رسالة متأخرة الى الشهيد زردشت
ناصر الياسري
عزيزي سرو :
أعرف أن ملائكة الرحمن قد حملتك على بساط من الإستبرق و الحرير لتعرضك على رب العزة وكتابك في يمينك وهم يحطوا بك تحت ظل العرش !!
كان الرب فرحا بمقدمك وكان حواري الله ومحبيه يحفون بك من كل جانب !
كان بانتظارك الشعراء جان دمّو وكزار حنتوش و حسين مردان و عبد اللطيف الراشد وعبد الأمير الحصيري غير ان الشاعر شيركو بيكس لم يحضر لأسباب أمنية !!
حيث راح الجميع ينشدون لك أحلى القصائد العارية وينثرون عليك الخمر !!
فيما كان حسن زيرك يعزف لك أجمل الإلحان بينما انحنى جواد سليم جانبا لينحت لك نصب الجورنيكا الكردستانية !
في الأفق البعيد ظهرت هالة من ضياء طاغ تغشي الأبصار فتبين انه المسيح الرسول حضر وهو مثقل بالصليب جاء ليعمدك بمياه شلال كلي علي بك المترعة بدماء الكرد الأبرياء وصيحات الأستغاثة تحت ظل حكم فرعون !!
بعدها حضر كنفوشيوس و بوذا العظيم ليرسمان على وجنتيك علامات السلام !
وضع الجميع أيديهم على رأسك المكلل بالغار .... ثم وضع الرب يده على أيديهم فكانت ( يد الله فوق أيديهم ) !
بعدها أشار الرب إلى كبير الملائكة ليجرد سجل حسابك فجيئي به فكان كتابك ناصعا كثلج جبل مكحول !
فطغى الصمت على هيبة ورهبة المكان.
راح كبير الملائكة يقّلب سجلك بهدوء ..... ثم همس بأذن الرب !
أبتسم الرب ..... ثم أنحنى عليك وقّبلّك بين عينيك .... بعدها أشار بيده فهمت منها الملائكة انه لاشيء يحول بينك وبين الجنة !
حملتك الملائكة على سرير من حرير موشى بالزبرجد والياقوت بينما كانت أكاليل الغار تطوق جيدك ورأسك وأنت فرحا جذلا تلّوح بيديك بعلامات الشكر و الأمتنان لرب الرحمة بينما كان أحباء الله وحوارية ينثرون عليك الورود وأكاليل الغار !
كانت الحور الحسان وانهار الخمر بانتظارك !!
وعندما وطأة قدميك أديم الجنة ألتفت حولك تلك الحور الحسان
فكانت أحداهن تلّقم فاك با ( التين ) وأخرى با ( الزيتون ) وثالثه تقص عليك إخبار ( هذا البلد الأمين ) !
وبينما كانت أحداهن تسقيك الخمر بكأس من بلور حطت على كتفيك طيورا موشحه بالذهب والياقوت ثم راحت تزقك زقا بالعسل والغذاء الملكي وماء الورد !!
........
اليوم حاولت إن اتصل بك تلفونيا عبر شبكة كورك غير أن صوتا رخيما جاءني ينبئني بأن الرقم المطلوب تم فصله من الخدمة لأسباب أمنيه !
حاولت مرة أخرى ولكن هذه المرة عبر شبكة آسياسيل فكن الرد مشابها لرد الشقيقة الصغرى غير ان حجزه كان هنا لأسباب أستخباراتية !!
اتصلت بالأمن الجامعي فطلبوا مني أسمي الرباعي واللقب و عنواني الكامل مع صورة حديثه !!
وأخيرا اتصلت بعميد الجامعة فأخبرني سكرتيره الشخصي بأن السيد العميد مشغول بمهمة أمنية جديدة تهم سلامة الطلبة الأعزاء الغير المشاكسين حصريا !!
فما كان مني إلا أن اتخذ طريقا نيسميا يوصلني لقمة جبل سفين يمر بوديان وشعاب مقفرة إلا من ربايا ( الأسايش ) و ( الباسدران ) فوضعت على رأسي طاقية للإخفاء وصولا لقمة الجبل وحين وطأة أقدامي قمة رأس سفين أسرت بي فرسا إلى حيث الملكوت !!
كان الجو ممطرا وكانت حبات المطر تشبه كريات اللؤلؤ والياقوت سرت في دروبا وطرقا معّبده بالذهب والمرجان لم تطأها أقدامي من قبل حينها لمحت قصرا منيفا خط على واجهته عبارة ( من هنا مر زردشت ) !!
طرقت الباب منتظرا
بغتة انفتحت باب القصر فإذا بفتاة كانت آية من الجمال الملكوتي تكاد أن تغشي أبصار ناظريها حيث كانت تعبق منها راحة العنبر !
سألتني ... من أنت ؟
قلت لها صديقا لزردشت
قالت ولكن زردشت ذهب مع الرب بنزهة برفقة شهداء كردستان ثم استدركت قائلة غير أنه ترك رسالة لمحبيه يقول فيها ... . طوبى لقاتليه !!؟
تسألت بدهشة ..... عفا عن قاتليه ؟!!
قالت بلى !!
تسألت .... ومن تكونين أنت ؟
قال أنا زوجته !
قلت ولكن له الكثير من الحبيبات والصديقات والمعجبات اللواتي ينتظرن قدومه عند سفوح جبال كردستان و على مقاعد الدراسة !
أبتسمت وقالت أحمل لهن مني ومنه السلام !
ثم اختفت !!