07/07/2010 - 13:53
ألمانيا تراهن على عقلها المفكر شفايني
كرة القدم - كاس العالم 2010
شفاينشتايغر يملك القدرات اللازمة للارتقاء
إلى مستوى المسؤولية الملقاة عليه كصانع
ألعاب المنتخب الفائز بكأس العالم ثلاث مرات.
إلى مستوى المسؤولية الملقاة عليه كصانع
ألعاب المنتخب الفائز بكأس العالم ثلاث مرات.
جوهانسبورغ - فرض باستيان شفاينشتايغر نفسه احد أفضل لاعبي المنتخب الألماني ومونديال جنوب أفريقيا 2010 بعد أن أبدع في مركز لاعب الوسط المحوري الذي شغله الموسم المنصرم مع فريقه بايرن ميونيخ بقيادة مدربه الهولندي في النادي البافاري لويس فان غال الذي ارتأى أن بإمكان "شفايني" أن يكون مهندس الإيقاع انطلاقا من الخلف عوضا عن اللعب قريبا من المهاجمين.
سلك شفاينتشايغر المسار الذي سار عليه نجم ميلان والمنتخب الايطالي اندريا بيرلو الذي بدأ مشواره الكروي كصانع ألعاب من خلف المهاجمين قبل أن يبدع مع الفريق اللومباردي و"الازوري" في مركز صانع الألعاب المتأخر الذي يصل خط الدفاع بالوسط والجناحين ومنه إلى المهاجمين وقد لعب في هذا المركز دورا أساسيا وحاسما في فوز بلاده بلقب مونديال 2006 على حساب فرنسا.
شفاينشتايغر يحلم بمنصة التتويج
ويأمل شفاينشتايغر أن يلقى المصير ذاته وان يتواجد بعد 5 أيام على منصة التتويج في ملعب "سوكر سيتي" في جوهانسبورغ لكن على "مانشافت" أولا أن يتخطى الأربعاء عقبة نظيره الاسباني الذي كان تغلب على الـ"مانشافت" في نهائي كأس أوروبا قبل عامين.
تخلى "شفايني" منذ فترة طويلة عن التسمية التي لاحقته بأنه النجم القادم للكرة الألمانية وذلك لأنه أصبح أحد لاعبي النخبة في العالم بعد أن استعاد مستواه المميز وساهم بشكل أساسي في فوز بايرن ميونيخ بلقب الدوري والكأس المحليين ووصوله إلى نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا وهذه المرة بمركزه الجديد.
ومن المؤكد أن "شفايني" يملك القدرات اللازمة للارتقاء إلى مستوى المسؤولية الملقاة عليه كصانع ألعاب المنتخب الفائز بكأس العالم ثلاث مرات وهو اثبت ذلك عن جدارة في النهائيات الحالية، مؤكدا انه خير بديل لميكايل بالاك الذي حرم من المشاركة في جنوب أفريقيا بسبب الإصابة التي تعرض لها في نهائي مسابقة كأس انكلترا مع فريقه تشيلسي.
فنيات عالية وفكر ومتعة
يتمتع شفاينشتايغر بفنيات عالية وفكر كروي وخبرة كبيرة بعد خوضه 78 مباراة دولية حتى الآن رغم أنه لم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره، كما طرأ تطور كبير على أدائه الدفاعي أيضا وهي الميزة التي تجعله مختلفا عن بيرلو، وقد اثبت "شفايني" فعاليته في خط وسط الفريق البافاري وفي "داي مانشافت".
نجح في أن يكون ضابط إيقاع منتخب بلاده بامتياز خلال النهائيات الحالية ويأمل أن يواصل تألقه عندما يتواجه أفضل منتخبين في النهائيات حتى الآن الأربعاء على ملعب "موزيس مابهيدا" في دوربن.
وصف "شفايني" في حديث للموقع الرسمي للاتحاد الدولي شعوره بتواجد منتخب بلاده في الدور نصف النهائي للمرة الثانية عشرة من اصل 17 مشاركة في النهائيات رغم خوضه العرس الكروي الحالي بأصغر تشكيلة في تاريخه منذ مشاركته الأولى في مونديال 1934، قائلا "الأجواء جيدة طبعا والجميع سعيد لبلوغ الدور نصف النهائي.
واضاف: "نتمتع بنشاط كبير وحيوية قل نظيرها، كما أننا نملك لاعبين يعرفون تماما كيفية اللعب بهدوء والتحكم بالكرة، إذ نلعب بأسلوبنا حتى آخر دقيقة من المباراة، كما لا نكتفي بما نحققه أبدا حتى إذا سجلنا هدفين أو ثلاثة، فنحن نواصل الهجوم ونحاول حسم النتيجة ولم يتوقع احد أننا سننجح إلى هذا الحد، انه أفضل فريق لعبت معه منذ أن بدأت المشاركة مع المنتخب الوطني".
مشوار حافل رغم صغر سنه
وخاض شفاينشتايغر أول مباراة دولية له في حزيران/يونيو 2004 في المباراة التي خسرها الـ"مانشافت" أمام المجر 2-صفر في كايزرسلوترن. وبعد أربع سنوات فقط، كان يخوض مباراته الرقم 50 وهو في الثالثة والعشرين من عمره، ليدخل سجلات الاتحاد الألماني كونه اصغر لاعب يصل إلى هذا الحاجز بهذا العمر.
وتألق بشكل لافت في كأس القارات التي استضافتها بلاده عام 2005، حيث خطف الأنظار إلى جانب لوكاس بودولسكي بفضل عروضهما القوية. وبعد عام بالتحديد، كان "شفايني" القوة الضاربة على الجهة اليسرى بإشراف المدرب يورغن كلينسمان وخطف الأضواء في المباراة على المركزين الثالث والرابع ضد البرتغال حيث سجل هدفين رائعين ومرر الكرة التي جاء منها الهدف الثالث ليقود فريقه إلى الفوز 3-1.
منذ تلك المباراة، عانى شفاينشتايغر للعودة إلى الأضواء وتحقيق التطلعات، لكنه تألق مجددا في مواجهة البرتغال في ربع نهائي كأس أوروبا 2008، ونجح هذه المرة في تسجيل احد الأهداف وتمرير الكرتين اللتين ساهما بتسجيل الهدفين الآخرين ليخرج فريقه فائزا 3-2.
وواصل شفاينشتايغر أداءه التصاعدي وصولا إلى المونديال الجنوب أفريقي حيث خالف وزملاؤه الشبان جميع التوقعات بأداء هجومي رائع ترجمه الألمان بشكل مثالي أمام استراليا (4-صفر) في الدور الأول، ثم انكلترا (4-1) والأرجنتين في الدورين الثاني وربع النهائي، ليلحقوا بـ"الأسود الثلاثة" اكبر هزيمة لهم في تاريخ النهائيات، وبـ"لا البيسيليستي" الهزيمة الأقسى منذ مونديال 1958 عندما خسر حينها أمام تشيكوسلوفاكيا 1-6.
"اعتقد أننا اكتسبنا الكثير من الثقة بعد فوزنا على انكلترا وعلى غانا أيضا، لأنه قبل مواجهتنا لمنتخب النجوم السوداء كان الوضع واضحا: إذا خسرنا سنخرج من البطولة"، هذا ما قاله شفاينشتايغر لموقع الاتحاد الدولي، مضيفا "كان أداؤنا جيدا أمام استراليا، لكننا افتقدنا قليلا إلى التنظيم، أما في مباراتنا ضد انكلترا فقد كنا على قدر كبير من التنظيم والانسجام، واستطاع مهاجمونا تسجيل الأهداف".
لوف يكسب الرهان
راهن مدرب الـ"مانشافت" يواكيم لوف كثيرا على التشكيلة التي اختارها لخوض مونديال جنوب أفريقيا 2010 ولم يتوقع الكثيرون أن ينجح الألمان في الوصول إلى ابعد من الدور الثاني لأن لاعبيه الشبان يفتقدون إلى الخبرة المطلوبة في المحافل العالمية، في حين أن العدد القليل من المخضرمين في التشكلية لا يرتقي إلى مستوى الحدث والتوقعات ومن بينهم ميروسلاف كلوزه (32 عاما).
راهن لوف على شبابه ونجح في ذلك، راهن على عنصرة الخبرة المتمثلة بشكل خاص بكلوزه ونجح في رهانه انطلاقا من المباراة الأولى عندما استعرض الـ"مانشافت" ودك شباك استراليا برباعية، بينها هدف لكلوزه الذي يدخل إلى مواجهة اسبانيا وهو بحاجة إلى هدف لمعادلة الرقم القياسي من حيث عدد الأهداف المسجلة في النهائيات بعدما رفع رصيده إلى 14 هدفا بتسجيله 4 أهداف في النسخة الحالية .
وتحدث شفاينشتايغر عن الدور الذي لعبه لوف، قائلا "أن المدرب هو الزعيم، ولقد نجح مع طاقمه في تحضيرنا بشكل جيد قبل كل مباراة، ضد الأرجنتين مثلا كنا نعرف انه يجب علينا أن نتركهم يلعبون حتى لحظة معينة، حيث أظهرنا بعد ذلك اندفاعا بدنيا قويا وحاولنا استرجاع الكثير من الكرات والتقدم إلى الأمام، ومكنتنا هذه الخطة من تحقيق النصر في مناسبتين".
الثأر من اسبانيا
وعن المواجهة الثأرية مع الاسبان قال شفاينشتايغر "أننا نفكر في ذلك (الثأر) طبعا، كانت اسبانيا الأقوى في تلك المواجهة لهذا لا يمكننا أن نشتكي، كانت لدينا الفرصة للفوز بلقب بطولة كبيرة. لم نكن حينها في كامل لياقتنا، أما الآن فيجب أن نضع في أذهاننا أن الفوز سيضمن لنا العبور للمباراة النهائية، ويتعين على جميع اللاعبين وضع هذا الهدف نصب أعينهم".
وعلق نجم بايرن ميونيخ على المركز الجديد الموكل إليه في الملعب، قائلا "لم أتوقع أن أكون جيدا بهذا الشكل، لكني كنت اعلم أن هذا المركز هو الأفضل بالنسبة لي، ربما كنت سألعب فيه قبل سنتين أو ثلاث سنوات، لكن كان هناك لاعبون جيدون يشغلوا هذا الموقع مثل (الانكليزي) اوين هارغريفز وينز ييريميز".
ومن المؤكد أن "شفايني" قطع شوطا كبيرا منذ انضمامه إلى صفوف بايرن ميونيخ عندما كان في الرابعة عشرة من عمره وخوضه مباراته الأولى معه عام 2002، وهو نجح في أن يكون احد اللاعبين المحليين القلائل الذين نشأوا في صفوف النادي البافاري وفرضوا أنفسهم في التشكيلة الأساسية للفريق الجنوبي العريق حامل الرقم القياسي في عدد القاب ال"بوندسليغه".
حصد "شفايني" طعم النجاح مع بايرن حيث توج بلقب الدوري 5 مرات منذ ان بدأ مشواره مع الكبار عام 2002، ولقب الكأس 5 مرات، لكنه اخفق في الأمتار الأخيرة مع المنتخب الوطني حيث حل ثالثا في كأس القارات عام 2005 وفي كأس العالم عام 2006، وثانيا في كأس أوروبا عام 2008، وبالتالي يأمل ان تكون "امة قوس القزح" فأل خير على "مانشافت" وان يتوج الألمان بلقبهم الرابع ليلحقوا بايطاليا التي كانت أطاحت بهم في مونديال بلادهم قبل أربعة أعوام وان يصبحوا أول منتخب أوروبي يرفع الكأس المرموقة خارج القارة العجوز.
AFP.
http://arabia.eurosport.com/football/world-cup/2010/ar-story_sto2389812.shtml