«بيـت الحبايب» .. عمل وطني جديد لكاظم الساهر
الدستور - محمود الخطيب
أصدر المطرب كاظم الساهر عملا غنائيا وطنيا جديدا بعنوان "بيت الحبايب" من الحانه وكلمات الشاعر الكبير كريم العراقي وتولى توزيعه موسيقيا الدكتور فتح الله احمد ، وحملت الأغنية فكرا موسيقيا مختلفا ، كعادة الساهر في تقديم اعماله الغنائية وتأتي بعد اربع سنوات من اخر اعماله الوطنية (يا وطني يسعد صباحك) التي اصدرها في العام 2006 ضًمن فيلم وثائقي رشح للاوسكار حينها.
وتدور فكرة الاغنية الجديدة حول اشتياق العراقيين من مختلف الطوائف والمنابت والاصول لبلدهم المحتل الجريح ، ويدعو الساهر في العمل "حسب احمد الشامي مشرف صفحته الرسمية على الفيس بوك" الى وحدة العراقيين واجتماعهم وعدم تفرقهم ، والى نبذ العصبية والطائفية ليعود جو الحب والاخاء والتسامح والهدوء الى العراق.
واضاف الشامي: علاوة عن ابداع الساهر موسيقيا في ترجمة افكار ورؤية كريم العراقي ، كان لفريق العمل المعاون للساهر اثر واضح في تكامل الأغنية اخراجيا حيث قام بهندسة الصوت ايهاب نبيل و تامر حسن واشرف على تنفيذ الأغنية بدر السامرائي.
الساهر في جديده "المتوقع تصويره" يُدخل صوت المطرب الكبير الراحل ناظم الغزالي في بداية الأغنية مغنيا "اي شيء في العيد اهديك يا ملاكي" ، كجو استماع من الراديو لعراقيين يجلسون في مقهى قديم ، يتبعه صوت مطرب المقام العراقي الراحل محمد القبنجي مناجيا "بغداد.. بغداد" ، ليقول الساهر بصوته: اذا ضاع العراق فلا حياة ولاشمس ولا قمر هناك ، لتكتمل مقاصد الساهر في وحدة طوائف العراق في نهاية تمهيد الاغنية في غناء صلاح حميد "احد اعضاء كورال فرقة الساهر" بالعربية: "بغدادي وأصلي عراقي" ليُردد تاليا نفس المقطع غناء: الدكتور فتح الله احمد باللغة الكردية والتركمانية ، والمطرب صباح الصناطي باللغة الاشورية.
ليدخل الساهر في جو الأغنية موسيقيا بصوته ، شاديا:
(أهلك وين يا بيت الحبايب؟ ، شافوا ظيم واتحملوا مصايب ، صبر ايوب يشرب من صبرنا ، شبيدينا عالزمن الماله صاحب؟ ـ أهلك وين ياعيني يا دادا؟ ، جمر انفاس صدرك عالوسادة ، ليلهُ جحيم المفارق بلاده ، تعال وبوس راس امك ياغالي).
ينتقل الساهر بعدها بين محافظات ومدن العراق ، مناجيا اهله واخوانه ، بأن يلبوا نداء وطنهم للوحدة والحب ، قائلا:
(أهلك وين بصرة لو رمادي؟ ، لو اربيل لو بالناصرية؟ ، الحلة الكوت العمارة السماوة؟ ، لو تكريت لو بالسليمانية؟ ، من ديالى ولا كربلائي؟ ، نجف ودهوك ولا الديوانية؟ ، إبن كركوك والموصل ينادي ، المهم مكتوب عراقي بالهوية).
ويؤكد الساهر في غنائه ان العراق الحر بالنهاية هو من يجمع ابنائه ، مذكرا بعظمة تاريخ العراق واثره ، مغنيا:
(العراق الحر مبدأنا وابونا ، الأم بغداد ام كل المذاهب ، بإذن الله يجمع شملنا ، يابو النهرين ياشيخ الكواكب) ، ليختم الساهر اغنيته بموال يناجي فيه وطنه بتأثر:
(رعاك الله يا وطني رعاك ـ الى اين التفت معي اراك ـ صديقي بل حبيبي وابن امي ـ وعطر وسادتي الأولى شذاك ـ كنوز الأرض تعجز ان تساوي ـ رغيف العز تحملهُ يداك) ،
ليعود الساهر: معلنا تخوفه من تشرذم ابناء الوطن الواحد ، مؤكدا:
(اذا ضاع العراق فلا حياة ولاشمس ولا قمر هناك).
امتزاج الساهر بموسيقاه وصوته وعاطفته الجياشة مع أشعار المبدع كريم العراقي ، اخرج للجمهور عملا غنائيا متكامل الأضلاع ، حيث تساوى احساس الطرب بشجاعة الكلمة برهافة الحس الموسيقي ، للخروج بعمل يبقى في ذاكرة الجمهور المعني بهذا الشكل من الغناء ، ليكون له مكان في مكتبة الأغنية العربية القيمة.