الأربعاء، 14 تموز/يوليو 2010، آخر تحديث 16:31 (GMT+0400)
Crazy heart: سيرة فنان يصارع شياطينه بالحب والرحيل
جيف بريدجز في لقطة من الفيلم
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- لطالما شغفت هوليوود بالسير الذاتية للشخصيات المثيرة التي طبعت ذاكرة الأمريكيين، مسلطة الكاميرا على الجوانب المضيئة والمظلمة لأسماء في ذمة التاريخ. ولم يتأخر سكوت كوبر عن ابداء حماسته لهذا النوع من السينما وهو يوقع أولى أفلامه الطويلة Crazy heart عن أسطورة موسيقى الكونتري باد بلايك.
المجازفة كبيرة دائما حين يتعلق الأمر باستعادة الجوانب المهنية والانسانية لفنان معاصر قد تتعدد الشهادات حول شخصه وتتباين الروايات حول مسيرته وعلاقاته وسلوكياته وخلفيته النفسية، غير أن سكوت كوبر نجح الى حد بعيد في اختبار الحكي المحفوف عادة بالالتباسات والمحاذير، من خلال قصة بسيطة تعكس باد بلايك، الانسان في مختلف مظاهره، بلحظات ضعفه وقوته، بلفتاته الانسانية وندوبه العميقة.
باد بلايك، الذي قدمه باقتدار مثير جيف بريدجز، نجم آفل يناهز الستين، يعيش جل أوقاته في شاحنته على الطرقات، متنقلا عبر المدن الصغيرة والحانات الشعبية لتقديم عروضه الموسيقية أمام حفنة من العجزة المسكونين بالحنين للكونتري الأصيل. أدار له المجد ظهره ووجد نفسه عاريا وحيدا أمام انكساراته واخفاقاته الكثيرة. زيجات كثيرة فاشلة، ابن مجهول لم يلتقيه أبدا، ادمان على الكحول، مصاعب مادية تؤثت يوميات فنان مستسلم لنزعة التدمير الذاتي التي تسكنه.
لحظة التحول في سيرة فنان تكساس لقاؤه على هامش احدى الحفلات بالصحافية جين، (ماغي غيلنهال)، التي تعقبت باد بلايك من أجل حديث صحافي، لتنمو علاقة عاطفية عميقة بين الطرفين. يستعيد الفنان الصعلوك لذة الحياة ويغالب عبثيته الطويلة مكتشفا دور العائلة وجدوى الاستقرار النفسي والمهني، غير أنه سيكون عليه أن يبحث عميقا في ذاته لامتلاك القدرة على البدء من الصفر وتغيير العادات السيئة والتضحية من أجل الآخرين والتأقلم مع حياة المسؤولية عن امرأة مطلقة وطفلها الصغير. فهل ينجح بلايك في دحر الشياطين التي تقيم فيه منذ زمن ؟.
حبكة العمل لا تكشف عبقرية استثنائية على مستوى بناء خلفيات الشخوص وترتيب انعطافات السيرة الرئيسية، غير أن قوته تكمن في تجنبه السقوط في المديح الاحتفالي للشخصية-البطل وفي تكثيف القصة ومركزتها في أداء حركي وانفعالي لا يضاهى للنجم جيف بريدجز، خوله عن جدارة واستحقاق الفوز بأول جائزة أوسكار لأحسن ممثل في حياته الفنية الزاخرة. وقد كان الأوسكار بحق اعترافا متأخرا بموهبة كانت مقدرة في الأوساط النقدية دون أن تجعل جيف بريدجز ممثل الصفوف الأولى بهوليود.
وشكلت الصورة واحدة من نقط نجاح العمل، حيث اغتنى الفيلم بزوايا تصوير رائعة سواء بالنسبة للمشاهد الداخلية (خصوصا الحفلات الغنائية) أو المشاهد الخارجية حيث وثقت الكاميرا بجمالية أخاذة لجغرافية تكساس الصحراوية وهي تواكب جولات باد بلايك عبر الولاية الأمريكية.
http://arabic.cnn.com/2010/entertainment/7/14/crazy.heart.review/index.html