زلزال لاكويلا يخلف 50 قتيلا ومائة ألف مشرد
رفع الأنقاض في أحد الشوارع الرئيسية وسط مدينة لاكويلا (الفرنسية)
أكدت مصادر إيطالية رسمية ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال الذي ضرب وسط إيطاليا إلى خمسين قتيلا ومئات الجرحى وآلاف المشردين وسط أنباء عن دمار كبير طال بلدات بأكملها في الوقت الذي تتواصل أعمال الإغاثة والإنقاذ.
فقد أعلن وزير الداخلية الإيطالي روبرتو ماروني أن 50 شخصا على الأقل لقوا حتفهم جراء الزلزال القوي الذي ضرب مدينة لاكويلا التاريخية عاصمة إقليم أبروزو وسط إيطاليا والمناطق الجبلية المحيطة بها في الساعات الأولى من صباح الاثنين.
ورجح الوزير ماروني الذي كان يتحدث خلال جولة تفقدية على المنطقة المنكوبة، أن ترتفع الحصيلة إلى أكثر من ذلك مع تواصل عمليات الإنقاذ ورفع الأنقاض، وسط مخاوف من وجود عدد كبير من المصابين أو المدفونين تحت الركام إثر انهيار آلاف المنازل.
من جانبه أوضح عمدة مدينة لاكويلا ماسيمو كيالانتي أن الزلزال تسبب بتشريد 100 ألف شخص على الأقل دون أن يوضح ما إذا كانت هذه التقديرات تشمل المناطق المحيطة بالمدينة أم لا، في حين قال مسؤولون في هيئة الحماية الميدانية إنه تم تجهيز ملاعب رياضية بكل ما يلزم لاستقبال المتضررين.
كما أعلنت السلطات الصحية في لاكويلا إخلاء مستشفى المدينة الرئيسي من جميع المرضى تحسبا لانهيار أجزاء منه على الأقل بسبب الزلزال الذي تسبب بشقوق وتصدعات خطيرة.
مائة ألف شخص باتوا بلا مأوى (رويترز)
دمار هائل
وفي العاصمة روما، قال رئيس مجلس النواب الإيطالي جيافرانكو فيري إن الزلزال مسح بلدات بأكملها عن الخارطة وترك أكثر من 15 ألف منزل متصدعا أو منهارا بشكل جزئي، في كامل المنطقة التي تعرف بمبانيها القديمة التي يعود بعضها إلى العصور الوسطى.
وكانت الحكومة الإيطالية قد أعلنت في وقت سابق الاثنين منطقة وسط إيطاليا الواقعة شمال شرق العاصمة روما منطقة منكوبة وخصصت لها معونات مالية عاجلة في وقت توجهت قوات من الشرطة والجيش مدعومة بالمروحيات والكلاب المدربة للمشاركة في أعمال الإنقاذ.
وفي هذا الإطار، قالت مصادر في هذه الأفرقة إن طواقمها تمكنت من إنقاذ عدد من الناجين من بين أنقاض مبنى يرتفع 40 طابقا في مدينة لاكويلا وإن هناك أملا كبيرا في العثور على المزيد من الناجين حيث تسمع أصوات بعض العالقين بين الأنقاض.
البلدات المتضررة
وذكرت مصادر رسمية في الشرطة الإيطالية أن الحجم الأكبر من الأضرار الناجمة عن الهزة الأرضية كانت في لاكويلا وبلدات باجانميكا وبوجيو بيكينز وكاستيلونوفو وفوسا وتوتاني.
ولفتت المصادر نفسها إلى أن الزلزال تسبب في قطع التيار الكهربائي والاتصالات الهاتفية وإغلاق الطريق السريع المؤدي إلى العاصمة روما.
وكانت الهيئة الأميركية للرصد الزلزالي أعلنت في وقت سابق أن الهزة الأرضية التي ضربت وسط إيطاليا الاثنين بلغت شدتها 6.4 درجات على مقياس ريختر وتركزت في المناطق الشمالية الشرقية من مدينة لاكويلا التاريخية.
وقال مسؤولون إيطاليون إن الزلزال وقع بعد ساعات من هزة أرضية بلغت شدتها 4.6 درجات على مقياس ريختر ضربت مقاطعة إيميليا رومانا وشعر بها السكان القاطنون على مساحة واسعة في منطقة مارشيه على الساحل الأدرياتيكي.
أعمال الإنقاذ متواصلة وسط توقعات بارتفاع حصيلة الضحايا (رويترز)
عرضة للزلازل
يذكر أن إيطاليا تقع عند تقاطع فالقين انهداميين مما يجعلها واحدة من أكثر المناطق الأوروبية عرضة لأخطار الزلازل والبراكين.
ففي العام 1997 قتل 13 شخصا في زلزال ضرب منطقة وسط إيطاليا مدمرا مئات من المباني التاريخية الأثرية، وفي 2002 قتل ثلاثون شخصا بينهم 27 تلميذا عندما انهارت مدرستهم في زلزال ضرب قرية سان غويليانو دي يويغليا.
ولا يزال الإيطاليون ومعهم العالم يذكر جيدا الزلزال الذي ضرب منطقة إيبريونا قرب مدينة نابولي جنوب إيطاليا وأسفر عن مقتل ألفين و750 شخصا وإصابة أكثر من 8 آلاف وتشريد 30 ألفا آخرين.
المصدر : وكالات
الاثنين 10/4/1430 هـ - الموافق6/4/2009 م (آخر تحديث) الساعة 16:54 (مكة المكرمة)، 13:54 (غرينتش)
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/6DB7D460-F15C-4C3E-9A1E-C053BC577693.htm