27/06/2010 - 19:11
سواريز يعيد الزمن 40 عاماً
كرة القدم - كاس العالم 2010
مهاجم أياكس أمستردام يعترف بقوة كوريا
الجنوبية ويؤكد أن هدفه في مرماها لم يكن محض صدفة
ويعلن أن هدف منتخب بلاده إحراز اللقب.
الجنوبية ويؤكد أن هدفه في مرماها لم يكن محض صدفة
ويعلن أن هدف منتخب بلاده إحراز اللقب.
جوهانسبورغ- فرض لويس سواريز نفسه من ابرز نجوم مونديال جنوب أفريقيا 2010 حتى الآن بعد أن أعاد عقارب الساعة الأوروغويانية 40 عاما إلى الوراء بقيادة "لا سيليستي" إلى الدور ربع النهائي للمرة الأولى منذ 1970.
تقمص مهاجم أياكس أمستردام الهولندي شخصية فيكتور ايسباراغو الذي كان بطل تأهل الأوروغواي إلى نصف النهائي عام 1970، حين كان نظام البطولة يقضي بتأهل متصدر وثاني المجموعة إلى ربع النهائي بسبب مشاركة 16 منتخبا فقط.
فيكتور سجل هدف الفوز على الاتحاد السوفيتي 1-صفر بعد التمديد ليقود "لا سيليستي" إلى موقعة نارية مع برازيل بيليه وجيرزينيو وغيرسون وكارلوس البرتو وريفيلينو، فكانت الغلبة لـ"سيليساو" 3-1 ليسقط حلم الأوروغويانيين بالعودة إلى منصة التتويج ورفع رصيدهم إلى ثلاثة ألقاب بعد أن توجوا أبطالا لنسختي 1930 و1950.
إيسباراغو الجديد
اعتقد الجميع أن كوريا الجنوبية ستجر الأوروغواي إلى التمديد لكن سواريز الذي افتتح التسجيل لـ"سيليستي" كانت له كلمته فاستلم الكرة على الجهة اليسرى لمنطقة المنتخب الآسيوي وتلاعب بمدافعين قبل أن يطلقها "قوسية" من حدود المنطقة إلى الزاوية اليسرى للمرمى، موجها الضربة القاضية لحلم "محاربي التايغوك" بمواصلة المشوار نحو تكرار سيناريو 2002 عندما فاجأوا الجميع بوصولهم إلى نصف النهائي على حساب ايطاليا واسبانيا قبل أن يسقطوا أمام العقبة الألمانية.
قناص رفيع المستى
أكد سواريز (23 عاما) انه قناص من الطراز الرفيع وقد شكل شراكة رائعة مع مهاجم اتلتيكو مدريد الإسباني دييغو فورلان بعدما سجل الاثنان 5 من الأهداف السبعة التي سجلتها الأوروغواي في المباريات الأربع التي خاضتها حتى الآن، وهو يأمل أن يواصل تألقه وان يجدد الموعد مع الشباك للمرة الرابعة في النسخة الحالية عندما تتواجه الأوروغواي مع غانا في الدور ربع النهائي الجمعة في جوهانسبورغ.
"أنا مهاجم، لذلك أحاول تسجيل الأهداف، وقد شاءت الصدف أن تساعد أهدافي الفريق في هذه المناسبات، وهذا مهم. لكن الأهم هو أننا ضمنا التأهل إلى دور الثمانية"، هذا ما قاله سواريز في حديث لموقع الاتحاد الدولي بعد انتهاء المباراة أمام كوريا الجنوبية.
مجهود جبار
ولم يستطع سواريز إخفاء الإجهاد الذي الم به بعد معركة "نلسون مانديلا باي" مع المنتخب الآسيوي العنيد، وأكد أن مواجهة الكوريين لم تكن سهلة ولا في المتناول، بل تطلبت منه ومن زملائه مجهودا جبارا، مضيفا: "كنا نعلم ان المباراة لن تكون سهلة. هدأ الهدف المبكر من روعنا بعض الشيء لكننا حاولنا الحفاظ على التقدم في الشوط الثاني، وتراجعنا إلى الوراء، وهو ما استغله الكوريون على أحسن وجه. لقد عانينا الأمرين، لكننا أدركنا بعد هدف التعادل أن علينا العودة لأسلوب البداية، واستطعنا الفوز لحسن الحظ".
وعن هدف الفوز الرائع الذي سجله هداف أوروبا للموسم المنصرم (49 هدفا في جميع المسابقات)، قال: "لقد كان هدفا جميلا، أليس كذلك؟ عندما توغلت إلى الداخل، لم يكن هناك حل سوى التسديد نحو المرمى...لم أكن أحاول وضع الكرة بهذه الطريقة، لكن الأمر المضحك إني سجلت هدفا مماثلا العام الماضي مع اياكس، أنا أقول لكم هذا الأمر لكي لا يدعي البعض أن الهدف جاء بمحض الصدفة!".
حلم سواريز
وعن ما يتوقعه سواريز في الدور ربع النهائي وما بعده، قال هداف اياكس: "لقد حققنا الهدفين الأولين، ونحن سعداء بهذا الأمر، رغم انه يتعين علينا التعامل مع كل مباراة على حدة. لقد وصلت المنتخبات إلى جنوب أفريقيا وكلها أمل في البقاء حتى مباراة النهائي، لكن لم يتأهل بعد دور المجموعات إلا 16 منتخبا، وقد أصبحنا الآن بين المنتخبات الثمانية الأفضل. لذلك سيكون هدفنا الآن الفوز باللقب".
من المؤكد ان سواريز يأمل أن يصبح أول هداف اوروغوياني في النهائيات لأنه يتصدر الترتيب حاليا مشاركة مع غونزالو هيغواين (الأرجنتين) وروبرت فيتيك (سلوفاكيا) ودافيد فيا (إسبانيا) وجيان اسامواه (غانا) ولاندون دونوفان (الولايات المتحدة)، وهو يملك بالطبع المؤهلات اللازمة لتحقيق مبتغاه لأنه يتمتع بالحاسة التهديفية إلى جانب المهارات الفردية المترافقة مع التسديدات المحكمة وتفوقه في الكرات الهوائية.
أمنيات صبي
ولم يكن سواريز قد تجاوز الحادية عشرة من عمره عندما رحل عن مدينة سالتو التي ولد فيها متوجها إلى العاصمة مونتيفيديو ليلتحق بصفوف ناشئي نادي ناسيونال صاحب الاسم والتاريخ الكبير، وهناك صقل مهاراته وخاض أولى مبارياته مع الفريق الأول في أيار/مايو عام 2005 وكانت ضمن مسابقة كأس ليبرتادوريس ضد جونيور بارانكيا.
وفي الموسم الوحيد الذي لعبه كاملا مع ناسيونال في الدوري، موسم 2005-2006، أحرز 12 هدفا ساعد بها فريقه ليظفر باللقب في ذلك العام، ووضعه هذا الانجاز تحت مجهر نادي جرونينغن الهولندي الذي تعاقد معه منتصف عام 2006، اي بعد عام واحد تقريبا من ظهوره لأول مرة في الدوري الأوروغوياني.
ولم يسمح له غرونيغن عام 2007 بالمشاركة مع منتخب بلاده للشباب في بطولة أميركا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم تحت 20 عاما، لكنه بعد شهر واحد نال شرف اللعب مع منتخب الكبار لاول مرة، عندما أشركه اوسكار تاباريز كلاعب أساسي في مباراة ودية ضد كولومبيا (3-1)، إلا أن الذكرى التي خرج بها من ذلك اليوم لم تكن سعيدة، فقد طرد من المباراة قبل نهايتها بخمس دقائق.
بداية الاحتراف
وبعد ان سجل 14 هدفا في 35 مباراة لعبها مع غرونينغن، قرر سواريز ان يختبر حظوظه مع اياكس العريق، لكن قبل أن يبدأ مشواره الفعلي مع النادي الهولندي الكبير توجه إلى كندا وشكل ثنائيا هجوميا مع ادينسون كافاني في كأس العالم لدون 20 عاما حيث سجل هدفين، احدهما في دور ال16 الذي خرجت منه الأوروغواي على يد الولايات المتحدة (1-2 بعد التمديد).
ولجأ تاباريز إلى خدماته وجعله من الركائز الأساسية منذ بداية التصفيات المؤهلة لجنوب أفريقيا 2010، واثبت سواريز أن الثقة التي وضعها به مدربه كانت في محلها بتسجيله هدفين، احدهما في مرمى بوليفيا في افتتاح التصفيات، والآخر في مرمى تشيلي في الجولة الثالثة.
كما أكد انه صفقة ناجحة لأياكس أيضا، حيث سجل 20 هدفا في موسم 2007-2008 و28 هدفا في موسم 2008-2009، ثم 49 هدفا في موسم 2009-2010 ليحصل على جائزة أفضل هداف أوروبي، فعزز مكانته في تشكيلة تاباريز، ومن بين المباريات العشرين التي خاضها منتخب الأوروغواي في التصفيات لم يغب إلا عن مباراة واحدة أمام بوليفيا بسبب الإيقاف.
الطريق إلى المونديال
وفي الطريق إلى جنوب أفريقيا 2010، هز سواريز أيضا شباك فنزويلا وكولومبيا والإكوادور، ولم تقتصر مساهماته على إحراز الأهداف (13 هدفا في 34 مباراة دولية حتى الآن)، بل اثبت أيضا براعته في الأداء الجماعي كلاعب يتمتع بأهمية كبيرة بالنسبة للفريق ككل.
ومن المؤكد انه سيكون من الصعب جدا على اياكس امستردام، نادي المواهب الشابة، ان يحتفظ بخدمات قائده الأوروغوياني لفترة طويلة لان الأندية الغنية ستتهافت للحصول على خدماته بعد هذه النهائيات، كما كانت الحال قبلها أيضا.
AFP
http://arabia.eurosport.com/football/world-cup/2010/ar-story_sto2378238.shtml