا للغاية كي " يشعر المسلمون أن هناك من يدافع عن عقيدتهم". وأضاف "لا نحتاج تهافتا أو ضعفا أو تهييج أو إثارة".
ونفى الطهطاوي التقارير التي تحدثت عن ان بعض المشاركين في اجتماع مجمع البحوث الإسلامية الطارئ قد طالبوا الرئيس مبارك بالتدخل في الأزمة الناجمة عن تصريحات بيشوي.
وقد حضر الاجتماع الطارئ لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف، والدكتور علي جمعة مفتى الجمهورية، والدكتور عبد الله الحسيني رئيس جامعة الأزهر.
يذكر أن مصر شهدت العديد من أحداث التوتر الطائفي بين المسلمين والأقباط خلال الأعوام القليلة الماضية.
ويضمن الدستور المصري حرية التعبير الا ان حساسية شديدة تحيط بمسالة الاديان. ويشكل الأقباط بحسب تقديرات 10% من سكان مصر البالغ عددهم نحو 80 مليون نسمة.
http://www.bbc.co.uk/arabic/middleeast/2010/09/100925_egypt_azhar.shtml