10/07/2010 - 13:51
مدار الرعب: تشافي وانييستا ضد شنايدر وروبين فمن ينتصر ؟
كرة القدم - كاس العالم 2010
معركة خط الوسط تقرر الفائز بكأس العالم حين
يتواجه قلب إسبانيا النابض ممثلا بتشافي
وانييستا مع بطل هولندا شنايدر وجناحها الفتاك
روبين.
يتواجه قلب إسبانيا النابض ممثلا بتشافي
وانييستا مع بطل هولندا شنايدر وجناحها الفتاك
روبين.
جوهانسبورغ- تتوجه الأنظار الأحد إلى معركة خط الوسط التي ستضع نجمي هولندا ويسلي شنايدر واريين روبين في مواجهة نجمي اسبانيا تشافي هرنانديز واندريس انييستا وذلك في نهائي مونديال جنوب أفريقيا 2010 الذي سيشهد تتويج بطل جديد على عرش الكرة المستديرة، فلمن ستكون الغلبة في هذه المعركة "المفتاح" للفوز باللقب المرموق؟.
يعتبر تشافي وانييستا القلب النابض لمنتخب "لا فوريا روخا" الساعي لأن يكون ثاني منتخب يتوج بلقب كأس أوروبا ثم كأس العالم بعد عامين، وقد سبقه إلى ذلك المنتخب الألماني (كأس أوروبا 1972 ومونديال 1974) الذي ذهب ضحية الإسبان في الدور نصف النهائي.
شراكة قل نظيرها
لقد شكل هذا الثنائي شراكة قل نظيرها في ملاعب كرة القدم وأصبحا من أفضل لاعبي الوسط في العالم وأكبر دليل على ذلك أن نجم من عيار قائد آرسنال الانكليزي فرانسيسك فابريغاس يكتفي بالجلوس على مقاعد احتياط المنتخب الاسباني خلال نهائيات مونديال جنوب أفريقيا لأنه لا يتمكن من إزاحة أي منهما من التشكيلة الأساسية وذلك أن المدرب فيسنتي دل بوسكي يدرك تماما مدى الأهمية الحيوية التي يؤمنها هذان اللاعبان إلى بطل أوروبا، كما حال مدرب برشلونة جوسيب غوارديولا.
لا يمكن تحديد أهمية تشافي وانييستا بتمريراتهما البسيطة والسلسة والمتقنة وحسب، بل الذكاء الذي يتمتعان به هو ما يميزهما عن لاعبين آخرين وهو الذي ساهم في قيادة اسبانيا إلى لقب كأس أوروبا للمرة الأولى منذ 1964 وبرشلونة إلى الظفر بستة ألقاب خلال عام 2009.
"انتصار اسبانيا مرده إلى تبنيها فلسفة تمرير الكرة، ولأن لعبي يعتمد على هذه الفلسفة فقد نلت هذه الجائزة"، هذا ما قاله تشافي بعد اختياره أفضل لاعب في كأس أوروبا 2008 بعد قيادته منتخب بلاده للفوز على ألمانيا 1-صفر في النهائي.
تشافي قلب اسبانيا النابض
لكن لاعب الوسط الذي يقوم بصناعة الألعاب في صفوف برشلونة منذ أكثر من عقد من الزمن، ليس مجرد ممر جيد للكرة فحسب، فإلى جانب رؤيته الثاقبة وخياله في وسط الملعب، فإن تشافي يبذل جهودا خارقة ولا يتردد بالواجب الدفاعي أيضا ويستطيع أن يشغل أي مركز في وسط الملعب، وهو قارىء جيد للعبة ويمتاز بتسديدات قوية ودائما ما يساهم بكثير من الأهداف لفريقه. يجيد تسديد الكرات الثابتة، ويستطيع التأثير كثيرا على زملائه سواء في برشلونة أو في صفوف منتخب بلاده.
وبعد أن تدرج في صفوف أكاديمية برشلونة في حقبة المدرب الهولندي الشهير يوهان كرويف وفريق الأحلام، سار تشافي على خطى الرجل الذي كان ملهما لذلك الفريق وهو مدربه الحالي في النادي الكاتالوني بيبي غوارديولا.
يعتبر تشافي محرك المنتخب الاسباني وهو قائد بامتياز ونادرا ما يخسر الكرة أو يقوم بتمريرة خاطئة. إنه قائد اوركسترا خط الوسط ويملك قدرة مذهلة على قراءة اللعبة ويستطيع أن يفرض بصمته على مجرياتها.
ويتحدث تشافي عن نفسه قائلا في حديث لموقع الاتحاد الدولي "إني مولع بالإبداع في كرة القدم، شأني في ذلك شأن كرويف. نحن نحب هذا النوع من كرة القدم الهجومية والجذابة والجميلة. عندما تربح بهذه الطريقة يكون الرضا مضاعفا".
من المؤكد أن تشافي يدرك تماما معنى الانتصار وأهميته وهو الذي تعج خزائنه بالكؤوس حيث توج مع برشلونة بلقب الدوري المحلي خمس مرات والكأس المحلية مرة واحدة وكأس السوبر المحلية ثلاث مرات ودوري أبطال أوروبا مرتين وكأس السوبر الأوروبية مرة واحدة وكأس العالم للأندية مرة واحدة، إضافة إلى فوزه مع منتخب بلاده بكأس العالم لدون 20 عاما وكأس أوروبا.
لكن كأس العالم ستكون التتويج الأعظم بالنسبة لتشافي أو لـ"نصفه الثاني" انييستا الذي لا يقل شأنا عن زميله وهو الذي التحق بأكاديمية النادي الكاتالوني حين كان في الثانية عشرة من عمره، وقد اظهر ابن مدينة الباسيتي منذ تلك الفترة قدرة هائلة على التحكم في الكرة وسط الميدان، وعن ذكاء خارق للعادة.
انيستا عقل اسبانيا الساحر
يمتاز انييستا بالقدرة على شغل العديد من المراكز في وسط الملعب، إذ بإمكانه اللعب على الأطراف وفي المحور ويتميز بسرعته ونظرته الثاقبة وحدسه المتقد.
فاجأ مدرب اسبانيا السابق لويس اراغونيس الجميع عندما استدعى انييستا إلى تشكيلة المنتخب الأول للمشاركة معه في نهائيات مونديال ألمانيا 2006 وهو منحه مباراته الدولية الأولى خلال لقاء ودي استعدادي عندما ادخله في الشوط الثاني أمام روسيا في 27 ايار/مايو وهو لم يغب عن "لا فوريا روخا" منذ حينها، لكن الإصابة حرمته من المشاركة في كأس القارات التي أقيمت العام الماضي في جنوب أفريقيا حيث خرج منتخب بلاده من الدور نصف النهائي على يد الولايات المتحدة.
وهي كادت أن تحرمه أيضا من المشاركة في مونديال جنوب أفريقيا لكنه تعافى في الوقت المناسب ليكون إلى جانب تشافي وزملائه الآخرين ثم أصيب مجددا في المباراة الأولى أمام سويسرا ما اجبره على عدم المشاركة في الثانية أمام هندوراس (2-صفر) لكنه عاد في الثالثة الحاسمة أمام تشيلي (2-1) وسجل الهدف الثاني ليؤمن تأهل بلاده إلى الدور الثاني.
ويأمل اللاعب الذي أطلق عليه لقب "ال ايلوزيونيستا" (الساحر) او "سيريبرو" (المخ) أن يواصل مشواره على المنوال ذاته لأنه وتشافي القلب النابض الذي بإمكانه أن يحمل منتخب بلادهما إلى حلم الانضمام لنخبة المنتخبات التي رفعت الكأس المرموقة.
شنايدر بطل هولندا الأول
إذا كان تشافي وانييستا القلب النابض لاسبانيا فإن شنايدر هو "بطل" هولندا بامتياز لأنه لعب الدور الأساسي في وصولها إلى مباراة الحلم بتسجيله خمسة أهداف حتى الآن، بينها ثنائية في مرمى البرازيل (2-1) خلال الدور ربع النهائي، ثم هدف التقدم الثاني على الأوروغواي (3-2) في الدور نصف النهائي ليقود "البرتقالي" إلى النهائي للمرة الأولى منذ 32 عاما.
قد لا يكون شنايدر بحجم هالة النجومية التي تمتع بها يوهان كرويف ويوهان نيسكينز أو ماركو فان باستن، لكنه أصبح النجم الذي سيتذكره العالم بأنه اسقط المنتخب البرازيلي في موقعة "نيسلون مانديلا باي" في بورت اليزابيث وأطاح بأبطال العالم خمس مرات وحمل بلاده إلى الدور نصف النهائي، ثم إلى النهائي بمساعدة روبين والقائد جيوفاني فان برونكهورست.
دخل شنايدر إلى موسم 2009-2010 وهو يضع أمامه هدف الرد على غطرسة ريال مدريد الاسباني الذي لم ير فيه اللاعب الذي بإمكانه أن يرتقي إلى مستوى الهالة النجومية للنادي الملكي الذي فضل أن ينفق أكثر من 250 مليون يورو من اجل التعاقد مع لاعبين مثل البرتغالي كريستيانو رونالدو والبرازيلي كاكا والفرنسي كريم بنزيمة.
لكن أين هو رونالدو الذي ودع النهائيات بطريقة مخيبة للغاية بعدما خرج منتخب بلاده من الدور الثاني على يد الإسبان دون أن ينجح لاعب مانشستر يونايتد الانكليزي السابق في ترك أي لمسة يتذكره بها العالم سوى تذمره من أنه نجم وعلى الحكام حمايته.
أين هو كاكا الذي خرج على يد شنايدر بالذات دون أن يقدم أي شيء يشفع له في العرس الكروي العالمي، وأين هو بنزيمة الذي قد يكون سعيدا الآن لأن مدرب المنتخب ريمون دومينيك لم يستدعه إلى "المهزلة" الفرنسية في جنوب أفريقيا.
والاهم من ذلك أين هو ريال مدريد الذي خرج من الموسم خالي الوفاض تماما إن كان صعيد الدوري والكأس المحليين أو مسابقة دوري أبطال أوروبا، في حين أن شنايدر الذي قرر انتر ميلان الايطالي المراهنة عليه، لم يبق كأسا ممكنة إلا ورفعها بإحرازه ثلاثية الدوري والكأس الايطاليين، ثم لقب مسابقة دوري أبطال أوروبا الذي شاء القدر أن يتوج به على ملعب ريال مدريد بالذات لأن "سانتياغو برنابيو" احتضن المباراة النهائية للمسابقة الأوروبية الأم.
"لا ادري كيف تخلى عنه ريال مدريد. في بعض الأحيان، المنطق مفقود في بعض الأندية ومن الصعب فهم هذا الأمر. اليوم أصبح عنصرا أساسيا في فريقنا"، هذا ما قاله مدرب شنايدر في انتر ميلان البرتغالي جوزيه مورينيو الذي لم يتمكن بدوره من مقاومة إغراء التواجد في البيت الأبيض الملكي فقرر مع نهاية الموسم ترك "جوزيبي مياتزا" والرحيل الى "سانتياغو برنابيو".
من المؤكد أن التصريح الصادر عن مورينيو لا يعتبر مجرد كلام، لان المدرب البرتغالي نادرا ما يوزع المديح مجانا، وبالتالي فان الإشادة الصادرة عن "المختار" تدل على حجم موهبة صانع ألعاب اياكس امستردام السابق الذي دفع النادي الملكي 27 مليون يورو من اجل ضمه إلى صفوفه عام 2007.
حصد شنايدر النجاح المطلق في موسمه الايطالي الأول وأمتع جمهور "جوزيبي مياتزا" التي وصلت إلى حد النشوة في نهاية الموسم بعد أن أصبح فريقها بقيادة الهولندي الرائع أول فريق ايطالي يتوج بثلاثية الدوري والكأس ومسابقة دوري أبطال أوروبا.
من المؤكد أن هذه الألقاب تشكل من أهم نقاط مسيرة شنايدر، لكنها لن تقارن على الإطلاق باللقب الذي يسعى "امير اوتريخت" لتحقيقه في "امة قوس القزح" وهو أصبح على بعد 90 دقيقة من منح البرتقاليين لقبهم المونديالي الأول بعد أن كانوا قريبين جدا من العرش العالمي قبل أن يخسروا في المتر الأخير أمام ألمانيا الغربية والأرجنتين عامي 1974 و1978.
روبين الفتاك
والأمر ذاته ينطبق على روبين الذي كافع ليكون جاهزا إلى جانب زملائه بعدما اعتقد الجميع أن منتخب "الطواحين" سيفتقد أهم أسلحته الفتاكة بعد تعرضه للإصابة في المباراة التحضيرية ضد المجر (6-1) والتي سجل خلالها هدفين قبل أن يتعرض للنكسة التي كادت تحرمه من التواجد مع "البرتقالي" في حملته التاسعة في النهائيات.
وعد الجناح السريع بأن يقاتل من اجل أن يتعافى من الإصابة والمشاركة مع منتخب بلاده وقد راهن مدربه بيرت فان مارفييك على هذا التعهد وأبقاه ضمن التشكيلة دون أن يستخدم خيار استبداله بلاعب آخر.
كان أمام روبين ثلاثة أسابيع من اجل الشفاء تماما من الإصابة، وهو علق أماله على تمكن منتخب بلاده من تخطي حاجز الدور الأول لكي يواصل معه المشوار انطلاقا من الثاني، وقد نجح في رهانه على عزيمته وإصراره وتعافى من الإصابة وسجل عودته إلى المنتخب حتى قبل الدور الثاني عندما شارك في الدقائق العشرين الأخيرة من مباراة الجولة الثالثة الأخيرة من الدور الأول أمام الكاميرون (2-1) ونجح في ترك لمسته سريعا عندما لعب دورا أساسيا في الهدف الثاني الذي سجله يان كلاس هونتيلار لأن الأخير تابع كرة سددها نجم بايرن ميونيخ الألماني في القائم الأيمن.
ثم أكد روبين حجم أهميته في المنتخب البرتقالي عندما شارك أساسيا في مباراة الدور الثاني أمام سلوفاكيا (2-1) وسجل الهدف الأول الذي مهد الطريق أمام منتخبه من اجل حجز مقعده في الدور ربع النهائي، ثم أضاف هدفه الثاني في مواجهة الدور نصف النهائي عندما أكد تأهل منتخب بلاده إلى النهائي بتسجيله الهدف الثالث في مرمى الأوروغواي.
من المؤكد أن الجناح الهولندي يريد أن ينهي الموسم الرائع الذي أمضاه مع بايرن ميونيخ بأفضل طريقة ممكنة من خلال قيادة منتخب بلاده إلى اللقب الأغلى على الإطلاق وهو قد يلعب دور البطل الذي لازمه خلال موسمه مع النادي البافاري حيث فرض نفسه نجما مطلقا لبايرن بعد أن لعب دور المنقذ في أكثر من مناسبة إن كان في دوري أبطال أوروبا أو الدوري والكأس المحليين.
وكما حال شنايدر، أكد روبين أن ريال مدريد اخطأ كثيرا عندما تخلى عنه لبايرن ميونيخ الذي حقق دون ادني شك صفقة ناجحة بتعاقده مع الهولندي من النادي الملكي مقابل 25 مليون يورو.
واثبت الجناح الهولندي أن المبلغ الذي دفعه النادي البافاري ليس بالكثير مقابل موهبة هذا اللاعب الذي غرق في مستنقع نجوم النادي الملكي ولم يحصل على فرصته في العاصمة الاسبانية.
وكسب روبين وشنايدر المعركة الأولى من رد اعتبارهما من ريال مدريد عندما تواجدا في "سانتياغو برنابيو" لخوض نهائي دوري أبطال أوروبا مع فريقيهما، وهما يسعيان إلى كسب المعركة الثانية والاهم في مواجهة الإسبان بالذات الذين يضمون في صفوفهم حاليا خمسة لاعبين من النادي الملكي هم الحارس ايكر كاسياس وراوول البيول والفارو اربيلوا وسيرخيو راموس وتشابي الونسو.
Eurosport
http://arabia.eurosport.com/football/world-cup/2010/ar-story_sto2393298.shtml