فلوس ورقص ودعارة..
كباريهات سوريا شكل تاني!!
محيط : "تموت الحرة ولا تأكل بثدييها".. هل تتذكرون هذه العبارة التي كدنا ننساها بسبب ندرة استخدامها، حيث بات العري والرذيلة أقصر الطرق للوصول إلى المال، وهذا ما لوحظ انتشاره في كثير من البلدان العربية ومن بينها سوريا التي سجلت مؤخرا أعدادا كبيرة في ضبط قضايا الدعارة والخروج عن الآداب بالملاهي الليلية "الكباريهات" التي تحفل بمئات الراقصات الروسيات اللاتي هن على أتم الاستعداد ليس للأكل بالثدي فقط بل ما دون ذلك أيضا.
ولم تجر الرياح السورية كما اشتهت تلك الراقصات، حيث أصدرت وزارة الداخلية السورية قرارها الذي حمل الرقم "81" ليكون هذا القرار بمثابة تصدي لعمل هؤلاء حيث نصّ على أنه: "لا يجوز لأي شخص من السوريين أو غير السوريين، سواءً العرب أو الأجانب مزاولة المهن الفنية إلا إذا كان مسجلاً في نقابة الفنانين وحاصلاً على عقود عمل من النقابة".
في الملاهي
الراقصة الروسية نتالي تحدثت عن تجربتها لتؤكد أنها تعمل بملهىً ليلي سوري مع فرقة للرقص الاستعراضي منذ حوالي ثلاثة شهور، ولم تخفِ نتالي فرحها بالعمل في سورية مبررة ذلك بالعمل المريح، بالإضافة إلى المردود المادي الكبير الذي تجنيه من عملها هذا، بحسب التحقيق الذي أجرته الصحفية خلود شحادة ونشرته شبكة دي برس السورية.
مهنة التمريض التي امتهنتها في بلدها تحولت في سورية إلى عمل بالرقص الاستعراضي تقول نتالي: "كنت ممرضة في روسيا وقررت المجيء إلى سوريا بسبب ما سمعته عن العمل المريح والمغريات المادية وخاصة أني أعيش ظروفاً معيشيّة سيئة، وأرغب بالعمل لمدة طويلة في سورية غير أنّ نقابة الفنانين حددت عملنا لمدة 6 شهور فقط".
عمل الراقصات بدمشق لا يخلو من الكثير من الإجراءات التي تقيد إقامتهنّ فيها يقول رئيس مكتب العقود في نقابة الفنانين: "مضمون القرار "81" يؤكد أنه ينبغي على النقابة تقديم طلبات استقدام الفنانات غير السوريات إلى جهات عدة ، وبعد الموافقة تقوم النقابة بمخاطبة إدارة الهجرة والجوازات للحصول على مهمة دخولهن مرفقة بقائمة أسماء أصحاب العلاقة وصور جوازات سفرهم، بالإضافة لإجراء الفحوصات الطبية التي تؤكد خلوّهنّ من أيّة أمراض سارية أو معدية".
وتتفق جميع الراقصات على أنّ العمل بالرقص مريح ومربح، حيث أنّ مدّة 35 أو 40 دقيقة من الرقص كفيلة لتحصل على أكثر من 6000 ليرة سورية تقول روزا وهي راقصة سورية : "أعمل منذ حوالي السنة وأعتمد على موهبتي التي أطورها بشكل دائم، ولم أقم بأي دورة للرقص، اخترت مهنة الرقص كونها مريحة وذات مردود مادي كبير".
العوز المادي هو احد مسببات عملهن بهذه المهنة وفقا ل "بلال عرابي"الباحث بعلم الاجتماع حيث يقول: " الأسباب التي دفعت الفتاة إلى هذه المهنة هو تعرضها لظروف اجتماعية سيئة من فقر وحرمان أدى بها للبحث عن وسيلة سهلة ومريحة للثراء، فهذه الفتاة لم تجد ما تتاجر به أفضل من حركات الجسد مع العلم بان المرأة تستطيع العمل في مجالات عدة "
زحمة راقصات
عمل الراقصات الأجنبيات لم يرق للكثيرات من نظيراتهن السوريات حيث بدأن وكما تقول "نورا" وهي إحدى الراقصات السوريات يأخذن مكانهنّ في العديد من الأندية والملاهي الليلة.
وعلى الرغم من القرار الذي أصدرته وزارة الداخلية والذي حدد سن عمل الفتاة في الملاهي والمرابع الليلية بـ 18 إلا أنه يوجد في بعض الملاهي فتيات دون سن 18 وهؤلاء من "النّور" يقومون بأداء الرقص النوري، يقول أبو خالد وهو والد لأربع "حجيات" يعملنّ في الكازينو وجميعهنّ دون السن القانوني: "يبدأ عملهن الساعة الثانية عشرة ليلاً وينتهي الساعة الخامسة صباحا ًويختلف أجرهن من يوم ليوم تبعا للمردود المادي الذي يجنيه المحل وأكد أبو خالد بان بناته يؤدون الرقص والدبكة فقط دون أن يقوموا بأي أعمال أخرى مثل الجلوس على الطاولات مع الزبائن أو حضور حفلات خاصة مؤكداً أنه من المستحيل أن تذهب ابنته لوحدها إلى الملهى فهو يرافقها بشكل دائم أو بصحبة الأخ أو الأم.
تحرش واستغلال
جميع الراقصات ودون استثناء يتعرضن للاستغلال والاضطهاد وكما يقول المقدم "نضال غياض" رئيس قسم الأخلاقية بفرع الأمن الجنائي بريف دمشق: "أسمع عن الاضطهاد الذي يتعرضن له من قبل الوكيل الذي يستقدمهن للعمل، كالتأخر في دفع أجورهن أو بالتقليل من هذا الأجر، بقصد الموافقة على تنفيذ رغباته وأوامره،يقول:" لكن عندما أوجه لهن أسئلة عن هذا الاضطهاد يمتنعن عن الإجابة وينكرنّ ذلك، والسبب هو خوف غير مبرر من هذا المستثمر".
الاستغلال الذي تحدث عنه غياض أكدته روز بقولها: "الراقصات يتعرضنّ لاستغلال من قبل صاحب المحل، متبعاً شتى الوسائل والسبل للحصل على مراده"، غير أنها وحسب زعمها لم تقدم أي تنازل في عملها لا لصاحب المحل ولا لأي أحد من الزبائن، وعندما تتعرض لأي محاولة استغلال ستغادر المكان إلى مكان أخر.
"لين الشام" إحدى الراقصات السوريات وعلى الرغم من عملها في الملاهي الليلية إلا أنها تؤكد أن الملهى الليلي هو وسط ومكان فاسد يحوي كماً كبيراً من الساقطين والساقطات حيث كل شيء مباح وبلا حدود، وتنتقد لين زميلاتها اللواتي يتفاخرون بأنهن لا يرقصنّ إلا بملاهي الخمس نجوم تقول لين: "إن ملهى النجمة والعشر نجوم جميعها هابطة المستوى ومعظم زبائنها غير المحترمين".
ما ذهبت إليه لين أكده أبو شادي صاحب أحد الملاهي الليلية بريف دمشق حيث يقول: "أغلب الزبائن من مستويات اجتماعية متدينة كاللصوص، المقامرين، النصابين والمحتالين وتجار المخدرات والقوادين، كما أنهم لا يقومون بأي مجهود في سبيل الحصول على المال فهم يجنون الكثير بلا تعب ولا عناء، ولا يكترثون بالأموال التي تذهب هباءً.
شبكات اصطياد
لا تخلو حفلات الملاهي الليلية من مقتنصي الفرائس حيث تؤكد "لين الشام" أن عملها جاء بمحض الصدفة عندما كانت في حفلة مع صديقاتها وقامت بالرقص فشاهدها أحد متعهدي الراقصات الذي أثنى على رقصها وعرض عليها العمل كراقصة كونها تتقن الرقص ببراعة، فوافقت على عرضه بدافع حبها للرقص وعن طريقه اتبعت دورة للرقص في هامبورغ لمدة 9 أشهر، لتعمل بعدها راقصة في العديد من البلدان العربية في فنادق البحرين والأردن ومصر والكويت.
أما "عواد" الذي أدمن السهر في النوادي والملاهي الليلية فلا يتوانَ عن اصطياد الزبائن حيث يختارهم من الفتيان قليلي التجربة من عمر 16 إلى الـ25، ثم يصطحبهم إلى بيتٍ للدعارة يحتوي الكثير من الراقصات السوريات والعربيات".
ما يقوله عواد أكده العقيد غياض بقوله: "عند مداهمتنا لبيوت الدعارة نصادف بعض الراقصات من جنسيات تونسية ومغربية وعراقية يمتهنن الدعارة متسترين بمهنة الرقص أما الأجنبيات لم نصدفهم أبداً، عموما الدعارة من اكثر الجرائم التصاقا بالراقصات" .
الدكتور بلال عرابي ربط الرقص بالبغاء بقوله: "إن نظرة المجتمع السلبية للراقصة تكمن في كون التعري مرفوض وينظر الناس لكل فتاة ترقص بانها تتعرى وتتمايل بقصد اغراء الرجال ودفعهم لممارسة الرذيلة، لذلك ينظر بدونية لكل فتاة تمارس الرقص وقد يرفض الرجل الزواج من الراقصة لما سيتعرض له من انتقادات في هذا المجتمع التي ستؤثر في بيت الزوجية".
مدمنون على الملهى
قائمة الإدمان التي تحتوي على العديد من الآفات كتعاطي المخدرات والكحول أو حتى المقامرة لم تخلوُ من لإدمان على السهر في الملاهي والمرابع الليلية، حيث تزدحم هذه الملاهي بأناس لا يستطيعون التخلف ولو ليومٍ واحد عن السهر، يقول "أبو فهد" وهو نزيل دائم في ملاهي الغوطة: " أن دخول الملهى يؤمن ويحقق لهم الشعور بالقوة والعظمة فيشعر أنه مالك ومسيطر على المكان بكل مافيه، فالملهى أشبه بغابة فالذي يدفع و"يفت" أكثر هو القوي والمسيطر وتكون التحيّات له أكبر، وراقصات الملهى جميعهن يحمنّ حوله والمستفيد الأكبر دائماً هو الراقصة ومن خلفها صاحب الملهى".
إدمان الملاهي أجبر أحمد ذو السبعة عشر ربيعاً على سرقة نقود ومصاغ عمّته حتى لا يتخلّف ولو يوماً عن ارتياد الكازينو، لينتهي أمره خلف قضبان السجن بعد أنّ قبض عليه وهو يقوم "بفت" النقود على أجساد الراقصات.
بدون تعليق
إحصائيات نقابة الفنانين أكدت أن عدد الراقصات تجاوز الألف راقصة في ريف دمشق لعام 2010 فيوجد راقصات من جنسيات مختلفة "تونس والجزائر والمغرب ولبنان وأوكرانيا وروسيا وملدوفيا" وبلغ عدد الراقصات الأجنبيات حوالي180 والعرب بحدود 400 راقصة غير أن العدد في تفاوت ويزداد في الموسم الصيفي، حيث تحدد النقابة الحد الأدنى لاستيعاب الملاهي والمرابع السياحية بـ"60" عارضة للمرابع الاستعراضية و"70" عارضة للملاهي.
http://moheet.com/show_news.aspx?nid=383146&pg=28