11/07/2010 - 18:41 - محدّث 11/07/2010 - 19:39
إسبانيا تواجه ميكيافيلية هولندا.. بشعار "خير الأمور الوسط"
كرة القدم - كاس العالم 2010
القارة العجوز تتخطى رقم أميركا اللاتينية
وصراع خاص بين شنايدر وفيا.. وشبح السبعينات
يطارد البرتقالي وكاسياس يستشهد بكأس أوروبا
ويصف اللعب على اللقب بأنه "عدالة السماء".
وصراع خاص بين شنايدر وفيا.. وشبح السبعينات
يطارد البرتقالي وكاسياس يستشهد بكأس أوروبا
ويصف اللعب على اللقب بأنه "عدالة السماء".
جوهانسبورغ - الوصول لنهائي كأس العالم هو مجد تحقق لهولندا وإسبانيا، ولكن التاريخ ذاكرته لا تتسع سوى للأبطال وعلى ملعب "سوكر سيتي" في جوهانسبورغ "يتقارع" المنتخبان الإسباني والهولندي لمعانقة المجد وإعادة صياغة سطور التاريخ التي لا تتسع لكليهما فالانضمام إلى نخبة المنتخبات المتوجة باللقب المرموق لا يتسع سوى لفائز واحد عندما يتواجهان في نهائي كأس العالم جنوب أفريقيا 2010.
وبخروج أوروغواي من دور الأربعة فقدت أميركا الجنوبية آخر ممثليها في العرس العالمي مونديال جنوب أفريقيا 2010، وفشلت بالتالي للمرة الثانية على التوالي في حجز مقعدها في النهائي، فيما أصبحت أوروبا أمام فرصة مؤكدة للحصول على اللقب للمرة الأولى خارج القارة العجوز.
التاريخ
وحرصت أميركا الجنوبية على التواجد في المباراة النهائية للمونديال من 1986 إلى 2002 من خلال عملاقيها البرازيلي والأرجنتيني، قبل أن تغيب عن النسختين الأخيرتين في ألمانيا 2006 وجنوب أفريقيا 2010.
وهي المرة الثامنة التي تغيب فيها منتخبات أميركا الجنوبية عن المباراة النهائية للمونديال بعد أعوام 1934 و1938 و1954 و1966 و1974 و1982 و2006، فيما غابت عنها المنتخبات الأوروبية مرتين فقط عامي 1930 و1950.
وتتقاسم المنتخبات الأميركية الجنوبية والأوروبية ألقاب النسخ الـ18 للمونديال برصيد 9 ألقاب لكل منها. أميركا الجنوبية: البرازيل (5 مرات) والأرجنتين (مرتان) وأوروغواي (مرتان). أوروبا: ايطاليا (4 مرات) وألمانيا (3 مرات) وإنكلترا (مرة واحدة) وفرنسا (مرة واحدة)، ما يعني أن أوروبا ستتقدم على أميركا الجنوبية بفارق لقب بعد لقاء النهائي.
اللعب على اللقب
وبلغ المنتخب الإسباني النهائي للمرة الأولى في تاريخه بعدما وضع حدا لمغامرة نظيره الألماني الشاب بفوزه عليه 1-صفر في نصف النهائي بفضل هدف سجله مدافعه كارليس بويول، مجددا فوزه على الـ"مانشافت" بعد أن تغلب عليه في نهائي كأس أوروبا قبل عامين حيث توج "لا فوريا روخا" بلقبه الأول منذ 1964 حين أحرز حينها اللقب القاري أيضا.
أما المنتخب الهولندي فتخلص من آخر ممثلي الكرة اللاتينية بإقصائه أوروغواي بالفوز عليه 3-2، ليبلغ البرتقالي النهائي للمرة الأولى منذ 32 عاما وتحديدا منذ خسارته أمام الأرجنتين 1-3 بعد التمديد عام 1978، والثالثة في تاريخه بعد خسارته نهائي 1974 أمام ألمانيا الغربية 1-2.
واستحق المنتخبان تواجدهما في مباراة "المجد" لأنهما كانا الأفضل إلى جانب المنتخب الألماني، وان كانا بأسلوبين مختلفين حيث حافظ الإسبان على أدائهم الهجومي الرائع الذي ظهروا به خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة.
فيما قارب الهولنديون مشاركتهم التاسعة في النهائيات بأسلوب مغاير تماما للكرة الشاملة التي قدموها للعالم في السبعينات، إذ اتسم أداؤهم بالواقعية "الألمانية" التي اعتمدها مدربهم بيرت فان مارفييك.
ونجح المنتخب "البرتقالي" في أن يتخلص من صفة الفريق الخارق في الأدوار الأولى والعادي في المباريات الإقصائية لكنه يأمل ألا يطارده شبح 1974 و1978 حين كان قريبا جدا من المجد قبل أن يسقط في المتر الأخير أمام البلدين المضيفين، لكنه لن يواجه هذه العقدة في جنوب أفريقيا لان طرفي النهائي يلعبان بعيدا عن ديارهما.
أوروبا تفوز
وبغض النظر عن هوية الفائز في هذه المواجهة التاريخية للبلدين، فان الكأس ستبقى في القارة الأوروبية بعد أن توجت بها ايطاليا قبل أربعة أعوام بفوزها على ضيفتها فرنسا بركلات الترجيح.
ومن المؤكد أن المنتخبين الإسباني والهولندي اللذان لم يتواجها سابقا في النهائيات، لا يكترثان بتاتا بمسألة المنافسة الأوروبية-الأميركية الجنوبية
وذلك لان كل منهما يبحث عن المجد لنفسه وستكون معركة "سوكر سيتي" نارية تماما نظرا إلى أن صفوف المنتخبين تعج بالنجوم الكبار الذين تركوا بصماتهم بشكل رائع في المونديال الأول على الأراضي الأفريقية.
ويأتي على رأس هؤلاء مهاجم "لا فوريا روخا" دافيد فيا وصانع العاب "البرتقالي" ويسلي سنايدر اللذان يخوضان مواجهة خاصة بينهما لأنهما مرشحان للحصول على الحذاء الذهبي لأفضل هداف في النهائيات وكل منهما يملك خمسة أهداف حتى الآن.
وعلق فيا المنتقل إلى برشلونة والذي سجل خمسة أهداف بلاده السبعة في النهائيات، على تأهل أبطال أوروبا إلى المباراة النهائي للمرة الأولى في تاريخهم: "نحن سعداء وفخورون. نتذوق هذه الرحلة الرائعة. نشعر بالامتياز كوننا نمثل الكثير من الناس من خلال كرة القدم اللعبة والمهنة في آن واحد".
وعن لقب الهداف، قال فيا: "أفضل هداف؟ آمل ذلك، لكن أريد شيئا واحدا، أن أساعد المنتخب ليصبح بطلا للعالم. إذا تمكنت من ذلك وإذا نلت لقبا فرديا سيكون أيضا لقبا جماعيا، لن يكون لي بمفردي بل للفريق بأكمله".
سيناريو ألمانيا
أما مايسترو خط الوسط تشافي هرنانديز فقال بدوره: "سعيد للغاية لأننا استحقينا هذا الفوز (على ألمانيا) وبلوغ النهائي. هولندا فريق كبير ويملك لاعبين جيدين في المقدمة والوسط. إذا لعبنا جيدا مثل اليوم (أمام ألمانيا) فحظوظنا كبيرة".
وقال قائد المنتخب وحارس ريال مدريد ايكر كاسياس الذي حطم الرقم القياسي المحلي من حيث عدد الدقائق التي حافظ فيها على نظافة شباكه (313 حتى الآن): "إنها العدالة، لأن إسبانيا لعبت بشكل أفضل...بعد انتظار طويل، إسبانيا في نهائي كأس العالم. أملك شعورا منذ مشاركتي مع منتخبات الفئات العمرية إنني سأخوض هذا النهائي. سيطرنا على اللعب. نملك ذكرى كأس أوروبا لكن المونديال يختلف".
أما عن مباراة هولندا، فقال كاسياس: "هولندا؟ كانت إحدى الفرق التي لعبت كرة مميزة، ستكون مناظرة جميلة للغاية".
وقال تشابي ألونسو لاعب وسط ريال مدريد: "نريد المزيد. قطعنا مسارا طويلا، ونحن الآن في النهائي: نريد الاحتفال بشيء ضخم. نتذوق النصر الآن، وبعد هدوء الفورة سنركز كثيرا على مباراة هولندا".
الحذر من البرتقالي
اما مدرب "لا فوريا روخا" فيسنتي دل بوسكي الذي ارتقى إلى مستوى المسؤولية تماما بعد رحيل مهندس الانتصار الأوروبي لويس اراغونيس وأصبح على بعد 90 دقيقة من ان يكون المدرب الخالد في أذهان الإسبان، فأشاد بلاعبي فريقه، قائلا: "لا أعطي أسماء، اعتقد بان جميع اللاعبين كانوا رائعين"
وواصل : " حذاري، تبقى أمامنا مباراة النهائي!. أفكر في جميع الذين عملوا كثيرا مع هذا المنتخب منذ سنوات. نعرف كرة القدم الهولندية. ستكون المباراة النهائية صعبة جدا".
وفي حال نجح دل بوسكي في قيادة الإسبان إلى اللقب الغالي، فسيصبح "لا فوريا روخا" ثاني منتخب فقط يتوج بلقب كأس أوروبا ثم بكأس العالم بعد عامين.
وسبقه إلى ذلك منتخب ألمانيا الغربية الذي فاز باللقب القاري عام 1972 ثم العالمي عام 1974، في حين ان المنتخب الفرنسي حقق هذا الأمر بصورة معاكسة حيث فاز بكأس العالم عام 1998 ثم بكأس أوروبا عام 2000، علما بأنه لم ينجح أي منتخب برفع كأس العالم بعد خسارته مباراته الأولى وكانت إسبانيا سقطت في مستهل مشوارها أمام سويسرا (صفر-1).
المعسكر الهولندي
وفي المعسكر الآخر، سينجح المنتخب الهولندي في معادلة رقمين قياسيين في حال خرج فائزا من مواجهته التاريخية مع إسبانيا والظفر بلقبه العالمي الأول، لأنه لم يذق طعم الهزيمة في 25 مباراة على التوالي.
بل انه فاز في المباريات الثماني التي خاضها في التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى جنوب أفريقيا 2010 كما انه فاز في مبارياته الست في النهائيات حتى الآن.
وفي حال خروجه فائزا من مواجهة اللقب سيعادل الرقم القياسي الذي حققه المنتخب البرازيلي في طريقه إلى لقب بطل مونديال المكسيك 1970.
كما سيعادل المنتخب الهولندي في حال فوزه باللقب للمرة الأولى الرقم القياسي من حيث الفوز بجميع المباريات في النهائيات (7) والمسجل أيضا باسم البرازيل خلال مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002.
لم تتمكن سوى ست منتخبات في تحقيق 5 انتصارات متتالية أو أكثر في نسخة واحدة من كأس العالم، وهي البرازيل (1970 و2002) وإنكلترا (1966) وبولندا (1974) والأرجنتين (1986) وايطاليا (1990) وهولندا في النسخة الحالية.
علما بان المنتخب البرتقالي حقق فوزه العاشر على التوالي بتغلبه على أوروغواي 3-2 في نصف النهائي.
تحطيم الرقم
وكان المنتخب الهولندي حطم رقمه القياسي المحلي بفوزه على سلوفاكيا (2-1) في الدور الثاني، لأنه لم يسبق له أن حقق أكثر من سبعة انتصارات على التوالي.
وبفوزه على البرازيل حطم رقمه الشخصي في النهائيات والمسجل عام 1974 لأنه لم يسبق له أن حقق أكثر من أربعة انتصارات متتالية في العرس الكروي.
ولم يذق رجال المدرب بيرت فان مارفييك طعم الهزيمة منذ سقوطهم في ايندهوفن أمام المنتخب الاسترالي 1-2 وديا في السادس من أيلول/سبتمبر 2008، علما بأن المنتخب البرتقالي لم يحافظ على سجله الخالي من الهزائم لـ25 مباراة على التوالي.
لكن فان مارفييك لا يكترث لجميع هذه الإحصائيات وكل ما يريده هو أن يحافظ لاعبوه على تركيزهم لان التأهل إلى نهائي كأس العالم للمرة الأولى منذ 32 عاما على حد قوله: "لا يعني إننا فزنا بأي شيء".
واعتبر فان مارفييك بان على رجاله الفوز بالمباراة النهائية الأحد إذا أرادوا أن يدونوا أسماءهم في تاريخ الكرة الهولندية، مضيفا: "ما حققناه بعد 32 عاما يعتبر فعلا أمرا مميزا، لكننا لم نحقق شيئا بعد وهناك مباراة أخرى نتطلع إليها".
الميكيافيلية
ورأى مدرب فيينورد روتردام السابق أن فريقه يتمتع بروح جماعية قوية، رافضا أي تلميح بشأن أنانية او تعجرف اللاعبين ومؤكدا بأنهم يفكرون حصرا بالمباراة التالية التي تنتظرهم.
مضيفا: "ما حصل قبل وصولي لا أعيره اهتماما مع فائق احترامي. قمت بالأشياء على طريقتي، نلعب كرة جيدة وفي بعض الأحيان كرة جميلة، لكن في الماضي كنا نفوز ثم نبالغ في ثقتنا بالنفس"
وواصل: " سأحاول أن أقول للاعبي فريقي بأنه سيكون هناك دائما مباراة تالية. أحاول أن امنحهم المزيد من الثبات من خلال تعليمهم كيفية الدفاع بطريقة صحيحة، اعشق الكرة الهجومية، لكن يجب أن نستحوذ على الكرة".
ويقدم المنتخب الهولندي بقيادة فان مارفييك أداءً مختلفا تماما عن أسلوب الكرة الشاملة لان الفريق أصبح أكثر براغماتية، أو الميكيافيلية حيث الغاية تبرر الوسيلة.
ويأتي ذلك بعد أن دفع ثمن الاستعراض والثقة الزائدة في النفس في بطولات كبيرة مؤخرا وابرز دليل على ذلك كأس أوروبا 2008 بقيادة مدربه ونجمه السابق ماركو فان باستن، حيث تعملق على حساب فرنسا 4-1 وإيطاليا 3-صفر ورومانيا 2-صفر قبل أن يسقط أمام روسيا (بقيادة هولندي آخر هو غوس هيدينك) في ربع النهائي 1-3 بعد التمديد.
أما في المونديال الحالي، فان المنتخب الهولندي يبرع بنظامه وانضباطه داخل الملعب أكثر من اعتماده على الكرة الجميلة والاستعراضية، وقد أعطت هذه الخطة ثمارها ونجح منتخب "الطواحين" في الوصول إلى النهائي بعد غياب 32 عاما.
المرشح الدائم
كانت هولندا دائما بين المرشحين حتى بعد أيام النجوم الكبار يوهان كرويف ويوهان نيسيكنز وجوني ريب في سبعينيات القرن الماضي، لكنها كانت تسقط في منتصف الطريق.
إلا أن الوضع تغير بقيادة فان مارفييك، ويقول القائد جيوفاني فان برونكهورست الذي سيعلن اعتزاله بعد مباراة الأحد، في حديث لموقع الاتحاد الدولي: "نحن شخص واحد، نعمل كمجموعة متحدة، نلعب سويا ونحارب معاً. لا احد أهم من الآخر في هذا الفريق، وهذا هو مصدر قوتنا".
أما ديرك كاوت فقال: "بالطبع الكل يريد تطبيق اللعب الاستعراضي، تسجيل كم كبير من الأهداف والفوز بفارق كبير من الأهداف. لكنني ممتن أكثر من النتائج"، في حين رأى اريين روبن: "لا شيء مجاني في كأس العالم. يجب أن تكافح وتشق طريقك بصعوبة، ولقد قمنا بذلك في مبارياتنا".
وبدوره قال قائد المنتخب مارك فان بومل: "لا استطيع أن اصدق ما يحصل. بلغنا المباراة النهائية، انه أمر رائع...في المرة الأخيرة التي خاضت فيها هولندا المباراة النهائية كنت ابلغ من العمر عاما واحدا. من اجل تحقيق الفوز كان يتعين علينا أن نحافظ على هدوئنا".
AFP
http://arabia.eurosport.com/football/world-cup/2010/ar-story_sto2394822.shtml