03/07/2010 - 14:25
ألمانيا تبحث عن ضحية جديدة.. والأرجنتين تسعى للثأر
كرة القدم - كاس العالم 2010
الـ "مانشافت" يواجه الـ "بيسيليستي" في أقوى
لقاءات ربع النهائي، وشجون الماضي تخيم على
المعسكرين الباحثين عن لقبٍ طال غيابه عن
خزائنهما.
لقاءات ربع النهائي، وشجون الماضي تخيم على
المعسكرين الباحثين عن لقبٍ طال غيابه عن
خزائنهما.
جوهانسبرغ - تتجه الأنظار السبت إلى ملعب "غرين بوينت" في كايب تاون حيث المواجهة الثأرية بين منتخبي الأرجنتين وألمانيا في الدور ربع النهائي لنهائيات كأس العالم لكرة القدم 2010 المقامة حالياً في جنوب أفريقيا، في إعادة لمباراتهما في الدور ذاته من النسخة الأخيرة في ألمانيا 2006.
وقتها نجحت ألمانيا في تخطي عقبة الأرجنتين 4-2 بركلات الترجيح بعد تعادلهما 1-1، علماً بأن الأرجنتين كانت البادئة بالتسجيل عبر قائدها السابق المدافع روبرتو ايالا (49)، قبل ان يخطف ميروسلاف كلوزه هدف التعادل (80).
وشهدت نهاية المباراة شجارات بين لاعبي المنتخبين وجهازيهما الفنيين ودفع المنتخب الألماني الثمن غالياً بإيقاف لاعب وسطه تورستن فرينغز مباراتين مع وقف التنفيذ في واحدة، فغاب عن مباراة الدور نصف النهائي التي خسرها الـ "مانشافت" أمام إيطاليا صفر-2 بعد التمديد وفشل في بلوغ المباراة النهائية.
الألمان لم ينسوا إيقاف فرينغز
وعادت المشاحنات لتلقي بظلالها عشية المواجهة بين المنتخبين، حيث انتقد لاعب وسط بايرن ميونيخ واحد نجوم الـ "مانشافت" في جنوب أفريقيا باستيان شفاينشتايغر سلوك لاعبي المنتخب الأرجنتيني في أرضية الملعب متهماً إياهم بالمستفزين.
وقال "لا يجب أن نخضع لاستفزازات الأرجنتينيين. نحن نعلم كيف هم الأرجنتينيون. اعتبر أن تصرفاتهم ومحاولتهم التأثير على الحكم أمر معيب يفتقد إلى الاحترام. نأمل أن تكون ردة فعل الحكم حازمة وأن يأخذ بعين الاعتبار ما يحصل في الملعب، ومن يستفز الآخر. يجب أن نكون هادئين ومركزين على المباراة، لكني آمل على الخصوص بأن تكون الاستفزازات قليلة من جانبهم، ومن جهتنا يمكنني أن أؤكد بأنه لن تكون هناك استفزازات".
واعتبر مدرب الأرجنتين دييغو ارماندو مارادونا أن تصريحات لاعبي المنتخب الألماني دليل على "توتر أعصابهم"، ورد عليه المدير العام اوليفر بيرهوف والقائد فيليب لام بأن "الألمان ليسوا كذلك، هناك توتر وهذا أمر طبيعي لأننا سنخوض ربع النهائي أمام منتخب مرشح للفوز باللقب. يجب أن نحافظ على تركيزنا وبرودة أعصابنا طيلة 90 دقيقة لأننا نعرف الأرجنتينيين جيداً، لا يرضون إلا بالفوز، ونتمنى أن تتغير الأمور هنا وان يقبلوا بالخسارة".
وتعرض الألمان للخسارة في النسخة الحالية أمام صربيا صفر-1 في الجولة الثانية عندما طرد هدافهم ميروسلاف كلوزه، فيما لم يتذوق الأرجنتينيون طعهما حتى الآن حيث تمكنوا من الفوز في المباريات الأربع التي خاضوها على غرار المنتخب الهولندي، لكن مع رصيد وافر من الأهداف بلغ 10 أهداف كدليل على القوة الهجومية الضاربة للـ "بيسيليستي" في العرس العالمي.
مارادونا يحلم بالمشاركة في اللقاء
ومن المؤكد أن المنتخب الأرجنتيني ومدربه الأسطورة مارادونا الساعي إلى اللقب العالمي كمدرب ليضيفه إلى لقبه كلاعب منتصف الثمانينيات، يطمح إلى مواصلة مشواره الرائع في البطولة الحالية وبلوغ دور الأربعة للمرة الأولى منذ 10 أعوام، وهو الذي يخوض ربع النهائي للمرة الثامنة بعد أعوام 1930 عندما حل ثانياً و1968 و1978 عندما توج باللقب والأمر ذاته عام 1986، و1990 عندما حل ثانيا و1998 و2006.
ويقول مارادونا في هذا الصدد "ترغبون معرفة فيما أفكر فيه؟ أتمنى ارتداء القميص الوطني وخوض هذه المباراة. إنها مباراة لا يجب الغياب عنها على الرغم من إنها ليست كالمباراة النهائية لعام 1986. منتخب ألمانيا متماسك جداً وأقوى بكثير من المكسيك. لكننا نملك الأسلحة الكافية للفوز عليه".
وعلق ميسي على عقمه التهديفي في المونديال وهو الذي سجل 47 هدفاً في مختلف المسابقات مع فريقه الكاتالوني هذا الموسم، "لا يقلقني هذا الأمر، رغم أني أفضل المشاركة في المباريات وتسجيل الأهداف. المهم هو أن نحافظ على هذا المستوى وأن تحقق المجموعة الفوز". ودافع ماردونا عن نجمه قائلاً "قام بكل شيء إلا التسجيل. ما أن يستلم ميسي الكرة حتى يسعون (المدافعون) لركله. إنها فضيحة".
وأمل مارادونا أن ينجح ميسي في السير على خطاه وقيادة منتخب "التانغو" لتكرار ما حققه الأسطورة "الصغير" قبل 24 عاماً ومنحه لقب مونديال جنوب أفريقيا 2010، مضيفاً "أتمنى من صميم قلبي أن يتمكن ميسي من إظهار موهبته وأن يقدم أفضل مستوياته على الإطلاق"، معترفاً بأن نجم برشلونة يعاني بسبب الموسم الطويل الذي خاضه مع النادي الكاتالوني محلياً وأوروبياً.
خضيرة: من الصعب احتواء ميسي
ويأمل الألمان الذين يواجهون ميسي وزملائه أن لا يستفيق "ليو" أمامهم في هذه المواجهة النارية، حيث قال لاعب وسطهم سامي خضيرة "لا يوجد هناك إمكانية على الإطلاق أن يتمكن لاعبٌ واحد من احتوائه لمدة 90 دقيقة. سيكون على الدفاع بذل مجهود جماعي، وعلينا أن نضع عدداً من اللاعبين لمراقبته".
لكن أنصار المنتخب الأرجنتيني يتخوفون من خط الدفاع الذي سيواجه ماكينة هجومية ألمانيا سريعة وفنية، خصوصاً مدافع بايرن ميونيخ مارتن ديميكيليس البعيد عن مستواه والذي يرتكب أخطاء فادحة على غرار المباراة أمام كوريا الجنوبية حيث تسبب في الهدف الوحيد الذي سجله المنتخب الآسيوي.
وسيكون ديميكيليس في مواجهة قوة هجومية ألمانية نارية يعرفها جيداً وتعرف نقاط ضعفه جيداً وهي متمثلة في زملائه في بايرن ميونيخ ميروسلاف كلوزه وتوماس مولر وماريو غوميز إلى جانب زميله السابق لوكاس بودولسكي.
الألمان يدخلون بمعنويات مرتفعة
ويدخل الألمان المباراة بمعنويات عالية بعد فوزهم الكبير على الإنكليز الذين كانوا مرشحين لإحراز اللقب 4-1، حيث أبلى المنتخب الألماني بلاءً حسناً حتى الآن في البطولة من خلال لعبه الجماعي والفنيات العالية للاعبيه، خصوصاً صانع ألعاب فيردر بريمن مسعود اوزيل والواعدون شفاينشتايغر ومولر وبودولسكي وخضيرة.
واعتبر مدرب ألمانيا يواكيم لوف بأن المنتخب الأرجنتيني مرشح للفوز، لكنه أشار إلى أن الـ "بيسيليستي" عرضة للخطر، "فهذا المنتخب الأرجنتيني له الكثير والكثير من الصفات. إنه أحد أكبر المرشحين في هذه البطولة إن لم يكن المرشح الأول. لديهم خبرة كبيرة والكثير من المواهب الفردية الرائعة، خصوصاً في خط الهجوم حيث لا يجب التركيز على ليونيل ميسي فقط".
لكن لوف بدا واثقاً بقوله "وجدنا نقاط ضعف في هذا المنتخب، وهو عرضة للخطر. لن أقول لكم نقاط الضعف هذه، لأنني أحتفظ بها للاعبي فريقي".
ولا يزال لوف الذي كان مساعداً ليورغن كليسنمان في مونديال 2006 يتذكر المواجهة الساخنة بين المنتخبين في النسخة الأخيرة للمونديال، وقال "كانت المواجهة قوية، ولن تختلف عنها مواجهتنا السبت. أعتقد أن المباراة ستشهد اندفاعاً قوياً من المنتخبين مع هجمات مكثفة، لكنها ستكون قوية بشكل كبير. يجب أن نتفادى ارتكاب الكثير من الأخطاء ضد الأرجنتين، لأنها ستعاقبنا برباطة جأش كبيرة".
التاريخ ينتصر للأرجنتين
والتقى المنتخبان 18 مرة فكان الفوز حليف الأرجنتين 8 مرات، آخرها 1-صفر في مباراة دولية ودية في 3 آذار/مارس الماضي في ميونيخ، مقابل 5 هزائم آخرها في المباراة النهائية لمونديال 1990 في إيطاليا، و5 تعادلات.
والتقى المنتخبان 5 مرات في العرس العالمي، الأولى عام 1958 عندما فازت ألمانيا الغربية 3-1 في دور المجموعات، والثانية عام 1966 في برمنغهام وتعادلا سلباً في دور المجموعات، والثالثة في المباراة النهائية لعام 1986 وفازت الأرجنتين 3-2، وثأرت ألمانيا في نهائي 1990 بهدف اندرياس بريمه من ركلة جزاء، قبل أن تحسم المواجهة الخامسة بينهما بركلات الترجيح قبل 4 أعوام.
الألمان لا يشعرون بالنقص
وقلل شفاينشتايغر من أهمية فوز الأرجنتين على ألمانيا 1-صفر في 3 آذار/مارس الماضي في ميونيخ في مباراة دولية ودية، وقال "مباراة السبت ستكون مختلفة هذه المرة، كانت مباراتنا الأخيرة ودية، أما الآن فهي مباراة حاسمة سيضعنا الفوز فيها في دور الأربعة للمرة الثانية على التوالي".
أما صانع الألعاب اوزيل فقال إن الـ "مانشافت لا يشعر بالنقص أمام الأرجنتين، نحن مدركون لنوعية لاعبي الأرجنتين، فالأخيرة تملك لاعبين استثنائيين، لكننا لسنا خائفين منهم. نحن أيضاً نملك الكثير من المقومات في تشكيلتنا. نهدف إلى الفوز في هذه المباراة، ولقد أثبتنا قدرتنا في مباراة إنكلترا".
واعتبر المدافع ارنه فريدريش أن تشكيلة الـ "مانشافت" في كأس العالم الحالية أقوى بكثير من منتخب 2006، "وأعتقد أننا نملك مؤهلات أفضل بكثير من منتخب 2006 كما أننا أقوى بكثير منه. الأرجنتين مرشحة أمامنا، لأننا إذا قمنا بمقارنة اللاعبين، فهم الأفضل ويملكون لاعبين من الطراز الرفيع أمثال ميسي وتيفيز وغيرهم.... لكننا كفريق قادرون على إيجاد الحلول. نحن منتخب موحد وأظهرنا حتى الآن أن بإمكاننا مجاراة خصومنا على أرضية الملعب".
AFP
http://arabia.eurosport.com/football/world-cup/2010/ar-story_sto2385031.shtml