بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وسَهِّلْ مَخْرَجَهُمْ والعَنْ أعْدَاءَهُم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل تاريخ العرب والمسلمين فتن ودماء؟
علي آل غراش * - « صحيفة الدار الكويتية » -
التاريخ العربي والإسلامي مليء بالأحداث المشرفة والمشرقة وكذلك المخزية والمبكية،ولكن للأسف الشديد إن بعض الجهات في الأمة تتعامل مع التاريخ بانتقاء وتغييب الكثير وبالذات الأسود والمخزي، وفي ذلك انتقاء وخيانة للتاريخ وللأمة التي تجهل حقيقة تاريخها، فالتاريخ أمانة ينبغي نقله كما هو بدون تعصب وتقديس أو تهميش حسب المزاج السياسي، فالتاريخ والتراث تحول إلى مصدر فتن وقلق للأمة يحتاج إلى فتح وتدقيق والكثير من الدراسات والبحوث.
فمن الخطأ عندما يقوم باحث أو كاتب بالاستشهاد بالأحداث السلبية السوداء في تاريخ الأمة المسكوت عنها، تقوم الدنيا على ذلك الكاتب والباحث بأنه عدو يريد تشويه تاريخ الأمة وإثارة الفتن!.
فالتاريخ يقول إن العرب في الجاهلية تسيطر عليهم العصبية والحروب والغزو والقوة وسفك الدماء والعبودية والفساد ووأد النساء وعبودية الأصنام، وكانت بعض البيوتات تمتهن الزنا، وقد كتب الكاتب الراحل أسامة عكاشة تقريرا يؤكد فيها أن أمهات بعض الشخصيات - منهم من أصبحوا قادة في الأمة - ذات أعلام في الجاهلية.
فأكرم الله الأمة العربية والعالم إذ جعل سيد وخاتم الأنبياء المرسلين محمد منهم، فأنقذهم من شفا النار، ولكن النبي لم يسلم من الأذى من مجتمعه واقرب الناس، فقال: (ما أوذي نبي مثلما أوذيت) وبعد الهجرة تأذى الرسول من اقرب الناس وانزل الله آيات من القران تعبر عن سوء أخلاق بعض الذين يعيشون بقربه وقد طلب منهم سبحانه وتعالى احترام الرسول وحسن التأدب معه في الدخول إليه والجلوس بين يديه ومخاطبته وطاعته، وحذر الله رسوله من بعض الذين حوله وانزل الله سورة باسم المنافقين، وفي التاريخ كما هو منقول في كتب التراث والروايات ما يؤكد ذلك. ولكن هذا التاريخ مسكوت عنه!.
والتاريخ يقول انه بعد وفاة الرسول مباشرة حدث صراع بين الصحابة حول الخلافة ولم يحسم إلا بانقسام وتشكيل تيارين في الأمة، تيار يرى الخلافة مخصصة في الإمام علي مستشهدين بروايات للرسول، وتيار يرى الخلافة لم تخصص فهي متاحة، وتم في السقيفة اختيار ابوبكر الصديق خليفة أول للأمة، ثم اختير عمر خليفة ثانيا ثم عثمان خليفة ثالثا، ثم الإمام علي خليفة رابعا، وخلال عهد الصحابة حدثت نزاعات واصطدامات بينهم وحروب، فسقط مسلمون يشهدون ان لا اله الله محمد رسول بأيدي مسلمين، وفتن كبرى واغتيالات للخلفاء، ورفع الكثير من الصحابة راية المعارضة ومنهم ام المؤمنين السيدة عائشة كما حدث في عهد الخليفة عثمان، وحدثت فتنة عظمى بخروج السيدة عائشة برفقة الزبير وطلحة وجيش لمحاربة خليفة المسلمين علي في حرب الجمل، ورفض والي الشام المعزول معاوية تسليم الحكم للخليفة علي ووقعت حرب صفين، ثم وقعت حرب النهروان، فقام معاوية باغتيال قادة جيش الإمام علي مالك ابن الاشتر ومحمد بن أبي بكر، ثم اغتيل الخليفة في محراب الصلاة من قبل إرهابي يدعي الإسلام والتدين هو ابن ملجم.
التاريخ المسكوت عنه من قبل بعض الجهات في الأمة التي تريد أن تقدم التاريخ بانتقاء خاص لما تريد، تاريخ مزيف لا حقيقي، وهذه مصيبتنا ان الكثير من الشعوب العربية والإسلامية تجهل حقيقة تاريخها، وعندما يتحدث شخص عن التاريخ تقوم القيامة ويغضب الغاضبون، ولماذا السكوت عن تاريخ الأمة المليء بالأحداث الموجودة في كتب التاريخ والتراث لغاية اليوم؟. وبالتالي ما دام هذه الأحداث موجودة في كتب التاريخ والتراث سيخرج علينا بين الفينة والأخرى شخص ما يثيرها!.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وسَهِّلْ مَخْرَجَهُمْ والعَنْ أعْدَاءَهُم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل تاريخ العرب والمسلمين فتن ودماء؟
علي آل غراش * - « صحيفة الدار الكويتية » -
التاريخ العربي والإسلامي مليء بالأحداث المشرفة والمشرقة وكذلك المخزية والمبكية،ولكن للأسف الشديد إن بعض الجهات في الأمة تتعامل مع التاريخ بانتقاء وتغييب الكثير وبالذات الأسود والمخزي، وفي ذلك انتقاء وخيانة للتاريخ وللأمة التي تجهل حقيقة تاريخها، فالتاريخ أمانة ينبغي نقله كما هو بدون تعصب وتقديس أو تهميش حسب المزاج السياسي، فالتاريخ والتراث تحول إلى مصدر فتن وقلق للأمة يحتاج إلى فتح وتدقيق والكثير من الدراسات والبحوث.
فمن الخطأ عندما يقوم باحث أو كاتب بالاستشهاد بالأحداث السلبية السوداء في تاريخ الأمة المسكوت عنها، تقوم الدنيا على ذلك الكاتب والباحث بأنه عدو يريد تشويه تاريخ الأمة وإثارة الفتن!.
فالتاريخ يقول إن العرب في الجاهلية تسيطر عليهم العصبية والحروب والغزو والقوة وسفك الدماء والعبودية والفساد ووأد النساء وعبودية الأصنام، وكانت بعض البيوتات تمتهن الزنا، وقد كتب الكاتب الراحل أسامة عكاشة تقريرا يؤكد فيها أن أمهات بعض الشخصيات - منهم من أصبحوا قادة في الأمة - ذات أعلام في الجاهلية.
فأكرم الله الأمة العربية والعالم إذ جعل سيد وخاتم الأنبياء المرسلين محمد منهم، فأنقذهم من شفا النار، ولكن النبي لم يسلم من الأذى من مجتمعه واقرب الناس، فقال: (ما أوذي نبي مثلما أوذيت) وبعد الهجرة تأذى الرسول من اقرب الناس وانزل الله آيات من القران تعبر عن سوء أخلاق بعض الذين يعيشون بقربه وقد طلب منهم سبحانه وتعالى احترام الرسول وحسن التأدب معه في الدخول إليه والجلوس بين يديه ومخاطبته وطاعته، وحذر الله رسوله من بعض الذين حوله وانزل الله سورة باسم المنافقين، وفي التاريخ كما هو منقول في كتب التراث والروايات ما يؤكد ذلك. ولكن هذا التاريخ مسكوت عنه!.
والتاريخ يقول انه بعد وفاة الرسول مباشرة حدث صراع بين الصحابة حول الخلافة ولم يحسم إلا بانقسام وتشكيل تيارين في الأمة، تيار يرى الخلافة مخصصة في الإمام علي مستشهدين بروايات للرسول، وتيار يرى الخلافة لم تخصص فهي متاحة، وتم في السقيفة اختيار ابوبكر الصديق خليفة أول للأمة، ثم اختير عمر خليفة ثانيا ثم عثمان خليفة ثالثا، ثم الإمام علي خليفة رابعا، وخلال عهد الصحابة حدثت نزاعات واصطدامات بينهم وحروب، فسقط مسلمون يشهدون ان لا اله الله محمد رسول بأيدي مسلمين، وفتن كبرى واغتيالات للخلفاء، ورفع الكثير من الصحابة راية المعارضة ومنهم ام المؤمنين السيدة عائشة كما حدث في عهد الخليفة عثمان، وحدثت فتنة عظمى بخروج السيدة عائشة برفقة الزبير وطلحة وجيش لمحاربة خليفة المسلمين علي في حرب الجمل، ورفض والي الشام المعزول معاوية تسليم الحكم للخليفة علي ووقعت حرب صفين، ثم وقعت حرب النهروان، فقام معاوية باغتيال قادة جيش الإمام علي مالك ابن الاشتر ومحمد بن أبي بكر، ثم اغتيل الخليفة في محراب الصلاة من قبل إرهابي يدعي الإسلام والتدين هو ابن ملجم.
التاريخ المسكوت عنه من قبل بعض الجهات في الأمة التي تريد أن تقدم التاريخ بانتقاء خاص لما تريد، تاريخ مزيف لا حقيقي، وهذه مصيبتنا ان الكثير من الشعوب العربية والإسلامية تجهل حقيقة تاريخها، وعندما يتحدث شخص عن التاريخ تقوم القيامة ويغضب الغاضبون، ولماذا السكوت عن تاريخ الأمة المليء بالأحداث الموجودة في كتب التاريخ والتراث لغاية اليوم؟. وبالتالي ما دام هذه الأحداث موجودة في كتب التاريخ والتراث سيخرج علينا بين الفينة والأخرى شخص ما يثيرها!.