2234 (GMT+04:00) - 02/06/09
عمان، الأردن(CNN)-- ترتجف شفاه سارة من كثرة الألم والتعب.. فنصف جسدها مصاب بحروق بالغة بسبب انفجار الغاز في منزلها، على حد قولها.
فقد اعترفت سارة أمام طاقم الأطباء، في مستشفى بأربيل، بكردستان العراقية، بأنها حاولت إيقاد الفرن، إلا أن النيران اشتعلت أمامها.
ورغم هذه الإفادة، إلا أن الطاقم الطبي في المستشفى يعتقد أن سارة تخفي حقيقة ما، إذ يقول الدكتور زانا أمين، رئيس طاقم الممرضين: "يمكننا معرفة ذلك من الحروق.. فإشعال الفرن نادرا ما يتسبب بمثل هذه الحروق البالغة."
وسارة ليست إلا حلقة في مسلسل يعرف بـ"جرائم الشرف، ويطال معظم النساء في الدول العربية، وفقا لمنظمات حقوقية ونسوية.
ففي العراق وحده، لقيت 2334 امرأة حتفها بين عامي 2005 و 2007 فيما يعرف بجرائم الدفاع عن الشرف، وفقا لتقرير أصدرته وزارة حقوق الإنسان العراقية، ونقلته صحيفة "الزمان."
ويقول الدكتور ياسين كريم من المستشفى الذي عولجت فيه سارة: "زوج إحدى السيدات عاجز جنسيا، وبدلا من الاعتراف بذلك، أرسل زوجته إلى منزل ذويها وأخبرهم أنها غير عذراء.. وهذا الأمر بالطبع دفع والد الفتاة إلى رشق ابنته بالكيروسين، وإحراقها."
وتقدر الأمم المتحدة عدده جرائم الشرف في العالم العربي بالآلاف، لكنها، ولاختلاف الظروف تؤكد أنه يصعب حتى الآن التوصل إلى رقم حقيقي لأعداد تلك الجرائم.
ولا تبدو جرائم الشرف "مرفوضة" تماما في بعض المجتمعات، إذ في حالات أخرى، تجد القاتل مفتخرا بفعلته، حيث تقول الدكتورة إسراء طوالبة، الطبيبة الشرعية في الأردن: "شهدت إحدى الحالات التي أحضر فيها الجاني رأس شقيقته معترفا بجريمته."
ووفقا لتقرير منظمة حقوق الإنسان "هيومن رايتس ووتش" فإن "المحاكم الأردنية تتساهل في أحكامها بشأن جرائم الشرف التي ترتكب من قبل أفراد الأسرة ضدّ النساء والفتيات ممن يشتبه بسلوكهن غير الأخلاقي."
وتقول المنظمة في تقرير أصدرته العام الماضي: "تشكل عمليات القتل هذه غالبية جرائم قتل النساء في الأردن. ففي نوفمبر/تشرين الثاني 2008، كان قد تم قتل 16 امرأة في الأردن تحت ذريعة شرف العائلة."
من جانبهم، كرر علماء الدين الإسلامي غير مرة أن هذه الجرائم بعيدة كل البعد عن مبادئ الإسلام والقرآن، حيث يقول رجل الدين الحاج عماد: "إذا قرر رجل قتل زوجته أو أخته بنفسه، فهذا يعتبر ذنب يعاقب عليه في الإسلام بالدنيا والآخرة."
ويبذل ناشطون حقوقيون جهودا للتصدي لمثل تلك الجرائم، من خلال المطالبة بتعديل قوانين تخفف الأحكام على من يرتكبونها، في عدد من الدول العربية، واستبدالها بأخرى صارمة.
http://arabic.cnn.com/2009/entertainment/6/2/honor.killing/index.html
جرائم الشرف: من يتحمل اللوم.. القانون أم المجتمع؟
تواجه المرأة في المجتمعات العربية ظلم المجتمع الذكوري
عمان، الأردن(CNN)-- ترتجف شفاه سارة من كثرة الألم والتعب.. فنصف جسدها مصاب بحروق بالغة بسبب انفجار الغاز في منزلها، على حد قولها.
فقد اعترفت سارة أمام طاقم الأطباء، في مستشفى بأربيل، بكردستان العراقية، بأنها حاولت إيقاد الفرن، إلا أن النيران اشتعلت أمامها.
ورغم هذه الإفادة، إلا أن الطاقم الطبي في المستشفى يعتقد أن سارة تخفي حقيقة ما، إذ يقول الدكتور زانا أمين، رئيس طاقم الممرضين: "يمكننا معرفة ذلك من الحروق.. فإشعال الفرن نادرا ما يتسبب بمثل هذه الحروق البالغة."
وسارة ليست إلا حلقة في مسلسل يعرف بـ"جرائم الشرف، ويطال معظم النساء في الدول العربية، وفقا لمنظمات حقوقية ونسوية.
ففي العراق وحده، لقيت 2334 امرأة حتفها بين عامي 2005 و 2007 فيما يعرف بجرائم الدفاع عن الشرف، وفقا لتقرير أصدرته وزارة حقوق الإنسان العراقية، ونقلته صحيفة "الزمان."
ويقول الدكتور ياسين كريم من المستشفى الذي عولجت فيه سارة: "زوج إحدى السيدات عاجز جنسيا، وبدلا من الاعتراف بذلك، أرسل زوجته إلى منزل ذويها وأخبرهم أنها غير عذراء.. وهذا الأمر بالطبع دفع والد الفتاة إلى رشق ابنته بالكيروسين، وإحراقها."
وتقدر الأمم المتحدة عدده جرائم الشرف في العالم العربي بالآلاف، لكنها، ولاختلاف الظروف تؤكد أنه يصعب حتى الآن التوصل إلى رقم حقيقي لأعداد تلك الجرائم.
ولا تبدو جرائم الشرف "مرفوضة" تماما في بعض المجتمعات، إذ في حالات أخرى، تجد القاتل مفتخرا بفعلته، حيث تقول الدكتورة إسراء طوالبة، الطبيبة الشرعية في الأردن: "شهدت إحدى الحالات التي أحضر فيها الجاني رأس شقيقته معترفا بجريمته."
ووفقا لتقرير منظمة حقوق الإنسان "هيومن رايتس ووتش" فإن "المحاكم الأردنية تتساهل في أحكامها بشأن جرائم الشرف التي ترتكب من قبل أفراد الأسرة ضدّ النساء والفتيات ممن يشتبه بسلوكهن غير الأخلاقي."
وتقول المنظمة في تقرير أصدرته العام الماضي: "تشكل عمليات القتل هذه غالبية جرائم قتل النساء في الأردن. ففي نوفمبر/تشرين الثاني 2008، كان قد تم قتل 16 امرأة في الأردن تحت ذريعة شرف العائلة."
من جانبهم، كرر علماء الدين الإسلامي غير مرة أن هذه الجرائم بعيدة كل البعد عن مبادئ الإسلام والقرآن، حيث يقول رجل الدين الحاج عماد: "إذا قرر رجل قتل زوجته أو أخته بنفسه، فهذا يعتبر ذنب يعاقب عليه في الإسلام بالدنيا والآخرة."
ويبذل ناشطون حقوقيون جهودا للتصدي لمثل تلك الجرائم، من خلال المطالبة بتعديل قوانين تخفف الأحكام على من يرتكبونها، في عدد من الدول العربية، واستبدالها بأخرى صارمة.
http://arabic.cnn.com/2009/entertainment/6/2/honor.killing/index.html