يا رَبَّ بَغدادَ ضَاقَتْ بالوَرى الحِيَلُ
وَحُمِّلَ العَبدُ مَا لا الطَّـودُ يَحتَمِـلُ
يَا رَبَّ بَغدادَ رِجْلُ الظُّلمِ قَدْ وَطِئَتْ
أَرضَ العِراقِ وَذُلَّ الطِفلُ والرَّجُلُ
فاجْعلْ فُديتَ لهذا الجَـورِ خَاتِمَـةً
وارفَعْ عِبادَكَ للجَوزَاء مـا بَذَلُـوا
أَهذي بَغْدادُ شَمْسُ الشَّرقِ يَأسِرُهـا
مَنْ كَانَ بِالأمْسِ مِنْ عَليائِها يَجِـلُ
وَكَانَـتِ النَّـاسُ تَأتِيهـا لِرَوعَتِهـا
كَمْ عَلَّمَتهُمْ وَكَـمْ قَامَـتْ بِِهـا دُوَلُ
جَاءوهاْ زَحْفَاً مِنَ الأَمْصَار ِأَنْفَسُهُمْ يا رَبَّ بَغدادَ ضَاقَتْ بالوَرى الحِيَلُ
وَحُمِّلَ العَبدُ مَا لا الطَّـودُ يَحتَمِـلُ
يَا رَبَّ بَغدادَ رِجْلُ الظُّلمِ قَدْ وَطِئَتْ
أَرضَ العِراقِ وَذُلَّ الطِفلُ والرَّجُلُ
فاجْعلْ فُديتَ لهذا الجَـورِ خَاتِمَـةً
وارفَعْ عِبادَكَ للجَوزَاء مـا بَذَلُـوا
أَهذي بَغْدادُ شَمْسُ الشَّرقِ يَأسِرُهـا
مَنْ كَانَ بِالأمْسِ مِنْ عَليائِها يَجِـلُ
وَكَانَـتِ النَّـاسُ تَأتِيهـا لِرَوعَتِهـا
كَمْ عَلَّمَتهُمْ وَكَـمْ قَامَـتْ بِِهـا دُوَلُ
جَاءوهاْ زَحْفَاً مِنَ الأَمْصَار ِأَنْفَسُهُمْ
صَاروا عُلوماً وَفِيهِمْ يُضرَبُ المَثَلُ
سَلْ عَنها جَهماً وَقَولُ الشّعرِ دَيدَنُهُ
قد آسَرَتْهُ عُيونُ الجِسـرِ والحُلَـلُ
يا فخرَ هَارونَ وَ النُّعمانَ عالِمِهـا
حُييتِ بغدادُ فيكِ الشِّعـرُ يُرتَجـلُ
شَقْراءُ كَانتْ كَنُورِ البَـدرِ جُمَّتُهـا
تَغدُو حَريراً إذا مَـا مَسَّهـا بَلَـلُ
إذا ذَكَرْتُ الكَـرْخَ يَزهُـو بَحُلَّتِـهِ
تَأتي الرَّصَافَةُ تِيهاً قِرطُهَـا زُحَـلُ
بَغدادُ شَمسٌ بِأَنفِ البَردِ لَو طَلَعَـتْ
فِيها الجَمالُ وَفِيها الدِّفيءُ مُشْتَمِـلُ
أهزوجةُ الدنيا وذي الآفاقُ تُنشِدُهـا
لحنَ الرَّبيع ِ وَمِنها الـدُرُّ يُنْتَشَـلُ
كلُّ المَدَائِنِ تَسْعَى تَرنـو مَفْخَـرَةً
إلّاكِ بَغدادُ فيـكِ الفَخْـرُ مُحتَفِـلُ
كانَ الظَـلامُ يَنـامُ الليـلَ مُلتَحِفـاً
صَفوَ القُلوبِ وَهَذا البَـدرُ مُكتَمـلُ
أمّا النَّهارُ فكُـلُّ الوَقْـتِ ذو ألَـقٍ
مِنْ فَجْرِ بَغْدادَ كانَ الصُّبحُ يكتَحِـلُ
أمُّ العِراقِ أَرُونـي مِثْلَهـا وَطَنـاً
أَلَقاً يُعَشْعِشُ فـي أَفيائِهـا الغَـزَلُ
أُعْشِقْتُ بَغدَادَ عِشْقاً لَيـسَ يَشْبَهَـهُ
مَا جَنَّ قَيسَاً وَمَا أزْمَتْ بـهِ العِلَـلُ
إذا ذَكَرْتُ العَيشَ في بَغدادَ أنْشَغِـلُ
كُـلُّ الجَـوارحِ للآهـاتِ تَمتَثِـلُ
مَاذا عَسَاهُ يَقولُ الشِّعرُ في وَطَنـي
فَالشَّوقُ أَعظَمُ مِنْ قَولـي فَيَسْتَفِـلُ
رُدُّوا بِلادِي فَفِيهـا كُـلُّ ذَاكِرَتِـي
فِيها صَديقي وَفيهـا يَجْثِـمُ الأمَـلُ
حُلْمُ الطُّفولَـةِ فـي بَغـدَادَ لَذَّتُـهُ
فِعْلُ الشَكَاسِـةِ لا كَـلُّ ولا مَلَـلُ
فِيها العَزيزُ زَكيُّ الأَصْلِ ذَا أَبَتـي
شَيـخُ القَبيلـةِ بِالأَخْـلاقِ مُتَّصِـلُ
فِيها أُخَيي وَنَبـعُ الخَيـرِ وَالدَتـي
قَلبٌ حَنـونٌ وَقَلـبُ الأُمِّ يَنْتَضِـلُ
تِلـكَ الأُخَيَّـةُ تَبكينـي وَتَذكُرُنِـي
مَا زِلتُ أَذكُرُ دَمْعـاتٍ لَهـا سُبُـلُ
وَكَفكَفَ النَّاسُ عَنْ بَغـدادَ أدمُعَهُـمْ
وَدَمعُ بَغدادَ يَجري الدَّهـرَ يَنهَمِـلُ
يا عَينَ بَغدادَ كُفّي الدَّمعَ مـن أَلَـمٍ
لا تَأسَيِنَّ عَلى الأوغادِ إِذ رَحَلُـوا
تَركتِ في القَلبِ جُرحَاً غَائراً دَنِفـاً
لا القَلبُ يَشفى وَلا ذَا الجُرحُ يَندَمِلُ
يا دَارَ أهلي وَدارَ العُربِ أَجْمَعِهِـمْ
مَالي أرى العُربَ عَنْ لأوائها ذُهِلُوا
مَا لي أراهُم ضِعافاً خَارَ فَارِسُهُـمْ
فَقَدوا الإيالةَ لا قَالـوا ولا فَعَلُـوا
أَسْرَفْتِ بَغْدادُ يَومَ البَذْلِ في كَـرَمٍ
لكنَّ قَومَكِ يَومَ الغَزوِ قَـدْ بَخِلُـوا
رُدُّوا الجَميلَ أَيَا عُربانُ مَـا لَكُمُـو
أَيَبلُـغُ الحَـدُّ بالخُـذْلانِ يُحتَفَـلُ !
أيَبلُغُ الحَالُ مـا آلـتْ لَـهُ مُـدُنٌ
الكُفرُ يَمـرَحُ وَالأمجَـادُ تَرتَحِـلُ
رَدُّ الجَميلِ أَيـا إخـوانُ مَفخـرَةً
طَبْعُ الشُّجَاعِ وَفيهِ يُعْـرُفُ البَطَـلُ
أَنتُم كُفِئتُمْ بيَـومِ القَتـلِ وَيحَكمُـو
عَارٌ عَليكُمْ عِـراقُ الخَيـرِ يُعتَقَـلُ
عَـارٌ وَعَـارٌ لِعَـارٍ أنتُـمُ خَـوَلُ
وَخَنَّعَتْكُـمْ لُعَاعَـاتٌ بهـا عَطَـلُ
يا رَبَّ بَغدادَ هَييء للألَـى رَجُـلاً
يُطَهِّـرُ الأرضَ فَالتّاريـخُ يَعْتَـدِلُ
وَبَلِّغُوا الأَهْلَ في بَغدَادَ عَـنْ عِلَـلٍ
تُمَزِقُ القَلْـبَ وَالأحشَـاءِ تَشْتَعِـلُ
فالبُعدُ نَارٌ وَلا يَقوى عَلـى لَهَـبٍ
إلّا الصَّبُورَ وَقَلبي الصَّبُ مُنْشَغِـلُ
يَا رَبَّ بَغـدادَ صَـلِّ دَائِمـاً أبَـدَاً
عَلى حَبِيبِكَ مَـا أَذْرَتْ لـهُ مُقَـلُ
تقبلوا تحياتي اخوك خالد العراقي
بغداد لا تتالمي بغداد انتي في دمي
وَحُمِّلَ العَبدُ مَا لا الطَّـودُ يَحتَمِـلُ
يَا رَبَّ بَغدادَ رِجْلُ الظُّلمِ قَدْ وَطِئَتْ
أَرضَ العِراقِ وَذُلَّ الطِفلُ والرَّجُلُ
فاجْعلْ فُديتَ لهذا الجَـورِ خَاتِمَـةً
وارفَعْ عِبادَكَ للجَوزَاء مـا بَذَلُـوا
أَهذي بَغْدادُ شَمْسُ الشَّرقِ يَأسِرُهـا
مَنْ كَانَ بِالأمْسِ مِنْ عَليائِها يَجِـلُ
وَكَانَـتِ النَّـاسُ تَأتِيهـا لِرَوعَتِهـا
كَمْ عَلَّمَتهُمْ وَكَـمْ قَامَـتْ بِِهـا دُوَلُ
جَاءوهاْ زَحْفَاً مِنَ الأَمْصَار ِأَنْفَسُهُمْ يا رَبَّ بَغدادَ ضَاقَتْ بالوَرى الحِيَلُ
وَحُمِّلَ العَبدُ مَا لا الطَّـودُ يَحتَمِـلُ
يَا رَبَّ بَغدادَ رِجْلُ الظُّلمِ قَدْ وَطِئَتْ
أَرضَ العِراقِ وَذُلَّ الطِفلُ والرَّجُلُ
فاجْعلْ فُديتَ لهذا الجَـورِ خَاتِمَـةً
وارفَعْ عِبادَكَ للجَوزَاء مـا بَذَلُـوا
أَهذي بَغْدادُ شَمْسُ الشَّرقِ يَأسِرُهـا
مَنْ كَانَ بِالأمْسِ مِنْ عَليائِها يَجِـلُ
وَكَانَـتِ النَّـاسُ تَأتِيهـا لِرَوعَتِهـا
كَمْ عَلَّمَتهُمْ وَكَـمْ قَامَـتْ بِِهـا دُوَلُ
جَاءوهاْ زَحْفَاً مِنَ الأَمْصَار ِأَنْفَسُهُمْ
صَاروا عُلوماً وَفِيهِمْ يُضرَبُ المَثَلُ
سَلْ عَنها جَهماً وَقَولُ الشّعرِ دَيدَنُهُ
قد آسَرَتْهُ عُيونُ الجِسـرِ والحُلَـلُ
يا فخرَ هَارونَ وَ النُّعمانَ عالِمِهـا
حُييتِ بغدادُ فيكِ الشِّعـرُ يُرتَجـلُ
شَقْراءُ كَانتْ كَنُورِ البَـدرِ جُمَّتُهـا
تَغدُو حَريراً إذا مَـا مَسَّهـا بَلَـلُ
إذا ذَكَرْتُ الكَـرْخَ يَزهُـو بَحُلَّتِـهِ
تَأتي الرَّصَافَةُ تِيهاً قِرطُهَـا زُحَـلُ
بَغدادُ شَمسٌ بِأَنفِ البَردِ لَو طَلَعَـتْ
فِيها الجَمالُ وَفِيها الدِّفيءُ مُشْتَمِـلُ
أهزوجةُ الدنيا وذي الآفاقُ تُنشِدُهـا
لحنَ الرَّبيع ِ وَمِنها الـدُرُّ يُنْتَشَـلُ
كلُّ المَدَائِنِ تَسْعَى تَرنـو مَفْخَـرَةً
إلّاكِ بَغدادُ فيـكِ الفَخْـرُ مُحتَفِـلُ
كانَ الظَـلامُ يَنـامُ الليـلَ مُلتَحِفـاً
صَفوَ القُلوبِ وَهَذا البَـدرُ مُكتَمـلُ
أمّا النَّهارُ فكُـلُّ الوَقْـتِ ذو ألَـقٍ
مِنْ فَجْرِ بَغْدادَ كانَ الصُّبحُ يكتَحِـلُ
أمُّ العِراقِ أَرُونـي مِثْلَهـا وَطَنـاً
أَلَقاً يُعَشْعِشُ فـي أَفيائِهـا الغَـزَلُ
أُعْشِقْتُ بَغدَادَ عِشْقاً لَيـسَ يَشْبَهَـهُ
مَا جَنَّ قَيسَاً وَمَا أزْمَتْ بـهِ العِلَـلُ
إذا ذَكَرْتُ العَيشَ في بَغدادَ أنْشَغِـلُ
كُـلُّ الجَـوارحِ للآهـاتِ تَمتَثِـلُ
مَاذا عَسَاهُ يَقولُ الشِّعرُ في وَطَنـي
فَالشَّوقُ أَعظَمُ مِنْ قَولـي فَيَسْتَفِـلُ
رُدُّوا بِلادِي فَفِيهـا كُـلُّ ذَاكِرَتِـي
فِيها صَديقي وَفيهـا يَجْثِـمُ الأمَـلُ
حُلْمُ الطُّفولَـةِ فـي بَغـدَادَ لَذَّتُـهُ
فِعْلُ الشَكَاسِـةِ لا كَـلُّ ولا مَلَـلُ
فِيها العَزيزُ زَكيُّ الأَصْلِ ذَا أَبَتـي
شَيـخُ القَبيلـةِ بِالأَخْـلاقِ مُتَّصِـلُ
فِيها أُخَيي وَنَبـعُ الخَيـرِ وَالدَتـي
قَلبٌ حَنـونٌ وَقَلـبُ الأُمِّ يَنْتَضِـلُ
تِلـكَ الأُخَيَّـةُ تَبكينـي وَتَذكُرُنِـي
مَا زِلتُ أَذكُرُ دَمْعـاتٍ لَهـا سُبُـلُ
وَكَفكَفَ النَّاسُ عَنْ بَغـدادَ أدمُعَهُـمْ
وَدَمعُ بَغدادَ يَجري الدَّهـرَ يَنهَمِـلُ
يا عَينَ بَغدادَ كُفّي الدَّمعَ مـن أَلَـمٍ
لا تَأسَيِنَّ عَلى الأوغادِ إِذ رَحَلُـوا
تَركتِ في القَلبِ جُرحَاً غَائراً دَنِفـاً
لا القَلبُ يَشفى وَلا ذَا الجُرحُ يَندَمِلُ
يا دَارَ أهلي وَدارَ العُربِ أَجْمَعِهِـمْ
مَالي أرى العُربَ عَنْ لأوائها ذُهِلُوا
مَا لي أراهُم ضِعافاً خَارَ فَارِسُهُـمْ
فَقَدوا الإيالةَ لا قَالـوا ولا فَعَلُـوا
أَسْرَفْتِ بَغْدادُ يَومَ البَذْلِ في كَـرَمٍ
لكنَّ قَومَكِ يَومَ الغَزوِ قَـدْ بَخِلُـوا
رُدُّوا الجَميلَ أَيَا عُربانُ مَـا لَكُمُـو
أَيَبلُـغُ الحَـدُّ بالخُـذْلانِ يُحتَفَـلُ !
أيَبلُغُ الحَالُ مـا آلـتْ لَـهُ مُـدُنٌ
الكُفرُ يَمـرَحُ وَالأمجَـادُ تَرتَحِـلُ
رَدُّ الجَميلِ أَيـا إخـوانُ مَفخـرَةً
طَبْعُ الشُّجَاعِ وَفيهِ يُعْـرُفُ البَطَـلُ
أَنتُم كُفِئتُمْ بيَـومِ القَتـلِ وَيحَكمُـو
عَارٌ عَليكُمْ عِـراقُ الخَيـرِ يُعتَقَـلُ
عَـارٌ وَعَـارٌ لِعَـارٍ أنتُـمُ خَـوَلُ
وَخَنَّعَتْكُـمْ لُعَاعَـاتٌ بهـا عَطَـلُ
يا رَبَّ بَغدادَ هَييء للألَـى رَجُـلاً
يُطَهِّـرُ الأرضَ فَالتّاريـخُ يَعْتَـدِلُ
وَبَلِّغُوا الأَهْلَ في بَغدَادَ عَـنْ عِلَـلٍ
تُمَزِقُ القَلْـبَ وَالأحشَـاءِ تَشْتَعِـلُ
فالبُعدُ نَارٌ وَلا يَقوى عَلـى لَهَـبٍ
إلّا الصَّبُورَ وَقَلبي الصَّبُ مُنْشَغِـلُ
يَا رَبَّ بَغـدادَ صَـلِّ دَائِمـاً أبَـدَاً
عَلى حَبِيبِكَ مَـا أَذْرَتْ لـهُ مُقَـلُ
تقبلوا تحياتي اخوك خالد العراقي
بغداد لا تتالمي بغداد انتي في دمي