بسم الله الرحمن الرحيم
روي عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) أنه أخذ بيد الزهراء(عليها السلام) وقال: (من عرف هذه فقد عرفها ومن لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمد وهي بضعة مني وهي قلبي وروحي التي بين جنبي، فمن آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله) (الفصول المهمة لابن الصباغ 128)
يشرفنا أن نزف أزكى التهاني وأسمى التبريكات إلى الإمام المهدي المنتظر(عج)، بولادة امه الزهراء البتول (عليها السلام)، كما نبارك لعموم شيعتها ومحبيها في أرجاء المعمورة، بالمناسبة العطرة.. داعين الله عزّ وجلّ أن يرزقنا شفاعة ابيها المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) وشفاعتها يوم لا ينفع مال ولا بنون... وننتهز المناسبة لتسليط الضوء على جوانب من حياتها المشرقة.
1: حظيت الزهراء (عليها السلام) بالرعاية الالهية التي عبرت عنها آية التطهير (إنما يُريد الله ليُذهب عَنكُمُ الرجس أهل البيت ويُطهركم تطهيراً)، فكان ذلك تتويجاً من الله تبارك وتعالى لها ودليلاً على سمو شخصيتها ورسوخ إيمانها.
2: تميزت (عليها السلام) بحب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ورعايته، فكان إذا سافر (آخر عهده بإنسان، فاطمة، وأول من يدخل عليه إذا قدم فاطمة)(أحمد / 21329).
وسئل عن أحب أهله إليه فقال: (فاطمة بنت محمد) تقديراً لها لفناء ذاتها في الله تعالى.
3: كانت (عليها السلام) أشبه الناس بأبيها (صلى الله عليه وآله وسلم) في هديه وسمته، فعن عائشة (أنّها قالت ما ريت أحداً كانَ أشبه سَمتاً وهدياً ودَلا برسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) من فاطمة كرم الله وجهها كانت إذا دخَلت عليه قام إليها فأخذ بيدها وقبّلها وأجلسها في مجلسهِ وكان إذا دخل عَليها قامت إليه فأخذت بيده فقبّلته وأجلسته في مجلسها) (أبو داود 4540).
4: كانت (عليها السلام) مُنذ صغرها تدافع عن صاحب الرسالة الخاتمة وتذب عنه أعداءه المشركين فبينما (النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يُصلي عند البيت وأبو جهل وأصحاب له جلوس إذ قالَ بعضهم لبعض أيكم يسلى جزُور بني فلان فيضعهُ على ظهر محمد إذا سجدَ فانبعث أشقى القوم فجاء به فنظر سجدَ النبي صلى الله عليه وسلم وضعَهُ على ظهرهِ بين كتفيه وأنا انظرُ لا أُغني شيئاً لو كان لي منَعَةٌ قال فجعلُوا يضحكون ويحيلُ بعضهم على بعض ورسولُ الله صلي اللهم عليه وسلم ساجداً لا يرفع رأسهُ حتى جاءته فاطمة فطرحت عن ظهرهِ فرفعَ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) رأسه ثمّ قال اللهمّ عليكَ بقُريش ثلاث مرات فشق عليهم إذ دعا عليهم قال وكانوا يرون أن الدعوة في ذلك البلد مُستجابة..)(البخاري حديث 240)
كما اختتمت حياتها بالدفاع عن خط الاسلام الأصيل متحملة في ذلك انواع المحن والرزايا التي أحاطت بها وامتدت إلى ما بعد وفاتها واستمرت لحد الآن حيث نعيش غياب قبرها وخفاءه.
وختاماً.. ندعو الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا وعموم المسلمين للسير على هدي الرسول وآله الكرام(صلى الله عليه وآله وسلم) والاقتداء بهم في السراء والضراء، وأحياء أمرهم وذكراهم، كما يجدر بنساء المسلمين التمعن في إبعاد شخصية الزهراء (عليها السلام) واستلهام المُثل والكمال من سيرتها لتكون نبراساً ومشعلاً لهن في عالم غدا يفترس المرأة ليجردها من كيانها الإنساني ويحولها إلى سلعة رخيصة.
مكتب
سماحة المرجع الديني الكبير
السيد الحكيم (دام ظله)