07/07/2010 - 18:39
ألمانيا وإسبانيا تقفان على أعتاب التاريخ
كرة القدم - كاس العالم 2010
المانشافت يواجهون الإسبان وهم يرفعان شعار
الثأر في موقعة ينتظرها الملايين من عشاق المنتخبين.
الثأر في موقعة ينتظرها الملايين من عشاق المنتخبين.
جوهانسبورغ - تتوجه الأنظار الأربعاء إلى ملعب "موزيس مابهيدا" في دوربن الذي يحتضن موقعة نارية-ثأرية بين المنتخب الألماني ونظيره الاسباني في نصف نهائي مونديال جنوب أفريقيا 2010.
مواجهة تاريخية
وستكون هذه الموقعة تاريخية بكافة المعايير، فإلى جانب أنها تجمع بين المنتخبين اللذين قدما حتى الآن أفضل مستوى في النسخة التاسعة عشرة، ستكون المباراة الثامنة والتسعين لألمانيا في النهائيات لتنفرد بالرقم القياسي الذي كان تتشاركه مع البرازيل التي ودعت من الدور ربع النهائي على يد هولندا (1-2).
كما قد تشهد دخول مهاجم الـ"مانشافت" ميروسلاف كلوزه التاريخ في حال وجد طريقه إلى الشباك ما سيجعله يعادل او يحطم الرقم القياسي المسجل باسم البرازيلي رونالدو (15 هدفا)، والأمر ذاته ينطبق على مهاجم "لا فوريا روخا" دافيد فيا الذي قد يعادل أو يحطم الرقم القياسي (44 هدفا) المسجل باسم راوول غونزاليز من حيث أكثر اللاعبين الأسبان تسجيلا مع منتخب بلادهم.
والاهم من الرقم القياسي هو لو نجحت ألمانيا في تخطي عقبة أبطال أوروبا ستنفرد برقم قياسي من حيث المباريات النهائية في تاريخها والذي تتشاركه حاليا مع البرازيل (7 لكل منهما)، علما بان الـ"مانشافت" يخوض دور الأربعة للمرة الثانية عشرة في تاريخه وهدا رقم قياسي لم يسبقه إليه أي منتخب.
ويرفع الألمان قبل كل الإحصائيات والأرقام القياسية شعار الثأر من نظرائهم الأسبان الذي كانوا تغلبوا عليهم في نهائي كأس أوروبا 2008 بهدف سجله فرناندو توريس الذي اعاد "لا فوريا روخا"إلى منصة التتويج للمرة الثانية في تاريخه بعد أن أحرز اللقب القاري عام 1964.
مواجهة نارية
وستكون المواجهة نارية تماما نظراإلى المستوى الذي قدمه المنتخبان حيث أكد المنتخب الألماني بحلته الشابة أن فوزه الكاسح على انكلترا (4-1) في الدور الثاني لم يكن وليد الصدفة لأنه لقن نظيره الأرجنتيني درسا قاسيا وبلغ نصف النهائي بالفوز عليه 4-صفر.
في حين عانى الأسبان أمام الأداء الدفاعي للبارغواي لكنهم نجحوا في نهاية المطاف بالخروج فائزين عبر بطلهم فيا ليبلغوا نصف النهائي للمرة الثانية في تاريخهم بعد عام 1950 (كان يعتمد حينها نظام المجموعة في دور الأربعة الأخير) عندما تعادل مع الاوروغواي (2-2) وخسر أمام السويد (1-3) وتلقى هزيمة ثقيلة أمام البرازيل (1-6).
والنقطة السلبية الوحيدة التي خرج بها الألمان من مواجهة دور الأربعة مع رجال دييغو مارادونا هي أنهم سيفتقدون خدمات نجمهم المتألق توماس مولر لأنه حصل على إنذار ثان.
ولعب مولر دورا أساسيا في قيادة "داي مانشافت"إلى الدور نصف النهائي وإلحاق الهزيمة الأقسى بالمنتخب الأرجنتيني في النهائيات منذ عام 1958 عندما خسر أمام تشيكوسلوفاكيا (1-6)، بتسجيله الهدف الأول، رافعا رصيدهإلى أربعة أهداف، وتمريره الكرة التي جاء منها الهدف الثاني عندما كان واقعا على أرضية الملعب ليضع لوكاس بودولسكي في موقف المواجهة الفردية مع الحارس الأرجنتيني فاخذ وقته قبل أن يمررهاإلى كلوزه الذي وضعها في الشباك الخالية، قبل أن يضيف الأخير الهدف الرابع لبلاده في تلك المباراة، رافعا رصيدهإلى 4 أهداف أيضا في النسخة الحالية و14 في النهائيات.
وعلق مولر على غيابه قائلا "آمل أن يتمكن زملائي من القيام بالعمل خلال الدور نصف النهائي حتى أتمكن من العودةإلى الفريق (في النهائي)".
لوف يأمل بقيادة ألمانيا للنهائي الثامن في تاريخها
وأكد مدرب المنتخب يواكيم لوف الذي يأمل قيادة ألمانيا إلى النهائي للمرة الثامنة في تاريخها، أن غياب مولر يشكل ضربة قاسية للـ"مانشافت" لكنه غير قلق لأنه يملك البديل القادر على سد الفراغ، مضيفا "لقد رأيت البطاقة الصفراء ولا ادري لماذا حصل عليها. الكرة لمست فخذه ثم يده. أنا اشكك بصحة هذا القرار. لكن في الماضي تمكنا من استبدال لاعبين مثل مولر وسنواصل هذا الأمر".
ويملك لوف خيارات عديدة من اجل إيجاد البديل بحسب التكتيك الذي سيعتمده، فإذا أراد أن يلعب بثلاثي وسط هجومي كما كانت حاله حتى الآن، فهناك ماركو مارين وتوني كروس وبيوتر تروشوفكسي، أما إذا أراد الاعتماد على مهاجمين وإدخال تعديل على خطته المعتادة فبإمكانه اللجوءإلى كاكاو الذي يبدو انه تعافى من الإصابة أو ماريو غوميز أو شتيفان كيسيلنغ.
لكن مهما حاول لوف أن يخفف من أهمية مسألة غياب مولر فان ذلك لن يقلل من حجم الفراغ الذي سيخلفه نجم بايرن الشاب على الجهة اليمنى إذ أن سلاسة الماكينة الألمانية مرتبطة بالتفاهم الرائع بين مولر ومسعود اوجيل وبودولسكي في الوسط الهجومي، وهذا ما أثمر حتى الآن عن 13 هدفا للألمان في النسخة الحالية، وهو اكبر معدل تسجيلي بين جميع المنتخبات.
كلوزة تحت الأنظار
وستكون الأنظار موجهة إلى كلوزه الذي سيكون على موعد مع التاريخ في حال وجد طريقهإلى شباك الحارس الاسباني ايكر كاسياس لأنه سيصبح أفضل هداف في تاريخ النهائيات مشاركة مع رونالدو أو قد ينجح في الانفراد بهذا الانجاز إذا سجل أكثر من هدف.
وكان مهاجم بايرن ميونيخ عادل أمام الأرجنتين رقم مواطنه غيرد مولر في عدد الأهداف المسجلة في نهائيات كأس العالم بعد ثنائيته في مرمى الأرجنتين، علما بأنه سجل 5 أهداف في مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002 ومثلها في مونديالألمانيا عندما توج هدافا له، قبل أن يوقع 4 أهداف في النسخة الحالية.
فيا يسعى لدخول التاريخ
وفي الجهة المقابلة، يبحث فيا عن دخول تاريخ منتخب بلاده بعدما أصبح على بعد هدف واحد من معادلة الرقم القياسي من حيث عدد الأهداف مع "لا فوريا روخا" والمسجل باسم راوول غونزاليز.
"إن انهي البطولة كأفضل مسجل يعتبر من آخر همومي"، هذا ما قاله فيا بعد أن تصدر ترتيب هدافي النسخة التاسعة عشرة برصيد 5 أهداف، رافعا رصيدهإلى ثمانية أهداف في النهائيات و43 مع المنتخب ليصبح على بعد هدف واحد من راوول غونزاليز الذي احتاجإلى 102 مباراة لتسجيل 44 هدفا، أي ما معدله 431ر0 هدف في المباراة الواحدة، في حين ان فيا احتاج 63 مباراة فقط ليسجل 43 هدفا، أي ما معدله 683ر0 هدف في المباراة الواحدة.
وأضاف فيا الذي أصبح أفضل هداف اسبانيا في نهائيات كأس العالم بعدما تقدم على اميليو بوتراغوينيو وفرناندو هييرو وفرناندو مورينيتيس وراوول، "الأمر الأهم هو أن نصلإلى النهائي إن كان من خلال تسجيلي أو تسجيل احد غيري. أنا سعيد بتسجيلي الأهداف لكني أكثر سعادة عندما يفوز الفريق".
حاجة ماسة للأهداف
ومن المؤكد أن المنتخب الاسباني سيكون بحاجة ماسة لأهداف فيا عندما يواجه نظيره الألماني القوي جدا، خصوصا أن مهاجم فالنسيا السابق سجل 5 من أهداف "لا فوريا روخا" الستة في النهائيات حتى الآن في ظل عجز شريكه في خط الهجوم فرناندو توريس عن ايجاد طريقهإلى الشباك حتى الآن.
"آمل أن أسجل في هذه النهائيات. انا متأكد من أني سأحقق هذا الأمر"، هذا ما قاله توريس الذي يأمل أن يكرر ما حققه قبل عامين عندما سجل هدف الفوز لاسبانيا في نهائي كأس أوروبا على حساب "دي مانشافت".
وكان المدرب فيسنتي دل بوسكي اخرج توريس مجددا من الملعب في الدقيقة 56 بعدما فشل في إيجاد طريقه للشباك في 5 مباريات على التوالي، وقد علق مدرب "لا فوريا روخا" على هذا الموضوع قائلا "من الناحية البدنية هو في وضع جيد. بامكاني القول بأننا أخرجناه لان الفريق لم يكن يلعب بطريقة جيدة لكننا سعداء بالعمل الذي يقوم به فرناندو، ونأمل أن يقدم أداء أفضل في المباراة المقبلة".
وبخصوص الموقعة مع ألمانيا قال دل بوسكي "نأمل أن نرفع مستوى لعبنا. نأمل ان تكون مباراتنا المقبلة، كما حال المواجهة الأخرى في نصف النهائي (بين هولندا والاوروغواي)، جيدة لكرة القدم. نأمل ان نلعب بشكل افضل وان نحتفل بالتأهل إلى النهائي".
توريس يعترف بصعوبة المواجهة
وبدوره تحدث توريس عن مواجهة ألمانيا، قائلا "الجميع يقول بان الألمان لا يملكون أفضل دفاع، لكني أخالفهم الرأي، كما أنهم اظهروا أيضا أنهم يملكون هجوما جيدا. يملكون لاعبين مميزين مثل كلوزه وبودولسكي اللذين يلعبون بطريقة جيدة، لكن الأمر لا يتعلق بالأسماء".
وواصل "أن الحظوظ متكافئة 50-50، ستكون المباراة متقاربة. انهم يفتقدون ميكايل بالاك (يغيب عن النهائيات بسبب الاصابة) لكنهم يقدمون دائما عروضا جيدة ونجح مسعود اوجيل في ان يكون خير بديل له".
أما لاعب الوسط المميز اندريس انييستا الذي كان خلف الهدف الذي سجله فيا في الدقائق الأخيرة أمام الباراغواي، فاشارإلى انه يتطلع بفارغ الصبرإلى مواجهة ألمانيا، مضيفا "سنلعب ضدهم مجددا لكني لا اعتقد ان ما حصل قبل عامين سيكون له اي تأثير على هذه المباراة. قدمت ألمانيا أداء رائعا في هذه النهائيات حتى الان، وبعيدا عن نتائجهم الرائعة هم يقدمون مستوى مميزا جدا أيضا".
وواصل لاعب وسط برشلونة "من المؤكد أنهم سيكونون متحفزين جدا لكننا نحن ايضا في قمة مستوانا وعازمون على التقدم خطوة اخرى، ستكون مباراة بين فريقين يحبذان الاستحواذ على الكرة. اعتقد بانها ستكون مباراة رائعة".
وواصل انييستا "علينا أن نكون سعداء وفخورين لأننا بين أفضل أربعة منتخبات في العالم وهو أمر رائع فعلا. الآن يجب أن نبدأ التفكير في ألمانيا، ذلك المنتخب الذي دائما ما قدم عروضا خارقة. ستكون مباراة جميلة جدا، ويجب أن نتحلى فيها بعزيمة قوية وإرادة حديدية. أننا نمر بفترة جيدة وتتملكنا رغبة جامحة في المضي قدما. أن قوة هذه المجموعة تكمن في روحها الجماعية ويجب ان تكون تلك الروح سلاحنا في رحلة السعي نحو المجد".
ديل بوسكي ينظر للأمام
وكما حال انييستا، اعتبر دل بوسكي أن مواجهة غد مختلفة عن نهائي كأس أوروبا ولن تكون ثأرية "لان البطل يتطلع دائما إلى الأمام"، مضيفا "سنتان في كرة القدم تعتبر مدة طويلة، خاض المنتخبان مباريات كثيرة واختلفت الظروف كثيرا. لا يجب الحديث عن الانتقام عندما يتعلق الأمر بالمنتخبات الكبيرة، لان الانتقام لا وجود له في قواميسها"، مضيفا "البطل يتطلع دائماإلى الأمام، سيلعبون (الألمان) من أجل الفوز لأنهم يرغبون في بلوغ المباراة النهائية لكأس العالم، ونحن لدينا الدافع نفسه".
وتابع "اعتقد بان الألمان وضعوا منذ فترة ليست بالطويلة مشروعا لتصحيح اوضاع كرة القدم في البلاد بعدما فقدت الكثير من بريقها. لقد نجحوا في تجديد دماء المنتخب الذي كان حاضرا في كأس اوروبا من أجل هذا المونديال ويبدو ان الأمور تسير على ما يرام. لقد تحسنوا كثيرا وشكلوا منتخبا جيدا جدا".
وأوضح دا بوسكي "سنبقى أوفياء لاسلوب لعبنا أمام ألمانيا، أتمنى أن نكون أكثر انتظاما لكني اعتقد باننا قدمنا عروضا جيدة حتى الان ولم تكن هناك سوى تلك الخسارة المؤلمة أمام سويسرا في المباراة الاولى بيد اننا حققنا بعدها 4 انتصارات متتالية وصلنا بهاإلى دور الاربعة"، مضيفا "ليس هذا هو الوقت المناسب لتقديم حصيلة لمشاركتنا، لكن يجب ان نواصل التقدم إلى الأمام".
وستكون مواجهة غد الرابعة في النهائيات بين اسبانيا والمانيا ولم تفز الاولى في اي مناسبة حتى الان، اذ خرجتألمانيا الغربية فائزة 2-1 في الدور الاول من مونديال 1966، وبالنتيجة ذاتها في الدور الثاني لمونديال 1982، وتعادلا 1-1 في الدور الاول لمونديال 1994.
لكن الاسبان يتفوقون في نهائيات كأس اوروبا اذ فازوا مرتين في دور المجموعات عام 1984 (1-صفر) ونهائي 2008 (1-صفر)، فيما فاز الالمان مرة واحدة في دور المجموعات عام 1988 (2-صفر).
والتقى المنتخبان في 12 مباراة ودية ويتعادلان باربعة انتصارات لكل منهما مقابل 4 تعادلات.
Eurosport
http://arabia.eurosport.com/football/world-cup/2010/%d8%a3%d9%84%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a7-%d9%88%d8%a7%d8%b3%d8%a8%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a7-%d9%8a%d9%82%d9%81%d8%a7%d9%86-%d8%b9%d9%84%d9%89_sto2390110/ar-story.shtml