الخميس ، 01 تموز/يوليو 2010، آخر تحديث 19:40 (GMT+0400)
علماء يكتشفون آثاراً لعظام "وحش البحر" بصحراء بيرو
صورة متخيلة للمخلوق المكتشف
ليما، بيرو (CNN)-- اكتشف علماء كانوا يقومون بأبحاث للعثور على بقايا حيتان، عن طريق الصدفة، آثاراً أحفورية يعتقد أنها تعود لمخلوق من الثديايت، كان أكبر المفترسين المرعبين في البحار، بحجم يعادل ثلاثة أضعاف حجم الحوت القاتل الموجود اليوم.
وجرى الاكتشاف خلال مسح بالرادار لمناطق في صحراء بيرو، بهدف إيجاد عظام حيتان يُعتقد أنها عاشت بالمنطقة عندما كانت تغمرها المياه قبل ملايين السنين، عثروا خلاله على أسنان المخلوق التي كانت كبيرة لدرجة دفعتهم للظن بأنها عبارة عن أنياب فيل.
ولكن بعد دراسة عمر الآثار التي اتضح أنها تعود لما بين 12 إلى 15 مليون سنة، اعتبر العلماء أنه من المستحيل أن تصح هذه النظرية، باعتبار أن الأفيال لم تقطن أمريكا الجنوبية إلا قبل ثلاثة ملايين عام، ما دفعهم إلى الجزم بأنها تعود لمخلوق بحري مفترس، خاصة بعد العثور على بقايا لجمجمته.
وجرى الاكتشاف على بعد 300 كيلومتر جنوب ليما، عاصمة البيرو، وفق ما أكده العالم جيل رومير، أحد أفراد فريق البحث ومدير متحف التاريخ الطبيعي في روترام.
وقال رومير: "لقد هبت عاصفة قوية في الصحراء قبل أيام، ساعدت على كشف الرمال التي كانت تغطي هذه العظام، واكتشفنا جمجمة يبلغ حجمها ثلاثة أمتار، علماً أن جمجمة أكبر مخلوق عاش على هذه الكوكب، وهي الحوت الأزرق، يبلغ حجمها ستة أمتار."
وأضاف رومير أن بقايا الجمجمة شملت عظام الفك ومجموعة من الأسنان التي يبلغ قطر كل واحد منها 12 سنتيمتر، وبارتفاع يصل إلى 35 سنتيمتراً.
وبحسب رومير، فإن حجم أسنان المخلوق يبرهن على أنه عاش على اصطياد الحيوانات البحرية الكبيرة، مرجحاً أن تكون فريسته الأساسية في ذلك الوقت من حيتان فصيلة "بالين" التي كانت متوفرة بكثرة في العصر الميوسيني.
وعن أسباب انقراضه، قال رومير إن الأبحاث ما تزال في مراحلها الأولية، بحيث يصعب الجزم الآن، ولكنه رجح أن تكون عائدة إلى التبدلات المناخية التي أدت إلى تزايد حجم الحيتان العادية.
وشرح العالم نظريته بالقول: "في فترة معينة من التاريخ، تمكنت بعض المخلوقات من زيادة حجمها للإفلات من قبضة المفترسين، فالأفيال زادت من حجمها للإفلات من الأسود، أما حيتان 'بالين' فقد كبرت من عشرة أمتار إلى ثلاثين متراً، ما منع تلك المخلوقات من مهاجمتها، وفقدت بالتالي موردها الغذائي."
وأطلق رومير على المخلوق اسم ليفاياثان مالفيل، مستخدماً كلمة ليفاياثان التي تعني "وحش البحر" والاسم الثاني لمؤلف رواية "موبي ديك" الشهيرة، هيرمان مالفيل.
http://arabic.cnn.com/2010/scitech/7/1/sea.fossil/index.html