النسيان
يعانى الكثير من الناس من مشكلة النسيان والتى ربما لا تكون مشكلة فى حد ذاتها وانما ما تسببه من حرج اجتماعى هو
المشكلة، ولا تقتصر مشكلة النسيان على كبار السن وانما قد تصيب ايضا من هم دون ذلك. واغلب الاسباب فى مشكلة
النسيان تعود كما يؤكد المتخصصون الى مشاكل نفسية.
أما الذاكرة وكيفية عملها فقد احتار العلم وتعددت الأبحاث والاستنتاجات ولكن اتفق الجميع أن الله وهب للعقل البشري قدرة
خارقة على الحفظ حيث أن العقل يحفظ كل ما يأتيه عن طريق الحواس الخمس إضافة إلى قدرة العقل على الابتكار
والخيال وبالتالي استحداث أفكار وصور جديدة ، وإذا ما بحثنا في أسباب النسيان اعتمادا على ما سبق أمكننا استنتاج ان
التطورات العلمية عموما والتطور التكنولوجي وخصوصا في مجال الكمبيوتر وتخزين البيانات غير نظرية العلم عن
العقل البشري وكيفية عمل الدماغ وآلية التذكر ، إذ أن الذاكرة ليست مجرد عملية انطباع للمعلومات وإعادة استحضارها
بل تتجاوز ذلك بمراحل معقدة تتداخل فيها أمور مازال يجهلها العلم حتى انه لم يتم حتى الان تحديد الأجزاء المسئولة
بالدماغ عن استقبال وتحليل المعلومات وإجراء مقارنة بين المعلومات الجديدة الواردة وبين المعلومات السابقة المخزونة.
وللذاكرة البشرية قدرة كبيرة على استيعاب مليارات المليارات من المعلومات قدرها بعض العلماء بالرقم واحد وإلى يمينه
79 صفراً ، ومع أنه يستحيل على الإنسان استرجاع كل هذا العدد الهائل من المعلومات فإن ما يستطيع استرجاعه يكفي
لملء 90 مليون مجلد ضخم ويضاهي هذا العدد من المجلدات أضخم مكتبات العالم في العصر الحاضر ولو تم صف هذه
المجلدات جنبا إلى جنب لشكلت خطاً يزيد طوله عن 450 كيلومترا.ً
و لمعرفة أسباب النسيان لا بد من الرجوع إلى العقل وفهم كيفية تخزينه للمعلومات ومن ثم استرجاعها عند الضرورة ، إذ
أن من أفضل تعريفات التذكر هو انه استرجاع المعلومة عند الحاجة إليها ، وبالتالي فإن النسيان هو عدم القدرة على
استرجاع المعلومة المناسبة في الوقت المناسب .
ويتكون الدماغ من شبكة معقدة من الخلايا والجذور والفروع لهذا فإن على الذاكرة والأفكار الأخرى أن تتخطى الفجوات الشبكية مثلما يجرى الرياضي في سباق الحواجز، وقد تعجز المعلومات عن التنقل من مكان إلى آخر وبلوغ المناطق المعنية في الدماغ، وهذا يعني، ببساطة، أن الإنسان عاجز عن بلوغ المعلومات المطلوبة "الذاكرة"، رغم أنها محفوظة داخل عقله.
ويعتقد العلماء أن الملااسلات داخل المخ تتم بمادة الجلوكوز والفيتامينات والمعادن وربما يكون نقص هذه المواد هو سر ضعف الذاكرة أو فقدانها عند بعض البشر.
وهناك أيضا ما يعرف بالنسيان الإيجابي وهو خارج عن إرادة الإنسان لأسباب وظروف موضوعية خاصة ومظهر من مظاهر الرحمة الإلهية على الإنسان في حالة إصابته بالمصائب والأوجاع والشدائد حيث أن هذا الإنسان لو لم ينسَ هذه المصائب لكانت الحياة مظلمة بكل أبعادها وتفاصيلها وسيجد صعوبة بالغة في استمراريتها بسبب عدم النسيان. وسوف تعرقل حركة الفرد والمجتمع في الوصول إلى الأهداف المرسومة وفي التعامل الواقعي مع الحياة التي تتطلب الكد والسعي .
أما النسيان المشترك (التناسي) فيكون تارة سلبياً في حالة تظاهر الإنسان بالنسيان وهو في الحقيقة متناس والفرق واضح حيث أن الناسي تكون صورة الشي عنده غائبة بينما المتناسي تكون الصورة عنده حاضرة ولكن لقلة اهتمامه وعدم جديته بالموضوع يصبح بحكم الناسي