رحلة كاريكاتورية على متن "العراقية"
سالم مشكور
ما أرويه في السطور التالية ليس نقلا عن شاهد عيان ولا تجنياً بُنيَ على نوايا مسبقة بل هو وصف مخفف لما شاهدته بأم عيني.
ظهر يوم الاربعاء 18/11/2009 أقلعت بنا طائرة الخطوط الجوية العراقية من بيروت باتجاه بغداد بتاخير اربعين دقيقة عن موعدها المقرر وهو تأخير يبدو أقل من عادي في خطوطنا الوطنية لدرجة ان المضيفة التي رحبت بالركاب عبر الميكرفون لم تكلف نفسها عناء الاعتذار عن ذلك.
على سلم الطائرة كان أفراد الطاقم يصطفون في استقبال الركاب بوجوه عابسة واجمة, لدرجة تخيلت معها اننا ندخل مأتما وليس طائرة. بل حتى في المآتم فان اصحاب العزاء يستقبلون معزّيهم بالترحيب والشكر على تجشم عناء المجيء.
طوال الرحلة التي استمرت ساعة ونصف كانت "التعبيسة" متواصلة على وجوه أفراد الطاقم فيما نظراتهم الحادة توحي بانهم يمنّون علينا بنقلنا على هذه الخطوط مقابل 300 دولار للدرجة السياحية في رحلة قصيرة تكلف مثلها في المنطقة وعلى متن الخطوط الاكثر احترافا ولياقة, أقل بكثير. ربما كان علينا نحن الركاب ان نطيب خواطر الطاقم بابتسامات عريضة وعبارات شكر وثناء لانهم يتجشمون عناء نقلنا, علما ان اول درس يأخذه العاملون في مثل هذه القطاعات هو الابتسام للزبون وتلبية طلباته ...
بعد الاقلاع بقليل لاحظنا نقاشات محتدمة بين افراد الطاقم عند غرفة القيادة عرفت فيما بعد انها كانت تدور حول من منهم يتنازل عن حصته لان عدد الوجبات التي وفرها مكتب بيروت كانت أقل من عدد الركاب!!
.... يا سلام!.
بدأت "الوليمة" لكنها لم تبدأ من عند الركاب بل ابتدأت باحد أفراد الطاقم الذي كان ينادى بـ "الكابتن" وقد شغل اول مقعد في درجة ال "بزنس كلاس".
جاءته المضيفة بصينية فيها الكثير من الصحون فالمهم ان ياكل صاحب البيت وليس الضيف. ألم يقل مثلنا الشعبي "بالمعزب هلتن هله والخطار إله الله"?
بعد ذلك بدأ توزيع الطعام على الركاب ولكن من الدرجة السياحية وليس البزنس كلاس. اما التوزيع فكان هو الاخر كاريكاتوريا.. تحمل المضيفة علب الطعام على صدرها وتقوم بتوزيعها باليد على الركاب, بالضبط كما تفعل عاملة إغاثة في منظمة إنسانية تطعم لاجئين ومشردين من حروب او كوارث. سألت المضيفة الوحيدة المبتسمة في تلك الرحلة: هل عربة توزيع الطعام "بنجر"? إكتفت بابتسامة أعرض وذهبت.
بعد الانتهاء من هذا التوزيع "الانساني" على ركاب الدرجة السياحية جاء دور "مشردي" درجة البزنس كلاس الذين دفعوا مبلغا اكبر ولم يحصلوا الا على مقعد اكبر بقليل من السياحي .. الطعام كان في علب ايضا وهو يختلف من راكب الى اخر. فيما كان "الكابتن" يأكل أمام أعيننا طعاما افضل واكثر مما قدم لنا.. اين يمكن ان نجد مثل هذا الخلق "الرفيع"?
قبيل دخولنا أجواء بغداد تذكر احد المضيفين ان هناك صحفا للركاب "المهمين" فنهض متثاقلا واخرج أعدادا من صحيفة "الحياة" ليوزعها مشكورا علينا فيما غابت الصحف العراقية تماما وكأننا على متن طائرة غير عراقية. (الاكثر غرابة ان مكتب الخطوط في بيروت يعرض نموذجا لطائرة الخطوط اللبنانية فيما تغيب الطائرة العراقية وعندما ابديت إستغرابي اجابني مدير المكتب بان "العراقية" لم تزودهم بذلك).
أكتفي بهذه المشاهد الكاريكاتورية التي كنت أتابعها خلال تلك الرحلة وانا اشكر الله ان لا وجود لراكب غير عراقي على متن الطائرة التي تشعرنا بالخجل حتى من أنفسنا لما نعانيه من تردي في الذوق والاخلاق.
من وماذا وراء كل هذا? هل هو الجهل وتراجع الذوق فقط, أم ان وراءها تعمد يهدف الى دفع الركاب الى خطوط أخرى غير عراقية أكثر لياقة واحتراما لركابها? أين هم مسؤولو الخطوط ووزارة النقل? اين الوزير من كل هذا وهو الذي يتحدث دائما عن التطوير وقد حاول ذلك فعلا?
اسئلة عديدة يثيرها هذا وسواء كان السبب يكمن في الاهمال او التعمد او الفساد فان النتيجة واحدة وهي ان الانسان عندنا يحتاج الى الاصلاح وعيا وذوقا وأخلاقا قبل ان نصلح المباني ونشيد الجسور ونجلب الطائرات الحديثة ..... الانسان, الموضوع أولا.
ملاحظة "خطوطية" أيضا:
في مكتب الخطوط الجوية العراقية في العاصمة السورية كثيرا ما يجد الزبون الجواب التالي: لا مقاعد على الرحلات الى بغداد لمدة اسبوع, وبسرعة يقوم الموظف بارشاد الزبون الى مكتب خطوط اهلية سورية تقوم بتسيير رحلات الى بغداد .. عاملون في الخطوط العراقية قالوا إن في رحلاتنا من دمشق الكثير من المقاعد الفارغة دائما وفسروا سلوك موظف العراقية في دمشق بكثير من التفاصيل المؤلمة التي تحتاج من إدارة الشركة التدخل لوقف التدمير المنظم لها .... إن أرادت إنقاذها!
تعليق:
نؤكد ما ورد أعلاه بلا استغراب فكبار الموظفين في الخطوط الجوية ليسوا ابناءها فمثلا مدير مكتب عمان السابق كانت مهنته ختان مجاز (مطهرجي) و حتى عام 2004 كانت يافطة مهنته في احدى قيصريات كرادة داخل و قدم شهادات خبرة في مجال النقل الجوي و بتأييد من ........ قطاع الكرادة.
أما مدير مكتب القاهرة فهو ابن عم مسؤول حماية سلام المالكي وزير النقل السابق و الذي كان عام 2003 يعمل مترجما لدى القوات البريطانية في البصرة و للامانة فإن الاستاذ الوزير السابق كان قبل الاحتلال لديه بسطة يبيع فيها (ملابس نسائية) في البصرة و الآن هو قيادي في عصائب حزب الله بعدما كان قيادي في ......
أما مدير مكتب دمشق فهو أيضا من خبراء النقل الجوي و قد نقل الى محطة دبي بعدما طاردته المخابرات السورية.
و الآن نسب السيد الوزير بتعيين خبراء بمستوى الخبراء السابقين في قيادة بعض اقسام الخطوط الجوية العراقية
فإذا كان رب البيت بالدف ناقرا..............................
سالم مشكور
ما أرويه في السطور التالية ليس نقلا عن شاهد عيان ولا تجنياً بُنيَ على نوايا مسبقة بل هو وصف مخفف لما شاهدته بأم عيني.
ظهر يوم الاربعاء 18/11/2009 أقلعت بنا طائرة الخطوط الجوية العراقية من بيروت باتجاه بغداد بتاخير اربعين دقيقة عن موعدها المقرر وهو تأخير يبدو أقل من عادي في خطوطنا الوطنية لدرجة ان المضيفة التي رحبت بالركاب عبر الميكرفون لم تكلف نفسها عناء الاعتذار عن ذلك.
على سلم الطائرة كان أفراد الطاقم يصطفون في استقبال الركاب بوجوه عابسة واجمة, لدرجة تخيلت معها اننا ندخل مأتما وليس طائرة. بل حتى في المآتم فان اصحاب العزاء يستقبلون معزّيهم بالترحيب والشكر على تجشم عناء المجيء.
طوال الرحلة التي استمرت ساعة ونصف كانت "التعبيسة" متواصلة على وجوه أفراد الطاقم فيما نظراتهم الحادة توحي بانهم يمنّون علينا بنقلنا على هذه الخطوط مقابل 300 دولار للدرجة السياحية في رحلة قصيرة تكلف مثلها في المنطقة وعلى متن الخطوط الاكثر احترافا ولياقة, أقل بكثير. ربما كان علينا نحن الركاب ان نطيب خواطر الطاقم بابتسامات عريضة وعبارات شكر وثناء لانهم يتجشمون عناء نقلنا, علما ان اول درس يأخذه العاملون في مثل هذه القطاعات هو الابتسام للزبون وتلبية طلباته ...
بعد الاقلاع بقليل لاحظنا نقاشات محتدمة بين افراد الطاقم عند غرفة القيادة عرفت فيما بعد انها كانت تدور حول من منهم يتنازل عن حصته لان عدد الوجبات التي وفرها مكتب بيروت كانت أقل من عدد الركاب!!
.... يا سلام!.
بدأت "الوليمة" لكنها لم تبدأ من عند الركاب بل ابتدأت باحد أفراد الطاقم الذي كان ينادى بـ "الكابتن" وقد شغل اول مقعد في درجة ال "بزنس كلاس".
جاءته المضيفة بصينية فيها الكثير من الصحون فالمهم ان ياكل صاحب البيت وليس الضيف. ألم يقل مثلنا الشعبي "بالمعزب هلتن هله والخطار إله الله"?
بعد ذلك بدأ توزيع الطعام على الركاب ولكن من الدرجة السياحية وليس البزنس كلاس. اما التوزيع فكان هو الاخر كاريكاتوريا.. تحمل المضيفة علب الطعام على صدرها وتقوم بتوزيعها باليد على الركاب, بالضبط كما تفعل عاملة إغاثة في منظمة إنسانية تطعم لاجئين ومشردين من حروب او كوارث. سألت المضيفة الوحيدة المبتسمة في تلك الرحلة: هل عربة توزيع الطعام "بنجر"? إكتفت بابتسامة أعرض وذهبت.
بعد الانتهاء من هذا التوزيع "الانساني" على ركاب الدرجة السياحية جاء دور "مشردي" درجة البزنس كلاس الذين دفعوا مبلغا اكبر ولم يحصلوا الا على مقعد اكبر بقليل من السياحي .. الطعام كان في علب ايضا وهو يختلف من راكب الى اخر. فيما كان "الكابتن" يأكل أمام أعيننا طعاما افضل واكثر مما قدم لنا.. اين يمكن ان نجد مثل هذا الخلق "الرفيع"?
قبيل دخولنا أجواء بغداد تذكر احد المضيفين ان هناك صحفا للركاب "المهمين" فنهض متثاقلا واخرج أعدادا من صحيفة "الحياة" ليوزعها مشكورا علينا فيما غابت الصحف العراقية تماما وكأننا على متن طائرة غير عراقية. (الاكثر غرابة ان مكتب الخطوط في بيروت يعرض نموذجا لطائرة الخطوط اللبنانية فيما تغيب الطائرة العراقية وعندما ابديت إستغرابي اجابني مدير المكتب بان "العراقية" لم تزودهم بذلك).
أكتفي بهذه المشاهد الكاريكاتورية التي كنت أتابعها خلال تلك الرحلة وانا اشكر الله ان لا وجود لراكب غير عراقي على متن الطائرة التي تشعرنا بالخجل حتى من أنفسنا لما نعانيه من تردي في الذوق والاخلاق.
من وماذا وراء كل هذا? هل هو الجهل وتراجع الذوق فقط, أم ان وراءها تعمد يهدف الى دفع الركاب الى خطوط أخرى غير عراقية أكثر لياقة واحتراما لركابها? أين هم مسؤولو الخطوط ووزارة النقل? اين الوزير من كل هذا وهو الذي يتحدث دائما عن التطوير وقد حاول ذلك فعلا?
اسئلة عديدة يثيرها هذا وسواء كان السبب يكمن في الاهمال او التعمد او الفساد فان النتيجة واحدة وهي ان الانسان عندنا يحتاج الى الاصلاح وعيا وذوقا وأخلاقا قبل ان نصلح المباني ونشيد الجسور ونجلب الطائرات الحديثة ..... الانسان, الموضوع أولا.
ملاحظة "خطوطية" أيضا:
في مكتب الخطوط الجوية العراقية في العاصمة السورية كثيرا ما يجد الزبون الجواب التالي: لا مقاعد على الرحلات الى بغداد لمدة اسبوع, وبسرعة يقوم الموظف بارشاد الزبون الى مكتب خطوط اهلية سورية تقوم بتسيير رحلات الى بغداد .. عاملون في الخطوط العراقية قالوا إن في رحلاتنا من دمشق الكثير من المقاعد الفارغة دائما وفسروا سلوك موظف العراقية في دمشق بكثير من التفاصيل المؤلمة التي تحتاج من إدارة الشركة التدخل لوقف التدمير المنظم لها .... إن أرادت إنقاذها!
تعليق:
نؤكد ما ورد أعلاه بلا استغراب فكبار الموظفين في الخطوط الجوية ليسوا ابناءها فمثلا مدير مكتب عمان السابق كانت مهنته ختان مجاز (مطهرجي) و حتى عام 2004 كانت يافطة مهنته في احدى قيصريات كرادة داخل و قدم شهادات خبرة في مجال النقل الجوي و بتأييد من ........ قطاع الكرادة.
أما مدير مكتب القاهرة فهو ابن عم مسؤول حماية سلام المالكي وزير النقل السابق و الذي كان عام 2003 يعمل مترجما لدى القوات البريطانية في البصرة و للامانة فإن الاستاذ الوزير السابق كان قبل الاحتلال لديه بسطة يبيع فيها (ملابس نسائية) في البصرة و الآن هو قيادي في عصائب حزب الله بعدما كان قيادي في ......
أما مدير مكتب دمشق فهو أيضا من خبراء النقل الجوي و قد نقل الى محطة دبي بعدما طاردته المخابرات السورية.
و الآن نسب السيد الوزير بتعيين خبراء بمستوى الخبراء السابقين في قيادة بعض اقسام الخطوط الجوية العراقية
فإذا كان رب البيت بالدف ناقرا..............................