زواجات المتعة والمسيار والمسفار في البصرة .. بين الرفض والقبول
في الساعة الثانية بعد منتصف النهار وقي ذات اليوم من كل أسبوع، وبعد أن يسترخي السوق قليلا في قيلولته، تقبل امرأتان غارقتان بالسواد تشقان طريقهما في الزحام بهمة وعجل وهما يسترقان النظر إلى كل الجهات، يدلفان بعدها إلى المحل المجاور لمكتبي في سوق العشار وسط مدينة البصرة،
مكتب (ع .ح) صديقي الذي تجاوز الأربعين من العمر حيث ينتظرهما هاشا باشا، وما أن تتجاوز أقدامهما عتبة المحل، يغلقه من الداخل، ويعلق قطعة في الواجهة، كتب عليها( المحل مغلق... سنعود عصرا).
قال لي بعد أن سألته " ..ما قصة هاتين المرأتين اللتين لا يتخلفن عن زيارتك كل أسبوع". ابتسم في البداية ثم انفلت مقهقها كالمنتصر " الصغيرة زوجتي والتي ترافقها أمها، تزوجتها زواج متعة منذ سنتين ، وأصبح موعدنا كل أسبوع موعدا مقدسا لها وضروري لي".
شعرت بمزيد من الفضول وانهمر سيل من الأسئلة في داخلي قلت له "وأي زواج هذا الذي تمارسه وسط السوق، وليس بعيدا عن أعين المارة، وأنت المثقف والعلماني هل تسمى هذا زواجا، فضلا عن انك متزوج وأب لستة أطفال".
قال "وما الفرق بينه وبين الزواج الروتيني أو أن تكون لك عشيقة، المهم أن تجد امرأة تمارس معها الحب بشغف، وتخرج عن روتين الحياة الزوجية، ولا تهم كل التسميات بعد كل ذلك". ولم يبال (ع . ح) إلى اعتراضات صديقنا محمد حسين ذو 55 عاما، والملتزم دينيا الذي كان حاضرا النقاش، والذي بدا ممتعضا لتفسيرات صديقنا لهذا الزواج.
وتابع (ع .ح) "هي شابة جميلة فقدت زوجها في احد أعمال العنف بعد زواج لم يدم أكثر من ستة أشهر، وهي من عائلة محافظة إذ أن أبيها كان أمام جامع توفى هو الآخر، وأي نوع من العلاقات مستحيل عليها، ولم تجد مخرجا سوى هذا النوع من الارتباط".
سألته "الم تدفع لها أجرا.؟ الم تأخذ منك أي مبالغ .؟". رد سريعا"لا ..بالعكس لقد أغرقتني بالهدايا القيمة، بل هي وأمها تعرضان علي مبالغ كبيرة، لأتزوجها زواجا دائما". مستدركا "قرأت لها سورة من القرآن كمهر بيننا فحسب، ولم تفرض علي أي شيء".
وتابع" لكن على الرغم من أني سعيد معها كل السعادة، غير أني لا استطيع الزواج بها، لان زوجتي ستقتلني حتما".
تمتمت على غير رضا وقلت له وماذا بعد ذلك قال "سابقي معها حتى تجد زوجا ملائما، لأعفيها مما تبقى من مدة عقدنا التي هي خمس سنوات". قالها وهو يغرق بالضحك كأنه يسخر منها أو من نفسه".
قلت له "وماذا يختلف هذا النوع من الزواج عن العلاقات السريعة العابرة أو غير الشرعية".
وانبرى صديقنا الثالث (م . ح) للحديث متحمسا ومخاطبا (ع . ح) "ينبغي لك أن لا تستهين بهذا الزواج فهو زواج شرعي تماما ولا يختلف عن الزواج الدائم إلا في بعض التفاصيل البسيطة".
وأضاف أنا شخصيا "تزوجت زواج متعة لمرتين، الأولى كانت امرأة احد شهداء الحرب الإيرانية العراقية الذي خلف لها ثلاثة أطفال كنت أساعدها في إعالتهم". مبينا أنها كانت " شابة وفتية ولا تستطيع أن تتزوج زواجا دائما بسبب أطفالها الثلاثة فضلا عن نظرة المجتمع التي لا ترحب بزواج المرأة ذات الأطفال والتي فقدت زوجها".
وذكر انه "عقد ثانية على موظفة عانس كانت تعمل معه في دائرته ، وكاد أن يتحول هذا الزواج إلى زواج دائم، لولا تدخل زوج أختها، وحدثت أثرها بعض المشاكل إذ علم بعلاقتنا". وأشار إلى أن "هذه العلاقة استمرت لسنتين، وكانا يلتقيان في بيت احد معارفه ، الذي استأجر لهما غرفة من بيته يدفعان مقابلها كل آجر البيت".
ورأى أن "مثل هذا الزواج سيحل مشكلة الشباب لو طبق وفق الأصول الشرعية، ولما انتشر الزنى في المجتمع" مستدركا أن زواج المتعة "انتشر في تسعينات القرن الماضي بسبب ارتفاع نسبة العنوسة ونسبة الأرامل بسبب الحروب وعدم قدرة الشباب على الزواج بسبب الحصار وانخفاض الأجور".
وأشار إلى أن زواج المتعة "يمارس الآن بشكل محدود وخصوصا في المدن الدينية ككربلاء والنجف، لان الأمور المادية تغيرت كثيرا لصالح من ينشدون الزواج".
وضحك (ع . ح) من كل قلبه وعلق ساخرا على ملاحظات صديقنا محمد " صدقني طوال السنوات العشرين الاخيره لم أخلو من امرأة للمتعة، وزوايا محلي تشهد على ذلك".
ورأى الشيخ سعيد ألساعدي أمام جامع و احد ممثلي السيستاني في البصرة إن "الحرمة في الزواج تنقسم إلى قسمين حرمة شرعية وحرمة عرفية وزواج المتعة حلال شرعا لكن يواجه ببعض العقبات العرفية التي تجعله في بعض الأحيان من الأمور التي تعرض الطرفين إلى مشاكل جمة ".
وأوضح أن الشيعة الأمامية ألاثني عشرية "يرون أن حلية هذا الزواج جاءت من القرآن الكريم والسيرة النبوية، فهو زواج شرعي ولكن يعقد لمدة معينة، ويشترط فيه المهر، والولاية لمن هي لم تزل باكرا، أما الثيب فهي الولية على نفسها". مشيرا إلى أن الولاية للفتاة الباكر للأب أو الجد حصرا وليس للآخوان أو الأعمام نصيب في ذلك".
وذكر أن "عده زواج المتعة حيضتين أو 45 يوما أما المرأة اليائس أو التي ينقطع عنها الحيض فهي غير ملزمة بمدة شرعية، ويمكنها التزوج في اليوم الواحد عدة مرات".
وأضاف أن المهر في عقد المتعة "هو ما يتفق علية الطرفان وممكن أن يكون مهرا كبيرا أو أن يكون مهرا معنويا، كقراءة سورة من القران أو مانحو ذلك، وممكن أن يكون العقد لدقائق أو لسنين، وفيه المرأة لا ترث في حين أن وليدها يستحق الميراث والنفقة". ملمحا أن "هذا أفضل من زواج المسيار أو زواج المسفار أو الزواج العرفي الشائع في بعض البلدان العربية".
واستطرد أن هذا الزواج لو كان "بأصوله وقبول المجتمع له، أي الأعراف السائدة لحل كثير من مشاكل الناس وكما قال الأمام علي (ع) (لو أبيحت المتعة لما زنا حرا أو حرة)".
وقال أن زواج المتعة "غير شائع شيوعا بينا في البصرة بسبب القيود الاجتماعية وقد انتشر في وقت ما في الجامعات إذ أن بعض المراجع الشيعية يبيحون زواج المرأة الباكر دون شرط الولي، ما تسبب بمشاكل كثيرة وخلص أن المتعة هو زواج "شرعي لكنة زواج منقطع يضمن للمرأة بعض الحقوق وللمولود كل الحقوق وربما يفضل المولود على ابن الزواج الدائم". منوها إلى انتشار الزواجات القريبة من زواج المتعة في العراق والبلدان الإسلامية، وهي بشروط اقل من هذا".
فيما قال الشيخ الدكتور خالد الملا رئيس علماء العراق فرع الجنوب وإمام جامع العبايجي بالبصرة "بالنسبة للزواج المنقطع هو الزواج الذي لا يتم الإعلان عنه ويكون لأجل معلوم كزواج المتعة الذي لم يحلله سوى مذهب الشيعة الأمامية ". موضحا أن هذا الزواج "أجازه الرسول (ص) إلى أصحابة والمسلمين في فترة محددة ولكنة حرمه بعد فتح مكة، و كان من أهم شروطه أن يكون المسلم مسافرا".
وأضاف "لا يعتبر زواج المسيار أو المسفار أو الزواج العرفي زواجات منقطعة، فهي زواجات دائمة كالتي تتم في المحاكم، ولكن هذه الانكحة تفتقد بعض الشروط، كالإشهار والإعلان وتسجيل العقود في الدوائر الحكومية".
وذكر أن "لهذه الزواجات آثار سلبية في الميراث والنفقة".
وقال أن زواج المسيار هو "موجود في البصرة على نحو ما لكنة غير مقبول عرفا بسبب عدم الإعلان عنه، إذ أن الإعلان والاجهار من أهم عناصر الزواج أمام المجتمع، حيث يقام الزفاف والوليمة واجتماع الأحبة".
وشكك الدكتور الملا في "قدرات هذه الزواجات (المتعة والمسيار والمسفار والعرفي) في استيفاء الشروط الشرعية كاملة".
ورأى الدكتور سعيد الاسدي أستاذ علم النفس بجامعة البصرة أن هذه الظاهرة "موجودة بشكل ضيق بل هي نادرة، لكن التضخيم الاجتماعي جعلها تبدو وكأنها ظاهرة متفشية، وهذا التضخيم شكل رعبا اجتماعيا".
وأضاف أن هذا النوع من الزواج "لا يلقى قبولا في المجتمع البصري ، على الرغم من أنه زواجا اقره الإسلام، ولكن وفق شروط ومحددات".
وأوضح أن "الانحراف والشذوذ والابتعاد عن القيم الدينية جعل البعض يمارس هذا النوع من العلاقة خارج شروطه ". مبينا أن من أهم المسببات هي " القيود الاجتماعية وغلاء المهور والبطالة، والكبت العالي".
واستدرك الاسدي أن هذه الممارسة "انحصرت بحالة هنا أو حالة هناك، ولم تتحول إلى ظاهرة".
وأكد أن الجامعة "لن تسمح بذلك، ولو كانت هذه الظاهرة شائعة ومعروفة لاخترنا عينات وأجرينا دراسات، لكنها نادرة جدا وفي غاية السرية".
في الساعة الثانية بعد منتصف النهار وقي ذات اليوم من كل أسبوع، وبعد أن يسترخي السوق قليلا في قيلولته، تقبل امرأتان غارقتان بالسواد تشقان طريقهما في الزحام بهمة وعجل وهما يسترقان النظر إلى كل الجهات، يدلفان بعدها إلى المحل المجاور لمكتبي في سوق العشار وسط مدينة البصرة،
مكتب (ع .ح) صديقي الذي تجاوز الأربعين من العمر حيث ينتظرهما هاشا باشا، وما أن تتجاوز أقدامهما عتبة المحل، يغلقه من الداخل، ويعلق قطعة في الواجهة، كتب عليها( المحل مغلق... سنعود عصرا).
قال لي بعد أن سألته " ..ما قصة هاتين المرأتين اللتين لا يتخلفن عن زيارتك كل أسبوع". ابتسم في البداية ثم انفلت مقهقها كالمنتصر " الصغيرة زوجتي والتي ترافقها أمها، تزوجتها زواج متعة منذ سنتين ، وأصبح موعدنا كل أسبوع موعدا مقدسا لها وضروري لي".
شعرت بمزيد من الفضول وانهمر سيل من الأسئلة في داخلي قلت له "وأي زواج هذا الذي تمارسه وسط السوق، وليس بعيدا عن أعين المارة، وأنت المثقف والعلماني هل تسمى هذا زواجا، فضلا عن انك متزوج وأب لستة أطفال".
قال "وما الفرق بينه وبين الزواج الروتيني أو أن تكون لك عشيقة، المهم أن تجد امرأة تمارس معها الحب بشغف، وتخرج عن روتين الحياة الزوجية، ولا تهم كل التسميات بعد كل ذلك". ولم يبال (ع . ح) إلى اعتراضات صديقنا محمد حسين ذو 55 عاما، والملتزم دينيا الذي كان حاضرا النقاش، والذي بدا ممتعضا لتفسيرات صديقنا لهذا الزواج.
وتابع (ع .ح) "هي شابة جميلة فقدت زوجها في احد أعمال العنف بعد زواج لم يدم أكثر من ستة أشهر، وهي من عائلة محافظة إذ أن أبيها كان أمام جامع توفى هو الآخر، وأي نوع من العلاقات مستحيل عليها، ولم تجد مخرجا سوى هذا النوع من الارتباط".
سألته "الم تدفع لها أجرا.؟ الم تأخذ منك أي مبالغ .؟". رد سريعا"لا ..بالعكس لقد أغرقتني بالهدايا القيمة، بل هي وأمها تعرضان علي مبالغ كبيرة، لأتزوجها زواجا دائما". مستدركا "قرأت لها سورة من القرآن كمهر بيننا فحسب، ولم تفرض علي أي شيء".
وتابع" لكن على الرغم من أني سعيد معها كل السعادة، غير أني لا استطيع الزواج بها، لان زوجتي ستقتلني حتما".
تمتمت على غير رضا وقلت له وماذا بعد ذلك قال "سابقي معها حتى تجد زوجا ملائما، لأعفيها مما تبقى من مدة عقدنا التي هي خمس سنوات". قالها وهو يغرق بالضحك كأنه يسخر منها أو من نفسه".
قلت له "وماذا يختلف هذا النوع من الزواج عن العلاقات السريعة العابرة أو غير الشرعية".
وانبرى صديقنا الثالث (م . ح) للحديث متحمسا ومخاطبا (ع . ح) "ينبغي لك أن لا تستهين بهذا الزواج فهو زواج شرعي تماما ولا يختلف عن الزواج الدائم إلا في بعض التفاصيل البسيطة".
وأضاف أنا شخصيا "تزوجت زواج متعة لمرتين، الأولى كانت امرأة احد شهداء الحرب الإيرانية العراقية الذي خلف لها ثلاثة أطفال كنت أساعدها في إعالتهم". مبينا أنها كانت " شابة وفتية ولا تستطيع أن تتزوج زواجا دائما بسبب أطفالها الثلاثة فضلا عن نظرة المجتمع التي لا ترحب بزواج المرأة ذات الأطفال والتي فقدت زوجها".
وذكر انه "عقد ثانية على موظفة عانس كانت تعمل معه في دائرته ، وكاد أن يتحول هذا الزواج إلى زواج دائم، لولا تدخل زوج أختها، وحدثت أثرها بعض المشاكل إذ علم بعلاقتنا". وأشار إلى أن "هذه العلاقة استمرت لسنتين، وكانا يلتقيان في بيت احد معارفه ، الذي استأجر لهما غرفة من بيته يدفعان مقابلها كل آجر البيت".
ورأى أن "مثل هذا الزواج سيحل مشكلة الشباب لو طبق وفق الأصول الشرعية، ولما انتشر الزنى في المجتمع" مستدركا أن زواج المتعة "انتشر في تسعينات القرن الماضي بسبب ارتفاع نسبة العنوسة ونسبة الأرامل بسبب الحروب وعدم قدرة الشباب على الزواج بسبب الحصار وانخفاض الأجور".
وأشار إلى أن زواج المتعة "يمارس الآن بشكل محدود وخصوصا في المدن الدينية ككربلاء والنجف، لان الأمور المادية تغيرت كثيرا لصالح من ينشدون الزواج".
وضحك (ع . ح) من كل قلبه وعلق ساخرا على ملاحظات صديقنا محمد " صدقني طوال السنوات العشرين الاخيره لم أخلو من امرأة للمتعة، وزوايا محلي تشهد على ذلك".
ورأى الشيخ سعيد ألساعدي أمام جامع و احد ممثلي السيستاني في البصرة إن "الحرمة في الزواج تنقسم إلى قسمين حرمة شرعية وحرمة عرفية وزواج المتعة حلال شرعا لكن يواجه ببعض العقبات العرفية التي تجعله في بعض الأحيان من الأمور التي تعرض الطرفين إلى مشاكل جمة ".
وأوضح أن الشيعة الأمامية ألاثني عشرية "يرون أن حلية هذا الزواج جاءت من القرآن الكريم والسيرة النبوية، فهو زواج شرعي ولكن يعقد لمدة معينة، ويشترط فيه المهر، والولاية لمن هي لم تزل باكرا، أما الثيب فهي الولية على نفسها". مشيرا إلى أن الولاية للفتاة الباكر للأب أو الجد حصرا وليس للآخوان أو الأعمام نصيب في ذلك".
وذكر أن "عده زواج المتعة حيضتين أو 45 يوما أما المرأة اليائس أو التي ينقطع عنها الحيض فهي غير ملزمة بمدة شرعية، ويمكنها التزوج في اليوم الواحد عدة مرات".
وأضاف أن المهر في عقد المتعة "هو ما يتفق علية الطرفان وممكن أن يكون مهرا كبيرا أو أن يكون مهرا معنويا، كقراءة سورة من القران أو مانحو ذلك، وممكن أن يكون العقد لدقائق أو لسنين، وفيه المرأة لا ترث في حين أن وليدها يستحق الميراث والنفقة". ملمحا أن "هذا أفضل من زواج المسيار أو زواج المسفار أو الزواج العرفي الشائع في بعض البلدان العربية".
واستطرد أن هذا الزواج لو كان "بأصوله وقبول المجتمع له، أي الأعراف السائدة لحل كثير من مشاكل الناس وكما قال الأمام علي (ع) (لو أبيحت المتعة لما زنا حرا أو حرة)".
وقال أن زواج المتعة "غير شائع شيوعا بينا في البصرة بسبب القيود الاجتماعية وقد انتشر في وقت ما في الجامعات إذ أن بعض المراجع الشيعية يبيحون زواج المرأة الباكر دون شرط الولي، ما تسبب بمشاكل كثيرة وخلص أن المتعة هو زواج "شرعي لكنة زواج منقطع يضمن للمرأة بعض الحقوق وللمولود كل الحقوق وربما يفضل المولود على ابن الزواج الدائم". منوها إلى انتشار الزواجات القريبة من زواج المتعة في العراق والبلدان الإسلامية، وهي بشروط اقل من هذا".
فيما قال الشيخ الدكتور خالد الملا رئيس علماء العراق فرع الجنوب وإمام جامع العبايجي بالبصرة "بالنسبة للزواج المنقطع هو الزواج الذي لا يتم الإعلان عنه ويكون لأجل معلوم كزواج المتعة الذي لم يحلله سوى مذهب الشيعة الأمامية ". موضحا أن هذا الزواج "أجازه الرسول (ص) إلى أصحابة والمسلمين في فترة محددة ولكنة حرمه بعد فتح مكة، و كان من أهم شروطه أن يكون المسلم مسافرا".
وأضاف "لا يعتبر زواج المسيار أو المسفار أو الزواج العرفي زواجات منقطعة، فهي زواجات دائمة كالتي تتم في المحاكم، ولكن هذه الانكحة تفتقد بعض الشروط، كالإشهار والإعلان وتسجيل العقود في الدوائر الحكومية".
وذكر أن "لهذه الزواجات آثار سلبية في الميراث والنفقة".
وقال أن زواج المسيار هو "موجود في البصرة على نحو ما لكنة غير مقبول عرفا بسبب عدم الإعلان عنه، إذ أن الإعلان والاجهار من أهم عناصر الزواج أمام المجتمع، حيث يقام الزفاف والوليمة واجتماع الأحبة".
وشكك الدكتور الملا في "قدرات هذه الزواجات (المتعة والمسيار والمسفار والعرفي) في استيفاء الشروط الشرعية كاملة".
ورأى الدكتور سعيد الاسدي أستاذ علم النفس بجامعة البصرة أن هذه الظاهرة "موجودة بشكل ضيق بل هي نادرة، لكن التضخيم الاجتماعي جعلها تبدو وكأنها ظاهرة متفشية، وهذا التضخيم شكل رعبا اجتماعيا".
وأضاف أن هذا النوع من الزواج "لا يلقى قبولا في المجتمع البصري ، على الرغم من أنه زواجا اقره الإسلام، ولكن وفق شروط ومحددات".
وأوضح أن "الانحراف والشذوذ والابتعاد عن القيم الدينية جعل البعض يمارس هذا النوع من العلاقة خارج شروطه ". مبينا أن من أهم المسببات هي " القيود الاجتماعية وغلاء المهور والبطالة، والكبت العالي".
واستدرك الاسدي أن هذه الممارسة "انحصرت بحالة هنا أو حالة هناك، ولم تتحول إلى ظاهرة".
وأكد أن الجامعة "لن تسمح بذلك، ولو كانت هذه الظاهرة شائعة ومعروفة لاخترنا عينات وأجرينا دراسات، لكنها نادرة جدا وفي غاية السرية".