المصريون يسهرون حتى الصباح في ساحات مدينة لا تنام
صلاة العيد في أحد ميادين القاهرة
القاهرة - سمير محمود
هلَّت أفراح عيد الفطر المبارك مبكراً في الشارع المصري، فما أن أنهى الصائمون فطورهم، حتى انطلقوا إلى الشوارع، بعضهم يجهز الساحات المفتوحة للصلوات، وآخرون يدبرون ملابس العيد، وفريق ثالث يحجز لنفسه موقعاً لبيع البالونات وألعاب الأطفال.
أما الغالبية فبقيت في شوارع العاصمة التي لا تنام حتى مطلع الفجر، وصلاة العيد المشهودة في ساحة مسجد العالم الراحل الدكتور مصطفى محمود بحي المهندسين بالقاهرة، وغيرها من الساحات والميادين التي أعدتها المحافظات والأجهزة الشعبية والتنفيذية لهذا الغرض.
"العربية.نت" عاشت الساعات الأولى من أفراح العيد بالقاهرة.
تحضيرات للعيد
ودّعت أم محمود حالة الكسل التي كانت تنتابها عقب كل إفطار في أيام وليالي رمضان، وخرجت بهمة ونشاط ومعها اثنين من أبنائها باتجاه المخبز المجاور لمنزلهم لاستلام كعك العيد، أم محمود عبرت عن فرحتها باستقبال العيد بقولها: "لم نحتفل العام الماضي، كانت عندنا حالة وفاة، هذا العام نزوج ابنتنا الكبرى ولا بد أن نفرح بها ونفرحها".
وحول مخبز العائلات بحي شبرا الشعبي تراصت طاولات معدنية طويلة غطتها أشكال متنوعة من الكعك والبسكويت، الذي أعدته أسر وعائلات حرصت على كتابة أسماء أبنائها الصبيان على هذه الطولات حتى لا تختلط مع طاولات وألواح الجيران.
محمد مصيلحى شاب دون العشرين وقف في حالة انتظار عقب صلاة المغرب قرب بوابة المخبز وقال: "أنتظر كعك العيد، أعدته والدتي وجدتي بالأمس ونتسلمه اليوم بعدها تنتهي مهمتي وأستعد للخروج مع أصدقائي".
ساحات المساجد
اجواء القاهرة قبيل العيد
المساجد الصغيرة والزوايا في حالة نشاط ملحوظ، وسباق مع الزمن على تنظيف الأرضيات والحوائط والتخلص من بقايا الطعام التي خلفتها أيام الاعتكاف الأخيرة من رمضان، فهنا بمسجد بلال بن رباح بالحي الشعبي القديم، لا يكف سدنة المسجد من الرجال وكذلك النساء في الجزء المخصص لهن عن تنظيف الأرضيات ورشها بالعطور وتلميع الفوانيس والثريات ابتهاجاً بالعيد على حد قول عطيات محمد إبراهيم وهي من المترددات على المسجد، والتى ترى أن عدد الحصير (فرش الأرضيات) يكفي هذا العام للصلاة في الساحة المفتوحة المواجهة للمسجد، خاصة وقد انكسرت الموجة الحارة بفضل من الله مع الأيام الأخيرة من رمضان وبدايات العيد.
الشوارع عن آخرها خرجت خروجها الكبير تستعد للعيد، المحال والمتاجر بوسط القاهرة وفي شوارع قصر النيل و26 يوليو وعبد الخالق ثروت وعادلي وشريف والأوبرا والعتبة والموسكي، كلها في نوبة صحيان، لا تنام حركة دؤوبة سريعة لجلب ملابس العيد من هنا، وهدايا العيد من هناك، أما المرور فقد أصيب بحالة شلل شبه تامة على حد قول الدكتور أحمد جعفر الذي أكد لنا أن هناك كثيرين يفضلون قضاء حوائجهم فيما يوصف بشراء اللحظة الأخيرة، لذا يتزامن الزحام، ويتناسى الناس رغم كل شيء الأعباء الاقتصادية التي أثقلت ظهورهم في رمضان وتلك التي تنتظرهم بعد العيد بالعودة إلى المدارس، ولا هَمَّ لهم سوى الصغار وإسعادهم وتلك هي العادة.
بالونات هنا وهناك
تزيين وجوه الاطفال
البالونات في كل مكان يحملها الباعة المتجولون بين إشارات المرور، وفي أوساط الميادين الكبرى، ومواقف السيارات، بعضها كروي الشكل سعره يصل إلى جنيه واحد على حد قول أشرف شعلان أحد الباعة بوسط العاصمة، أما البالونات التي على هيئة قلوب فقد يتعدى ثمنها الجنيهان في وسط البلد، ويصل سعرها بحي المهندسين الراقي إلى ثلاثة جنيهات.
اقتربنا أكثر من حي المهندسين في الجهة الأخرى من نيل القاهرة، حشود بشرية ضخمة، أجبرت مسؤولي الأمن على رفع درجة الاستعداد إلى أعلى معدلاتها تحسباً لأي مضايقات أو تحرشات كانت قد وقعت من عامين في المناسبة نفسها.
عادل يونس أحد الباعة في متجر للأحذية بالمهندسين قال: "المشكلة ليست في الزحام بقدر ما هي في سلوك المراهقين الذين تبدأ أعمارهم من 14 سنة فما فوق، يصرخون ويقذفون المارة بالبمب والمفرقعات البسيطة، وقد تحسبت الشرطة لذلك تماماً وزودت دورياتها الثابتة والمتحركة على امتداد المهندسين وبمسافات متقاربة جداً لضبط الحالة الأمنية.
مسجد مصطفى محمود
بائع بالونات في شوارع القاهرة
ألوان متنوعة وفرشات بأحجام مختلفة وطاولة صغيرة وراءها كرسي بلاستيكي سهل الطي، هذه هي أدوات محمود مصطفى المتخصص في رسم وجوه الأطفال لقاء خمس جنيهات للطفل الواحد. يقول محمود: "لدي عدة أشكال كارتونية يهواها الأطفال بخلاف صور الحيوانات من القطط والأسود والنمور، ما على الطفل إلا أن يختار الشكل الذي يحب أن يراه على وجوهه، وعلي أنا باقي المهمة التي لا تستغرق أكثر من خمس دقائق.
محمود خرج مبكراً مقرراً ألا يعود إلى بيته إلا بعد نهاية اليوم الأول من أيام عيد الفطر المبارك، فذلك موسمه وتلك مهنته التي يعمل فيها هو ومجموعة من الأصدقاء حجزوا مواقعهم في المولات التجارية وفي حديقة الحيوان بالجيزة وأمام الملاهي ودور العرض السينمائي.
مراجيح
جمعية مصطفى محمود في حالة طوارئ، فبعد شهر من إطعام عشرات الآلاف من الصائمين، جاء يوم الزينة، يوم الفرحة، فرحة الصائم يوم فطره، وهكذا بدأ إعداد الساحة المواجهة للمسجد استعداداً للعيد، حيث وضعت مكبرات الصوت هنا وهناك لترديد التهليلات والتكبيرات، فضلاً عن تجهيز ما تبقى من التمر لتوزيعه عقب صلاة العيد، التي تتم وسط ترتيبات مرورية خاصة يحول فيها الطريق من أول شارع جامعة الدول العربية وحتى بداية بولاق باتجاه الجيزة، ومن الشارع المذكور وحتى نهاية شارع أحمد عربى باتجاه حي إمبابة.
وما بين ربكة شراء الملابس في اللحظات الأخيرة، وإعداد كعك العيد أو شرائه جاهزاً، تبقى قلة من البشر على موعد آخر، في أماكن أخرى لا صخب فيها ولا زينة، حيث يرقد الأهل والأحباب والأقارب، في عادة مصرية لا تنقطع في ريف وحضر المحروسة، وأولئك لا تكتمل فرحتهم إلا بزيارة ذويهم في المقابر.
بأي حال عدت يا عيد، عدت بأفراحك وأتراحك، عدت والعالم كله يترقب فتنة مشابهة لفتنة الرسوم المسيئة لرسولنا الكريم محمد صلوات ربي وسلامه عليه، فتنة إحراق نسخ من المصحف الشريف بدعوة من قس أمريكي متطرف، عدت لنحتفي بك رغم المرارة التي تسد الحلوق، عدت ليهلل ويكبر أكثر من مليار وثلاثمائة مليون مسلم حول العالم تكفي أصداء تكبيراتهم لدك أصلد الجبال وزلزلة أعتى العروش والجيوش!.
صلاة العيد في أحد ميادين القاهرة
القاهرة - سمير محمود
هلَّت أفراح عيد الفطر المبارك مبكراً في الشارع المصري، فما أن أنهى الصائمون فطورهم، حتى انطلقوا إلى الشوارع، بعضهم يجهز الساحات المفتوحة للصلوات، وآخرون يدبرون ملابس العيد، وفريق ثالث يحجز لنفسه موقعاً لبيع البالونات وألعاب الأطفال.
أما الغالبية فبقيت في شوارع العاصمة التي لا تنام حتى مطلع الفجر، وصلاة العيد المشهودة في ساحة مسجد العالم الراحل الدكتور مصطفى محمود بحي المهندسين بالقاهرة، وغيرها من الساحات والميادين التي أعدتها المحافظات والأجهزة الشعبية والتنفيذية لهذا الغرض.
"العربية.نت" عاشت الساعات الأولى من أفراح العيد بالقاهرة.
تحضيرات للعيد
ودّعت أم محمود حالة الكسل التي كانت تنتابها عقب كل إفطار في أيام وليالي رمضان، وخرجت بهمة ونشاط ومعها اثنين من أبنائها باتجاه المخبز المجاور لمنزلهم لاستلام كعك العيد، أم محمود عبرت عن فرحتها باستقبال العيد بقولها: "لم نحتفل العام الماضي، كانت عندنا حالة وفاة، هذا العام نزوج ابنتنا الكبرى ولا بد أن نفرح بها ونفرحها".
وحول مخبز العائلات بحي شبرا الشعبي تراصت طاولات معدنية طويلة غطتها أشكال متنوعة من الكعك والبسكويت، الذي أعدته أسر وعائلات حرصت على كتابة أسماء أبنائها الصبيان على هذه الطولات حتى لا تختلط مع طاولات وألواح الجيران.
محمد مصيلحى شاب دون العشرين وقف في حالة انتظار عقب صلاة المغرب قرب بوابة المخبز وقال: "أنتظر كعك العيد، أعدته والدتي وجدتي بالأمس ونتسلمه اليوم بعدها تنتهي مهمتي وأستعد للخروج مع أصدقائي".
ساحات المساجد
اجواء القاهرة قبيل العيد
المساجد الصغيرة والزوايا في حالة نشاط ملحوظ، وسباق مع الزمن على تنظيف الأرضيات والحوائط والتخلص من بقايا الطعام التي خلفتها أيام الاعتكاف الأخيرة من رمضان، فهنا بمسجد بلال بن رباح بالحي الشعبي القديم، لا يكف سدنة المسجد من الرجال وكذلك النساء في الجزء المخصص لهن عن تنظيف الأرضيات ورشها بالعطور وتلميع الفوانيس والثريات ابتهاجاً بالعيد على حد قول عطيات محمد إبراهيم وهي من المترددات على المسجد، والتى ترى أن عدد الحصير (فرش الأرضيات) يكفي هذا العام للصلاة في الساحة المفتوحة المواجهة للمسجد، خاصة وقد انكسرت الموجة الحارة بفضل من الله مع الأيام الأخيرة من رمضان وبدايات العيد.
الشوارع عن آخرها خرجت خروجها الكبير تستعد للعيد، المحال والمتاجر بوسط القاهرة وفي شوارع قصر النيل و26 يوليو وعبد الخالق ثروت وعادلي وشريف والأوبرا والعتبة والموسكي، كلها في نوبة صحيان، لا تنام حركة دؤوبة سريعة لجلب ملابس العيد من هنا، وهدايا العيد من هناك، أما المرور فقد أصيب بحالة شلل شبه تامة على حد قول الدكتور أحمد جعفر الذي أكد لنا أن هناك كثيرين يفضلون قضاء حوائجهم فيما يوصف بشراء اللحظة الأخيرة، لذا يتزامن الزحام، ويتناسى الناس رغم كل شيء الأعباء الاقتصادية التي أثقلت ظهورهم في رمضان وتلك التي تنتظرهم بعد العيد بالعودة إلى المدارس، ولا هَمَّ لهم سوى الصغار وإسعادهم وتلك هي العادة.
بالونات هنا وهناك
تزيين وجوه الاطفال
البالونات في كل مكان يحملها الباعة المتجولون بين إشارات المرور، وفي أوساط الميادين الكبرى، ومواقف السيارات، بعضها كروي الشكل سعره يصل إلى جنيه واحد على حد قول أشرف شعلان أحد الباعة بوسط العاصمة، أما البالونات التي على هيئة قلوب فقد يتعدى ثمنها الجنيهان في وسط البلد، ويصل سعرها بحي المهندسين الراقي إلى ثلاثة جنيهات.
اقتربنا أكثر من حي المهندسين في الجهة الأخرى من نيل القاهرة، حشود بشرية ضخمة، أجبرت مسؤولي الأمن على رفع درجة الاستعداد إلى أعلى معدلاتها تحسباً لأي مضايقات أو تحرشات كانت قد وقعت من عامين في المناسبة نفسها.
عادل يونس أحد الباعة في متجر للأحذية بالمهندسين قال: "المشكلة ليست في الزحام بقدر ما هي في سلوك المراهقين الذين تبدأ أعمارهم من 14 سنة فما فوق، يصرخون ويقذفون المارة بالبمب والمفرقعات البسيطة، وقد تحسبت الشرطة لذلك تماماً وزودت دورياتها الثابتة والمتحركة على امتداد المهندسين وبمسافات متقاربة جداً لضبط الحالة الأمنية.
مسجد مصطفى محمود
بائع بالونات في شوارع القاهرة
ألوان متنوعة وفرشات بأحجام مختلفة وطاولة صغيرة وراءها كرسي بلاستيكي سهل الطي، هذه هي أدوات محمود مصطفى المتخصص في رسم وجوه الأطفال لقاء خمس جنيهات للطفل الواحد. يقول محمود: "لدي عدة أشكال كارتونية يهواها الأطفال بخلاف صور الحيوانات من القطط والأسود والنمور، ما على الطفل إلا أن يختار الشكل الذي يحب أن يراه على وجوهه، وعلي أنا باقي المهمة التي لا تستغرق أكثر من خمس دقائق.
محمود خرج مبكراً مقرراً ألا يعود إلى بيته إلا بعد نهاية اليوم الأول من أيام عيد الفطر المبارك، فذلك موسمه وتلك مهنته التي يعمل فيها هو ومجموعة من الأصدقاء حجزوا مواقعهم في المولات التجارية وفي حديقة الحيوان بالجيزة وأمام الملاهي ودور العرض السينمائي.
مراجيح
جمعية مصطفى محمود في حالة طوارئ، فبعد شهر من إطعام عشرات الآلاف من الصائمين، جاء يوم الزينة، يوم الفرحة، فرحة الصائم يوم فطره، وهكذا بدأ إعداد الساحة المواجهة للمسجد استعداداً للعيد، حيث وضعت مكبرات الصوت هنا وهناك لترديد التهليلات والتكبيرات، فضلاً عن تجهيز ما تبقى من التمر لتوزيعه عقب صلاة العيد، التي تتم وسط ترتيبات مرورية خاصة يحول فيها الطريق من أول شارع جامعة الدول العربية وحتى بداية بولاق باتجاه الجيزة، ومن الشارع المذكور وحتى نهاية شارع أحمد عربى باتجاه حي إمبابة.
وما بين ربكة شراء الملابس في اللحظات الأخيرة، وإعداد كعك العيد أو شرائه جاهزاً، تبقى قلة من البشر على موعد آخر، في أماكن أخرى لا صخب فيها ولا زينة، حيث يرقد الأهل والأحباب والأقارب، في عادة مصرية لا تنقطع في ريف وحضر المحروسة، وأولئك لا تكتمل فرحتهم إلا بزيارة ذويهم في المقابر.
بأي حال عدت يا عيد، عدت بأفراحك وأتراحك، عدت والعالم كله يترقب فتنة مشابهة لفتنة الرسوم المسيئة لرسولنا الكريم محمد صلوات ربي وسلامه عليه، فتنة إحراق نسخ من المصحف الشريف بدعوة من قس أمريكي متطرف، عدت لنحتفي بك رغم المرارة التي تسد الحلوق، عدت ليهلل ويكبر أكثر من مليار وثلاثمائة مليون مسلم حول العالم تكفي أصداء تكبيراتهم لدك أصلد الجبال وزلزلة أعتى العروش والجيوش!.