الجمعة، 04 حزيران/يونيو 2010، آخر تحديث 23:30 (GMT+0400)
شبح "راشيل كوري" يقض مضاجع إسرائيل!
تقرير: عبدالحليم حزين
تقرير: عبدالحليم حزين
السفينة راشيل كوري.. سميت بذلك تيمنا باسم الناشطة الأمريكية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في خضم الأحداث التي أعقبت الهجوم الإسرائيلي على سفن أسطول الحرية، وما نجم عنه من مقتل وإصابة العشرات، وبعد ما يزيد على سبع سنوات على "اغتيال" ناشطة السلام الأمريكية راشيل كوري، بواسطة بلدوزر عسكري إسرائيلي، ها هو شبحها يعود من جديد، متحدياً إسرائيل، وهذه المرة بالوقوف أمام بوارجها، وليس أمام بلدوزر عسكري.
فخلال أقل من 24 ساعة، أعلنت السفينة "راشيل كوري"، وهو اسم السفينة الذي جاء تيمناً بالناشطة الأمريكية، والتي كان مقرراً أن ترافق "أسطول الحرية"، ولكنها انطلقت من إيرلندا بعد تأخير جراء عطل فيها، أنها تتجه نحو قطاع غزة وهي محملة بالمساعدات الطبية والإنسانية.
وبدأت "راشيل كوري" تتقدم ببطء نحو المنطقة، بعد أن أعلنت أنها مصرة على التوجه نحو قطاع غزة، رغم قيام الجيش الإسرائيلي بمهاجمة سفن "أسطول الحرية"، مما أسفر عن مقتل عدد من النشطاء.
وخلص اجتماع وزاري للحكومة الإسرائيلية مساء الجمعة، إلى عدم السماح للسفينة الأيرلندية بالوصول إلى قطاع غزة، بل وصدرت أوامر إلى سلاح البحرية باعتراض السفينة واقتيادها إلى ميناء أشدود.
ونقلت الحكومة الإسرائيلية رسالة إلى ركاب السفينة، المزمع وصولها إلى شواطئ غزة خلال ساعات، مفادها أنها "غير معنية بأي مواجهة، ولا تريد السيطرة على السفينة بواسطة قوات كوماندوز، لكنها مصممة على عدم السماح لأي سفينة باختراق الطوق البحري على قطاع غزة.
وأكد مصدر مسؤول "استعداد إسرائيل لدراسة طرق أخرى، لمعاونة سكان غزة وتسهيل إجراءات نقل البضائع إليهم"، وفقاً لما نقلت الإذاعة الإسرائيلية في أعقاب اجتماع المنتدى الوزاري السباعي، برئاسة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
وفور الإعلان عن انطلاق السفينة "راشيل كوري" في طريقها إلى غزة، صرح مسؤولون إسرائيليون بأنهم لن يسمحوا لأي سفينة باختراق الحصار المفروض على القطاع، بل ورجحت مصادر عسكرية أن تعاود البحرية الإسرائيلية الكرة ذاتها مع السفينة الأيرلندية، لمنعها من الوصول إلى قطاع غزة.
وتقل "راشيل كوري" 19 شخصاً من جنسيات مختلفة، بما فيهم أفراد الطاقم، أصبحت الآن على بعد نحو 170 ميلاً عن غزة، وترفض الموافقة على تحويل وجهتها إلى ميناء "أشدود" الإسرائيلي، أو "العريش" المصري.
وفي حال مواصلة "راشيل كوري" طريقها إلى غزة، متحدية إسرائيل، فإن الأخيرة ستقع في "ورطة"، فهي إذا لم تتمكن من منع السفينة من الوصول إلى غزة إلا بالقوة، قد تجد نفسها في مأزق مشابه للمأزق الذي وقعت فيه مع السفينة التركية "مرمرة"، والذي أدى الاستيلاء عليها بالقوة إلى مقتل 9 أشخاص من المتضامنين الدوليين وإصابة نحو 30 آخرين بجروح.
لكنها إن سمحت للسفينة بذلك، ولم تعترضها، فإن هذا يعني أن سفن المساعدات الأخرى ستظل تتدفق على القطاع، ما يعني إنهاء الحصار الذي تفرضه إسرائيل على غزة منذ سنوات.
كذلك فإن التساؤل المطروح هو: هل تمنع إسرائيل "راشيل كوري" من دخول المياه الإقليمية للقطاع، خلال وجودها في المياه الإقليمية، الأمر الذي قد يثير اتهامات لها بممارستة للقرصنة، أم أنها ستمنعها من ذلك بعد دخولها المياه الإقليمية لغزة؟
لكن من الواضح أن القائمين على السفينة لن يقفوا عند التهديدات الإسرائيلية، فقد صرح رامي عبده، عضو الحملة أن السفينة راشيل كوري "ستواصل سيرها باتجاه السواحل الفلسطينية ولن ترضخ للتهديدات والتحذيرات الإسرائيلية، التي تتوعدها في حال الوصول إلى المياه الإقليمية الفلسطينية، المتوقع في غضون اليومين المقبلين."
وأكد عبده أن "السفينة تتوجه إلى قطاع غزة، وليس إلى المياه الخاضعة لسيطرة إسرائيلية"، مشدداً على أن منظمي ائتلاف أسطول الحرية، "لا يلقون بالاً للتهديدات الإسرائيلية، على الرغم من المجزرة التي ارتكبت بحق باقي سفن أسطول الحرية."
إصرار كل طرف على تنفيذ ما وعد به، يؤرق بالتأكيد الإسرائيليين، ولذا بادروا بالاتصالات مع الجهات المختلفة من أجل ثني الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة عن خططها المعلنة، ومن هنا جاءت الاتصالات الإسرائيلية مع الجانب الإيرلندي.
إلا أن إيرلندا طالبت إسرائيل بعدم اعتراض السفينة، غير أن التصريحات الإسرائيلية كانت واضحة فيما يتعلق بمنع أي سفينة من الاقتراب من غزة.
كذلك أعلنت إسرائيل أنها مستعدة لاستقبال أي سفينة من سفن المساعدات إلى غزة في ميناء أشدود، أو توجيه السفينة إلى مدينة العريش المصرية، مشددة على أنها لن تسمح للسفن بالوصول إلى ميناء غزة.
وهكذا فإن إسرائيل قد تجد نفسها في مواجهة جديدة مع "راشيل كوري"، بعد المواجهة الأولى التي أودت بحياة الأخيرة، وكأن شبحها يقول "لقد تم اغتيالي مرة، فهل سيتم اغتيالي ثانية؟"
والخميس، أعلنت "الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة" عن بدء تجهيز قافلة بحرية جديدة، تحمل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، أطلقت عليها اسم "أسطول الحرية 2"، وقالت إن الأسطول "الضخم" سيبدأ التحرك باتجاه القطاع الفلسطيني في غضون الأسابيع القليلة القادمة.
كما نفت الحملة الأوروبية، إحدى الجهات المؤسسة لائتلاف "أسطول الحرية"، الأنباء التي ترددت عن تراجع السفينة "راشيل كوري"، عن إكمال رحلتها إلى قطاع غزة، مؤكدة أن هذه أنباء "عارية عن الصحة"، بعد تقارير أفادت بأن السفينة الأيرلندية أوقفت رحلتها بعد تحذيرات من الجانب الإسرائيلي.
http://arabic.cnn.com/2010/middle_east/6/4/rachel.corrie_ghost/index.html