السياب ورصيف ساخن
قاسم محمد مجيد ألساعدي
Km1957@yahoo.com
في يوم ممطر نسمع صوت إقدام تغوص في الماء متجهة صوب الموضع الذي أصبح عشنا نحن الطيور الباحثة عن سماء صافية كي تطلق اجنجتها صوب مدن تعشقها ..ماذا تقول موجها" سؤاله إلي في قصيدة (أغنية في شهر أب)التي اعتبرها أجمل قصائد السياب لان فيها منولوج داخلي عذب قلت لاشك في ذلك لكن ياأخي ذكرتنا بشهر أب ونحن ألان أحوج لشمس تمنحنا دفئها
كان ذلك إبراهيم الاعظمي نائب العريف الاحتياط الذي أخذنا ذات يوم ربيعي بين بساتين النخيل الممتدة على مرمى البصر إلى قرية جيكور التي احتضنت ميلاد شاعرنا الكبير بدر شاكر السياب (1926-1964) وفيها دار جده
(مطفأة هي النوافذ الكثار
وباب جدي موصد وبيته انتظار)
كان إبراهيم ويلقبه البعض السياب الصغير يحفظ قصائد السياب ويقرا كل ما يكتب عنه وكثيرا ما يدخل في معارك أدبية مع معارضي الشعر الحديث فاحدهم عندما أراد إن يوقظه للمناوبة في الحراسة اقرضه هذا البيت للشاعر لقيط بن يعمر الأيادي
مالي أراكم نياما في بلهنية ... وقد ترون شهاب الحرب قد سطعا
فالجميع يعترف بصوته الشعري الممتد على مساحة السرية لكنه يكتشف انه كان واهما"فالحيتان الكبار لأتسمح لسمكة صغيره إن تقترب من بحر النشر في الصحف التي لاتتجاوز عدد أصابع اليد فلا احد يقبل كتاباته !!
ذات يوم اسمعنا قصيدة سيابيه كتبها شاعرنا للشاعرة الكبيرة لميعه عباس عمارة هذه المرأة الملهمة للشعراء الكبار في قصائدهم
(وما من عادتي نكران ماضي الذي كانا
لكن جميع من أحببت قبلك ما أحبوني
ولا عطفوا علي
عشقت سبعا كن أحيانا
ترف شعورهن علي
تحملني إلى الصين
سفائن من عطور نهودهن
فاغوص في بحر من الأوهام والوجد ))
كان احدنا يطلب إلقائها باستمرار لأنه الوحيد الذي يعرف إن نائب ضابط صبار اسم امة لميعة
وعندما يقول صبار لمن تلك ألقصيده العذبة يظهر الخبيث ابتسامته
هذا السابح في ملكوت إسفار السياب علم البعض تعويذه السفر
(( لأني غريب
لان العراق الحبيب
بعيد واني هنا في اشتياق
إليه إليها أنادي عراق
فيرجع لي من ندائي نحيب
تفجر عنه الصدى ))
العراق عنده ساتر وجبهة وتراب يذود عنه فعندما انتهت الحرب كنا نفترق ونلتقي فنتذكر أيام الجبهة السياب والشعر وتأخذنا السنوات تجرجرنا قهرا"وتسحبنا صوب انشغالات حياة الحصار والحروب
وافترقنا طويلا" بعد ماأمطرت غيمه الاحتلال سخاما على رؤوسنا فانكفئ الوطن
ذات ظهيرة تموزيه هذا العام التقينا على رصيف صامت رغم خطوات الناس حولنا رايته كئيبا شارد الذهن جلسنا على حافة الرصيف الساخن ونظرنا كلا للأخر وبدأنا نبكي
قاسم محمد مجيد ألساعدي
Km1957@yahoo.com
في يوم ممطر نسمع صوت إقدام تغوص في الماء متجهة صوب الموضع الذي أصبح عشنا نحن الطيور الباحثة عن سماء صافية كي تطلق اجنجتها صوب مدن تعشقها ..ماذا تقول موجها" سؤاله إلي في قصيدة (أغنية في شهر أب)التي اعتبرها أجمل قصائد السياب لان فيها منولوج داخلي عذب قلت لاشك في ذلك لكن ياأخي ذكرتنا بشهر أب ونحن ألان أحوج لشمس تمنحنا دفئها
كان ذلك إبراهيم الاعظمي نائب العريف الاحتياط الذي أخذنا ذات يوم ربيعي بين بساتين النخيل الممتدة على مرمى البصر إلى قرية جيكور التي احتضنت ميلاد شاعرنا الكبير بدر شاكر السياب (1926-1964) وفيها دار جده
(مطفأة هي النوافذ الكثار
وباب جدي موصد وبيته انتظار)
كان إبراهيم ويلقبه البعض السياب الصغير يحفظ قصائد السياب ويقرا كل ما يكتب عنه وكثيرا ما يدخل في معارك أدبية مع معارضي الشعر الحديث فاحدهم عندما أراد إن يوقظه للمناوبة في الحراسة اقرضه هذا البيت للشاعر لقيط بن يعمر الأيادي
مالي أراكم نياما في بلهنية ... وقد ترون شهاب الحرب قد سطعا
فالجميع يعترف بصوته الشعري الممتد على مساحة السرية لكنه يكتشف انه كان واهما"فالحيتان الكبار لأتسمح لسمكة صغيره إن تقترب من بحر النشر في الصحف التي لاتتجاوز عدد أصابع اليد فلا احد يقبل كتاباته !!
ذات يوم اسمعنا قصيدة سيابيه كتبها شاعرنا للشاعرة الكبيرة لميعه عباس عمارة هذه المرأة الملهمة للشعراء الكبار في قصائدهم
(وما من عادتي نكران ماضي الذي كانا
لكن جميع من أحببت قبلك ما أحبوني
ولا عطفوا علي
عشقت سبعا كن أحيانا
ترف شعورهن علي
تحملني إلى الصين
سفائن من عطور نهودهن
فاغوص في بحر من الأوهام والوجد ))
كان احدنا يطلب إلقائها باستمرار لأنه الوحيد الذي يعرف إن نائب ضابط صبار اسم امة لميعة
وعندما يقول صبار لمن تلك ألقصيده العذبة يظهر الخبيث ابتسامته
هذا السابح في ملكوت إسفار السياب علم البعض تعويذه السفر
(( لأني غريب
لان العراق الحبيب
بعيد واني هنا في اشتياق
إليه إليها أنادي عراق
فيرجع لي من ندائي نحيب
تفجر عنه الصدى ))
العراق عنده ساتر وجبهة وتراب يذود عنه فعندما انتهت الحرب كنا نفترق ونلتقي فنتذكر أيام الجبهة السياب والشعر وتأخذنا السنوات تجرجرنا قهرا"وتسحبنا صوب انشغالات حياة الحصار والحروب
وافترقنا طويلا" بعد ماأمطرت غيمه الاحتلال سخاما على رؤوسنا فانكفئ الوطن
ذات ظهيرة تموزيه هذا العام التقينا على رصيف صامت رغم خطوات الناس حولنا رايته كئيبا شارد الذهن جلسنا على حافة الرصيف الساخن ونظرنا كلا للأخر وبدأنا نبكي