الاثنين، 31 أيار/مايو 2010، آخر تحديث 20:22 (GMT+0400)
تركيا: لن نقف مكتوفي الأيدي وما جرى لطّخ جبين التاريخ
متظاهرون يحرقون علم إسرائيل في الأردن
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- وصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في حديث صحفي عبر الهاتف من تشيلي الهجوم الإسرائيلي علي أسطول الحرية بأنه "إرهاب دولة،" مؤكداً أنه قرر العودة لتركيا لمناقشة كيفية التعامل مع ما وصفه بـ"الهجوم الإسرائيلي الوحشي علي أسطول الحرية."
وطالب أردوغان بنقل الجرحى والقتلى على الفور إلى تركيا، وطمأن اليهود الموجودين في بلاده بأن سياسة أنقرة "عقلانية تحترم كافة المواطنين وتتكفل بحمايتهم، وإن كان قد أكد أنها "لن تقف مكتوفة الأيدي" أمام ما حدث، بينما قال نائبه، بولنت أرنك، إن قتل الناشطين بهذه الصورة "لطّخ بالدماء جبين التاريخ الإنساني."
علمت CNN أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قام بإلغاء موعد كان سيجمعه مع الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، في البيت الأبيض الثلاثاء، وقرر العودة إلى إسرائيل من كندا التي وصلها الاثنين، وذلك في أعقاب ردود الفعل الغاضبة التي اجتاحت العالم بعد اقتحام القوات الإسرائيلية "لأسطول الحرية" وقتل ناشطين على متن سفنه.
من جانبه، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، في حديث لـCNN، إن الجامعة طلبت عبر لبنان الذي يرأس حالياً مجلس الأمن عقد جلسة مباحثات للمجلس في وقت لاحق اليوم، للتباحث بما وقع للسفن، واصفاً مزاعم إسرائيل بوجود عناصر من تنظيم القاعدة على متن السفن بأنها "دعاية كاذبة لا يمكن تصديقها، أطلقتها إسرائيل لإخافة العالم."
ورداً على سؤال حول المواضيع التي ستطلب الجامعة العربية مناقشتها قال موسى إن المباحثات ستشمل ما جرى على متن السفن وقتل الناشطين، إلى جانب البحث في "مضمون الرسالة الإسرائيلية" على حد تعبيره، والتي قال إنها تشير إلى أن الحصار سيستمر على قطاع غزة، ولن يوقفه أي شيء."
بدورها، قال الرئاسة المصرية إن الرئيس محمد حسني مبارك "تابع اعتراض البحرية الإسرائيلية لسفن المساعدات الإنسانية المتجهة إلى غزة، وإذ يستنكر الرئيس مبارك لجوء إسرائيل للاستخدام المفرط وغير المبرر للقوة وما أسفر عنه من ضحايا أبرياء فانه يؤكد تضامن مصر شعبا وحكومة مع أهالي غزة ويعاود تأكيد أن المصالحة الفلسطينية هي الطريق لرفع الحصار وإنهاء المعاناة الإنسانية لسكان القطاع."
أعرب الناطق باسم البيت الأبيض، بيل بورتون، عن "أسف" الرئاسة الأمريكية لما جرى على متن "أسطول الحرية" المتجه إلى غزة فجر الاثنين، قائلاً إن الولايات المتحدة "تنظر بأسى لسقوط قتلى وجرحى وهي تعمل على محاولة فهم الظروف التي أحاطت بهذه الفاجعة."
ومن الجانب الإسرائيلي، قال ناطق باسم الجيش طلب من CNNعدم ذكر اسمه، إن قوات الكوماندوس كانت تخطط للتعامل "سليماً، مع سفن الأسطول، وليس "مهاجمتها" وعرض صندوقاً يضم مجموعة من الأسلحة البيضاء، بينها سكاكين وكرات حديدية وأدوات معدنية مدببة زعم أنها كانت بحوزة الناشطين. بينما اتهم عنصر إسرائيلي شارك بالعملية مجموعة تضم 30 ناشطاً يتحدثون العربية بمهاجمة القوة الإسرائيلية ومحاولة أسر عناصرها.
وتابع المسؤول بالقول: "لم نذهب إلى هناك لمحاربتهم، ولكنهم هم من جاء إلينا لقتالنا.. هذه كانت رحلة إرهابية،" كما أشار إلى وجود سبعة جرحى في صفوف قوات الكومندوس الإسرائيلية، بينهم جندي بحالة الخطر.
وبحسب المصدر، فإن خمس سفن كانت ضمن الأسطول استسلمت دون مواجهة، بينما اقتصرت المعارك وعمليات إطلاق النار على سفينة "مرمرة."
وتحدث أحد عناصر الكومندوس الإسرائيلي قائلاً: "تعرضنا للهجوم من قبل من كانوا على متن المركب ما إن اقتربنا منهم خلال نزولنا عن الحبال، وقد ضربونا بالسكاكين والقطع المعدنية، كما تعرضنا لإطلاق نار ."
وأضاف: "حاول النشطاء القبض على بعضنا وأخذهم رهائن إلى الطبقات الدنيا من السفينة، وقد اضطر عناصر الكومندوس إلى إلقاء أنفسهم بالمياه للنجاة من الأسر،" ولفت إلى أن المجموعة التي شنت الهجوم مكونة من 30 ناشطاً يتحدثون العربية.
حزب دايلينك يسأل عن مصير نوابه.
وفي سياق ردود الفعل الدولية أيضا، قال حزب "دايلينك" الألماني اليساري إن ثلاثة من عناصره كانوا على متن السفينة "مرمرة" التي وقعت فيها المواجهة الأعنف، وهم أنيتا غروث وإينغ هويغر ونورمان بايخ، وهم جميعاً من نواب الحزب في البرلمان، وقد فشلت جميع المحاولات للاتصال بهم.
الأمم المتحدة تعبر عن صدمتها
عبرت الأمم المتحدة الاثنين عن "صدمتها" لمقتل عدد من نشطاء السلام على أيدي القوات الإسرائيلية خلال عملية الاستيلاء على سفن "أسطول الحرية" التي كانت في طريقها إلى قطاع غزة لتقديم مساعدات إنسانية للفلسطينيين فيس القطاع، وحثت إسرائيل على عدم اتخاذ أي إجراءات إضافية من شأنها تعريض حياة المدنيين للخطر.
في أنقرة، دعت تركيا مجلس الأمن الدولي إلى عقد جلسة طارئة لمناقشة القضية، واستدعت سفيرها لدى تل أبيب، وفقاً لما نقلته وكالة أنباء الأناضول التركية.
وأعلن وزير الخارجية أحمد داود أوغلو في مقابلة مع قناة الأخبار التابعة لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون التركية أنه سيتم سحب السفير التركي لدى إسرائيل كرد فعل على الهجوم الذي تعرضت له سفن المساعدات الإنسانية المتوجهة إلى فلسطين.
وأفاد الوزير التركي إنه على اتصال دائم مع وزراء خارجية مواطني الدول الأخرى المتواجدين في القافلة وكانت وزارة الخارجية قد نشرت في وقت سابق اليوم بيانا بشأن الاعتداء الذي تعرضت له سفن المساعدات الإنسانية المتوجهة إلى فلسطين.
الأمم المتحدة تدين
عبرت الأمم المتحدة الاثنين عن "صدمتها" لمقتل عدد من نشطاء السلام على أيدي القوات الإسرائيلية خلال عملية الاستيلاء على سفن "أسطول الحرية" التي كانت في طريقها إلى قطاع غزة لتقديم مساعدات إنسانية للفلسطينيين في القطاع.
فيليبو غراندي، المفوض الدولي العام لإغاثة وتشغيل اللاجئين قال: "نحن نأمل بتوضيح أن مثل هذه الأحداث المأساوية كان يمكن تفاديها لو أن إسرائيل استجابت لنداء المجتمع الدولي المتكررة بإنهاء الحصار الجائر وغير المقبول لقطاع غزة."
وقال منسق الأمم المتحدة الخاص للشرق الأوسط، روبرت سري: "لقد صدمنا بشأن التقارير التي أشارت إلى سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين على متن القوارب التي تحمل إمدادات لغزة أثناء إبحارها في المياه الإقليمية."
تبريرات إسرائيلية
من ناحيتها، وزارة الخارجية الإسرائيلية قالت على لسان نائب وزير الخارجية، داني إيالون، إن سفن أسطول الحرية عبارة عن استفزاز وتجاوز وهي سابقة خطيرة من شأنها أن تهدد استقرار المنطقة، واتهم النشطاء على متن السفن باللجوء إلى العنف أولاً.
وأكد إيالون أن "السفن التي شاركت في القافلة الدولية كانت تحتوي على أسلحة وأن الجنود الذين شاركوا في عملية الاستيلاء عليها واجهوا أعمال عنف من جانب الركاب"، وفقاً للإذاعة الإسرائيلية.
وقال في مؤتمر صحفي إنه "لم يكن باستطاعتنا السماح للسفن بالوصول إلى القطاع لأن مثل هذه الخطوة كانت ستفسر وكأنها سابقة خطيرة تعقبها محاولات لنقل وسائل قتالية إلى قطاع غزة."
استدعاء سفراء إسرائيل بالدول الغربية
من ناحية ثانية، استدعت خارجية كل من تركيا والسويد وإسبانيا السفراء الإسرائيليين المعتمدين لديها احتجاجاً على الهجوم الإسرائيلي على سفن الأسطول.
ففي ستوكهولم، استدعي السفير الإسرائيلي لدى السويد إلى مقر وزارة الخارجية، علماً بأن 11 شخصاً من ركاب إحدى السفن الست المشاركة في الأسطول هم مواطنون سويديون، بينهم عضو في البرلمان السويدي.
وقالت متحدثة باسم الخارجية السويدية في تصريح لـCNN إن الوزارة دعت وزير الخارجية الإسرائيلية إلى لقاء حول الحادث، موضحة أنها لا تستطيع تقديم مزيد من التوضيحات الآن بشأن هذا الاجتماع.
وفي بروكسل أعربت وزيرة الخارجية للاتحاد الأوروبي، كاترين اشتون، عن أسفها العميق إزاء سقوط قتلى في عملية الاستيلاء الإسرائيلية على السفن الست، وطالبت بإجراء تحقيق مستفيض في ظروف هذه العملية والسماح فورا بنقل الإمدادات الإنسانية إلى قطاع غزة.
أما فرنسا فقالت إن لا شيء يبرر اللجوء إلى كل هذا العنف.
وزارة الخارجية البريطانية قالت إنها تحاول الحصول على مزيد من المعلومات حول العملية الإسرائيلية ضد أسطول الحرية.
وقال مكتب الوزارة في لندن: "نحن مدركون لتقارير وسائل الإعلام حول الحادث.. إن المسؤولين في سفارتنا (لدى إسرائيل) يسعون للحصول على توضيحات حول الحادث.
اليونان تقطع مناورات مشتركة مع إسرائيل
استدعت وزارة الخارجية اليونانية السفير الإسرائيلي لديها، وأعلنت عقب لقائه تأجيل زيارة قائد القوات الإسرائيلية المشتركة إلى اليونان.
كذلك أعلنت أثنيا أنها قطعت المناورات العسكرية المشتركة الحالية التي يشارك فيها سلاح الجو الإسرائيلي واليوناني، والتي كانت قد بدأت المناورات الأسبوع الماضي وكان من المقرر أن تستمر حتى الثالث من يونيو/حزيران.
وفي الأثناء، انتقد وزير الخارجية البلجيكي، ستيفن فانيكر، الهجوم الإسرائيلي على "أسطول الحرية" التضامني المتجه إلى قطاع غزة، وفقاً لهيئة الإذاعة والتلفزة التركية.
وقال فانيكر الاثنين في تصريحات للتليفزيون البلجيكي "رتبف" إن الوسيلة المستخدمة تبدو غير متناسبة، موضحاً: "يوجد استخدام للعنف يدعو للأسف بشدة."
وفي الأثناء استدعت الخارجية الدنماركية السفير الإسرائيلي لديها.
الجامعة العربية تدين
عربياً، دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، إلى عقد اجتماع عاجل لمجلس الجامعة الثلاثاء "للنظر في الجريمة الشنعاء التي اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في حق المدنيين العزل وسقوط العديد من القتلى والجرحى من المشاركين في قافلة "أسطول الحرية."
وأدانت جامعة الدول العربية في بيان لها بشدة "العمل الإرهابي الذي اقترفته قوات الاحتلال الإسرائيلي والذي يؤكد بكل جلاء الطبيعة العدوانية لإسرائيل واستخفافها بكل القواعد والقوانين الإنسانية والدولية."
من جانبه أكد نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، السفير أحمد بن حلي، أن الجامعة العربية ستتخذ "الموقف العربي الواجب اتخاذه لمواجهة العدوان الإسرائيلي عقب الجريمة الشنعاء التي اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي."
وقال في تصريحات له بمقر الجامعة العربية إن "إسرائيل قطعت شوطا خطيرا في إثارة التوتر في المنطقة فهي دولة مارقة الآن تمارس القرصنة ولذلك لا بد للمجتمع الدولي أن يتحرك."
وفي رام الله، دعا رئيس الوزراء الفلسطيني، سلام فياض، الاثنين، المجتمع الدولي إلى "إدانة الجريمة التي ارتكبتها إسرائيل بحق المتضامنين على متن أسطول الحرية، والتحرك الفعال لرفع الحصار عن قطاع غزة."
وقال، في بين متلفز "إن قوات الاحتلال الإسرائيلي أقدمت فجر اليوم، على ارتكاب جريمة بحق المتضامنين الدوليين والفلسطينيين على متن أسطول الحرية، والذين كانوا يحاولون بطرق سلمية إيصال المساعدات الإنسانية، وفك الحصار الظالم الذي تفرضه إسرائيل على أبناء شعبنا في قطاع غزة. وقد أدت هذه الجريمة إلى سقوط عدد كبير من الضحايا بين قتيل وجريح."
إسرائيل تحذر رعاياها من السفر لتركيا
رداً على التطورات المصاحبة لاستيلاء الجيش الإسرائيلي على سفن "أسطول حرية"، أصدر مكتب وزارة الخارجية الإسرائيلي تحذيراً للإسرائيليين من مغبة السفر إلى تركيا، طالباً ممن ينوون السفر إليها تأجيل خططهم بهذا الشأن.
كما دعا الإسرائيليين الموجودين في تركيا حالياً البقاء في أماكنهم وتجنب الظهور العلني في مراكز المدن.
وفي الأثناء، قرر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعد ظهر اليوم قطع جولته الخارجية والعودة إلى البلاد فورا لمتابعة التطورات الناجمة عن استيلاء قوات جيش الدفاع على قافلة السفن التي كانت تتجه إلى غزة.
وكانت مصادر سياسية رفيعة في القدس قد دعت نتنياهو قبل ذلك إلى العودة إلى البلاد، حتى إذا كان ذلك يعني إلغاء اجتماعه المقرر في واشنطن مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بحسب الإذاعة الإسرائيلية.
الأردن ومصر يستدعيان السفراء
نقلت الإذاعة الإسرائيلية خبراً من القاهرة مفاده أن الخارجية المصرية استدعت سفير إسرائيل في القاهرة، يتسحاق ليفانون في أعقاب عملية الاستيلاء على السفن، مشيرة إلى أن المتحدث باسم الخارجية المصرية استنكر العملية الإسرائيلية.
وكان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي قد أدان في وقت سابق أعمال القتل التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية صباح الاثنين على متن إحدى السفن التابعة لقافلة "أسطول الحرية" التي كانت متجهة إلى غزة بهدف كسر الحصار الإسرائيلي المفروض عليها.
في عمان، استدعت وزارة الخارجية الأردنية القائم بالأعمال الإسرائيلية وأبلغته احتجاجها، وأدان "الجريمة النكراء التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية فجر الاثنين باقتحام قافلة الحرية الإنسانية المتجهة إلى قطاع غزة" والتي كانت تحمل مساعدات إنسانية وطبية إلى أهل القطاع المحاصر من قبل إسرائيل.
وبين أن السفارة الأردنية في تل أبيب أبلغت الحكومة الإسرائيلية احتجاجها بأشد العبارات ضد هذه الجريمة المدانة والمستنكرة، كما قامت وزارة الخارجية باستدعاء القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية في عمان وسلمته رسالة احتجاج شديدة اللهجة تؤكد رفض وإدانة الأردن واستنكاره للجريمة التي اقترفتها قوات البحرية الإسرائيلية ضد القافلة ومطالبة الحكومة الإسرائيلية بضمان سلامة وامن وحقوق المواطنين الأردنيين وعودتهم سالمين إلى ارض الوطن.
وفي الإمارات، أدانت الخارجية الإماراتية الهجوم الإسرائيلي الذي وصفته بـ"الاعتداء الإجرامي وغير الإنساني الذي ارتكبته إسرائيل ضد قافلة الإغاثة الإنسانية" مشيرة إلى أنه يشكل انتهاكاً صريحاً للقانون الدولي.
http://arabic.cnn.com/2010/middle_east/5/31/israe_reactions/index.html
عدل سابقا من قبل وليد محمد الشبيبي في الإثنين 31 مايو 2010, 12:48 pm عدل 1 مرات