آخر تحديث: الجمعة, 18 يونيو/ حزيران, 2010, 15:01 GMT
لبنان: السماح بعرض مسرحية بعد منعها بحجة الإخلال بالذوق العام
ندى عبد الصمد
بي بي سي - بيروت
بي بي سي - بيروت
عاد الامن العام اللبناني وسمح بعرض مسرحية للمخرج البلجيكي التونسي رحيم العسكري بعد حذف مقاطع منها. والمسرحية مأخوذة من نصوص للكاتب اللبناني رشيد الضعيف، وذلك بعد منعها بحجة الإخلاق بالأدب العام.
مسرحية "12 لبناني غاضب" عرضت
العام الماضي في بيروت (ارشيف)
العام الماضي في بيروت (ارشيف)
وقد اثار المنع ردود فعل عدة ولا سيما انه تم بدخول عناصر مسلحة من الامن العام الى مسرح المدينة في بيروت قبل عرض المسرحية في يومها الثاني لوقف عرضها.
وعلم ان العودة عن قرار المنع ارفقت بطلب حذف تعابير وجمل من المسرحية تعتبر "مخلة بالاداب العامة" حسب مبررات الامن العام.
وتتحدث المسرحية عن العلاقة بين الرجل والمرأة في اكثر اللحظات حميمية كما يقول الكاتب، وتعتبر شبيهة بنصوص رشيد الضعيف، حتى ان الكاتب نفسه وصف النص بانه "محجب" نسبة الى نصوصه المكتوبة.
وقال الضعيف الموجود في روما حاليا للمشاركة بمؤتمر في اتصال مع الـ بي بي سي ان المسرحية "بالفرنسية وقد عرضت في فرنسا وفي بلجيكا مشيرا الى انه تفاجأ بقرار المنع لان لبنان بحاجة الى حرية اكثر وليس بحاجة الى التضييق على الحريات".
واضاف "ان لا معنى للبنان من دون المتنفس الذي هو الحرية والا فان وجودنا سيصبح كهذا المد من الرمل" .
وقال" ان المسرحية تتكلم عن العلاقات بين الرجل المرأة وعن اثر الحداثة على التوتر في الحياة الزوجية وكيف ان السرير هو مكان الصراع بين قيم الحداثة وقيم التقليد لان ما يعتقده أي إنسان وما تعتقده المرأة وما تؤمن به ينعكس في هذه اللحظة الحميمة خلال لقائها الكلي بالرجل وفي تلك اللحظة تتضح كثيرا الخلافات بين احلام المرأة وأحلام الرجل وقيمهما".
ويعتبر دور الامن العام الرقيب على الافلام والكتب والانتاج المسرحي مثار جدل في لبنان ويعود الى الواجهة في كل مرة يتعرض فيها عمل فني للمنع او لقرار الحذف. والحذف يطال امورا سياسية الى جانب الامور الاخلاقية.
الرقابة على الإنتاج الفني
فقد سبق ان طلب من المخرج المسرحي اللبناني الشاب ربيع مروة حذف مقاطع من مسرحية عرضها تتحدث عن الواقع الطائفي في لبنان، ثم وبعد مداخلات سمح بعرضها. كما سبق ان اوقف الامن العام فيلما للمخرجة اللبنانية الراحلة، رندا الشهال، طالبا حذف مقاطع وتعابير من الفيلم لانها مخلة بالاداب العامة كما قيل يومها.
كما منع الفيلم المستند الى كتاب الكاتبة الايرانية مرجان ساترابي بعنوان "برسي بوليس" وغيرها من الحوداث الشبيهة.
ويطالب الوسط الثقافي اللبناني برفع الرقابة عن الانتاج الثقافي ولاسيما تلك المتأتية من جهات امنية، فعروض الافلام السينمائية تبدأ بصورة لختم الامن العام يشير الى انها خضعت لرقابته والنصوص المسرحية يتم ايداعها لدى الامن العام للاطلاع، وكذلك الكتب المستوردة.
http://www.bbc.co.uk/arabic/artandculture/2010/06/100618_bk_lebanon_arts_censorship.shtml