ودقة اكثر في تفسير وترجمة الارقام الاقتصادية التي يعلنها المرشح كي لاتخدع الاحزاب السياسية المواطنين بخطب رنانة طنانة مع حشد هائل من الوعود الهوائية والمخالفة لما هو كائن في صندوق الموجودات الوطنية , وان حصل هذا فان المواطنين لن ينتخبوا ابدا هذه الاحزاب الطنانة والتي تتعيش على الشعارات , فالشعب السويدي هو شعب عملي يؤمن بالارقام , ومن كان يريد العيش مع احزاب الشعارات في بلد كالسويد فان عليه تأليف وبناء تلك الاحزاب في مستشفيات المجانين حيث يجد فيها اصحاب الشعارات الرعاية اللائقة الفائقة التي يستحقونها , ومسكين ملك البلاد في السويد والذي يعامل ضمن قوانين برتوكولية شديدة التعقيد والذي لايحميه التاج الذي لايضعه على رأسه ابدا من طائلة القانون , والخطيئة الوحيدة التي ارتكبها منذ سنوات هي في انه ساق سيارته اكثر بقليل من السرعة المعترف بها , وتابعته الشرطة واوقفته , وخالفته , مع الانذار الشديد بسحب رخصة السوق التي يحملها فيما لو تكررت مخالفته لمرة ثانية , ولااحد في مملكة السويد يسمع ابدا بالعائلة المالكة الا في المناسبات الاجتماعية الخاصة جدا , وهم الذين يطبقون القوانين بحذافيرها , ولم يسجل لهذه العائلة الملكية حادثة نصب او افتراء او اعتداء على المواطنين والا لكان العقاب الشديد يترصدهم لينال القانون منهم ضعفي العقوبة العادية لعامة الشعب , وباعتبار ان العدالة وصلت الى كل ابناء الشعب في السويد , فان المواطنين ليسوا بحاجة ابدا الى الخروج بمسيرات التاييد والتطبيل والتزمير للملك او وزراء الدولة , وهم الذين يركبون العجلة الهوائية لقضاء حاجاتهم , ويقوموا بغسل حاجياتهم الشخصية باليد , ودونما الاستعانة بجيش من العمال والخدم الهنود والسيرلانكيين او استخدام مجندي الجيش والذين هم في سن الخدمة العسكرية من اجل الخدمة الميدانية في بيوت الزعامات السياسية او الاقطاعيات العسكرية التي استحلت كل شيئ في بلدان البط السعيد , ومن العادي جدا ان يقوم رئيس الوزرار السويدي برعاية طفله الصغير وتغيير حفاظاته واعطائه الحليب وقيادة عربة الطفل في الحدائق والطرق ودونما استهجان من احد , في الوقت الذي لم يعد الطفل يفرق بين امه والخادمة في بلداننا الاسلامية , وغدا اعطاء قنينة الحليب للطفل في بلداننا عارا على صاحبه وانتقاصا من رجولته في ظروف بات فيه كل الرجال في حالة اخصاء كامل حكاما ومحكومين , والاعتداآت الصهيونية على شعبنا في فلسطين وغيرها , والاحتلال الامريكي البشع للعراق لايحتاج الى تفسير مع تواطئ المخصيين من الحكام العرب والذين دخلت القوات الامريكيية على ظهورهم ومازالت .
وعلى مدى الفترة الطويلة التي عشتها في هذا البلد فاني لم اسمع ابدا بعبارات التخوين التي طالما سمعتها في بلداننا العربية العتيدة , ولم اسمع ابدا عبارات الشتم السياسي , ولم ار ابد تلك النميمة السياسية التي يشتهر بها القادة العرب على بعضهم كالنساء المسنات الجاهلات واللواتي لايتعبن من النميمة على كناتهن واقاربهن , حتى اصبح القادة العرب مجالا للتندر والمزاح والسخرية لدى قادة السياسة الاوروبية وهؤلاء القادة العرب والذين ينتفخون في المناسبات الهامة امام شعوبهم حتى احسبهم بالونات تكاد تطير من الانتفاخ وهم في الحقيقة اتفه من ذبابة تعيش على فضلات الامم في عيون وانظار ساسة اوروبا كما قيل لي ذلك , وكما يكتب عنهم في الاعلام الاوروبي والذي لاتوصله الاجهزة الامنية العربية لقادة العرب حيث لايقدم لهؤلاء الا التقارير المفبركة عن المكانة العالمية التي يتمتع بها هؤلاء الطبول وعن التاييد الشعبي الرباني الذي يتمتعوا به, واتفه منهم مستشاري هؤلاء القادة الذين لايقدموا لهؤلاء القادة الا النكت والطرف الخالية من اي تقرير علمي وهو امر ذكره لي احد هؤلاء الزعماء مشيرا الى عدم اطلاعه على حقيقة الوضع بسبب مشاغل الدولة وتزاحم المواعيد وندرة المستشارين الاكفاء , وهم بهذا الانتفاخ الفارغ والكاذب لم يحققوا الرفاهية لشعبهم , فليست دولهم الا مستعمرات واسعة للفقر حيث يفر ابناء بلدهم خارج بلدانهم يمتطون عباب البحر مخاطرين بالروح هربا من شعارات ارباب السياسة الذين لايرون انفسهم في مرآة الحقيقة ولاينظرون الى بلدانهم والتي تستورد حتى الفجل من البلدان الاوروبية, والذين يعيشوا ليل نهار على اخبار الفساد واخبار الجباية المالية المسروقة من جيوب الشعب الفقير .
وعندما اقارن بين النظامين في حقوق الانسان , بين النظام السويدي والذي يعده علماء الشرع نظام كافر وهم الذين يرفعون ايديهم الى عنان السماء داعين بطول العمر لقادة الدول الاسلامية , عندما اقارن بين النظامين فاني اخجل من المقارنة بين دول تحترم شعبها ونفسها وبين دول وانظمة تحتقر شعوبها وتحتقر نفسها , ومع كل مقال سياسي لي في هذا البلد الذي اعيش لكبار رجال السياسة فان عبارات الشكر تتوارد على بريدي الالكتوني او من خلال سماعة التليفون , باعتبار ان النقد والمعارضة هما افضل الوسائل لكي يسمع الحاكم بها حيث ان رجال السياسة يستمتعون بالقراءة وذلك على عكس اساطين الساسة في بلدان البط العربي والذين ازال الله منهم نعمة الاستمتاع بالقراءة او الكتابة , وحيث اغلبهم لايعرف من اللغة الا النصب والجر والسكون , واما الرفع فمكانه اقبية السجون ومراكز امن الدولة والحاكم , ولو كانت هذه الانظمة تحترم نفسها لاحترمت شعوبها واعتزلت العمل السياسي وفتحت لها محالا لبيع الخضروات وهي المهن الوحيدة التي تناسب هذه العاهات الحاكمة الا القليل منهم ممن رزقه الله قسما من حظوظ العلم , وهذا الجهل والتخلف المركب والذي هو من اهم اسباب سقوط هذه الامة التي سادت في يوم من الايام وبادت على ايديهم وايدي عصاباتهم التي تعمل تحت انظارهم وبدعم منهم ودونما خجل , وكأن الدول التي يحكمونها خلقها الله من اجل تحقيق نزواتهم المكبوتة وساديتهم المطلقة وشذوذهم الموصوف , وتكديس الثروات المنهوبة في البنوك الاوروبية , والاكثر عجبا انهم وانظمتهم الامنية ومحاكمهم التابعة لهم لايتوانوا ابد في لصق تهم الخيانة في ظهر كل صوت شريف بدعاوى الاخلال بالامن وخيانة الوطن مع انهم لم يتركوا مجالا للخيانة بعد ان استنفذ الحكام كل نوافذ وطاقات ودراخيش الخيانة وبيعهم الاوطان والاعراض وشرف البلاد مقابل ضمان تركهم على كراسي الحكم التي لايستحقونها والتي يعرفون انهم اغتصبوها والا لتركوا الشعب يختارهم بحريته , واستعباد الشعوب العربية حق للحكام باعتبارهم امتلكوا المواطن والوطن وبات حتى صوت الحشرجة ممنوع في تلك البلدان التي اعمى الله على قلوب قادتها فلم يروا الفقر والعار الذي تحصده الامة ولهذا فانهم اتفقوا على الهاء الشعب المسكين بالاغاني الساقطة والمناظر التلفزيونية العارية الفاضحة , وصارت بلدان الفضيلة والشرف والعفة بلدانا سياحية يهرول اليها الزناة ويهرب منها الشرفاء ويحكمها الاباليس , وصار الزنا امرا عاديا يقره المجتمع المسلم , والخيانة لم تعد خيانة وانما صار اسمها تحررا , وبيع الاعراض تطورا وتقدما وتحضرا, والعهر فنا , والنفاق للحاكم وطنية , وخيانة الحكام وذلهم امام بوش وفوش وطوش وغيرهم سياسة حكيمة , وحب الوطن عارا يستحق صاحبه لعنة الحاكم والمحكومين وتحت شعارات الوطنية والانتخابات البرلمانية العربية والتي ليس فيها من الانتخابات الا الاسماء , ولهذا فاني اعتبرت ان الديمقراطية في السويد هي افضل اختراع صنعته السويد لشعبها مع انها من اكثر دول العالم تقدما وتطورا صناعيا.
د.محمد رحال..السويد