03/07/2010 - 18:26 - محدّث 03/07/2010 - 18:36
الهجوم الإسباني يتحدى "كاتيناتشو" الباراغواي
كرة القدم - كاس العالم 2010
دل بوسكي يعول على ماكينة أهدافه من أجل
الوصول للمربع الذهبي والفريق اللاتيني يعول
على دفاعه الصلب.
الوصول للمربع الذهبي والفريق اللاتيني يعول
على دفاعه الصلب.
سيقف دفاع منتخب البارغواي حاجزا بين المنتخب الاسباني وبلوغ الدور نصف النهائي للمرة الأولى منذ 1950 عندما يتواجهان السبت على ملعب "ايليس بارك" في جوهانسبورغ في ربع نهائي مونديال جنوب أفريقيا 2010.
ويدخل "لا فوريا روخا" إلى هذه المواجهة وهو مرشح فوق العادة للحصول من خصمه الذي يخوض دور ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخه، على بطاقة التأهل إلى الدور نصف النهائي بعد الأداء الهجومي الرائع الذي قدمه طيلة مشواره في النسخة التاسعة عشرة حتى عندما سقط في بداية حملته أمام سويسرا (صفر-1).
مقاومة منتظرة
لكن من المرجح أن يواجه رجال المدرب فيسنتي دل بوسكي مقاومة دفاعية أخرى، كما كان حاله في المباريات الأربع السابقة، من منتخب اعتمد أسلوب دفاعي بقيادة مدربه الأرجنتيني خيراردو مارتينو الذي وعد بالتخلي عن اللعب المقفل لأنه يواجه منتخبا يخلف مساحات بسبب أسلوبه الهجومي البحت بقيادة ثنائي الوسط اندريس انييستا وتشافي هرنانديز والمهاجمين دافيد فيا وفرناندو توريس الباحث عن افتتاح رصيده التسجيلي في هذه المباراة وإلا سيجد نفسه على مقاعد الاحتياط لمصلحة فرناندو لورنتي الذي قدم أداء ملفتا في الدقائق الأخيرة من مباراة الدور الثاني أمام البرتغال (1-صفر) بعد أن دخل بدلا من مهاجم ليفربول الانكليزي.
ومن المؤكد أن التألق الاسباني ليس محصورا بالأداء الهجومي الشامل وحسب بل بالمستوى الذي يقدمه خط دفاعه أيضا بقيادة كارليس بويول وجيرار بيكيه والظهيرين المميزين سيرخيو راموس وخوان كابديفيلا اللذين يقدمان مستوى مميزا جدا إن كان دفاعيا أو بالمساهمة الهجومية عبر التوغل على الجناحين، ويضاف إليهما أداء لاعبي الوسط المحوريين تشابي الونسو وسيرخيو بوسكيتس اللذين يشكلان السد الدفاعي الأول الذي يفتك الكرات من الخصوم ويطلق الهجمات المرتدة.
وسيكون تعويل دل بوسكي على "الماكينة" التهديفية المتمثلة بفيا الذي سجل أربعة من أصل الأهداف الخمسة التي سجلها أبطال أوروبا حتى الآن، رافعا رصيده إلى سبعة في النهائيات و42 مع المنتخب ليصبح على بعد هدفين من معادلة الرقم القياسي المسجل باسم راؤول غونزاليز.
بطاقة مستحقة
واستحق أبطال أوروبا تماما بطاقتهم إلى الدور ربع النهائي لأنهم سيطروا على مواجهتهم مع البرتغال، كما حال المباريات الأخرى، إلا أن الحارس ادواردو وقف سدا منيعا في وجههم قبل أن ينحني لفيا الذي تصدر ترتيب الهدافين مشاركة مع الأرجنتيني غونزالو هيغواين والسلوفاكي روبرت فيتيك الذي ودع البطولة على يد هولندا.
وأكد "لا فوريا روخا" بأنه تخلص من صفة المنتخب المرشح الذي يخيب آمال مناصريه في النهاية، وبأنه أصبح المنتخب القادر على الذهاب حتى النهاية كما فعل قبل عامين عندما توج بكأس أوروبا للمرة الأولى منذ 1964، وهو يأمل أن يجدد فوزه على نظيره البارغوياني بعد أن تغلب عليه 3-1 في الدور الأول من مونديال 2002، علما بأنهما تواجها في مناسبة أخرى في النهائيات وكانت في الدور الأول أيضا عام 1998 وتعادلا صفر-صفر، وفي مباراة ودية بعد ثلاثة أشهر من نهائيات 2002 وتعادلا أيضا 2-2.
وفي حال نجح "لا فوريا روخا" في الخروج مع "لا البيروخا" سيبلغ دور الأربعة للمرة الثانية في تاريخه بعد 1950 (كان يعتمد حينها نظام المجموعة في دور الأربعة الأخير) عندما تعادل مع الاوروغواي (2-2) وخسر أمام السويد (1-3) وتلقى هزيمة ثقيلة أمام البرازيل (1-6) التي قد تكون خصمته في المباراة النهائية في حال تخطيها هولندا في ربع النهائي لأنه سيواجه الاوروغواي، في حين سيكون بانتظار الإسبان موقعة نارية في نصف النهائي مع الأرجنتين أو ألمانيا التي كانت خسرت أمام جارتها اللاتينية صفر-1 في نهائي كأس أوروبا 2001.
ارتقاء إلى مستوى المسؤولية
وأكد دل بوسكي الذي ارتقى حتى الآن إلى مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقه بعد رحيل لويس اراغونيس مهندس انتصار كأس أوروبا 2002، أن بإمكان فريقه كتابة صفحة من التاريخ، مضيفا بعد الفوز على البرتغال: "سنرى إذا سنكون محظوظين، لكن بإمكاننا كتابة صفحة من التاريخ. كنا نشعر بارتياح في هذه المباراة، كنا حذرين بخصوص التحركات الدفاعية. إذا واصلنا اللعب بالطريقة التي لعبنا بها اليوم فسيكون من الصعب الفوز علينا، لكن يجب توخي الحذر".
وعن المواجهة مع البارغواي التي احتاجت إلى ركلات الترجيح من اجل تخطي عقبة اليابان بعد تعادلهما صفر-صفر، قال دل بوسكي: "نعرف أن لديهم لاعبين رائعين في الدفاع، وكذلك في الهجوم، سيكون علينا ان نلعب بنفس الأسلوب الذي قدمناه وبهذه العقلية سنكون قريبين من الانتصار".
وتابع: "لن نستخف بالبارغواي وسنتحضر لهم باحترام كامل. يملكون مدافعين جيدين ومهاجمين جيدين أيضا. علينا أن نكون مركزين جدا للفوز بهذه المباراة. نعلم كم من الصعب أن تكون منتصرا، لا يمكننا أن نعتبر الأمور تحصيل حاصل. علينا أن نظهر احتراما كبيرا لخصمنا".
أما فيا مسجل هدف الفوز على البرتغال فقال: "البارغواي سيكون منتخبا أصعب بكثير من البرتغال لأنهم الآن في ربع النهائي"، فيما رأى القائد ايكر كاسياس بان الباراغواي شبيهة بتشيلي التي واجهتها اسبانيا في الجولة الأخيرة من الدور الأول وفازت عليها 2-1، مضيفا: "لا يفقدون تركيزهم مطلقا، يتحركون من اجل هدف واحد، لن يكون الفوز سهلا".
حلم يتحقق
أما مارتينو، مدرب البارغواي، فقال: "إنها المرة الأولى التي تبلغ فيها البارغواي الدور ربع النهائي وهذا انجاز تاريخي".
وفي معرض رده على سؤال بخصوص ما إذا كانت الدموع التي اذرفها في نهاية المباراة أمام اليابان دليل على سعادته وان هذا اليوم هو الأفضل في مسيرته كمدرب، قال مارتينو: "بالنسبة إلى البارغواي هذا التأهل إلى الدور ربع النهائي تاريخيا، وأتخيل الآن أجواء الفرحة هناك، يجب استغلال هذا النجاح. بالنسبة لي بلوغ ربع النهائي والتواجد بين أفضل 8 منتخبات في العالم، إحساس قوي ولكني لن أقول بأنه أفضل يوم في مسيرتي التدريبية".
وتابع: "بعد مشاهدتي للبرازيل الاثنين (ضد تشيلي)، والأرجنتين المرشحة للفوز بلقب هذه البطولة، فإننا نحن أيضا هنا في هذا الدور. لا أقول بأننا سنحرز اللقب وندخل التاريخ، لكني اعتقد انه بإمكاننا تقديم مباراة جيدة. ما يجعلني أقول هذا لأننا لن نأخذ زمام المبادرة كثيرا مثلما كانت الحال أمام اليابان وسلوفاكيا ونيوزيلندا. ستكون أمامنا مساحات اكبر وهذا قد يناسب فريقي".
هدف وحيد
ولم تتلق البارغواي سوى هدف واحد حتى الآن وكان أمام ايطاليا حاملة اللقب (1-1)، لكنها لم تسجل أيضا سوى ثلاثة أهداف وهو ما يقلق مدربها مارتينو الذي قال: "لا يجب أن نقسو على مهاجمينا، إذا كانوا لا يسجلون فربما السبب يعود إلى أن الكرات لا تصل إليهم بالسرعة الكافية".
ورأى مارتينو أن المشكلة التي واجهت مهاجميه متمثلة بالخصوم الذين كانوا "يفتقدون إلى الطموح لأنهم كانوا يقفلون منطقتهم. آمل أن يسمح لنا منافسونا المقبلين أن نلعب بطريقة مختلفة".
أما مهاجم المنتخب وبنفيكا البرتغالي اوسكار كاردوزو فقال لموقع الاتحاد الدولي: "صحيح أننا سعداء بما حققناه... لكننا نريد المزيد. لا داعي للتفكير الآن، يجب أن نستعد لما سيأتي، للمباراة القادمة"، فيما قال زميله لوكاس باريوس الذي حصل على الجنسية البارغويانية قبل أشهر معدودة فقال: "لقد أدخل التأهل السعادة لقلوب الشعب البارغوياني، لذلك نتمنى أن نستمر في منحه الفرحة والبهجة".
متعطشون للنجاح
وبدوره قال مهاجم مانشستر سيتي الانكليزي روكي سانتا كروز بان التأهل إلى ربع النهائي جعل منتخب بلاده أكثر تعطشا للنجاح، مضيفا: "لم نصل إلى حدنا الأقصى حتى الآن، نريد أن نواصل تطورنا، أن نلعب أفضل وان نواصل تقدمنا".
وأكد سانتا كروز (28 عاما) الذي يخوض النهائيات للمرة الثالثة، أن الوضع سيكون مختلفا أمام اسبانيا عما كان عليه أمام سلوفاكيا ونيوزيلندا واليابان، مضيفا: "اسبانيا فريق مدمج جدا، يلعبون مع بعضهم منذ فترة طويلة والجميع يعلم أنهم المرشحون. ستكون مباراة صعبة، الإسبان يتميزون بسيطرتهم على الكرة والاستحواذ لن يكون في مصلحتنا كما كانت الحال في مباراتينا الأخيرتين".
AFP
http://arabia.eurosport.com/football/world-cup/2010/ar-story_sto2385312.shtml