أصابعي..لغتي..حبيبتي
ضياء حجاب ياسين الشرقاطي
صديقتي مريم...
بداية..سامحيني اذا ما لاحظت أنني أحيانا أعيد قول ما قلته في مناسبات سابقة بصيغة جديدة..فلغتي صـارت كعصـفور جريح يتقلب على كل الاوجه لممانعة الالم..ولغتي صارت تصاب بالارق ..فهى لا تنـام..الا بعد أن تعاني ما اعانيه عـادة عندما يمسني الارق فلا اعرف لجسدي شكلا ليرتاح...
اكتب لك هذه المرة..لازف لك نبـأ موتي الرابـع الذي ينتظـرني..وشهادتي الرابعة التي انتظرها..ولاوصيك بذكرياتي التي سيؤلـم الانسان أن ينظر اليها بقلبه...
تتقاسمـني آلاف الرؤى والخيـالات..تتقاسـم مساحـات ذاكـرتـي المترامية الإحزان..تلدغني من كل جارحة..في كل ثانية.. تمتطيني..تسحبني إلى الداخل..تدفعني إلى الخارج..تمص صحة قلبي...
وهنا..تبدأ طقوس ما قبل الكتابة..اختار مكانا هادئا..اكتب..أمحو.. اكتب..أمحو..ولا أمحو..بل أكور الورقة واضعها في فمي واقضمها بأسناني..فيبدأ طعم الورق بالانثيال..في هذه اللحظة..افقد تركيزي.. وتضيع سلسلة أفكاري...
ليست هذه هي المرة الأولى التي اقتل فيها الورقة واشرب من دمها ..بعد محاولة فاشلة للكتابة...
لطالما اعتبرت أن حالة الكتابة حالة ولادة..يسبقها مخاض..وترافقها آلام..وتتبعها كلمات شرعية...
صغيرتي العزيزة مريم..قبل أن أعرفك..كانت الكتابة تتمنع..وكنت التمس لها الأعـذار من واقعـي المريـر..لكن أصـابعي التـي كـانت تمـارس الكتابة مع روح الورقة وجسدها..كان صبرها قد فاض...
وبدأت اغتصب الورقة..وكانت بصماتي على جسد الورقة مشوهة ..كنت اقرأ ما اكتبه ولا اصدق أصابعي..كنت كمن يمارس الجنس مع امرأة ميتة...
أما الآن..فاللغة تهمس لي بإغراء..وتراودني عن أصابعي..وقصيدة ما توسوس لي أن اغرسها في ذاكرتي علها تورق ذات صباح..الدم يتوهج في أصابعي..يتكسر الأبيض منه ويضيع في اللون الأحمر ..تتحول إلى جمر,لكنه برد وسلام على القلم..تشتعل أصابعي.. تتحول الأحاسيـس من شهقـات خائـرة إلى اختلاجـات حمـراء..خضراء..زرقاء..اختلاجات بكل الألوان..يتسع إيماني باللغة اتساعا خرافيا كما تتسع الجفون في الظلام..يتجمد المكان في المكان.. يتوقف الزمان في الزمان..وتبدأ الأصابع الحبلى بالولادة على الورق..آه..آآآآه..آآآآآآآآآآه...
صغيرتي العزيزة..قلبي النابض في وجهي يسألني عنك بألحاح لاهث..
أين انت يا صديقة؟...
أين أنت يا حبيبة؟...
أين تلك الحشرجات التي تترنح بعذوبة قبل أن تجر أذيال النور مسافرة بين قلبي و قلبي؟...
ألا تسمعين تنهد حروفي؟...
ألا تقتربين مني قليلا؟...
اريد أن اهز جذوع احساسك لعلها تضوع على وجهي لغة و حضارة...
مريم..يطوقني تماوجك بين ايمان و ايمان,وكفر و كفر,وغرابة وغربة..ارهف قلبي في مساحات عبق لغتك المترامية الاحلام,فاوغل في نفسي لاوقد فيها شمعة سكينة,وازرع فيها برعم ضوء..
أيـه حبيبتي..غازلتك منذ البدايـة..اتذكرين..لكن هـذا الغزل..كان شضايـا مما كـان ينثال من وجهي وانـا استنشق ذلك العبق الذي يضوع الان بحرية مقدسة في زوايا فكري المطعون...
أيـه يا صغيرتي..الا تقتربين مني قليـلا..لاهمس لـك باسراري الحزينة,واسئلتي الحزينة؟...
كيف ستقرأني شفاه روحك ذات يوم؟...
قصائد حزينة العيون؟...
آيات من القصص الغضير؟...
رسائل شقية محرومة؟...
هل ستنبشين في رماد ذكرياتك بحثا عن اصدائي التي ارتعشت و تلاشت عبر تماوج الزمن؟...
هل ستشتاقين إلى ذكرى عشقي الذي باركته احزان السماء؟...
وهل ستذكرين دائما لغتي..تلك الانثى الخرافية الملامح..ذلك البحر الذي لم يقضمه جزر؟...
Shirqati@yahoo.com
ضياء حجاب ياسين الشرقاطي
صديقتي مريم...
بداية..سامحيني اذا ما لاحظت أنني أحيانا أعيد قول ما قلته في مناسبات سابقة بصيغة جديدة..فلغتي صـارت كعصـفور جريح يتقلب على كل الاوجه لممانعة الالم..ولغتي صارت تصاب بالارق ..فهى لا تنـام..الا بعد أن تعاني ما اعانيه عـادة عندما يمسني الارق فلا اعرف لجسدي شكلا ليرتاح...
اكتب لك هذه المرة..لازف لك نبـأ موتي الرابـع الذي ينتظـرني..وشهادتي الرابعة التي انتظرها..ولاوصيك بذكرياتي التي سيؤلـم الانسان أن ينظر اليها بقلبه...
تتقاسمـني آلاف الرؤى والخيـالات..تتقاسـم مساحـات ذاكـرتـي المترامية الإحزان..تلدغني من كل جارحة..في كل ثانية.. تمتطيني..تسحبني إلى الداخل..تدفعني إلى الخارج..تمص صحة قلبي...
وهنا..تبدأ طقوس ما قبل الكتابة..اختار مكانا هادئا..اكتب..أمحو.. اكتب..أمحو..ولا أمحو..بل أكور الورقة واضعها في فمي واقضمها بأسناني..فيبدأ طعم الورق بالانثيال..في هذه اللحظة..افقد تركيزي.. وتضيع سلسلة أفكاري...
ليست هذه هي المرة الأولى التي اقتل فيها الورقة واشرب من دمها ..بعد محاولة فاشلة للكتابة...
لطالما اعتبرت أن حالة الكتابة حالة ولادة..يسبقها مخاض..وترافقها آلام..وتتبعها كلمات شرعية...
صغيرتي العزيزة مريم..قبل أن أعرفك..كانت الكتابة تتمنع..وكنت التمس لها الأعـذار من واقعـي المريـر..لكن أصـابعي التـي كـانت تمـارس الكتابة مع روح الورقة وجسدها..كان صبرها قد فاض...
وبدأت اغتصب الورقة..وكانت بصماتي على جسد الورقة مشوهة ..كنت اقرأ ما اكتبه ولا اصدق أصابعي..كنت كمن يمارس الجنس مع امرأة ميتة...
أما الآن..فاللغة تهمس لي بإغراء..وتراودني عن أصابعي..وقصيدة ما توسوس لي أن اغرسها في ذاكرتي علها تورق ذات صباح..الدم يتوهج في أصابعي..يتكسر الأبيض منه ويضيع في اللون الأحمر ..تتحول إلى جمر,لكنه برد وسلام على القلم..تشتعل أصابعي.. تتحول الأحاسيـس من شهقـات خائـرة إلى اختلاجـات حمـراء..خضراء..زرقاء..اختلاجات بكل الألوان..يتسع إيماني باللغة اتساعا خرافيا كما تتسع الجفون في الظلام..يتجمد المكان في المكان.. يتوقف الزمان في الزمان..وتبدأ الأصابع الحبلى بالولادة على الورق..آه..آآآآه..آآآآآآآآآآه...
صغيرتي العزيزة..قلبي النابض في وجهي يسألني عنك بألحاح لاهث..
أين انت يا صديقة؟...
أين أنت يا حبيبة؟...
أين تلك الحشرجات التي تترنح بعذوبة قبل أن تجر أذيال النور مسافرة بين قلبي و قلبي؟...
ألا تسمعين تنهد حروفي؟...
ألا تقتربين مني قليلا؟...
اريد أن اهز جذوع احساسك لعلها تضوع على وجهي لغة و حضارة...
مريم..يطوقني تماوجك بين ايمان و ايمان,وكفر و كفر,وغرابة وغربة..ارهف قلبي في مساحات عبق لغتك المترامية الاحلام,فاوغل في نفسي لاوقد فيها شمعة سكينة,وازرع فيها برعم ضوء..
أيـه حبيبتي..غازلتك منذ البدايـة..اتذكرين..لكن هـذا الغزل..كان شضايـا مما كـان ينثال من وجهي وانـا استنشق ذلك العبق الذي يضوع الان بحرية مقدسة في زوايا فكري المطعون...
أيـه يا صغيرتي..الا تقتربين مني قليـلا..لاهمس لـك باسراري الحزينة,واسئلتي الحزينة؟...
كيف ستقرأني شفاه روحك ذات يوم؟...
قصائد حزينة العيون؟...
آيات من القصص الغضير؟...
رسائل شقية محرومة؟...
هل ستنبشين في رماد ذكرياتك بحثا عن اصدائي التي ارتعشت و تلاشت عبر تماوج الزمن؟...
هل ستشتاقين إلى ذكرى عشقي الذي باركته احزان السماء؟...
وهل ستذكرين دائما لغتي..تلك الانثى الخرافية الملامح..ذلك البحر الذي لم يقضمه جزر؟...
Shirqati@yahoo.com