الجمعة، 16 تموز/يوليو 2010، آخر تحديث 22:48 (GMT+0400)
الحكم السعودي المشارك بالمونديال الافريقي الاخير خليل جلال:
مارادونا راوغني ومن هاجمني بالسعودية أشاد بي
مارادونا راوغني ومن هاجمني بالسعودية أشاد بي
حاوره: سعيد الهلال
جلال: مارادونا حاول التلاعب معي بالأسبانية والإنكليزية
الرياض، المملكة العربية السعودية (CNN)-- "أشعر بالملل والتعب، سأوصل التحكيم لتأدية الواجب فقط"، تلك هي العبارات التي رد بها الحكم الدولي، خليل جلال، الذي أدار مباراتي سويسرا وتشيلي، وفرنسا والمكسيك في نهائيات كأس العالم "جنوب أفريقيا 2010"، على سؤوال حول مشواره التحكيمي.
الحكم السعودي خص CNN بالعربية بحوار مطول، قال فيه كل شيء يخص ماضيه في المونديال، ومستقبله مع التحكيم، وتحدث عن قضايا مهمة في مسيرته الرياضية.
- كيف تقيم تجربتك في مونديال جنوب أفريقيا؟
أولا أحمد الله على وصولي إلى قيادة تحكيم مباريات كأس العالم برفقة كوكبة من النجوم والنخبة في كرة القدم على مستوى العالم، سواء حكام أو لاعبين أو مدربين أو إداريين أو معدين أو منظمين، و حقيقة لم يصل إلى هناك إلا المميزين و البارزين على مستوى كرة القدم، في الإعداد و التطوير و الدراسات في جميع المجالات التي يشرف عليها الاتحاد الدولي "فيفا،" فكنت في مكانة الاعتزاز والفخر و بوجودي هناك كمواطن سعودي و كعنصر من عناصر لعبة كرى القدم على مستوى العالم، لان ردود الفعل التي وجدتها من قبل المسؤولين عن الحكام في فيفا او من قبل الناس التي استقبلتني و التقيت بهم هنا كان مردودها إيجابي ورائع و كبير على نفسي وعلى أدائي في المحفل الدولي الكبير الذي حظي بتنظيم واهتمام احترافي كبير جدا.
- كيف تعاملت مع التناقض الإعلامي الذي حدث لك في المونديال؟
إشادة و تقيم مرتفع جدا من الصحف البريطانية من جهة، وهجوم و تشويه سمعة و إساءة من جهة أخرى من قبل الصحف سويسرية؟
حقيقة لم اعر أي اهتمام للإشادات أو الإساءات، لأن كان هناك لجنة تقييم حقيقية معنية بأداء الحكام، وردة فعل المسؤولين عن التحكيم كانت رائعة جدا بالنسبة لنا كحكام.
- ماذا عن هجوم الصحف السويسرية عليك؟
بالنسبة لهجوم الإعلام السويسري فانا التقيت بالصحفيين السويسريين، أثناء لقاء الحكام مع الإعلاميين، هم نقلوا لي وجهة نظرهم كاملة على الرغم من أنني كنت حريصا جدا على عدم سماع ردود الفعل السلبية، لان الإنسان بطبعه يتأثر من ردود الأفعال السيئة، فالصحفيين السويسريين شرحوا لي وجهة نظرهم بالتفصيل ولكنهم عندما استمعوا إلى إجاباتي ووجهة نظري وردي الذي كان رد شافيا و وافيا بالنسبة لهم، احترموا وجهة نظري و اقتنعوا بها.
- توقع الكثيرون أن تقود أكثر من مباراتين في المونديال، ولكنك بعدما ظهرت كحكم رابع في مباراة هولندا والبرازيل في الربع نهائي، وعدت إلى البلد كان مفاجئة للكثيرين، و لكن هناك من أشار إلى سبب إبعادك هو تدني مستوى مساعديك الإيراني والإماراتي، فهل فعلا تسببا في إبعادك؟
نعم لقد ظهرت كحكم رابع في تلك المباراة و كان بالإمكان أن أواصل حتى النهائي، ولكن مجموعة الحكام الذين كانوا موجودين كانت كبيرة جدا وهم من أفضل وأشهر الحكام في العالم وأغلبهم محترفين ويشاركون في قيادة مباريات كبيرة في دوريات قوية على مستوى العالم ومسجلين كحكام محترفين من الأساس، والحكام المساعدين الذين كانوا معي كانوا من أفضل الحكام المساعدين في البطولة، كنا نحرص على البقاء حتى النهائي ولكننا الحمدلله مقتنعين بما قسمه الله لنا و ما قدمناه.
- هل تلقيت اتصالات من المسؤولين السعوديين في المونديال ؟
نعم تلقيت اتصالات إشادة وثناء و تهنئة من قبل صاحب السمو الأمير سلطان بن فهد، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، ونائبه الأمير نواف بن فيصل، وأيضا تلقيت اتصالات ورسائل تهنئة من رؤساء الأندية، وكانت ردة فعلهم علي أثناء المونديال أكثر من رائعة.
- هل كان من ضمن الاتصالات و الرسائل من قبل رؤساء أندية سبق أن انتقدوك وهاجموك؟
بالتأكيد، تلقيت اتصالات ورسائل تهنئة وإشادة كبيرة من قبل رؤساء هاجموني ووجهوا لي انتقادات لاذعة، ولكن تظل هذه هي كرة القدم.
- ماذا عن الهجوم والانتقادات اللاذعة التي تلقيتها بعد المباراة الشهيرة التي قادتها قبل مغادرتك إلى المونديال وجمعت بين النصر والهلال، هل تأثرت بها وهل جعلتك تفكر باتخاذ قرار سلبي قبيل المونديال ؟
لا يوجد إنسان على وجه الأرض لا يتأثر، ولكنني في الأول والأخير حكم محترف و لابد أن أتأقلم مع الأحداث والعواقب التي تصادفني في مسيرتي التحكيمية، والتحكيم بدون إثارة بكل صراحة لا اعتبره تحكيم، فالحكم منذ وجد وهو في مواجهه حقيقة مع مسؤولي الأندية و الجماهير والإعلام الرياضي.
- ماذا عن اللاعب الدولي السابق سامي الجابر مدير فريق الهلال الذي هاجمك إعلاميا بعد مباراة النصر والهلال قبيل المونديال وطلب منك عدم الذهاب للمونديال، هل تحدث معك قبل أو أثناء أو بعد المونديال؟
لا للأسف الشديد، لم يسبق أن حدث أي اتصال بسامي الجابر، ولم تكن هناك علاقة بيني وبينه أكثر من علاقتنا كحكم ولاعب داخل الملعب.
- تتحدث عن الاحتراف وأنت مازلت حكم هاو، ألا ترغب باحتراف التحكيم إن وجد؟
نعم، ولكن من عام 2006 إلى 2010 وأنا أمارس التحكيم بشكل شبه محترف مع فيفا، جميع الأمور المتعلقة بالتحكيم التي طبقتها كانت عمل حكم محترف سيتواجد في كأس العالم، فالتغيير الذي حدث في التحكيم بالبطولة ناتج من الطرق التي طبقت في ورش العمل في فيفا بالسنوات الأخيرة، وأنا أقول أن الحكام أولى عناصر اللعبة بالاحتراف في السعودية، خاصة وأن الأمور أصبحت أكثر احترافية في العمل، وبما أن اللعبة في السعودية من أندية ودوري أصبحت شبه مخصخصة مع رعاية الشركات.
- في المواسم الأخيرة بالملاعب السعودية تم الاستعانة بالحكم الأجنبي بشكل كبير والذي وقع في أخطاء فادحة جراء اتخاذه قرارات حاسمة ظالمة، وتم تغييب الحكم السعودي بشكل تام عن مباريات الدوري المحلي، ماذا تفسر ذلك؟
نحن كحكام بشكل عام نؤمن أن الخطأ جزء من اللعبة، وأن خطأ الحكم غير مقصود تماما في أي مكان في العالم لان الحكم يجتهد أثناء اللقاء باتخاذ القرار الذي يراه صحيحا، والحمد لله قاعدة التحكيم السعودي أصبحت صلبة وقوية، وإنشاء الله تقل عمليات الاستعانة بالحكام الأجانب.
- هل تعتبر الحكم السعودي مظلوم؟
نعم مظلوم إعلاميا، ولكن من ناحية الإعداد و تهيئة الظروف أرى أن الحكم السعودي أخذ حقه كاملا.
- هل هناك قرار في المونديال أو في غيره اتخذته و ندمت عليه؟
لكي أضع الجميع في الصورة بشكل واضح و مباشر، لم أندم في عمري كله على قرار اتخذته سواء في المونديال أو غيره، فالقرار الخاطئ إذا اتخذته لابد أن يكون له أمر ما تسبب في اتخاذه، و تجدني أراجع نفسي و أحاسبها بعد أي مباراة وقعت في الخطأ بها، و لكن لا يوجد ندم في عملنا لأننا حكام نعمل كأشخاص منفردين تماما بتواجدنا كثلاثة أو أربعة حكام مجتهدين مرهقين نتخذ القرار في جزء من الثانية، كل هذه الأشياء توجد لي العذر في خطأي، وخاصة إذا تعبت و اجتهدت في العمل.
- هل فكرت بالاعتزال؟
فكرت كثيرا في الاعتزال، حتى وصلت الوطن و فكرة الاعتزال تراودني، و لكي أكون صريحا فالتحكيم في السنوات القادمة بالنسبة لي أصبح لا يزيد عن واجب وطني أقوم فيه تجاه بلدي ولرد عرفان وجميل الوطن لما قدمه لي فقط لا غير، شخصيا، أنا مقتنع تماما بما قدمته والآن مع دراسة الظروف والأمور المحيطة بالحكام والتحكيم أنا موجود لكي أرد الجميل للوطن الذي منحني إياه.
- ما الموقف الذي ما يزال عالقا في ذهنك من المونديال؟
هناك مواقف كثيرة، ولكن أصعبها زيارتنا إلى إحدى مناطق الفقر التي تحظى برعاية من حكومة جنوب أفريقيا، وتأثرت بمشاهدة الأطفال اليتامى و الفقراء.
- الم يكن لمارادونا نصيب من تلك المواقف؟
مارادونا كان مثل أي مدرب في البطولة، ولكن الفارق أن الإعلام كان يبحث عن مارادونا في المباراة الأولى، وللأسف الشديد إن المباراة الأولى كانت ضد نيجيريا وأنا كنت حكم رابع فيها، وبسبب الاهتمام الإعلامي بتلك المباراة ظهر مارادونا و ظهرت أنا معه في أكثر من لقطة، و كانت تصرفاته عادية و لم تزيد عن المدربين بشيء وحقيقة مارادونا يمتلك مهارة كبيرة سواء في داخل الملعب أو خارجه، و كان حريصا على فوز فريقه، وأنا أتوقع أن مارادونا مازال يعشق الإعلام.
- ماذا دار بينك وبينه من حوار؟
طبعا التفاهم صعب جدا، لأنني كنت أتحدث معه بالانكليزي وكان يرد علي باللغة الاسبانية ويقول لي إنه يتحدث أسباني، وإذا تحدثت معه ببعض الكلمات الاسبانية التي أحفظها يرد علي بالانكليزية، وكان مراوغا بدرجة كبيرة، و لكنه كان مؤدبا جدا، وقام بتمرير الكرة أثناء المباراة أكثر من ثمان مرات بطريقة بعد خروجها للاعبيه وللاعبي نيجيريا، وكان يستمتع بتمريراته و كان يعيد الكرات تارة بالكعب و تارة أخرى بالرأس أو بالركبة و حقيقة استمتعت بمداعبته للكرة.
- هل أنت مؤيد لمقترح فيفا بزيادة عدد الحكام للمباراة الواحدة ليصبح عددهم خمسة حكام؟
الكرة تطورت بشكل عجيب، فاللاعبين والكرة وأرضية المعلب والمشجع كل شيء تطور، أنا متأكد أن التوجه الآن باتجاه تطوير التحكيم 'ما بزيادة عدد الحكام أو بابتكار شيء جديد يعمل به في السنوات المقبلة لكي يطبق في كأس العالم بالبرازيل.
- هل استحقت اسبانيا لقب بطولة كاس العالم؟
بكل جدارة و استحقاق، اسبانيا قدمت مستوى رائع في البطولة.
- هل توقعت فوز منتخب آخر في المونديال؟
حقيقة لم أتوقع أن تفوز اسبانيا بالمونديال، فالأغلبية كانت ذاهبة مع الرأي العام المعتاد عليه في كل مونديال وهي ترشيح كبيري أمريكا الجنوبية، البرازيل والأرجنتين، ولكن يبدو أن تقارب مستويات المنتخبات المشاركة في المونديال جعل هذه البطولة واحدة من أقوى البطولات في تاريخ كاس العالم.
- هل اشتقت لشيء في السعودية وأنت في جنوب أفريقيا؟
اشتقت لأسرتي، وخاصة زوجتي وأبنائي، فالمدة كانت 36 يوما وكانت طويلة جدا بالنسبة لي لأنني لم اعتد أن ابتعد عنهم مثل هذه الفترات.
- ماذا عن الطعام، هل كان مناسبا لجميع الحكام؟
نعم كان مناسبا جدا وخاصة لنا كحكام مسلمين حيث كان الأكل مكتوب عليه كلمة (حلال) أي مذبوح على الطريقة الإسلامية، كانوا مراعين تماما مسألة وجود حكام وإداريين مسلمين كنا أكثر من 16 شخصا.
http://arabic.cnn.com/2010/sport/7/16/khalil.jalal/index.html