آخر تحديث: الاربعاء, 9 يونيو/ حزيران, 2010, 10:47 GMT
غموض وراء تناقص الثعابين في العالم
تشير دراسة علمية جديدة إلى انخفاض عدد الثعابين في جميع أنحاء العالم، خلال العقد الأخير لأسباب غامضة.
الثعبان الملكي أحد الأنواع التي
تتناقص في العدد بدرجة كبيرة
تتناقص في العدد بدرجة كبيرة
وقد درس الباحثون 17 سجلا لأعداد الثعابين تغطي ثمانية أنواع منها على مدى العقود الأخيرة، ووجدوا أن معظمها قد انخفض بشكل ملحوظ.
ولأسباب غير واضحة تماما، انخفض عدد الثعابين فجأة حوالي عام 1998.
ووصف الباحثون في مجلة "رسائل علم الأحياء رسائل" هذه النتائج بأنها "مزعجة" ولكنهم قالوا إن هناك حاجة إلى المزيد من العمل لفهم الأسباب.
وقال الدكتور كريس ريدنج المشرف على الدراسة: "هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تحليل البيانات بهذه الطريقة، وما أثبتناه هو أن هناك انخفاضا حادا في عدد الثعابين في مناطق مختلفة من العالم".
وأضاف خلال تصريحاته لبي بي سي نيوز "لقد أصابتنا الدهشة عندما أدركنا ما هو كائن أمامنا. ليس لدينا أدنى فكرة عما كان عليه الوضع في تلك الفترة (من عام 1998)."
قام بالبحث فريق يرأسه الدكتور ريدينج في مركز علوم البيئة والهيدرولوجيا في بريطانيا بالتعاون مع مؤسسات علمية في استراليا وفرنسا وايطاليا ونيجيريا.
نقص البيانات
وتتمثل المشكلة الرئيسية التي تواجه كل من يريد إجراء مسح عالمي مثل هذا في غياب البيانات.
ومن أجل رصد ومتابعة حياة الثعابين يقتضي الأمر وضع علامات تدل على الثعابين بشكل فردي وجداول تحدد أنماط سلوكها وترصد نموها أو تناقصها، أو زرع شرائح إلكترونية دقيقة في أجسامها تسجل حركتها.
وهذه الأبحاث الميدانية قد تستمر لعدة أشهر، ويجب أن تتكرر سنويا.
ويعتقد الباحثون أنهم جمعوا معظم، إن لم يكن كل، البيانات التي تلزم الدراسة على المدى الطويل، على الرغم من أن البعض يرى أنه يتعين العودة الى الوراء لأكثر من عقد من الزمان، وفي بعض الحالات أكثر من عقدين، لجمع وتحليل المعلومات.
ومع ذلك، وضمن هذا الإطار الزمني القصير نسبيا، لوحظ أن ثمانية أنواع من بين 17 آخذة في الانخفاض بشكل ملحوظ ، أحيانا بنسبة تزيد على 90 في المائة، بينما لوحظ زيادة العدد في نوع واحد من الثعابين.
ومن بين الأنواع الآخذة في الانخفاض ثعابين من آسيا ومنطقة المحيط الهادئ وثعبان الفايبر من الجابون، وفايبر وحيد القرن في غرب أفريقيا، والثعبان الملكي.
وقد تقلص عدد الثعابين حتى في المناطق المحمية، مما يدل على أن الفقدان التدريجي لأماكن إيواء الحيوانات البرية في جميع أنحاء العالم ليس السبب الوحيد.
وقد لوحظ أن الانخفاض الحاد المماثل في عدد الضفادع وسمندل الماء في فترة سابقة يعود إلى مرض فطري يدعى chytridiomycosis.
ويثير الانخفاض الذي وقع في عدد الثعابين في العالم حول عام 1998 التساؤل حول ما إذا كانت هناك علاقة بين هذا التناقص وبين العوامل المناخية، بعد أن ساهمت الظروف المصاحبة لظاهرة النينو القوية في جعل المناطق التي تعيش فيها الثعابين في تلك السنة الأكثر سخونة في العصر الحديث.
وترى مجموعة البحث التي يرأسها الدكتور ريدنج أن الأسباب قد تكون كثيرة، وناشدت الباحثين الآخرين تقديم بياناتهم التي ترصد أحوال الثعابين على المدى الطويل والتي يمكنها أن تساهم في وضع صورة أكثر شمولية.
http://www.bbc.co.uk/arabic/scienceandtech/2010/06/100609_ae_snakes_tc2.shtml