18.07.2010
عائلات ألمانية تساهم في رعاية لاجئين عراقيين
تساعد حملة "أنقذني" على إدماج اللاجئين العراقيين
في المجتمع الألماني، بدءاً بتعليمهم اللغة
في المجتمع الألماني، بدءاً بتعليمهم اللغة
بعد التزام ألمانيا باستقبال 2500 لاجئ عراقي على أراضيها، تم إنشاء برنامج جديد لرعاية هؤلاء اللاجئين، وذلك من أجل مساعدتهم وتسهيل اندماجهم في المجتمع الألماني لبدء حياة جديدة في وطنهم الجديد.
تحاول كارلا إيفرتس أن تشرح بكل صبر معنى كلمة „Esstisch“ أو طاولة طعام لكل من مريم (تم تغيير الاسم) وابنتيها سعاد وسحر (تم تغيير الأسماء)، واللواتي تمكنّ من فهم الكلمة بمرور الوقت، وشعرن بالبهجة لإضافة كلمة ألمانية جديدة إلى مفرداتهن.
هذا التقدم يسعد كارلا إيفرتس، فالمعلمة الألمانية المتقاعدة تطوعت لرعاية عائلة عراقية لجأت إلى ألمانيا فراراً من الوضع الأمني المتدهور في بلادها وذلك في إطار حملة "أنقذني" التي تتكون من عشر متطوعين يشرفون على حوالي 30 لاجئاً عراقياً في مدينة بون الألمانية. وتزور إيفرتس العائلة التي تتولى رعايتها مرة كل أسبوع لتعليمها اللغة الألمانية، إذ تقول "اندماج المهاجرين كان دائماً أمراً قريباً من قلبي".
وكانت إيفرتس قد عملت في السابق في مدرسة ينحدر معظم تلاميذها من أصول مهاجرة، وتضيف أن هؤلاء التلاميذ "كانوا غير قادرين على التواصل مع التلاميذ الألمان بكل أسف، وكانوا يفضلون البقاء مع أقرانهم من الدول التي ينحدرون منها".
اللغة لا تزال عائقاً
العائلة العراقية اللاجئة تعاني من نفس المشكلة، فهي تعيش في ألمانيا منذ ثمانية شهور، ونادراً ما تغادر الأم مريم منزلها، فيما تزور الابنتان سعاد وسحر مدرسة ألمانية.
المعلمة المتقاعدة كارلا إيفرتس تساهم في رعاية
عائلة عراقية لاجئة في مدينة بون بألمانيا
عائلة عراقية لاجئة في مدينة بون بألمانيا
وبالرغم من أن التلاميذ هناك يتحدثون اللغة الألمانية، إلا أن سعاد وسحر يرغبان في الاندماج وتعلم اللغة، لهذا تعتبر رعاية كارلا إيفرتس لهما أهم ما ينظران إليه، فقدومها لتعليمهن اللغة الألمانية هو أهم حدث للعائلة خلال الأسبوع، تمتلئ فيه الطاولة بالكعك والمشروبات.
وخلال الدرس الأسبوعي تعيد مريم وابنتاها نطق الكلمات الألمانية التي تعلمها إيفرتس لهن، وتطرحن عليها استفساراتهن. وبرغم محاولاتهن الجاهدة للنقاش، إلا أن عائق اللغة لا يزال حاضراً، لكنه بدأ بالتلاشي، كما تقول سحر البالغة من العمر خمسة عشر عاماً "في البداية كان كل شيء هنا غريباً علي".
بداية جديدة في ألمانيا
حياة العائلة في العراق كانت تزداد صعوبة كل يوم، لأن الأم مريم تنتمي للطائفة الصابئة المندائية في العراق، وهي أقلية دينية تم استهدافها بشكل مستمر من قبل المجموعات الإسلامية المتطرفة بعد الإطاحة بنظام صدام حسين. وتتذكر مريم تلك الأيام بقولها "لقد تم تهديد عائلتي وترحيلها بنهاية الأمر من العراق. بعد قضائنا ثلاثة أيام في سوريا، علمنا أن خمس سيارات هاجمت منزلنا في العراق ودمرته، مما يعني أننا لن نستطيع العودة إلى العراق". وتنظر مريم بحسرة إلى خزانة في شقتها بألمانيا تحمل صوراً لزوجها الذي سقط ضحية لسيارة ملغومة بعد مغادرتها العراق مع ابنتيها.
وبعد هروب العائلة من العراق عاشت مريم وسعاد وسحر في سوريا 4 سنوات لأول مرة في سلام ودون أي تهديدات، لكن الفقر كان رفيقهن الدائم هناك. وعند سماعها بإمكانية الهجرة إلى ألمانيا، لم تتردد مريم طويلاً، وخصوصاً أن أحد إخوانها يعيش في مدينة بون هناك.
الآن ترغب مريم في بدء حياة جديدة في ألمانيا، وتريد أن تكمل ابنتاها تعليمهن الجامعي. أما عن مريم فهي تود العودة إلى العمل، لكن الطريق إلى عالم العمل في ألمانيا لا يزال طويلاً. كارلا إيفرتس تتفهم ذلك وتقول في ختام الجلسة الأسبوعية "في الأسبوع القادم سنذهب إلى المكتبة"، وهو ما نشر الفرحة لدى العائلة العراقية فبالنسبة لمريم وابنتيها يعتبر الذهاب للمكتبة خطوة على طريق حياة جديدة في وطنهن الجديد.
الكاتب: آدريان كريش/ ياسر أبو معيلق
مراجعة: طارق أنكاي
مراجعة: طارق أنكاي
http://www.dw-world.de/dw/article/9799/0,,5805811,00.html