الاستاذ حسين ال درويش
نفحات إيمانية من كرامات الإمام الرضا (ع) !!!
يقترن تعريف الكرامة عادة بتعريف المعجزة .. نظرا للتدخل بينهما .. فيقال:
المعجزة هي الأمر الخارق للعادة الذي يأتي به النبي من الأنبياء ( ع) على سبيل التحدي والمواجهة.. وأما الكرامة هي أمر خارق للعادة غير مقترن بفعل التحدي.. يقول السيد الطباطبائي " رضوان الله عليه " :
" يحكى عن كثير من صلحائنا من أهل الدين أنهم نالوا خلال مجاهداتهم الدينية كرامات خارقة للعادة وحوادث غريبة اختصوا بها كتمثل أمور لأبصارهم لا يراها غيرهم ومشاهدة أشخاص أو وقائع لا تدركها حواس من سواهم واستجابة دعاء وشفاء مريض لا أمل في شفائه .. والنجاة من الأخطار بطرق غير متعارفة ... "
فالكرامة في الواقع ..لا يمكن أن تظهر إلا لأسباب مهمة جدا ودواع عقلانية ذات فوائد عظيمة على المستوى الفردي والعام وتجري بمشيئة إلهية وربانية وحكمة لا يعلمها إلا رب العالمين فهو أعلم وأدرى بحال ومصالح عباده.
ولهذا كان لأئمتنا العظام (ع) كرامات كثيرة في حياتهم وبعد مماتهم تؤكد على أحقية مكانتهم المقدسة بين المسلمين ومقامهم الرفيع عند الله تعالى .. ولكن سوف نذكر شيئا يسيرا من كرامات الإمام الرضا (ع) : عن الحسين بن موسى بن جعفر بن محمد العلوي قال : كنا حول أبي الحسن الرضا (ع) ونحن شبان من بني هاشم إذ مر علينا جعفر بن عمر العلوي وهو رث الهيئة فنظر بعضنا إلى بعض وضحكنا من هيئة جعفر بن عمر .
فقال الرضا (ع) : لترونه عن قريب كثير المال كثير التبع . فما مضى إلا شهر أو نحوه حتى ولي المدينة وحسنت حاله فكان يمر بنا ومعه الخصيان والحشم . وروي الحاكم النيسابوري بسنده أن الإمام الرضا (ع) نظر إلى رجل فقال له : يا عبد الله أوصي بما تريد واستعد لما لابد منه فمات الرجل بعد ذلك بثلاثة أيام .
وفي إحدى الأيام مر يحي بن خالد البرمكي في منى وهو مغطى وجهه من الغبار فقال أبو الحسن الرضا (ع) عندما رآه : مساكين هؤلاء لا يدرون ما يحل بهم في هذه السنة.. فكان من أمرهم ما كان . وروي بكر بن صالح قال: أتيت الرضا (ع) وقلت له إن امرأتي حامل فادع الله أن يجعله ذكرا فقال: هما اثنان فقلت أسمي واحدا والآخر عليا فدعاني وردني وقال: سم واحدا عليا والأخرى أم عمرو.. فقدمت الكوفة فولدت لي غلاما وجارية فسميت الذكر عليا والأنثى أم عمرو كما أمرني وقلت لأمي : ما معنى أم عمرو ؟ قالت: جدتك كانت تسمى أم عمرو.
وعن أبي حبيب النباجي أنه قال : رأيت رسول الله (ص) في المنال وقد وافى النباج ونزل في المسجد الذي ينزل الحجاج في كل سنة وكأني مضيت إليه وسلمت عليه ووقفت بين يديه فوجدت عنده طبقا من خوص نخل المدينة فيه تمر صيحاني وكأنه قبض قبضة من ذلك التمر فناولني فعددته فكان ثماني عشرة تمرة فتأولت إني أعيش بعدد كل تمرة سنة .. فلما كان بعد عشرين يوما كنت في أرض تعمر بين يدي للمزرعة إذ جاءني من أخبرني بقدوم أبي الحسن الرضا (ع) من المدينة ونزوله ذلك المسجد ورأيت الناس يسعون إليه . فمضيت نحوه فإذا هو جالس في الموضع الذي كنت رأيت في النبي (ص) وتحته حصير مثل ما كان تحته (ص) وبين يديه طبق خوص فيه تمر صيحاني فسلمت عليه .. فرد السلام علي واستدعاني فناولني قبضة من ذلك التمر فعددته فإذا عدده مثل ذلك العدد الذي ناولني رسول الله (ص) .. فقلت له : زدني منه يا ابن رسول الله . فقال (ع) : لو زادك رسول الله لزدناك .
وعن محمد بن حفص قال : حدثني مولى العبد الصالح أبي الحسن موسى ابن جعفر (ع) قال : كنت وجماعة مع الرضا (ع) في مفازة فأصابنا عطش شديد ودوابنا حتى خفنا على أنفسنا . فقال لنا الرضا (ع) : ائتوا موضعا وصفه لنا فإنكم تصيبون الماء فيه . قال : فأتينا الموضع فأصبنا الماء وسقينا دوابنا حتى رويت وروينا ومن معنا من القافلة ثم رحلنا فأمرنا (ع) بطلب العين فطلبناها فما أصبنا إلا بعر الإبل ولم نجد للعين أثرا . ويروي أن رجلا من ولد الأنصار أتى إلى الإمام الرضا (ع) وقال له : أتحفك بتحفة لم يتحفك أحد بمثلها ففتح صندوقا كان بيده فيه سبع شعرات فقال الرجل : هذا شعر النبي (ص) . فنظر إليها الإمام الرضا (ع) فأخذ منها أربع شعرات وقال: هذه من شعر رسول الله (ص).فشك الرجل في قلبه من تصرف الإمام (ع) بأنه كيف ميز الشعر فأراد الإمام (ع) أن يخرجه من الشك والشبهة فوضع الشعرات الثلاثة المتبقية على النار فاحترقت ثم وضع الأربعة فلم تحترق فتيقن الرجل وفرح.
وقد روي أن رجلا من خراسان جاء إلى الإمام الرضا (ع) وقال له : يا ابن رسول الله (ص) رأيت رسول الله (ص) في المنام كأنه يقول لي : كيف أنتم إذا دفن في أرضكم بعضي واستحفظتم وديعتي وغيب في ثراكم نجمي ؟ قال الرضا (ع) : أنا المدفون في أرضكم وأنا بضعة من نبيكم وأنا الوديعة والنجم . وعن الحاكم النيسابوري البيع بسنده قال أن الرضا (ع) قال : إني مقتول مسموم مدفون بأرض غربة أعلم ذلك بعهد عهده إلي أبي عن أبيه عن آبائه عن رسول الله (ص) ألا فمن زارني في غربتي كنت أنا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة .. ومن كنا شفعاؤه نجا ولو كان عليه مثل وزر الثقلين .
وعن الإمام علي الهادي بن الإمام محمد الجواد بن الإمام علي الرضا (ع) قال : " من كانت له إلى الله حاجة فليزر قبر جدي الرضا (ع) بطوس وهو على غسل وليصل ركعتين ويسأل الله تعالى حاجته في قنوته فإنه يستجاب له ما لم يسأله في مأثم أو قطيعة رحم .
وإن موضع قبره لبقعة من بقاع الجنة لا يزورها مؤمن إلا أعتقه الله من النار وأدخله دار القرار ".