أسرانا في رمضان.. يقهرون السجان بقراءة القرآن
بقلم- أمل الحجار
لخطى سيرهم على أرض السجن الجرداء صدىً لا يختلف كثيرا عن صوت أمعائهم الخاوية في معركتها مع السجان, ولهمس أصواتهم رنين ما زال يقرع في أذني كأني أعيش معهم؛ فبالرغم من بعدهم عنك، فإنك تستطيع أن تسمع وجعا يسكن أفئدتهم مع كل تكبيرة صباح، وإشراقِ هلال رمضانٍ جديد.. بعيدا عمن يحبون.
لقد كانت هي المرة الأولى التي أسمع فيها صوت أشقائي الأسرى من داخل زنازين الاحتلال الصهيوني العتمة وقرع أقدامهم، فكم كانت تلك اللحظات مؤثرة وما زالت عالقة في مخيلتي لم أستطع نسيانها أو تناسيها، شاعرةً بالعجز أمام تلك الثلة من الأبطال الذين ضحوا بحريتهم لننعم نحن بالحرية، فكانوا الشمعة التي تحترق لتنير لنا طريق الحرية والكرامة.
كم كنت أتمنى لحظتها أن أمسح أحزانهم وأسد جوعهم وظمأهم، وأرطب الأرض القاحلة بدموعي التي ذرفتها ألما على أخوتي في زنازين الاحتلال علّها تعبر عن القليل من معاناتهم.
فبينما نحن منشغلون في تحضير أشهى المأكولات؛ يتناول الأسرى طعاما بسيطا وقليلا جدا يشترونه على حسابهم الخاص وبأسعار باهظة جدا، إضافة إلى تصنيع الطعام القليل "شبه المطهو" بأيدي سجناء جنائيين صهاينة الذي تقدمه لهم إدارة السجون، بعيدا عن أمهاتهم وزوجاتهم وأطفالهم.
وفي زحمة الحرمان، ووحشة السجن، وتحت قهر السجان.. يلجأ الأسرى خلال أيام الشهر الفضيل إلى العبادة وتلاوة القرآن الكريم والتقرب إلى الله، ويضعون لأنفسهم خططا خاصة لاستغلال أوقات الأسر، تتراوح بين قراءة القرآن وحفظه والصلاة وسماع الدروس لعلّها تخفف من آلام السجن وعذابه، مجسدين روح الأخوة والوحدة خلال تجمعهم على السحور والفطور وصلاة التراويح وتوفير وجبة فطور لأسير قضى أكثر من 18 ساعة وهو صائم.
إلا أن العدو لا يروق له صفو الجو الإيماني الذي يسود السجون مع حلول رمضان، فيعكره بالتضييق عليهم وكسر فرحتهم بتنفيذ وحدات القمع في السجون عمليات اقتحام وتفتيش مستمرة للغرف والخيام والزنازين؛ بحجة التفتيش الأمني عن أغراض ممنوعة وهواتف خلوية. كما تقوم بعزل بعضهم في الزنازين وحرمانهم من ممارسة الشعائر الدينية بصورة جماعية مع بقية الأسرى، عدا عن أن إدارة السجن لا تقدم طعاما يناسب هذا الشهر، حيث كميات الطعام قليلة وسيئة، وتمارس سياسة التنقلات بين الأقسام والسجون، وتحرم الأسرى من صلاة التراويح جماعة في ساحة السجن.
وبناء عليها،، فإنه ليس مستغربا على مثل هذه الإدارة في العديد من السجون ومراكز التوقيف والتحقيق، أن لا يعرف فيها الأسرى موعد الإفطار والسحور، فهناك يستوي الليل مع النهار، حيث أن هذه السجون لا تدخلها الشمس، ولا يسمع فيها أذان، وبعضها تم إنشاؤه تحت الأرض، بالإضافة إلى التلاعب بوقت إدخال الوجبات. وفي بعض الأحيان يدخل وجبة السحور بعد أذان الفجر، فلا يستطيع الأسرى تناولها، أو تدخل وجبة الإفطار قبل موعد المغرب بساعات، مما يفسد الطعام، وكذلك حملات التفتيش المستمرة وقت السحور أو الإفطار للتنغيص على الأسرى. وعلى الرغم من مشقة العذاب في الأسر إلا أن الصبر والإيمان بالله يجعلهم يذوقون حلاوة ثواب جهادهم وتقديمهم حريتهم في سبيل الله.
و يبقى أن نذكر: أن هناك ما يقارب 7000 أسير يقبعون خلف الأسلاك الشائكة في سجون الاحتلال، موزعين على حوالي 23 سجناً ومعتقلاً ومركز توقيف، بينهم (36) أسيرة، و(300) طفل و(12) نائباً، و(308) أسرى قدامى قضى بعضهم في الأسر أكثر من 33 عاما، بينما هناك (250) معتقل إداري دون تهمة أو محاكمة، و(7) أسرى مصنفين تحت قانون مقاتل غير شرعي، و(202) أسير ارتقوا شهداء منذ عام 1967م.
بقلم- أمل الحجار
لخطى سيرهم على أرض السجن الجرداء صدىً لا يختلف كثيرا عن صوت أمعائهم الخاوية في معركتها مع السجان, ولهمس أصواتهم رنين ما زال يقرع في أذني كأني أعيش معهم؛ فبالرغم من بعدهم عنك، فإنك تستطيع أن تسمع وجعا يسكن أفئدتهم مع كل تكبيرة صباح، وإشراقِ هلال رمضانٍ جديد.. بعيدا عمن يحبون.
لقد كانت هي المرة الأولى التي أسمع فيها صوت أشقائي الأسرى من داخل زنازين الاحتلال الصهيوني العتمة وقرع أقدامهم، فكم كانت تلك اللحظات مؤثرة وما زالت عالقة في مخيلتي لم أستطع نسيانها أو تناسيها، شاعرةً بالعجز أمام تلك الثلة من الأبطال الذين ضحوا بحريتهم لننعم نحن بالحرية، فكانوا الشمعة التي تحترق لتنير لنا طريق الحرية والكرامة.
كم كنت أتمنى لحظتها أن أمسح أحزانهم وأسد جوعهم وظمأهم، وأرطب الأرض القاحلة بدموعي التي ذرفتها ألما على أخوتي في زنازين الاحتلال علّها تعبر عن القليل من معاناتهم.
فبينما نحن منشغلون في تحضير أشهى المأكولات؛ يتناول الأسرى طعاما بسيطا وقليلا جدا يشترونه على حسابهم الخاص وبأسعار باهظة جدا، إضافة إلى تصنيع الطعام القليل "شبه المطهو" بأيدي سجناء جنائيين صهاينة الذي تقدمه لهم إدارة السجون، بعيدا عن أمهاتهم وزوجاتهم وأطفالهم.
وفي زحمة الحرمان، ووحشة السجن، وتحت قهر السجان.. يلجأ الأسرى خلال أيام الشهر الفضيل إلى العبادة وتلاوة القرآن الكريم والتقرب إلى الله، ويضعون لأنفسهم خططا خاصة لاستغلال أوقات الأسر، تتراوح بين قراءة القرآن وحفظه والصلاة وسماع الدروس لعلّها تخفف من آلام السجن وعذابه، مجسدين روح الأخوة والوحدة خلال تجمعهم على السحور والفطور وصلاة التراويح وتوفير وجبة فطور لأسير قضى أكثر من 18 ساعة وهو صائم.
إلا أن العدو لا يروق له صفو الجو الإيماني الذي يسود السجون مع حلول رمضان، فيعكره بالتضييق عليهم وكسر فرحتهم بتنفيذ وحدات القمع في السجون عمليات اقتحام وتفتيش مستمرة للغرف والخيام والزنازين؛ بحجة التفتيش الأمني عن أغراض ممنوعة وهواتف خلوية. كما تقوم بعزل بعضهم في الزنازين وحرمانهم من ممارسة الشعائر الدينية بصورة جماعية مع بقية الأسرى، عدا عن أن إدارة السجن لا تقدم طعاما يناسب هذا الشهر، حيث كميات الطعام قليلة وسيئة، وتمارس سياسة التنقلات بين الأقسام والسجون، وتحرم الأسرى من صلاة التراويح جماعة في ساحة السجن.
وبناء عليها،، فإنه ليس مستغربا على مثل هذه الإدارة في العديد من السجون ومراكز التوقيف والتحقيق، أن لا يعرف فيها الأسرى موعد الإفطار والسحور، فهناك يستوي الليل مع النهار، حيث أن هذه السجون لا تدخلها الشمس، ولا يسمع فيها أذان، وبعضها تم إنشاؤه تحت الأرض، بالإضافة إلى التلاعب بوقت إدخال الوجبات. وفي بعض الأحيان يدخل وجبة السحور بعد أذان الفجر، فلا يستطيع الأسرى تناولها، أو تدخل وجبة الإفطار قبل موعد المغرب بساعات، مما يفسد الطعام، وكذلك حملات التفتيش المستمرة وقت السحور أو الإفطار للتنغيص على الأسرى. وعلى الرغم من مشقة العذاب في الأسر إلا أن الصبر والإيمان بالله يجعلهم يذوقون حلاوة ثواب جهادهم وتقديمهم حريتهم في سبيل الله.
و يبقى أن نذكر: أن هناك ما يقارب 7000 أسير يقبعون خلف الأسلاك الشائكة في سجون الاحتلال، موزعين على حوالي 23 سجناً ومعتقلاً ومركز توقيف، بينهم (36) أسيرة، و(300) طفل و(12) نائباً، و(308) أسرى قدامى قضى بعضهم في الأسر أكثر من 33 عاما، بينما هناك (250) معتقل إداري دون تهمة أو محاكمة، و(7) أسرى مصنفين تحت قانون مقاتل غير شرعي، و(202) أسير ارتقوا شهداء منذ عام 1967م.