18/06/2010 - 20:51
الجزائر وإنكلترا.. مباراة حفظ السمعة
كرة القدم - كاس العالم 2010
المنتخب الجزائري يلاقي منتخب "الأسود الثلاثة" في
مواجهة لحفظ ماء وجه العرب، والإنكليز
يتطلعون لتعويض التعادل المخيب أمام الأميركان، في
مباراة تشهد مشاركة بودبوز أساسياً
مواجهة لحفظ ماء وجه العرب، والإنكليز
يتطلعون لتعويض التعادل المخيب أمام الأميركان، في
مباراة تشهد مشاركة بودبوز أساسياً
دورين - تدق ساعة الحقيقة أمام المنتخب الجزائري لكرة القدم الجمعة عندما يلاقي نظيره الانكليزي في كايب تاون ضمن الجولة الثانية من نهائيات كأس العالم المقامة حاليا في جنوب أفريقيا.
بعد خسارته المباراة الأولى أمام سلوفينيا، يدرك محاربو الصحراء أن أي تعثر جديد يعني خروجهم خاليي الوفاض وهم الذين يمنون النفس بتخطي الدور الأول لتأكيد عودتهم اللافتة إلى الساحتين العالمية والقارية بعد ملحمة "أم درمان" التي انتزعوا من خلالها بطاقة التأهل إلى العرس العالمي للمرة الأولى منذ 24 عاما وتحديدا مونديال المكسيك 1986، والثالثة في تاريخهم بعد 1982.
الروح القتالية المطلب الأول
الأكيد أن المنتخب الجزائري بحاجة أمام الانكليز إلى تلك الروح القتالية واللعب الرجولي والمنظم الذي مكنهم من التغلب على المنتخب المصري سيد القارة السمراء في الأعوام الستة الأخيرة، وهو ما أكده أغلب اللاعبين في الأيام الأخيرة من خلال الحماس الكبير الذي دب في نفوسهم في المعسكر التدريبي في مرغيت وفي مقدمتهم القائد الجديد مدافع بوخوم الألماني عنتر يحيى الذي أوضح بان "كل شي على ما يرام الآن، أظن أننا نسينا الخسارة أمام سلوفينيا وحفظنا الدرس جيدا، الكل مصمم على رفع التحدي أمام الإنكليز".
وأضاف "اعتاد العرب على تقديم أفضل العروض أمام المنتخبات الكبرى وتحديدا انكلترا، فالمغرب أرغمها على التعادل عام 1986 في المكسيك عندما كان أول بلد أفريقي وعربي يتخطى الدور الأول للمونديال، ومصر خسرت بصعوبة صفر-1 في مونديال 1990 في ايطاليا، واعتقد بأننا سنسير على الخطى ذاتها ونحقق أفضل نتيجة ممكنة".
يحيى: كل شيء ممكن
وتابع يحيى "في كرة القدم كل شيء ممكن، نحن ندرك جيدا صعوبة المهمة وثقل المسؤولية الملقاة على عاتقنا، لكننا نعتبر المباراة المقبلة بمثابة فرصة لنا للتدارك مهما كانت قوة المنافس وسمعته الدولية، نحن هنا من أجل العمل والتحضير، وتدارك النقائص حتى نقدم ما هو مطلوب منا. جميع اللاعبين عازمون على التضحية فوق الملعب يوم المباراة".
وختم قائلا "سنخلق مشاكل عدة للانكليز، ولدينا الإمكانيات للقيام بذلك، سنكون طموحين أكثر منهم وهذا ما يمكن أن يرجح كفتنا، لأننا نقدم نتائج رائعة عندما نكون تحت الضغط، سنحاول تكررا ملحمة أم درمان".
سعدان: لم نستهلك أوراقنا
من جهته، قال المدير الفني رابح سعدان "أن المنتخب الجزائري لم يستهلك كل أوراقه حتى الآن، سنظهر بوجه مختلف في المباراتين المقبلتين، وكل شيء ممكن أن يحدث، كرة القدم لم تعد تعترف بالمنطق وبالعروض الجيدة وعراقة المنتخبات كما كانت الحال في السابق، تغير مفهوم كرة القدم وباتت المنتخبات المتواضعة والصغيرة أفضل بكثير وتحدث المفاجآت".
وابرز سعدان انه "وقف على نقاط الضعف والقوة في صفوف المنتخب الانكليزي وسنحاول استغلال الأولى وتفادي الثانية"، مشيرا إلى أن أفضل وسيلة لمواجهة رجال المدرب الايطالي فابيو كابيلو "هي الدفاع بأكبر عدد من اللاعبين والهجوم بأكبر عدد من اللاعبين أيضا. هذه الخطة أعطت ثمارها والدليل فوز سويسرا على اسبانيا بطلة أوروبا. معطيات كرة القدم الحديثة تغيرت بشكل كبير ويجب أن نتماشى معها".
وأضاف "كنا الأفضل طيلة مجريات المباراة وخسرنا بسبب جزئيات صغيرة (حالة طرد عبد القادر غزال، وخطأ فادح لحارس المرمى فوزي شاوشي). الآن ليس لدينا شيء نخسره أمام انكلترا التي تعتبر احد المنتخبات التي رشحتها شخصيا للفوز باللقب، لكن طموح وإصرار وعزيمة اللاعبين واضح للعيان وستكون لنا كلمة أمام انكلترا".
آمال كبيرة للجزائريين
ويعلق الجزائريون آمالا كبيرة على مواجهة الانكليز وان كان اشد المتفائلين في الجزائر لا يتوقع تحقيق نتيجة ايجابية بالنظر إلى الخسارة المخيبة أمام سلوفينيا صفر-1 في المباراة الأولى.
وتابع سعدان "صحيح أن جميع الجزائريين لا يزالون تحت وقع صدمة الخسارة أمام سلوفينيا كونها المباراة التي كانوا يرون بان نقاطها الثلاث مضمونة، لكن حظوظنا لا تزال قائمة على الرغم من المهمة الصعبة التي تنتظرنا أمام انكلترا والولايات المتحدة".
وركز سعدان على إعداد اللاعبين نفسيا ومعنويا في الأيام الأخيرة بالإضافة إلى تصحيح الأخطاء التي وقع فيها اللاعبون في المباراة الأولى من الناحية التكتيكية خصوصا العقم الهجومي الذي يلازم المنتخب حيث لم يسجل سوى هدفا واحدا في المباريات الست الأخيرة وتحديدا منذ فوزه على ساحل العاج 3-2 في الدور ربع النهائي لنهائيات كأس الأمم الأفريقية في 24 كانون الثاني/يناير الماضي في كابيندا، علما بان الهدف الوحيد الذي سجله كان من ركلة جزاء في المباراة الدولية الودية التي تغلب فيها على الإمارات في الخامس من الشهر الحالي. وهو الفوز الوحيد في المباريات الست الأخيرة أيضا.
سعدان يتطلع للرد على منتقديه
ويتطلع سعدان إلى إعادة الاعتبار إلى الخضر والى نفسه من خلال خطة محكمة ومتوازنة بين الخطوط الثلاث بعد الانتقادات التي وجهت إليه بخصوص تفضيله الخطط الدفاعية عن الهجومية.
وابرز سعدان "عملنا بشكل كبير في اليومين الأخيرين وسنواصل العمل حتى يوم المباراة. رصدنا هدفين في التدريبات: التحضير النفسي والمعنوي للاعبين، ثم التحضير التكتيكي والفني، وأعتقد بأننا جاهزون لخوض هذا التحدي"،انه طالب اللاعبين ب"تكرار الأداء الجيد الذي قدموه أمام سلوفينيا لكن بطريقة أفضل".
وقال "بشهادة الجميع قدمنا مباراة جيدة أمام سلوفينيا وكنا الأفضل لكن النتيجة لم تكن جيدة. سنحاول الظهور بشكل أفضل أمام انكلترا التي لن تكون خصما سهلا بطبيعة الحال والضغوطات كبيرة عليها أكثر منا لأنها مرشحة للفوز باللقب كما أنها مطالبة بالفوز أكثر منا كونها ستواجه سلوفينيا، صاحبة النقاط الثلاثة الأولى في المجموعة، في الجولة الأخيرة".
ومن المتوقع أن يلجأ سعدان إلى خطة 4-5-1 لتأمين خط الدفاع وفرض السيطرة في وسط الملعب في ظل تواجد أسماء رنانة في المنتخب الانكليزي أمثال فرانك لامبارد وستيفن جيرارد وجو كول وغاريث باري.
رباعي الدفاع يقود الخضر
وسيحتفظ سعدان برباعي خط الدفاع عنتر يحيى ومجيد بوقرة ورفيق حليش ونذير بلحاج على أن يعهد لقطب دفاع رينجرز الاسكتلندي بوقرة مهمة رقابة نجم مانشستر يونايتد واين روني على اعتبار انه سبق له اللعب في الدوري الانكليزي مع تشارلتون.
ويملك المنتخب الجزائري 4 لاعبين يعرفون جيدا الكرة الانكليزية هم فضلا عن بوقرة، بلحاج وحسان يبدة (بورتسموث) وعدلان قديورة (ولفرهامبتون).
وسيشرك سعدان لاعب سوشو الفرنسي رياض بودبوز كلاعب وسط مهاجم ليساند كريم مطمور. ويبدو أن سعدان رضخ للضغط الكبير للشارع الرياضي والمراقبين فاقتنع بضرورة إشراك بودبوز بالنظر إلى سرعته وفنياته التي من الممكن أن تحدث الفارق أمام الانكليز.
وفي حال لعب بودبوز أساسيا فان ذلك سيكون على حساب مهاجم ايك اثينا اليوناني رفيق جبور الذي قدم أداء باهتا أمام سلوفينيا.
وأمام سعدان بدائل عدة بشأن إقحام بودبوز، لكن المرجح أنه سيكون جناحا أيسر مندفعا نحو الهجوم، وذلك للحد من اختراقات اشلي كول واندفاعه نحو الهجوم، فيما سيكون فؤاد قادير على الجهة اليمنى بنزعة هجومية خلافا لما حصل في مواجهة سلوفينيا، على أن يبقى ثنائي الارتكاز في خط الوسط حسان يبدة ومهدي لحسن إلى جانب صانع الألعاب كريم زياني.
مطمور يقود هجوم الجزائر
وسيكون مطمور وحيدا في مواجهة دفاع المنتخب الانكليزي مع مساندة من بودبوز وقادير على مستوى الجناحين وزياني من وسط الملعب. وكان مطمور انتقد ضمنيا مدربه سعدان بعد المباراة الأولى بسبب غياب المساندة الهجومية.
ويحوم الشك حول مشاركة شاوشي بسبب الإصابة التي تعرض لها في الحصة التدريبية الثلاثاء، وسيدخل مكانه حارس مرمى سلافيا صوفيا البلغاري رايس مبولحي وهاب.
سمعة الانكليز على المحك
في المقابل، ستكون سمعة الانكليز على المحك أمام الجزائر وذلك بعد التعادل المخيب أمام الولايات المتحدة 1-1 في الجولة الأولى.
وسيكون الانكليز مطالبين بتحقيق الفوز تفاديا لأي مفاجأة قد تحصل في الجولة الثالثة الأخيرة خصوصا وأنهم سيلاقون سلوفينيا التي ضربت بقوة في الجولة الأولى وتغلبت على ممثل العرب 1-صفر.
وتكتسي مباراة الغد أهمية كبيرة لانكلترا الساعية إلى استعادة هيبتها لان سجلها في البطولات العالمية لا يتناسب مع سمعتها كونها مهد اللعبة الأكثر شعبية في العالم ومنها انطلقت القوانين الأولى، وكونها أيضا تضم اعرق الأندية في العالم وعلى رأسها مانشستر يونايتد وليفربول، وجمهور يعشق كرة القدم حتى النخاع، وبطولة من أفضل البطولات في العالم.
وعلى الرغم من سيطرته على اغلب فترات المباراة أمام الولايات المتحدة، فان المنتخب الانكليزي المتوج بلقب عالمي وحيد كان عام 1966، عانى الأمرين لهز شباك الحارس تيم هوارد، كما أن نجمه واين روني لم يظهر بمستواه المعهود الذي ضرب به بقوة مع فريقه طيلة الموسم. كما أن مدرب انكلترا كابيلو لم يكن موفقا في تبديلاته حيث اضطر إلى القيام بتغيرين اضطراريين، الأول إخراج جيمس ميلنر الذي كان مفاجأة التشكيلة، في الدقيقة 29 لمعاناته في الجهة اليسرى أمام لاندون دونوفان وتلقيه بطاقة صفراء مبكرة، والثاني إصابة قطب الدفاع ليدلي كينغ في المحلبين.
باري يعود لصفوف إنكلترا
ويعود إلى صفوف انكلترا لاعب وسط مانشستر سيتي غاريث باري الذي غاب عن المباراة الأولى بسبب الإصابة، وسيشكل قوة ضاربة في خط الوسط إلى جانب القائد ستيفن جيرارد وفرانك لامبارد.
وأعرب روني بأنه واثق من قدرة فريقه على حصد النقاط الثلاث في مواجهة الجزائر.
وقال روني: "أنا واثق من أننا سنفوز على الجزائر، وإذا نجحنا في تكرار عرضنا في المباراة الأولى، فان الدفاع الجزائري سيعاني".
وأضاف "كنا نستحق الفوز ضد الولايات المتحدة، لكن هذا الأمر لم يتحقق، لم يحصل المنتخب الأميركي سوى على فرصة واحدة صريحة سجل منها. على أي حال كان المهم ألا نخسر المباراة الأولى، والتعادل ليس نتيجة سيئة".
وأكد بأنه لا يخاف مواجهة أي منتخب في النهائيات الحالية وقال في هذا الصدد "بصراحة، لقد شاهدت جميع المباريات حتى الآن، لكنها لم تكن مثيرة، آمل أن تتغير الأمور".
AFP
http://arabia.eurosport.com/football/world-cup/2010/ar-story_sto2367306.shtml