صدام يتحدث عن أخويه برزان ووطبان.. وعزيز ورمضان
التاريخ : 11/7/2009 الوقت : 10:47
لندن: «الشرق الأوسط»
يكشف الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين الذي أُعدم نهاية ديسمبر (كانون الأول) 2006 في وثائق سرية أفرج عنها الأرشيف القومي الأميركي أخيرا خفايا كثيرة عن حروبه وأيامه الأخيرة في الحكم وحتى اعتقاله وظروفه في السجن.
وبعد نشرها محاضر 19 جلسة استجواب رسمي تواصل «الشرق الأوسط» اليوم نشر محاضر حوارات غير رسمية عادية أجراها جورج بيرو، وهو محقق من مكتب المباحث الفيدرالي الأميركي «إف بي آي»، مع الرئيس الأسبق ما بين 1 مايو (أيار) و28 يونيو (حزيران) 2004. وفي حوار جرى في 17 يونيو (حزيران) تحدث صدام عن إخوته غير الأشقاء وكبار المسؤولين في نظامه، وقد أفاد بأن طارق عزيز كان في غاية الذكاء ومتحدثا رائعا.
وأفاد بأن ابن عمه علي حسن المجيد كان يفكر مثل البدوي وكانت خبرته محدودة خارج حدود قبيلته، وكانت قراراته تقوم على هذه الخبرة المحدودة.
ووصف صدام شخصية طه ياسين رمضان بأنها شخصية واضحة. فقد كان رمضان ذلك النوع من الأشخاص الذين يتحدثون عن أنفسهم باستمرار. بعد ذلك انتقل صدام إلى الحديث عن أخويه غير الشقيقين وهما برزان إبراهيم الحسن ووطبان إبراهيم الحسن وأفاد صدام بأن برزان كان في غاية الذكاء ولكن شخصيته كانت مغلقة.
ثم أفاد صدام بأن وطبان كان على العكس من برزان حيث كان ودودا وذا شخصية بسيطة. وفي آخر جلسة في 28 يونيو (حزيران) ناقش بيرو مع صدام علاقة العراق بتنظيم «القاعدة»، وقال صدام إن آيديولوجية أسامة بن لادن لم تختلف عن الكثير من المتعصبين الذين جاؤوا قبله، وإنه ليس لدى الاثنين نفس المعتقد أو النظرة.
وزعم صدام أنه لم يرَ بن لادن شخصيا يوما ما. ولكن، أشار بيرو إلى أن هناك أدلة واضحة على أن الحكومة العراقية كانت قد اجتمعت من قبل مع بن لادن، واستشهد بيرو على ذلك باجتماع فاروق حجازي مسؤول الاستخبارات الخارجية بجهاز الاستخبارات العراقي، مع أسامة بن لادن في السودان عام 1994، وزيارتين قام بهما أبو حفص الموريتاني إلى بغداد وطلبه الحصول على مساعدات مالية تبلغ 10 ملايين دولار. وأجاب صدام: «نعم». وقال إن الحكومة العراقية لم تتعاون مع بن لادن.
وسأل بيرو صدام لماذا كان العراق الدولة الوحيدة التي أثنت على هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)، وهو الأمر الذي رفضه صدام على الفور.
وقال بيرو لصدام إن هناك تقارير عن إشادة الصحف العراقية بالهجوم. وقال صدام إنه كتب مقالات ضد الهجوم، ولكنه تحدث أيضا عن السبب الذي دفع رجالا إلى القيام بهذه التصرفات. ولم تتم مراجعة السبب الذي يمكن أن يتسبب في هذا القدر من الكره وقتل الأبرياء.
وبعد الهجوم، كتب طارق عزيز خطابات شخصية يدين فيها الهجوم إلى شخصين، من الممكن أن يكون أحدهما رمزي كلارك، الذي كان يعرفه عزيز شخصيا. وكانت هذه الخطابات بمثابة وسيلة غير رسمية يدين العراق من خلالها الهجوم.
* طارق عزيز كان في غاية الذكاء.. ورمضان واضحا.. والمجيد كان يفكر مثل البدوي
ـ رئيس النظام السابق قال إن برزان كان مغلقا ولم يكن ودودا ووطبان عكسه
ـ حوار غير رسمي مع صدام
ـ 17 يونيو (حزيران) 2004
* خلال حديث غير رسمي مع جورج بيرو في زنزانته، أدلى صدام حسين بالمعلومات التالية:
أفاد صدام بأنه في معظم الأيام، كان جدول أعماله يشتمل على الاجتماع مع المواطنين العراقيين العاديين.
وقد كان صدام يفضل الاجتماع معهم حيث كان يعمل أو يقيم بدلا من مكتبه الرئاسي. وفي أغلب الأحيان، كانت هذه الاجتماعات بين الساعة 3:00 إلى الساعة 6:00 مساء، حيث كان يتبادل الحديث مع المواطنين العراقيين.
وكان صدام يفضل قيادة السيارة بنفسه وكان يأمر حراسه بالركوب معه، مما منحه القدرة على التوقف متى وأين شاء. وكان صدام يستفيد من هذا الوقت في معالجة المشكلات الشخصية لهؤلاء المواطنين، وكان من ذلك مناقشة مشكلاتهم الصحية وشكاواهم الشخصية، إلخ. وكان صدام يستمتع بتبادل الأفكار مع أولئك الذين يحيطون به بغرض توفير الحلول لهم. وكان يشجع من حوله على مناقشة المشكلات وتبادل الأفكار فيما بينهم، وبينهم وبينه كذلك. ومع ذلك فلم يكن صدام يستمتع بالجدل مع الآخرين على الرغم من أنه كان يعتبر نفسه محاورا ممتازا، وأكثر دراية ممن حوله. وعندما كان يدور جدل حوله، كان يقول إنه لن يشارك فيه ويبقى صامتا.
وكان صدام يتناقش مع بعض الأفراد سواء كانوا أقارب أو مقربين له داخل الحكومة العراقية السابقة. وقد أفاد صدام بأن طارق عزيز (رقم 25 على القائمة السوداء) كان في غاية الذكاء وكانت لديه معلومات وفيرة عن الغرب أكثر من أي مسؤول آخر في حزب البعث.
وكان عزيز متحدثا رائعا، حيث كان مدرسا سابقا للغة الإنجليزية وكان رئيس تحرير صحيفة حزب البعث. وأفاد صدام بأن علي حسن المجيد (رقم 5 على القائمة السوداء) كان يفكر مثل العرب. وأفاد بيرو بأن المجيد كان يفكر مثل البدوي، وقال صدام إن ذلك ما كان يقصده. لقد كانت خبرة المجيد محدودة خارج حدود قبيلته وكانت قراراته تقوم على هذه الخبرة المحدودة.
ومع ذلك، فقد كان المجيد يتبع وينفذ الأوامر الموجهة إليه. ووصف صدام شخصية نائب الرئيس السابق طه ياسين رمضان (رقم 20 على القائمة السوداء) بأنها شخصية واضحة. فقد كان رمضان ذلك النوع من الأشخاص الذين يتحدثون عن أنفسهم باستمرار، وهو الأمر الذي كان يسمح به صدام. بعد ذلك انتقل صدام إلى الحديث عن أخويه غير الشقيقين وهما برزان إبراهيم حسن (رقم 38 على القائمة السوداء) ووطبان إبراهيم حسن (رقم 37 على القائمة السوداء).
وأفاد صدام بأن برزان كان في غاية الذكاء ولكن شخصيته كانت مغلقة. وقال بيرو لصدام إن برزان لم يكن ودودا بما يكفي، ولم يكن من النوع الذي يمكن أن يطور معه بيرو صداقة. فضحك صدام وقال إن بيرو قد عرف شخصية برزان.