سيرك مونت كارلو العالمي يقدم عروضه في البصرة
سيرك مونت كارلو
بعد نحو 50 عاما على قدوم أول سيرك إلى البصرة وتقديم عروضه في موضع تعبئة محطة وقود المفتية حاليا، إذ قدم السيرك الهندي عروضا في ستينات القرن الماضي ، لم يزل يتذكرها الذين عاصروا تلك الفترة، وهم بالتأكيد لم ينسوا ذلك الهندي البارع الذي أخفقت الشبكة في التقاطه وفقد أثرها حياته، ...وقتها كانت البصرة لم تزل عروسا تغمس أصابعها كل صباح بحناء الفاو، وتستحم في الظهيرة بظلال شط العرب وتزفها إيقاعات الخشابة والهوية واالاغاني الحارة القادمة من مجاهل إفريقيا وشواطئ المحيط الهندي كل ليلة، وربما في موجة عاتية للحنين إلى الماضي، أو محاولة للخلاص من مهيمنات الوضع الحالي من مخاوف أمنية ، وتقاليد جديدة حكمت المجتمع البصري منذ 2003 تمثلت في تراجع المدينة عن موقعها الحضاري وانتشار سلوكيات جديدة طارئة غريبة على المدينة وأهلها، كانت تجهد في نشر "ثقافة" الويل والثبور وتقارع كل ما هو حضاري وجميل وحميمي بأعذار شتى، فأصبح الفن والأدب لعنة، وأصبحت مثل هذه المتع البريئة خروجا ومروقا وكفرا، ورغم كل هذا فكر احد البصريين في التطلع إلى أمام أو إحياء ما اعتقد الكثيرون انه مات وانقضى، أو ارتكاب مغامرة جريئة، لم يفكر بها أحد قبله، وقام بجلب سيرك مونتو كارلو العالمي في البصرة ، قائلا هي تجربة فريدة الهدف منها إظهار الوجه المشرق للمحافظة والخروج من مهيمنات الهواجس الامنية لدى الأهالي والمستثمرين كما أرى أنها ومحطة جديدة لرسم الفرحة على وجوه البصريين وخصوصا الأطفال منهم ، وقد واجهنا صعوبات جمة في تحقيق هذا الحلم ، فقد جهدنا كثيرا لإقناع كادر السيرك بالمجيء إلى البصرة بسبب المخاوف الامنية".
وأضاف ميثم الأحمد "يتكون كادر السيرك من نحو 29 عضوا من جنسيات مختلفة ايطالية، وأوكرانية، وجيكية وكولومبية، سيستمر
العرض لمدة 40 يوما ".
وتابع " لم نفكر بالجانب التجاري في هذه الخطوة ، بل بالعكس أن أجور السيرك نحو 500 ألف دولار وهذا الرقم لا نتوقع تحقيقه ، ولكن كان تفكيرنا منصبا على إظهار مدينتنا بمظهر المدينة الآمنة لنقل هذه الصورة إلى الخارج لتشجيع الشركات والمستثمرين بالاستثمار في البصرة، فمن المعروف ان لا استثمار دون استقرار امني"
واستطرد "كذلك أردنا أن "نعوض البصريين عقود الحرمان التي عانوا منه طويلا ، ونرسم البسمة من جديد على شفاه مدينة عشقت الآداب والفنون وكل ما يمت إلى الحياة والخير بصلة".
ووسط المدينة حيث يشهق سرادق السيرك موازيا فندق مناوي باشا الذي ينتصب ليس بعيدا عن جسر الخورة ، يتوافد الأهالي مصطحبين أطفالهم في جوقات عائلية يطوقها الفرح والحبور ويهرعون إلى شباك التذاكر للحصول على مقاعدهم قال وصفي يوسف موظف 35 عاما كان يصطحب نحو خمسة من الأطفال وخمس فتيات "جئنا لرؤية السيرك فأطفالنا ونسائنا لم يشاهدوا أي سيرك سابقا بل كانوا يسمعون به ويرونه في التلفزيون والسينما".
وأضاف " اصطحبت أطفالي وأطفال أخي وزوجتي وأخواتي، فهي فرصة أرجو أن تتكرر، فهؤلاء لم يشاهدوا شيء في حياتهم".
وتابع "اشعر أن هواء جديد يهب على المدينة يذكرنا بما كان آباؤنا وأمهاتنا يتحدثون عنه عن سالف أيام البصرة".
في الداخل الأحمر هو اللون الطاغي المقاعد الستائر الأضواء، الموسيقى نحو 1500 مقعد قد شغلت تماما ، الجميع في انتظار العروض ، والوجوه يكسوها طابع احتفالي شربها بحمرة الأضواء، الموسيقى تتلاطم بغنج وعذوبة وأحيانا بعنف كموجات البحر، قال سعد حيدر 60 عاما متقاعد الذي كان يجلس الى جانب زوجته وثلاث فتيات "اشعر بأن ذاكرتي ترجع الى الوراء الى ستينات القرن الماضي حيث تعرفنا على السيرك لأول مرة إذ عسكر في المفتية سرك هندي لأشهر عديدة، تمتعنا بعروضه لعدة مرات".
وأضاف "كنت في نحو العاشرة من عمري، وقد اصطحبني والدي معه لأول مرة، وبعدها ذهبت مع أصدقائي مرات ، وكان سعر التذكرة 60 فلسا أما الآن فهي ب 150000 دينار ".
وتابع "وقد شعرت بحزن شديد حينما سقط احد لاعبي الجمباز والكروباتك من شاهق فقد حياته أثرها، فقد كانت الشهور التي قدم فيها السيرك عروضه في البصرة ، كفيلة بأن تشعرنا بالآصرة مع كادر السيرك".
وتعالت صيحات المنتظرين من كل صوب، فقد أعلن عن بداية العرض، وبدأت الموسيقى ترتفع بصخب لافت، طغى على أصوات الأطفال واليافعين ، وأنشدت العيون نحو جوقة عارضي فقرات السيرك.
سيرك مونت كارلو
بعد نحو 50 عاما على قدوم أول سيرك إلى البصرة وتقديم عروضه في موضع تعبئة محطة وقود المفتية حاليا، إذ قدم السيرك الهندي عروضا في ستينات القرن الماضي ، لم يزل يتذكرها الذين عاصروا تلك الفترة، وهم بالتأكيد لم ينسوا ذلك الهندي البارع الذي أخفقت الشبكة في التقاطه وفقد أثرها حياته، ...وقتها كانت البصرة لم تزل عروسا تغمس أصابعها كل صباح بحناء الفاو، وتستحم في الظهيرة بظلال شط العرب وتزفها إيقاعات الخشابة والهوية واالاغاني الحارة القادمة من مجاهل إفريقيا وشواطئ المحيط الهندي كل ليلة، وربما في موجة عاتية للحنين إلى الماضي، أو محاولة للخلاص من مهيمنات الوضع الحالي من مخاوف أمنية ، وتقاليد جديدة حكمت المجتمع البصري منذ 2003 تمثلت في تراجع المدينة عن موقعها الحضاري وانتشار سلوكيات جديدة طارئة غريبة على المدينة وأهلها، كانت تجهد في نشر "ثقافة" الويل والثبور وتقارع كل ما هو حضاري وجميل وحميمي بأعذار شتى، فأصبح الفن والأدب لعنة، وأصبحت مثل هذه المتع البريئة خروجا ومروقا وكفرا، ورغم كل هذا فكر احد البصريين في التطلع إلى أمام أو إحياء ما اعتقد الكثيرون انه مات وانقضى، أو ارتكاب مغامرة جريئة، لم يفكر بها أحد قبله، وقام بجلب سيرك مونتو كارلو العالمي في البصرة ، قائلا هي تجربة فريدة الهدف منها إظهار الوجه المشرق للمحافظة والخروج من مهيمنات الهواجس الامنية لدى الأهالي والمستثمرين كما أرى أنها ومحطة جديدة لرسم الفرحة على وجوه البصريين وخصوصا الأطفال منهم ، وقد واجهنا صعوبات جمة في تحقيق هذا الحلم ، فقد جهدنا كثيرا لإقناع كادر السيرك بالمجيء إلى البصرة بسبب المخاوف الامنية".
وأضاف ميثم الأحمد "يتكون كادر السيرك من نحو 29 عضوا من جنسيات مختلفة ايطالية، وأوكرانية، وجيكية وكولومبية، سيستمر
العرض لمدة 40 يوما ".
وتابع " لم نفكر بالجانب التجاري في هذه الخطوة ، بل بالعكس أن أجور السيرك نحو 500 ألف دولار وهذا الرقم لا نتوقع تحقيقه ، ولكن كان تفكيرنا منصبا على إظهار مدينتنا بمظهر المدينة الآمنة لنقل هذه الصورة إلى الخارج لتشجيع الشركات والمستثمرين بالاستثمار في البصرة، فمن المعروف ان لا استثمار دون استقرار امني"
واستطرد "كذلك أردنا أن "نعوض البصريين عقود الحرمان التي عانوا منه طويلا ، ونرسم البسمة من جديد على شفاه مدينة عشقت الآداب والفنون وكل ما يمت إلى الحياة والخير بصلة".
ووسط المدينة حيث يشهق سرادق السيرك موازيا فندق مناوي باشا الذي ينتصب ليس بعيدا عن جسر الخورة ، يتوافد الأهالي مصطحبين أطفالهم في جوقات عائلية يطوقها الفرح والحبور ويهرعون إلى شباك التذاكر للحصول على مقاعدهم قال وصفي يوسف موظف 35 عاما كان يصطحب نحو خمسة من الأطفال وخمس فتيات "جئنا لرؤية السيرك فأطفالنا ونسائنا لم يشاهدوا أي سيرك سابقا بل كانوا يسمعون به ويرونه في التلفزيون والسينما".
وأضاف " اصطحبت أطفالي وأطفال أخي وزوجتي وأخواتي، فهي فرصة أرجو أن تتكرر، فهؤلاء لم يشاهدوا شيء في حياتهم".
وتابع "اشعر أن هواء جديد يهب على المدينة يذكرنا بما كان آباؤنا وأمهاتنا يتحدثون عنه عن سالف أيام البصرة".
في الداخل الأحمر هو اللون الطاغي المقاعد الستائر الأضواء، الموسيقى نحو 1500 مقعد قد شغلت تماما ، الجميع في انتظار العروض ، والوجوه يكسوها طابع احتفالي شربها بحمرة الأضواء، الموسيقى تتلاطم بغنج وعذوبة وأحيانا بعنف كموجات البحر، قال سعد حيدر 60 عاما متقاعد الذي كان يجلس الى جانب زوجته وثلاث فتيات "اشعر بأن ذاكرتي ترجع الى الوراء الى ستينات القرن الماضي حيث تعرفنا على السيرك لأول مرة إذ عسكر في المفتية سرك هندي لأشهر عديدة، تمتعنا بعروضه لعدة مرات".
وأضاف "كنت في نحو العاشرة من عمري، وقد اصطحبني والدي معه لأول مرة، وبعدها ذهبت مع أصدقائي مرات ، وكان سعر التذكرة 60 فلسا أما الآن فهي ب 150000 دينار ".
وتابع "وقد شعرت بحزن شديد حينما سقط احد لاعبي الجمباز والكروباتك من شاهق فقد حياته أثرها، فقد كانت الشهور التي قدم فيها السيرك عروضه في البصرة ، كفيلة بأن تشعرنا بالآصرة مع كادر السيرك".
وتعالت صيحات المنتظرين من كل صوب، فقد أعلن عن بداية العرض، وبدأت الموسيقى ترتفع بصخب لافت، طغى على أصوات الأطفال واليافعين ، وأنشدت العيون نحو جوقة عارضي فقرات السيرك.