مغارة الحياة
ذهبت إلى حكيم لكي أناقشه في امور الحياة و اتعلم منه
بعض الأمور المهمة في هذه الحياة فلما أقبلت إليه
و جلست بجانبه و تحدثت معه عن الحياة و عن البشر
الذين بدلوا معاني الحياة فأرشدني إلى مغارة توجد بها
بعض الأمور التي فقدها البشر
.
.
.
فلما ذهبت إلى المنزل و هممت بالرحيل إلى هناك أخذت
معي لوازمي ثم رحلت و أنا فرح و مسرور لاكتشاف ما بداخل تلك المغارة
فوصلت إلى المغارة فلما اقتربت أكثر من تلك المغارة
وإذا بي أجد شخصاً بجانب تلك المغارة جالس حزين
فاقتربت منه أكثر وهمست له فنظر إلي
.
.
.
فقلت له : ماذا حدث
لك ..؟؟
فأشار إلى تلك المغارة
فقلت : و ماذا جرى
فيها ..؟
فاجابني قائلا : أريد اكتشاف ما بها
فوجدت تلك الحياة قد بدلت وانقلبت الحياة رأسا على عقب
فقلت : دعني أرى ماذا
فقد البشر ..؟
فقال لي : لندخل معاً
.
.
.
فدخلت معه المغارة فوجدت أوراق مبعثرة هنا وهناك فأخذت أول ورقة
مكتوب عليها في المقدمة
[.. الــ ح ــب ..]
ففتحت الورقة مكتوب عليها الحب و ما أدراك ما الحب ..!!
إنها كلمة كانت في الماضي ثقيلة المعنى لها هيبتها
تلك الكلمة .. التي كانت في ذلك الزمن الماضي
لها ماضي عريق أصبحت مع مرور هذا الزمن
عملة متبادلة أصبح الحب الان حب مصالح و غير ذلك
انتهى
فقلبت تلك الورقة و مكتوب عليها :
البشر في هذا الزمن استبدلوا الحب الحقيقي إلى حب ذات مصالح ففقد المعنى
.
.
.
ثم أخذت ورقة أخرى مكتوب عليها
[.. الامن والامان ..]
الأمن كان له معنى سام منذ القدم وكان أهل الماضي يسكنون بأمان ويحوط
عليهم
الأمن من كل مكان فالجار يؤمن على جاره لكن ضاع الأمن و الأمان في هذا الزمان
فقلبت الورقة و مكتوب عليها
ضاعت حقوق هذه الورقة فيحق لك رميها ..!!
فقلت في نفسي : لماذا ألقي بها أرضاً ..؟
ثم جمعت كل الأوراق
و توسطت في المغارة و إذا بي أجد ورقة أخرى عليها غبار وانفض ذلك الغبار عن تلك الورقة
.
.
.
وأبدأ بالقراءة ومكتوب عليها
[.. التواضع ..]
فقرأت المضمون و هو : التواضع خلق محمود وصفة حميدة أشار إليه
الإسلام وأمر بالتواضع وهو من
صفات العرب لكن مع مرور الزمن أصبح التواضع لغة قديمة
وأصبحت كالبضاعة استخدمت مدة ومن ثم انتهى إنتاج تلك البضاعة
فقرأت خلف تلك الورقة انتهت مصلحية هذه الورقة
و مكتوب في الأسفل :
يحق لك استخدام هذه الورقة في حالة واحدة
إذا كان لديك عنصر
(( الامل ))
فكرت قليلا في ذلك العنصر المطروح ثم ذهبت و جمعت بعض الأوراق و
قرأتها جميعها و مكتوب فيها بعض الخصال التي فقدت في هذا الزمن و منها
.
.
.
( الغيرة على حرمات الله واستبدلت بالفسق والفسوق ،والصدق واستبدل
بالمجاملة الزائدة عن اللزوم وضاع معنى السلام واستبدل بالإرهاب ، وضاع معنى الثقة في الغير
فأصبح الشخص لا يثق بأحد ، واختفى العدل واستبدل بالظلم والعدوان ، وكثر من معنى الواسطة ،
وانقلبت آية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فأصبحت الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف إلا من
رحم الله )
و غيرها من الخصال التي فقدت واختفت في البشر
ثم وجدت في نهاية المغارة نور مضيء يتجه إلي فأيقنت أنه ذلك المخرج الذي
سيرجع العالم كما كان ..!!
و أنا قريب من ذلك المخرج انظر يميني وأجد ورقة و مكتوب عليها
الأمل بخط عريض