السبت، 10 تموز/يوليو 2010، آخر تحديث 19:09 (GMT+0400)
مصر: إحالة منفذ مجزرة "المقاولون العرب" للجنايات
حافلة ''المقاولون العرب'' التي شهدت وقائع المجزرة
القاهرة، مصر (CNN)-- قررت النيابة العامة في مصر السبت، إحالة سائق حافلة شركة "المقاولون العرب"، الذي أطلق النار على عدد من زملائه، فقتل 6 أشخاص وأصاب 6 آخرين، إلى محكمة جنايات الجيزة، فيما نقلت تقارير إعلامية عن منفذ "المجزرة" قوله إنه "يشعر بالفخر لقتل من أهانه."
وتضمن قرار النائب العام، المستشار عبد المجيد محمود، بإحالة المتهم محمود طه سويلم، توجيه عدة اتهامات منها "القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، لستة أشخاص، والمقترن بالشروع في قتل آخرين، وإحراز وحيازة سلاح ناري آلي، وذخيرة حية بدون ترخيص."
وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط، وفقاً لما نقل موقع "أخبار مصر" الرسمي، التابع لاتحاد الإذاعة والتلفزيون، أن محكمة جنايات الجيزة ستحدد خلال الأيام القليلة القادمة، الدائرة التي ستباشر محاكمة المتهم وموعدها، عقب تسلمها ملف القضية من النيابة العامة.
كما نقل الموقع نفسه أن المتهم، البالغ من العمر 54 عاماً، ذكر أنه "ليس نادماً على ارتكاب جريمته، بل إنه يشعر بالفخر لقتل من أهانه"، عندما أطلق النار على العاملين بالشركة صباح الثلاثاء 6 يوليو/ تموز الجاري.
وأوضح سويلم أنه لم يكن بينه وبين أحد الضحايا ثأر عائلي قديم، لكنه ارتكب الجريمة لمجرد أنه شعر بـ"الإهانة والخزي"، لقيام ثلاثة من الضحايا بالاستهزاء به أمام العاملين بالشركة، لأنه، على حد قولهم، رجل "مغفل"، يرفض التنقيب عن الآثار أسفل منزله، مثلما يفعل العديد من أبناء المنطقة التي يسكن بها في حلوان.
وأكد المتهم أنه كان يحيا حياة كريمة مع زوجته وأبنائهما الأربعة، وكان راتبه يقارب الـ3 آلاف جنيه، فلم يكن يعاني من أية مشكلات مادية، إلا أنه بدأ يفكر مؤخراً في زيادة دخله، حتى يستطيع الإنفاق على أبنائه ليلتحقوا بالجامعة ويصبحوا مهندسين، كهؤلاء الذين يعمل معهم بصورة يومية، ويقوم بتوصيلهم إلي منازلهم.
وبدأ يروي بداية "التخطيط للجريمة والتنفيذ"، قائلاً إن منطقة "عزبة غنيم" بحلوان، التي يقطن بها، يشاع عنها أنها عائمة على بحر من الآثار، ويكثر بها التنقيب أسفل المنازل بصورة عشوائية، مما أدى إلى تصدع العديد من المنازل ومنها منزله، الأمر الذي دفعه لإبلاغ الشرطة، التي حضرت ولم تفعل سوى تحرير محضر بالواقعة للمنزل.
كما نقلت صحيفة "الأهرام" القاهرية، عنه قوله إنه شكا لزملائه في العمل الذين يسكنون معه بالشارع، ولكنه علم إنهم يقومون بعمليات تنقيب عن الآثار بالاتفاق مع عدد من التجار، وقاموا بالسخرية منه، لأنه لم يقم بالتنقيب عن الآثار، كما يفعل جيرانه.
وأضاف أنه عندها ثارت "الدماء الصعيدية" بعروقه قرر الانتقام وقتل المهندسين الثلاثة في أتوبيس الشركة، باعتباره المكان الوحيد الذي يجمعهم معاً.
وكشف المتهم أن شخصا نصحه بشراء البندقية الآلية بدلاً من المسدس، لأن "طلقاتها لا تخطئ وتؤدي الغرض في أقل من دقيقة"، وأن فرق السعر بين الاثنين ليس كبيراً.
وقال إنه أوشك على تأجيل تنفيذ الجريمة، ولكن قبل أمتار قليلة من مقر الشركة بمنطقة "أبو النمرس"، قرر تنفيذ جريمته، فقام بإيقاف الأتوبيس، وتناول البندقية من أسفل كرسي القيادة، وفوجئ بالركاب يصرخون.
وأشار إلى أن الضحايا قد علموا بمصيرهم فسارعوا بالاختفاء أسفل المقاعد، فقام بالنداء على أحدهم وعندما لم يرد صاح "هذا هو مصيركم، والصعايدة ما ينضحكش عليهم."
وأضاف: "ثم قمت بإطلاق الرصاص عليه، وناديت علي الاثنين الآخرين، وأطلقت عليهما الرصاص، وبعد أن تأكدت من موتهم وهممت بمغادرة الأتوبيس، فوجئت بأحد الركاب يحاول الإمساك بي، فخرجت الطلقات لتقتل ثلاثة وتصيب ستة آخرين."
وقال سويلم إن أكثر ما يؤلمه هو اختفاء زوجته وأبنائه منذ وقوع الحادث، حيث لم يقم أحد بالسؤال عليه، وقال إنه علم بأنهم هجروا المنزل خوفاً من أن يفتك بهم أسر الضحايا.
واختتم حديثه للصحيفة قائلاً: "لست نادماً علي ارتكاب الجريمة، لكن ما يؤلمني أن هناك أبرياء راحوا ضحايا لثأر لا ذنب لهم فيه وهو ما يسبب لي عذاب الضمير"، وفق قوله.
http://arabic.cnn.com/2010/middle_east/7/10/egypt.shooting/index.html