08/07/2010 -19:15
رجاء لا تجعلوا كلوزه يسجل
تقترب كأس العالم من النهاية وعشاق الساحرة المستديرة ينتظرون بطلاً جديداً يحمل الكأس الغالية للمرة الأولى، فإسبانيا تصل للمرة الأولى للنهائي، فيما استطاعت هولندا الوصول لمرتين من قبل دون الحصول على شرف التتويج.
البطولة الأشهر في عالم الكرة، تحوي في طياتها الكثير من التنافس، فبالإضافة إلى اللقب الغالي، تستعر حمى التنافس على لقب الهداف أو أفضل حارس مرمى أو أفضل لاعب في البطولة، ليسطر اللاعب -أياً كان- اسمه في السجل الخالد للبطولة.
هذه البطولة تحمل صراعاً شديداً لكنه من طرف واحد، لغياب الطرف الآخر، فاللاعب الألماني ميروسلاف كلوزه، بات في حرب ضروس مع الظاهرة البرازيلية رونالدو، على لقب الهداف التاريخي للمونديال، اللقب الذي يحمله الأخير برصيد 15 هدفاً، متفوقاً على ألماني آخر هو غيرد مولر صاحب الأهداف الـ14.
كلوزه بات على بعد هدف واحد من معادلة رقم رونالدو، وهدفين لتحطيم الرقم، وليس أمامه سوى مباراة واحدة هي مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع أمام أوروغواي بعدما فشل الفريقان في الوصول للنهائي بخسارة ألمانيا أمام إسبانيا، وأوروغواي أمام هولندا.
شخصياً أتمنى أن لا يفعلها كلوزه، فعلاوة على أني من المعجبين جداً بالظاهرة البرازيلية، ولا أرى من يستحق صفة الهداف التاريخي أكثر منه، فإني أعتبر كلوزه لا يستحق هذا الشرف، لأنه ليس من طينة الهدافين الكبار في عالم الساحرة المستديرة.
فالمقارنة البسيطة بين كلوزه ورونالدو تظهر جلياً أن اللاعب البرازيلي يسبق الألماني بسنوات ضوئية في مهارة التهديف، فرونالدو بدأ في كروزيرو وسجل له 12 هدفاً في الدوري، ثم انتقل إلى أيندهوفين الهولندي وسجل له 42 هدفاً في موسمين، ثم طار الظاهرة إلى برشلونة ليسجل في موسم واحد 34 هدفاً، لينتقل بعد ذلك إلى إنتر ميلان ويسجل له في 5 مواسم 49 هدفاً، علماً أنه غاب أكثر من عام عن الملاعب بسبب الإصابة.
وعاد الظاهرة بعد ذلك إلى إسبانيا مع نادي ريال مدريد ليسجل معه 83 هدفاً في 5 مواسم، ثم يغادر إلى ميلان الإيطالي سجل معه 9 أهداف، ليصاب بعدها إصابة غيبته حوالي عام، يعود بعدها إلى كورينثيانز البرازيلي ويسجل معه 13 هدفاً، وبهذا يكون مجموع ما سجله رونالدو في بطولات الدوري فقط 242 هدفاً، ونذكر أنه غاب حوالي عامين عن الملاعب بسبب الإصابة.
أما كلوزه فقد بدأ مع كايزر سلاوتيرن الألماني وسجل له 44 هدفاً في 5 مواسم، ثم انتقل إلى فيردر بريمن وسجل له في 3 مواسم 53 هدفاً ثم إلى بارين ميونيخ وسجل له 23 هدفاً في 3 مواسم، ليكون مجموع ما سجله في بطولة الدوري الألماني هو 120 هدفاً.
هذه المقارنة تظهر أن رونالدو سجل أكثر من ضعفي كلوزه مع غياب عامين عن الملاعب، عداك عن أن كلوزه وفق الإحصائيات سجل حوالي 90% من أهدافه بالرأس وهذا يحسب ضده، إضافة لذلك فهو لا يمتلك أي مهارات فردية عالية، غير تمركزه في المكان الصحيح في منطقة الجزاء وهذا يحسب له.
أما رونالدو، فيكفي أن نستذكر قول أسطورة الدفاع الإيطالي باولو مالديني الذي سئل عند اعتزاله وهو في عمر الـ40، عن أخطر مهاجم صادفه في مسيرته، فكان جوابه "إنه رونالدو"، أما إمبراطور الكرة العالمية زين الدين زيدان، فقد سئل عند اعتزاله أيضاً من أفضل لاعب لعب معه أو شاهدته في الملاعب، فقال "إنه رونالدو بلا شك".
رغم إعجابي الشديد برونالدو لست أبداً ضد أن يخسر لقب الهداف التاريخي للمونديال، على أن يذهب هذا اللقب للاعب له اسمه في ميادين الكرة، فلا ضير أن يذهب لميسي -رغم أني لا أحبه- لكنه لاعب قدير، أو روماريو مثلاُ، أو ديديه دروغبا أو واين روني، والأسماء كثيرة، لكن كلوزه بصدق لا يستحق هذا اللقب برأيي، لذا .. أرجوكم يا لاعبي الاوروغواي لا تدعوا كلوزه يسجل!.
عبدالله طه
http://arabia.eurosport.com/Halftime_blog132/%d8%b1%d8%ac%d8%a7%d8%a1-%d9%84%d8%a7-%d8%aa%d8%ac%d8%b9%d9%84%d9%88%d8%a7-%d9%83%d9%84%d9%88%d8%b2%d9%87-%d9%8a%d8%b3%d8%ac%d9%84_post1320081/ar-blogpostfull.shtml