الصنداي تايمز: سرير صدام بانتظار العرسان الجدد
آخر تحديث:
الأحد 05 أبريل 2009 05:28 GMT
ضاحي حسن
بي بي سي-لندن
قد يظن البعض أن في الأمر خدعة، أو مجالا للتخويف والتذكير بصفحة من الماضي الرهيب الذي طالما أطبق بظله الثقيل على ذاكرة الكثير من العراقيين، لكن القصة هذه المرة حقيقية وهي تدور عن مشروع سياحي طموح يجري العمل عليه حثيثا هذه الأيام، ويتمثل بتحويل أحد قصور صدام حسين، وضمنه غرفة نومه الخاصة، إلى فندق يستقبل العرسان الجدد ممن يرغبون بتمضية شهر العسل فيه.
فعلى ذمة صحيفة الصنداي تايمز اللندنية الصادرة اليوم، سيتمكن العرسان في العراق في القريب العاجل من تمضية أوقات في مخدع صدام حسين مقابل حوالي 225 دولارا لليلة الواحدة.
ففي تقرير لماتيو كامبل تنشره في عددها الصادر اليوم، تخبرنا الصحيفة كيف أن العمل جار الآن على قدم وساق لتحضير مخدع الرئيس العراقي السابق في القصر الرئاسي بمدينة الحلة، الواقعة على بعد حوالي 60 ميلا جنوبي العاصمة بغداد، لاستقبال ضيوفه من العرسان الجدد الذين لربما كانوا يخشون مجرد المرور بالقرب من القصر قبل سقوط نظام صدام في مثل هذا الشهر من عام 2003.
دعوة إلى القصر
وتنقل الصحيفة عن مسؤول في وزارة السياحة العراقية، والتي تشرف على المشروع، قوله: "نأمل أن يقوم الكثيرون بزيارة القصر."
ولا يفوت الصحيفة أن تذكرنا كيف أن قصر صدام في الحلة، بأعمدته الرومانية الضخمة وثريَّاته العملاقة وحماماته الواسعة الفخمة، كان رمزا للثراء الفاحش الذي كان يرفل فيه ""دكتاتور" العراق السابق" وسط معاناة مواطنيه من أمثال فقراء الحلة وغيرهم من أهل العراق.
يقول تقرير الصنداي تايمز إن قصر الحلة، الذي يتربع على تلة اصطناعية تطل على نهر الفرات، قد شهد، خلال السنوات الأخيرة التي تلت الإطاحة بصدام، عبث العابثين من عراقيين وأمريكيين على حد سواء، ولا أدل على ذلك من غياب الكثير من الكماليات التي كان يحفل بها القر بسبب عمليات السلب والنهب، ناهيك عن الكتابات الكثيرة التي تحتل الجدران الحجرية، من قبيل "بريان يعشق براندي".
تجهيز الحُجرات
أما اليوم، يتابع التحقيق قائلا، فقد جرى تجهيز الحُجرات والقاعات التي كان يشغلها الجنود الأمريكيون لتصبح لاحقا غرفا مجهزة بشاشات تلفزيون عريضة وأسرة مزدوجة استعدادا لاستقبال أفواج السائحين في الفندق الفخم.
يقول عبد الستار ناجي، مسؤول الأمن الحالي في القصر: "لقد أمضيت في العمل هنا ثلاث سنوات، لكن ليس بمقدوري أن أقول لكم كم هو عدد غرف النوم والحمامات التي يضمها القصر."
أما حسام كاظم، مدير المشروع، فيقول إنه يأمل بأن يساعد قرب القصر (الفندق) من العاصمة بغداد ومن مدينة بابل التاريخية على جذب الكثير من السائحين والسائحات، وخصوصا من الراغبين بتمضية شهر العسل في المبنى الذي يحتوي بين جنباته جزءا من ذاكرة العراق الحديث.
ويضيف كاظم: "أنا لم أحلم أبدا بأنه كان بالإمكان أن يرحل صدام ذات يوم أبدا، ليتمكن الناس بعدها من القدوم إلى هنا، إذ كان مجرد قدومهم يعني إلقاء القبض عليهم."
شهر العسل
أما خالد، الذي قال إنه أمضى شهر العسل مؤخرا في سورية المجاورة لبلده العراق، فيقول: "لا أظن أنه سوف يكون من السهل على العرسان الجدد النوم على سرير شخص ميت"، وذلك في إشارة إلى صدام حسين الذي أُعدم في صباح يوم الثلاثين من شهر ديسمبر/كانون الأول من عام 2006.
ومن العراق، ومع الصنداي تايمز أيضا، ولكن بعيدا عن أجواء القصور وأيام وأشهر العسل، نقرأ عن "الفتاة العراقية شمس كريم التي فقدت بصرها مؤخرا وتجد الآن أملا جديدا لها في لندن."
تخبرنا مراسلة الصحيفة، هالة جابر، في تقريرها عن شمس كيف أن قرَّاء الصحيفة قاموا بحملة مؤخرا أسفرت عن تمكين الفتاة العراقية البالغة من العمر ثلاثة أعوام، والتي كانت قد فقدت بصرها في انفجار قنبلة في بلدها العراق، من القدوم إلى العاصمة البريطانية لتلقي العلاج من العاهة التي ألمت بها.
يقول التقرير إن الأطباء البريطانيين يعكفون الآن على إجراء الفحوص اللازمة على شمس لكي يروا ما إذا كان بإمكانهم أن يعيدوا لها بعضا من البصر الذي فقدته من جراء التفجير الذي كانت هي إحدى ضحاياه.
وتشير الصحيفة إلى أن حملة قرائها تمكنت من جمع مبلغ يربو على 127 ألف جنيه إسترليني لتغطية نفقات علاج شمس، تلك الحملة التي انطلقت بُعيد قراءة قصة الفتاة الصغيرة في الصحيفة نفسها قبل ثمانية أسابيع مضت .
نشرته BBC العربية على موقعها الالكتروني :
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/press/newsid_7984000/7984033.stm