14/06/2010 - 11:31
أوف سايد: كلنا الجزائر فلا نامت أعين الجبناء
فجأة طار الرجل من فوق الكرسي وهو يقفز فرحا بعد تسجيل سلوفينا لهدفها الوحيد في مرمى شاوشي، كان فرحا جدا بالهدف، نظرت في ملامحه وقد توقعت أن يكون أجنبيا، لكنه لم يكن، كان يشبهنا، لونه من لوننا، ولسانه كلساننا، شعرت بالغضب وكذلك فعل بقية الجالسين في المقهى. أحدهم سبه وآخر شتمه وكاد يتطور الأمر لولا تدخل العقلاء.
محزن جدا أن تشمت بلحمك ودمك ومن هو منك شئت أم أبيت. لماذا فرح ذاك الشاب؟ لا أعرف حقا ما في أعماقه المظلمة لكني كنت حزينا جدا، ليس لخسارة الجزائر بل لوجود مثل هؤلاء بيننا.
نعم، لقد خسرت الجزائر، لكنها كسبت قلوبنا واحترامنا بالأداء الرجولي المشرف لكل لاعبي المنتخب بلا استثناء، ومن يلقي باللوم على شاوشي وغزال عليه أن يفكر مرتين فالأخطاء تحدث وهذه هي كرة القدم مجنونة ولا تعترف بالمنطق. وكما قلت سابقا ليس مهما أن تخسر أو تربح المهم حقا هو أن تخسر بشرف وأن تربح بشرف، وأمس خسرت الجزائر لكن رؤوسنا كانت مرفوعة بالأداء الرجولي المشرف لمحاربي الصحراء.
وبنظرة هادئة وبعيدة عن الانفعال نقول أن منتخب الجزائر لعب بالأمس بروح لم تكن موجودة من قبل هي روح المقاتلين الشجعان التي عودنا عليها فرسان الصحراء وبلد المليون شهيد، لعب بروح لا تهاب ولا تخاف وتسعى لإثبات الذات في عرس العالم، ولتؤكد لكل الشامتين أن الجزائر هنا وستبقى هنا.
وبتحليل علمي نجد أن الجزائر تملك خط دفاع صلب بقيادة مجيد بوقرة وعنتر يحيي ورفيق حليش ويساندهم ندير بلحاج الذي لعب واحدة من أفضل مبارياته بالأمس وكاد أن يسجل هدف التقدم في الدقائق الأولى من المباراة، وفي الحقيقة فان خط دفاع المنتخب الجزائري كان أفضل الخطوط، وأدى دوره على أكمل وجه، وبالتأكيد لا يتحمل مسؤولية الهدف الذي سجل في مرمى شاوشي. كان خطا شاوشي وغلطة الشاطر بألف!
أما خط الوسط بقيادة زياني وحسن يبده فكان في المستوى أيضا وسيطر على محاور اللعب في أوقات طويلة من المباراة، ولم يكن يعيبه إلا الارتداد المبالغ فيه للدفاع، وهذه لا تحسب على لاعبي الوسط بل على الخطة الخجولة التي لعب بها سعدان. بكل بساطة سعدان كان يفكر في تأمين الدفاع على أمل خطف هدف يحسم به اللقاء، وقد كان له ما أراد حيث تكسرت أغلب هجمات السلوفيانيين على أقدام لاعبي دفاع ووسط الجزائر لكن الحظ عاند الشيخ فلم تخطف الجزائر الهدف الغالي الذي كان في متناولها أكثر من مرة.
هل هو الحظ أم القدر؟ لست ادري لكن منظر الشيخ رابح سعدان بالأمس كان مؤلما جدا وهو يضع رأسه بين يديه إثر خروج غزال بالكارت الأحمر. أحسست بقلبي يتقطع حزنا على الشيخ، وعلى منتخب رأيناه يلعب كما لم يلعب من قبل في أداء فاجأ الجميع. ولم يكن ينقصه إلا القليل من الحظ ليصنع أول فوز له في المونديال. ربما كان الحظ وربما كان شيء آخر...
خسرت الجزائر، نعم، لكننا لن نيأس فما زال أمامها مبارتان قادمتان ضد أميركا وانكلترا، وقد شاهدنا مباراتهما معا التي انتهت بالتعادل والفوز عليهما ليس مستحيلا أبدا. بل أرى أنه ممكن جدا، انكلترا ليست في مستواها، وإذا ضغطت على لاعبيها وحاصرتهم فسيرتكبون الأخطاء والأهم هو استغلال الإمكانات الضعيفة لحارس انكلترا والتهديف عليه من كل الزوايا.
وكذلك الحال مع منتخب أميركا الذي تفاجأت شخصيا بالمستوى الهزيل الذي ظهرت به أمام انكلترا مع أني كنت أتوقع أن يكونوا أقوى من ذلك بكثير!
نصيحتي لسعدان أن يغير خطته بالكامل وأن يغامر بالهجوم والهجوم فقط، فالغريق لا يخشى من البلل، وليس خطأ أبدا أن يبدأ بثلاث مهاجمين بدل اثنين من خلال اشراك بودبوز من بداية المباراة مع جبور ومطمور، مع إعطاء واجبات هجومية أكثر للاعبي خط الوسط وعدم التركيز على إغلاق المنطقة الدفاعية كما فعل مع سلوفينيا.
وأخيرا أقول للشامتين، لا نامت أعين الجبناء....
http://arabia.eurosport.com/offside_blog117/%d8%a3%d9%88%d9%81-%d8%b3%d8%a7%d9%8a%d8%af-%d9%83%d9%84%d9%86%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%b2%d8%a7%d8%a6%d8%b1-%d9%81%d9%84%d8%a7-%d9%86%d8%a7%d9%85%d8%aa-%d8%a3%d8%b9%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%a8%d9%86%d8%a7%d8%a1_post1170073/ar-blogpostfull.shtml