الاثنين، 20 أيلول/سبتمبر 2010، آخر تحديث 15:03 (GMT+0400)
خليج المكسيك: بعد تسرب نحو 5 ملايين برميل، إغلاق ماكوندو نهائياً
التلوث النفطي هو الأسوأ في تاريخ أمريكا
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- أعلنت الولايات المتحدة، الأحد، رسمياً النجاح في إغلاق بئر "ماكوندو" المعطوبة التي تسببت في أسوأ كارثة بيئية بتاريخ الولايات المتحدة، ليبدأ جدل علمي إزاء كم النفط المترسب في قاع خليج المكسيك الذي سيبدأ رحلة تعاف اقتصادية وبيئية قد تستغرق أعواماً.
وقال الادميرال، ثاد آلان، مسؤول الحكومة الأمريكية للإشراف على كارثة خليج المكسيك: هناك المزيد من الخطوات التنظيمية يتوجب اتباعها، لكن يمكننا التأكيد، بأن بئر ماكوندو لن يكون مصدر خطر متواصل على خليج المكسيك."
ومن جانبه أشاد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بإغلاق البئر المعطوبة مؤكداً أن الحكومة الفيدرالية ستواصل بذل كافة الجهود الممكنة لضمان التعافي الكامل لساحل الخليج من هذه الكارثة.
بعد "قتل" ماكوندو.. خليج المكسيك يبدأ رحلة تعاف طويلة
وإلى ذلك، ستضغط الحكومة الفيدرالية على العملاق النفطي لتحديد ملابسات كارثة انفجار منصة نفطية في 20 إبريل/نيسان، إلى جانب أهالي الضحايا الـ11 الذي قضوا في الانفجار الذي بدأت على إثره كارثة التلوث النفطي.
وبلغ حجم التسرب النفطي من البئر المعطوبة ما يقدر بـ4.9 مليون برميل، (206 مليون غالون) تدفقت إلى مياه الخليج، ما يجعلها أكبر كارثة تلوث في تاريخ الولايات المتحدة.
ويذكر أن "بي بي" نجحت في وقف التسرب النفطي في 15 يوليو/تموز، وتعكف حالياً لإتمام عملية "بوتوم كيل" (bottom kill)، وهي ضخ الخرسانة في قاع البئر، كخطوة أخيرة من جهود ماراثونية استغرقت خمسة أشهر لضمان وقف التسرب، ليعلن على إثرها الادميرال، ثاد آلان، المسؤول الأمريكي عن تنسيق جهود وقف التسرب، رسمياً "قتل" البئر المعطوبة.
وقال رون لوبريل، قائد خفر السواحل الأمريكية إنه من المتوقع أن تجري "بي بي" اختبارا لضغط البئر في وقت متأخر ليل السبت (الأحد).
ومن جانبه قال النائب الأمريكي، إيدوارد مارك، في بيان: "هذا التسرب بدأ بضجة وانتهى بتذمر ويترك عدداً من القضايا التي تستجدي الاهتمام."
وتابع بيانه: "ربما هذا المسمار الأخير في نعش بئر بي بي، لكن التحقيقات في هذه الجريمة ضد البيئة مازالت مستمرة، من قبل تحقيقات بواسطة الكونغرس ولجان مستقلة من إدارة أوباما، ستواصل التقدم وحتى فحص كل شبر من مسرح هذه الجريمة البيئية وأجراء تشريح كامل لتأثير التلوث النفطي."
وقدر علماء أمريكيون أن ما لا يقل عن 200 مليون غالون من النفط تسربت إلى مياه الخليج، 74 في المائة منها تبخر في وقت لاحق، أو تفتفت أو أحترق.
وقال فريق علماء من الحكومة الامريكية إنهم عثروا على طبقة نفطية يبلغ سمكها بوصتين تغطي قاع البحر في بعض أنحاء الخليج، ويعتقد أنها تكونت جراء التسرب.
وفي هذا الصدد، قالت سامنثا جوي من جامعة جورجيا: " "اعتقد أن ما نراه هو النفط الذي كان على السطح وترسب في القاع."
وحذر محلل من الدائرة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي "نوا" من القفز إلى استنتاجات قبل أن يتم تحليل العينات كيميائيا.
وفي الوقت الذي تستدل فيه الستار على كارثة "ماكوندو" تعمل "بي بي" على إصلاح صورتها التي اهتزت منذ الكارثة التي كلفتها حتى اللحظة 1.6 مليار دولار كتعويضات ودفعات للحكومة الأمريكية.
وكلف التسرب النفطي المناطق المطلة على خليج المكسيك خسائر بالغة جراء تأثر قطاعي الصيد والصناعة بالتلوث، وتعرضت الشركة لانتقادات أمريكية عنيفة إزاء تعاملها مع كارثة التلوث النفطي.
وكانت "بي بي" قد تعهدت بتقديم نحو 20 مليار دولار إلى صناديق تعويض تتبع حكومة الولايات المتحدة، نتيجة لمسؤوليتها في تسرب النفط، الأمر الذي أفقد سهم الشركة نحو النصف.
http://arabic.cnn.com/2010/scitech/9/20/killbottom.environment/index.html